دماغي أحترق متحولاً إلى رماد والغبار تطاير

254 46 13
                                    

رواية 48 ساعة || البارت السابع عشر

الراوي كريس || kris pov

الأمطار ُ الغزيرةُ في الخارجِ تبدو كما لو أنها تبللني من الاعلى حتى أخمص ِ قدمي، من ذراعاي لساقاي تغمرني الرطوبة ُ تماما ً.

نظرَ إلي ، تماما ً مثل الشجرةِ في الخارجِ التي تبللها مياه ُالمطر، عيناه ُبدت أنهما تقولان
: " لا تكن حزيناً ، هذا ليس ذنبك "

بدأت دموعي تنهمر ُ للأسفل دون ان استطيع السيطرةَ عليها .

لم استطع رؤية وجهه ، و لا حتى وجهي ، هذا كان النقطة العمياء في ذاكرتي ، غير قادرٍ على العثور على أي شكل أن أتذكر جيداً .

دماغي أحترق متحولاً إلى رماد والغبار ُ تطاير ...~

و يبدو أن شيئا ًما سقط من حافةِ قلبي .

تعثرنا في طريقنا بينما ندخلُ إلى الحمامِ .

ممسكاً أياه ُليقابل الجدار ، داعبتُ و سرحتُ شعرهُ إلى الأسفل بلطف ٍ بيدي .

كنّا صامتين ... فقط تنفسنا كان قوياً .

ليغلق عينيه ببطء، محطما ًالمراة التي فوق المغسلة ِ بقوة ، التقطُ واحدة ًمن الشظايا المكسورة .

شبكتُ يديه خلف ظهره ِ، رأسهُ مال قليلاً للجانب .

نحن ُنتنفس ُ بقوة ٍ ... بلا سيطرة ٍ ...

حتى انخفض معصمه ُ للأسفل بفعل ِ ضغطي عليهِ بالزجاجة.

كل ُ شيء ٍمغلف ٌ بالصمت، ليرفع يدهُ اليسرى ليمسح دموعي ، ثم انخفض للأرض بضعف ٍ.

دمه الحار ُ أخذ يتدفق ُفي كل مكانٍ .

لا شعورياً، كنت أريدُ أن أوقف َ نزيفه ببعض ِالملابس، لكنني نسيتُ، أن هذا الجرح كان بسببي أنا ...~

ومع ذرف الدموع قال
: " كريس، أريد ُأن اعود َ للمنزل "

رفعته ُ للاعلى و حملته إلى غرفة ِالنوم ، وهناك توهج ضوء ٌ من النوافذ ِفرنسية التصميم ، والتي كانت تواجهُ شروق الشمس .

وضعتهُ على السرير، و أحضرتُ كرسياً وجلستُ بجانبه ، مرتباً شعرهُ و ملابسه .

إظهر َ إبتسامة ً مع بعض ِ الأرهاق ِ الذي لا يهزم ، و همس
: " سأنامُ للحظة ٍ"
ثم أغلق عيناه بتاني ...~

بقيتُ اراقب ُ زوج العيون ذاك، لكنهما لم يفتحا مرةً أخرى مطلقا. ..~

جلست بجوار النافذة ، تجمدتُ لوقت ٍ طويل، غير مدرك ٍ أن ما مرت دقائق ٌ أو ساعات...~

48 ساعة : عالم التضحية✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن