ركنَ سيارة جده المتوفي أمام بابِ إحدى السجون حيث ينتظرُ أحدهم، أحداً ضاع لخمسة سنوات دونه والآن سيكون معه ولن يتركه مرة أخرى.. قرر أن يكفر عن أخطائه بحقه.
خرجَ من السيارةِ فور رؤيته لتلك البوابة الحديدية التي فُتحَتْ على مصرعيها بينما حارساً يقف عندها و برجاً يراقب المبنى بأكمله.
بملابسه الصغيرةِ خرج عارجاً بخفة؛ هو لا يصدق بعد إنه قد خرجَ الآن.. حراً طريقاً. لا مزيد من الشجارات، لا مزيد من الآلام، جروح، دموع.. الكثير سيتخلص منه فور خطوه خارج تلك العتبة.
سمعَ كلام الشرطي بجانبِ البوابة ليلتفت له بنظرة ميتة "أنتَ حر!" تجاهلَ ما قاله ليخطو خارجاً؛ قررَ بدء صفحة جديدة مليئة بالحياةِ تعويضاً للخمسِ الأليمة لكن خططه تبخَّرتْ بعيداً عندما رآه واقفاً قرب السيارة.
بملبسه الأنيق ووقفته كان يحدق به، سارَ أمامه بينما لم ينظر بجانبه حتى.. تخطاه غير مبالياً بصراخِ الأكبر الذي تبعه
"ما الذي تفعله؟ أتيت لإستقبالكَ وأنتَ تفعلُ هذا؟" بحديةٍ دفع يداه المتمسكة بذراعيه هامساً بخمودٍ
"أُتركني!" حاوطه الأكبر من الخلف بعناقٍ دافئ؛ بإشتياق هو عانقه بشدة أكبر "جونغكوكاه؛ عُدْ معي.. أخاكْ آسف إن أخطأ بحقكَ لكن أرجوك لا تقمْ بتجاهلي!"
استنسل نفساً عندما شعر بنفسه يختنق ليكمل "إشتقت لك، حقاً!" تنهدَ الأصغر بينما فكَ ذراعيه عنه متوجهاً نحو السيارة قبلما يتمتم "لا أضمن لك بقاء وجهك الوسيم!"
