البارت الثامن

1.5K 104 8
                                    



تنبهت من شرودها على صوت ترف التي خرجت من مضمار اللعبة تنادي والدها .. الذي كان مشدوهاً بلؤلؤتي عينها 
مسحت دموعها و نزلت تركع امام ترف قائلة بحنو .. ( حبيبتي هل استمتعتي ..؟)
هزّت ترف رأسها ايجاباً و عينيها تلتمع سعادة ...

افاق نائل من ثمالته لعينيها لينزل بجسده   ارضاً حتى يكون بمستواهما  وعينيه تشع   بوميضٍ غريب لم يكن موجوداً سابقاً..

ثم سأل ترف  برقة  و عينيه تجوب ازقةَ عيني ورد .. فاليوم وجد بهما لغزاً حيّره لم يكن قد وجده سابقاً .. كبريقٍ يشعُ بخفوتٍ ثم يختفي  لينبض قلبه بتسارع لاختفائه ...
( ما رأيك ان نركب عجلة الهواء و معنا ورد ايضاً  ...؟)
همتفت ترف بسعادة و مرح ( هييييه عجلة الهواء ... ورد انها كبيررة و تدور .. بابا اريد ان نركب عربة لونها احمر  )
ضحك نائل  لعفوية ترف المفرطة .. مشوا ثلاثتهم الى مضمار عجلة الهواء.. هتفت ترف بسعادة ( بابا بابا ... اريد بالوناً احمراً ..)
اجابها( حسناً ابقي مع ورد هنا ولا تبرحي مكانك .. اتفقنا )
اشترى بالوناً لترف و اخذ  يمشي بأتجاهما يرمقهما بنظرات حانية مبتسم للصورة التي نسجها خياله له  سعادة  ابنته و ابتسامتها التي لم تبرح ثغرها منذ مجيء ورد وذوباانهما معاً جعله ممتناً لتلك الورد بل حتى وجد نبضةً خائنةً لوعوده القديمة قد انتفضت من بين جدران قلبه جعلته  يعيش بخيال ان عائلته مكتملة وان ابنته وجدت اماً و حضناً افتقرت له لسنين.. احب هذه الفكرة ..
ركبوا سوية بعربة لونها حمراء كما ارادت ترف .. العربة بمقعدين متقابلين تسع لشخصين..
جاء عامل كابينة آلة التحكم باللعبة التي امتلئت عرباتها  كلها. قائلاً ( سيدي لو سمحت هل يمكن لهاتين الفتاتين  ان تركبا بعربتكما فالعجلة امتلئت عرباتها و لا يوجد عربة شاغرة وهما لا يمكنهما انتظار دور كامل  ) اشار للفتاتين اللتان تقفان بجانبه  و قد تحمستا لموافقته للركوب ..

اشفق على حماسهما فقال و ابتسامة شقية ظهرت على وجهه الوسيم ..و عينيه على ورد التي تناشدانه بالنفي ..( نعم فلتركبا .. لا مانع لدينا ..) ظلت ورد متسمرة بمكانها لا تريد ان تنهض فكرت  ان تجلس بجانبها احداهما  و الاخرى بجانب نائل .. لم تبرح مكانها ابداً .. ركبتا الفتاتان و نظرة استجداء منهما لورد حتى تفرغ لهما المقعد .. اشاحت  بنظرها عنهما ببلادة وكأنها لم تفهم ما عنيا بنظرتهما
.. لم يتدخل نائل  ...فقط ابتسامته الشقية تلتمع بين ملامح وجهه..
هتف عامل الكابينة بحدة ( هيا اجلسا لاغلق الباب ..)
نظرت احداهما لورد باستجداء ( سيدتي هل يمكنك ان تجلسي بجانب زوجك فانا اخاف و اريد  ان تجلس اختي بقربي ؟)
اتسعت ابتسامة نائل ونظرة خبيثة اطلت من عينه كان معناها ( لا مفر من الجلوس بقربي )
نظرت لهما بغضب ارادت ان تتكلم قاطعها عامل الكابينة( سيدتي اجلسي  بقرب زوجك و ابنتك و دعي المقعد لهما هكذا ستحل الامور)
انتفضت بغضب تقف لتخزرهما بحدة ...
جلست بجانب نائل و بينهما ترف التي تصفق فرحاً و تهتف ( هيييه  هييييه سنطير )
كان المكان ضيق و خشونة جسد نائل تفوق المكان الذي جلس به فرفع يده ليحيط ظهر المقعد فلامست يداه اكتاف ورد بغير قصد ...
اشتعلت وجنتاها احمراراً و حرارة تخرج من اذنيها ..
تحركت العجلة و كان دورانها سريع نسبياً .. ورد لم يعجها الركوب لولا الحاح ترف التي كانت امنيتها الركوب بعربة حمراء معها فهي ليست من هواة الالعاب و المغامرات ..
احست بدوار خفيف و برودة  باطرافها ..
زادت سرعة العجلة لتزيد نبضات قلبها .. و صراخ احد الفتاتان قد اربكها اغمضت عينيها بقوة متمتمة بصوت خفيض ( ستنتهي ... ستنتهي )
وضعت يديها التي مال لونها للبياض على جبهتها و شحب وجهها ..

توقفت العجلة عن دورانها لينزلو راكبيها   تدريجياً حسب الدور وكان دورهم فتحت الباب لتخرج الفتاتان اولاً و من بعدهم ورد التي احست بثقل كبير برجليها و دوران و الم معدة مبرح..

انحناءة الوردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن