البارت السابع

1.4K 96 8
                                    

#انحناءة_الورد
البارت السابع

و بعد عدة اسابيع ... و ورد مستمرة بعملها الذي كان محوره العناية  بابنة السيد نائل .. كان سير عملها غير مرهق .. فتلك الصغيرة غير مُتعِبة البتة  تشترك ببعض الصفات معها .. تحبان المرح الذي كان لا يخلو من يومهما و التنزه بالحديقة .. التي تعشقها ورد .. و قراءة القصص التي تبهج ترف لانها تحب قصص الاميرات و الخيال ... وهذا ما يعجب ورد ايضاً .. ورد لديها روح الاطفال بداخلها بالرغم من الصعاب والمحن التي تقاسيها ..

هذا و  نائل قد انتبه لهذه الورد التي انعشت صغيرته و حررت ما تكبل بداخلها  من روح المرح و التمتع بطفولتها كأي طفل بعمرها ... اثارت اعجابه  لاهتمامها بأدق تفاصيل يوم ترف .. دوائها .. طعامها .. العابها... حركاتها .. المسموح منها و الممنوع .. كله لم يغفل عنها ابداا ..

في هذه الفترة حاولت ورد ان تتحاشى التعاطي معه حفاظاً على كرامتها فقد جرحها اخر مرةً و لم يحترم مشاعرها ابداً  وهي تقبلت ذلك لكونه رب عملها و الاب الذي يتألم لألم ابنته وحيدته  و   لكي  لا تخسر وظيفتها التي كانت بمثابة نافذة صغيرة للعالم الخارجي البعيد عن زوجة خالها وتعسفها لها...  

وصلت للفيلا كأي يوم من ايام عملها هنا ..
التقت بالعم جميل الذي كان يسقي الحديقة .. سلمت عليه ( السلام عليكم عم جميل..)
ردّها بحنان و ( وعليكم السلام ابنتي .. جمعتك مباركة و طيبة ان شاءالله يغدقك الرحمن بالعفو و الاحسان ..)
تنبهت لسلامه المصحوب بكلمة (جمعة) ارتسمت علامات الاستفهام على محياها ثم قالت له ( ماذا .. عم جميل اليوم جمعة..؟؟؟؟؟)

اجابها بابتسامةً تحيطها خطوط الكهولةِ ( نعم يا ابنتي .. اليوم جمعة و الجو رائع ايضاً)

شكرته وتمنت له يوم طيب واخذت تدور لتخرج من حيث دخلت وهي تشتم نفسها بسرها و تلعنها ( اين بالك .. نسيتي ان اليوم جمعه وهو عطلتك يا حمقاء .. ) يوم الجمعة هو عطلتها الوحيدة بالاسبوع لم تكن متلهفة لها كأي شخص يعمل  خلال الاسبوع ستة ايام متتالية لانها و ببساطة لا ترى ان  احداً ينتظرها لتخرج معه او احداً يجالسها ليستمع لها فقد رات ان عملها اكثر راحة من منزلها ...

تمشي بهوادة مكتفةً يديها حول خصرها متململة وكأنها تأبى الرجوع لمنزلها فقط تريد ان يضيع الوقت ...

ركب سيارته الجيب المركونه في كراج الفيلا وهو يبتسم لترف التي تجلس بالمقعد الذي بجانبه فهو  قد وعدها ان يخرجا معاً بنزهة في يوم عطلته الوحيد بالاسبوع ..

ارتدى نظارته السوداء التي زادته من وسامة و ايضاً تليق  بملامح الحدة التي تكتسي وجهه دائماً ...
انتبه للفتاة التي تمشي بخطى ثقيلة لم يرى وجهها لكنه عرفها من قامتها و ملابسها التي كانت لا تملك الكثير منها فقلّما كانت تغير بها ..
وهو من النوع اللمّاح لتفاصيل من يكون امامه من اول مرة ..

انحناءة الوردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن