مُقدّمة

5K 240 17
                                    

Rosaline

ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﻮﻟﻲ ﺗﻌﻤّﻪ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ، المنزل، الثانوية.. كل شئ، ﻓﻮﺿﻰ ﺍﻋﺘﺪﺗﻬﺎ و صارت جزءا من حياتي.

تُوفيّ والداي فقامت صديقة أمي السيدة صوفيا بأخذي معها إلى أمريكا و الإعتناء بي، إنها سيدة حنون و طيبة القلب عكس زوجها الوقح، يكرهني. أستطيع القول أن الكره متبادل بيننا، أنا أمقته أيضا. تتسألون هل لديهم أبناء؟ لا. لذلك السبب لم يطردني من منزله، َبعْد.

عند بلوغي السابعة عشر ، هدية عيد ميلادي كانت وفاتَ السيدة صوفيا، إنّه لَخبرٌ مؤلِم و قاسي -بعد خبرِ وفات والداي- .

بعد وفاتها ، زوجها لم يتردّد لحظة فاستغلالي، واستغلال راتب والدي الذي تركه لي بعد وفاته بحُجة أنه يحتويني في بيته و"يهتمّ بي".

تفاقمت عليه الديون بسب إفراطه فالشّرب و تعاطي الممنوعات . و كُنت أنا حقيبة الملاكمة لديه، تعرّضت للضرب و التعذيب، و أحيانا ما يَتركني أَبيت أمام المنزل دون سبب. لم أستطع المغادرة أو الهرب بِسبب عدم وجود شخص آخر ألجأ إليه، ليس لدي أقرباء أو حتى أصدقاء في أمريكا .

كان والدي دائما ما يقول لي "ﻗﺪ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎً، عليك أن تهتمِّي بنفسكِ جيدًا، أحبّي نفسكِ و لا تحزني. "

لم أفي بوعدي بأن أكون سعيدة، رغبتي في الحياة باتت مُنعدمة. أنا أكره ذاتي بشدّة، كيف أعيش سعيدة و أنا وحيدة منبوذة ؟ لم أُحِب و لم أُحَبّ من قِبل أحد سوى السيدة صوفيا، لكنّها رحلت هي الأُخرى .

في ليلة ما أفقت على صُراخه المزعج، و ما بثّ في نفسي الرعب صوتُ ضحكات لرجالٍ آخرين معه. لم أعتقد أنه سيصل إلى تلك الدرجة من الحقارة يوماً .

أغلقت باب غرفتي خوفا من أن يُهاجمني، لا أحد يعلم في ما يُفكّر و لِما أحضر معه مجموعة من الحيوانات إلى المنزل.

" روووزالين إ-إفتحي الباب ح-حالاً " . جيّد جدّا، إنّه ثمل .

كانت تلك الليلة القطرة التي أفاضت الكأس، إمّا أن أرضخ له و أُرضي طلباته أم أُحرّر نفسي بِنفسي.

اخترت القرار الثاني طبعا، لم أتردد لحظة في حزم أغراضي، لم آخذ الكثير معي، اكتفيت بملابس للتغيير مع مستلزمات أُخرى، أخذت مُدّخراتي من المال و فتحتُ النافذة، لم تكن الشرفة عالية لذا فالقفز منها سهلٌ جدّا .

.

لا أعلم أين سأتّجه أو لمن سأذهب.
الحل الوحيد : العودة إلى كوريا.
الطريقة : مشيا على الأقدام. أنا أمزح، سأركب الطائرة طبعا .

.

لقد خطّطتُ مسبقا بأنني سأعُود إلى كوريا، جمّعت مُدّخراتي على مدى سنتين أو أكثر لكنني لم أعتقد بأن ذلك اليوم سيأتي بسُرعة.

إنها المرّة الأُولى لي في السفر، أُصبت بالدّوار و أُغمي عليّ مرّتين، هذا مُحرج حقا. الشّكر للشاب الذي يجلس في المقعد المجاور لي، لقد ساعدني على تخطّي "مِحنتي"، إنّه شابٌ ظريف . تحدّثنا كثيرا و تعارفنا جيدا، اسمُه نيكولاس، اتضح أنه يكبرني بثلاثة أعوام و أنّه سيستقرّ في كوريا مع عائلته. انّه محضوض، لديه عائلة. في المُقابل لم أروي تفاصيل حياتي فقد اكتفيت باخباره عن مُعاناتي في العيش بأمريكا .

.

"السيدات والسادة ، مرحبا بكم في مطار أنتشون الدولي، إذا كنتم ترغبون في استخدام الهواتف المحمولة الخاصة بكم ، فمن الآمن الآن القيام بذلك ، وقبل أن تغادرو الطائرة ، تأكدو من أخذ جميع متعلقاتكم الشخصية معكم . نشكركم على اختيار الخطوط الجوية الكورية و بلا بلا بلا " صوتها مزعج إلهي.

" أين ستتجهين الآن ؟ " فاجئني الظريف من الخلف .

"إلهي نيكولاس, لقد أخفتني" قلت بدرامية
" ناديني بِ نيك " غمازة جميلة، نيك.

"فِيم تُفكّرين ؟" أضاف مُتسائلاً .

" ليس لدي مكان أبيت فيه الليلة.." قلت مُمسكة حقيبتي.

" بإمكانك المبيت في منزلنا !"

"لستُ في مجال يسمح لي برفضٍ لمثل هذا العرض المُغري و لكن- "

" لا يوجد لديك حل آخر، روزا" قال نيك مازحًا.

إمّا أن أبيت في منزله مع عائلته أو أبيت في الشارع.

.

و من هنا بدأت حياتي الجديدة. بداية جديدة مع أُناس جُدد و رفيق ظريف و غبي .

Demon In Disguise || OSH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن