أصر زميلي (عادل) أن نقضي تلك الليلة الرهيبة في شقتة كانت الليلة السابقة لامتحان مادة من أصعب مواد الكلية في هذة السنة وربما في كل السنوات الخوف من الرسوب دفعني للاستجابة لالحاحة علي بأن نقضي الليلة في مذاكرة و مراجعة ما فاتنا وإن كنت أعتقد أن مجموع معلوماتنا معا عن المادة لا تكفي حتي لإدراك درجة النجاح شئ ما يدفعنا لتأجيل مذاكرة المواد التي لا نحبها حتي الساعات الأخيرة وتمضي تلك الساعات في رعب و قلق لكن ما حدث لي تلك الليلة كان رعبا مختلفا يسكن (عادل) في الطابق الرابع ولا يوجد في بنايتة الصغيرة مصعد فكان علي أن أصعد السلم حاملا حقيبتي المليئة بالكتب والأوراق علي ظهري وصلت الطابق الرابع فوجدتني الهث من التعب دققت علي باب الشقة وانتظرت حتي يفتح لي (عادل) وأخذت اتسلي بالنظر إلي السلم الذي صعدتة فخيل الي انة اصعب سلم صعدتة في حياتي لم يكن هناك أي شخص يصعد او ينزل ولا صوت في المبني كلة رجعت إلي باب الشقة مرة أخري فاحسست أن هناك من يقف خلف الباب ينظر إلي من العين السحرية تراجعت عن الباب بحركة لا شعورية وأنا أتساءل إن كان (عادل) هو الذي خلف الباب فلماذا لا يفتح مباشرة وهو يعلم أني قادم لة ؟ هل هناك شخص آخر في الشقة ؟ رجعت خطوة أخري نحو السلم وانا ادس يدي في الحقيبة لاخرج هاتفي المحمول لاكلم (عادل) وفي نفس اللحظة انفتح الباب ارتجفت رغما عني عندما أحدث الباب صوتا عجيبا وظهر من خلفة (عادل) ضحك (عادل) وقال: هل افزعتك؟ ادخل تبخر القلق عندما رأيته وإن كنت أحسست بشئ من الانقباض عندما دخلت شقتة علي اليسار كانت هناك غرفة نصف مفتوحة لمحت فيها سفرة فعرفت أنها غرفة الطعام وإلي جوارها غرفة مضاءة الأنوار وفي آخر الشقة غرفة ثالثة لا أري من موضعي أن كانت مفتوحة ام لا ولا أري محتوياتها شئ ما بداخلي كان يدفعني لأن أعتذر لة واهرول هاربا إلي خارج الشقة لكني لم أجد مبررا معقولا لهذا التصرف فلم افعلة وإن كنت أنتظر أي حجة لكي أعود لبيتي فورا رحب بي (عادل) وقادني إلي الغرفة المضاءة حيث كان يجلس محورا فك رموز هذة المادة العجيبة التي سنمتحن فيها بعد اثنتي عشر ساعة فقط قال: جميل انك أتيت هل تعرف ماذا أحضرت لك الليلة؟ حلول كاملة لامتحان العام الماضي ليست حلولا عادية وإنما الحلول النموذجية أخذتها من الطالب الأول علي الدفعة التي قبلنا كان يفتش في الأوراق المتناثرة امامة عن الحلول بينما جلست انا علي مقعد بجوار جهاز الكاسيت ونظرت إلي الشريط بداخلة فوجدتة لعمر دياب فضغطت علي زر التشغيل لعلة يذهب شيئا من الرهبة التي أحس بها منذ جئت خرج (عادل) ليبحث عن الورق في الحلول في الغرفة المجاوره وعاد ممتقع الوجة وقال: يبدو أنني نسيت الورق في المكتبة في آخر الشارع يجب أن أسرع باحضارها قبل أن تغلق المكتبة وإلا سنضيع في هذة المادة حملت حقيبتي وقمت قائلا: سأذهب معك ونحضرها اجلسني بإشارة في يدة وقال: لا تقلق سأذهب انا بسرعة وأحضر الأوراق وبعض المشروبات من البقالة انتظرني هنا وحاول أن تبدأ المذاكرة حتي لا نضيع المزيد من الوقت لم تكن فكرة النزول والصعود مرة أخري علي ذلك السلم الرهيب ممتعة بالنسبة لي لكن بقاءي وحدي في هذة الشقة كانت فكرة مخيفة هممت بالاعتراض لكنة كان قد تناول مفاتيح الشقة واتجة نحو الباب بالفعل فتح الباب وقال وهو يغادر بصوت عال وصلني وانا في الغرفة استمع لعمر دياب واحاول ترتيب الأوراق التي اخرجتها من حقيبتي قال: لا تفتح الباب لأي شخص انا معي المفتاح هل تسمع؟ لا تفتح الباب ابدا وأغلق الباب بعنف لم تكد الأغنية تنتهي حتي سمعت دق الباب دقات سريعة ضعيفة لكنها عميقة وصلتني عندما توقف صوت الكاسيت بين الاغنيتين ولعلها كانت تدق من قبل هذا ولم أسمعها قمت مفزوعا ويحذر اقتربت من الباب ونظرت من العين السحرية ففوجئت بها فتاه صغيرة لم تتجاوز الثامنة تقف مرتبكة أمام الباب وتصدق بإصرار لا ضرر من فتح الباب أنها طفلة صغيرة علي كل حال وهذا ما توهمتة وقتها فتحت لها فقالت فورا وكأنها تعرفني: إذا سمحت يا سيدي هل يمكن ان تفتح لي الباب لأن والدتي تركت لي المفتاح لكني لا أستطيع أن احركة في القفل الثقيل قلت: وأين تسكنين؟ أشارت ببراءة مطلقة إلي السلم الصاعد إلي أعلي فقلت متشككا في اي طابق تحديدا ؟ قالت: في الطابق التالي فوقكم تماما من فضلك تعال معي, حسنا إنها خدمة إنسانية سريعة تركت باب الشقة شبة مفتوحا وصعدت معها فتحت لها الباب بالمفتاح واعطيتة لها فدخلت بسرعة وأغلقت الباب دون كلمة شكرا واحدة فقلت لنفسي أنها ربما لا تجيد التعامل مع الغرباء او لعلها خائفة مني نزلت مسرعا علي السلم لم يستغرق صعودي وفتح الباب ونزولي اكثر من نصف دقيقة لكن عندما لمحت باب الشقة صعقت لم يكن كما تركتة بل كان الباب مفتوح علي مصراعية انا متأكد أنني عندما صعدت مع الفتاة لم يكن هناك أحد علي السلم أو بالقرب من باب الشقة حتي يتمكن من تحريك الباب بهذة السرعة ثم يختفي إلا إذا كان قد اختفي داخل الشقة نفسها دخلت بحذر شديد قائلا:من هناك؟ وعندما وصلت لمنتصف الشقة حدث أمر طبيعي ومناسب جدا لقد انقطع التيار الكهربائي لا اذكر اني تعرضت لموقف كهذا من قبل الشقة مظلمة تماما والباب مفتوح والسلم مظلم أيضا وانا في وسط الشقة لا أعرف إن كان علي آن اغادرها أم انة من الحكمة أن أظل بداخلها هل هناك شخص ما أو أشخاص دخل الشقة في الثواني التي كنت فيها مع الفتاة في الدور العلوي؟ هل هناك آخرين علي السلم سيصعدون الآن ؟ هل هي عصابة من اللصوص وهل الفتاه معهم أم أنها بريئة ووجودها صدفة ساعدت ذلك المجهول الذي فتح باب الشقة علي اخرة هناك احتمال ان يكون عادل يمزح معي لكنة غير وارد إطلاقا خاصة في ليلة الامتحان ثم إن الكهرباء مقطوعة عن المنطقة كلها والظلام مطبق حتي أنة لو كان هناك من يدخل الشقة من الباب في هذة اللحظة فلن أستطيع رؤيته فكرت انة من الأفضل أن اتخلي عن الأفكار التي تبدو سخيفة وأن اتظاهر بأن كل شئ علي ما يرام أغلقت باب الشقة ودخلت أتحسس طريقي إلي الغرفة التي كنت أجلس فيها محاولا إقناع نفسي بأن الهواء هو الذي حرك الباب وفتحة وأن انقطاع التيار الكهربائي مجرد عادة تحدث دائما في ليالي الامتحانات عندما يزيد الضغط علي شبكة الكهرباء بسبب ان جميع البيوت فيها طلبة يذاكرون طوال الليل ثم إن دخولي الي الشقة كان اكثر أمانا من مغادرتها علي الأقل انا بجوار هاتفي المحمول أن حدث آي شئ طارئ ساتصرف تذكرت الهاتف ومددت يدي ابحث عنة تحت الأوراق بعصبية لاضيء شاشتة عندما سمعت صوتا عجيبا من الغرفة المجاورة توقفت عن الحركة وعن التنفس وابتلعت ريقي وكررت الشهادتين في سري عدة مرات حتي عادت الكهرباء فجأة وظهرت الشقة مرة أخري وأكاد أقسم ان الشقة في النور مخيفة أكثر منها في الظلام علي الأقل الظلام سيكون سترا لي من الشخص المتخفي في الغرفة الاخري أما الآن فسيراني بسهولة ويتمكن من اصابتي بسلاحة إن كان يحمل واحدا جريت للمطبخ وانتزعت سكينا كبيرا ثم بدأت بتفتيش الشقة من الصالة إلي الغرفة التي كنت فيها فالحمام فالغرفة البعيدة التي لم أرها جيدا عندما دخلت أول مرة مع عادل لم يكن هناك أحد او شئ غير طبيعي تبقي فقط الغرفة الأولي بجوار باب الشقة غرفة الطعام انا متأكد من اني رأيت باب الغرفة مفتوحا عندما دخلت أول مرة ولمحت جزءا من مائدة الطعام لكن باب الغرفة الآن مغلق هل اغلقة عادل قبل ان ينزل؟ لا اظن فقد نزل بسرعة إذن يحتمل ان يكون هناك من دخل إلي الغرفة أثناء وجودي خارج الشقة وأغلق الباب علية لن أظل في رعب الاحتمالات هذا يجب أن احسم الأمر مددت يدي لافتح باب الحجرة فوجدتة مغلقا إن هناك شخص أو شئ ما بالداخل ولاريب وهو الذي كان يحدث الصوت العجيب أثناء انقطاع الكهرباء ما العمل الآن؟ جريت لهاتفي المحمول اتصلت بعادل وعيني علي باب الغرفة المغلقة وفي يدي الاخري السكينة لكن عادل كان قد نسي هاتفة في الصالة فسمعت رنة الهاتف من خلفي ففزعت ثم انتبهت إلي أني فقدت تماسك أعصابي تماما رغم انة لم يحدث عمليا آي شئ غير طبيعي لعل الغرفة مغلقة لأن عادل اغلقها قبل أن ينزل ربما كان فيها شئ مهم يخاف علية مني مثلا عدت للغرفة التي فيها حقيبتي واوراقي وادرت الكاسيت مرة أخري اندمجت مع الأغنية قليلا دون ان تفارق السكينة يدي وفجأة سمعت دقات علي الباب نفس الدقات السابقة ولكنها كانت أقوي هذه المرة حتي اني سمعتها رغم أن عمرو دياب كان صوتة كيان يغطي عليها خرجت للصالة وعيني مترددة بين باب الشقة وبين الغرفة التي لم أستطيع فتحها نظرت من العين السحرية فوجدت امرأة شابة فيها كثير من الشبة من الطفلة التي صعدت معها منذ قليل فتحت الباب فورا فرايتها إنسان طبيعي مسالم رقيق مثل هذة المرأة هو أكثر شئ احتاجة في هذة اللحظة رأيتها فتجمدت كانت ملامحها قريبة جدا من البنت حتي ظننت انها والدتها فقلت: لقد فتحت الباب لابنتك وهي في البيت الآن واشرت لأعلي بدت عليها الحيرة وهي تقول: من؟ ابنتي؟ انا لست متزوجه وليس عندي أبناء انا جارتكم في الدور العلوي واريدك أن وفجأة صرخت افزعتني صرختها حتي الموت وانتفضت من مكاني انظر في كل الاتجاهات وقلت لها: ماذا ,ماذا هناك؟ تراجعت مفزوعة وأشارت إلي يدي قاءلة: لماذا تمسك هذة السكين في يدك؟ ضعها فورا لو سمحت ! إذن هذا ما كان يفزعها وضعت السكين علي منضدة صغيرة في الصالة ثم رجعت إليها وقلت بنفاد صبر: اي خدمة؟ قالت بخجل: آسفة إن كنت افزعتك لكن منذ عشرة دقائق جاء رجل ليغير أنبوبة البوتجاز أخذ الأنبوبة القديمة ونزل ليصعد بالجديدة عندما انقطعت الكهرباء ولكنة تركها هنا أمام منزلكم بدلا من أن يصعد بها للدور التالي لعلة اخطأ بسبب تشابة الأدوار وانقطاع الكهرباء هل يمكن ان تحملها إلي الدور العلوي؟ فقط ضعها أمام الباب وانا ساخذها للداخل واركبها لم تترك لي فرصة الجواب بالموافقة أو الرفض لكنها استدارت وصعدت السلم حملت الأنبوبة وصعدت خلفها بعد أن تأكدت من وضع كرسي أمام الباب حتي لا يتحرك ودفعت كرسيا آخر خلفة حتي لا يستطيع أحد الدخول او الخروج دون ان أشعر بة ظللت متابعا باب الشقة حتي اختفي عن عيني وانا اصعد السلم ففوجئت بالمرأة تفتح نفس الباب الذي فتحتة للفتاة منذ قليل فسالتها: الا تعيش معك بنت صغيرة هنا؟ لقد فتحت لها الباب منذ دقائق قليلة ووضعت الأنبوبة أمام الشقة وانا أنتظر رد السؤالي لكنها نظرت لي في حيرة وقالت: لا انا أعيش وحدي هنا لا أحد معي وليس هناك مفاتيح أخري للباب غير هذا الذي معي لم اجادل كثيرا لأني تركت باب شقة عادل مفتوحة نزلت بسرعة للشقة لم أسمع آي صوت لحركة الكراسي وانا فوق لذلك توقعت أن أجده كما تركتة لكني رأيت عجبا: لقد كانت الكراسي ملقاة بالداخل والباب مفتوح علي اخرة هناك شخص ما هنا بلا شك جريت لأعلي لاطلب مساعدة السيدة لكني وجدتها قد اغلقت الباب بعد أن أدخلت الأنبوبة ولم تستجب لطرقاتي علي بابها تذكرت أيضا انها لم تشكرني بعد ان حملت لها الأنبوبة انها غريبة الأطوار مثل تلك الفتاة قريبتها لماذا تنكر وجودها؟ نزلت للشقة مرة أخري وتوجهت للمنضدة لاجلب السكين انها تعطين شيئا من الأمان لكن السكين اختفت من مكانها ! تركت باب الشقة مفتوحا وهرولت في رعب للمطبخ لاحضر سكينا آخر ولاحظت أن الغرفة المجاورة للمطبخ قد اغلقت أيضا وبالتالي كانت هناك فقط غرفة واحدة مفتوحة تلك التي فيها اغراضي بينما الغرفتان الاخرتان مغلقتان انا متأكد اني منذ قليل دخلت هذة الغرفة التي اغلقت الآن وفتشتها ما هذا العبث؟ لا ينقص الآن إلا أن ينقطع التيار الكهربائي من جديد وهو ما حدث بالفعل الوضع الآن كما يلي: انا في المطبخ لم ألتقط سكينا بعد والكهرباء مقطوعة الغرفة التي بجوار المطبخ والاخري التي عند باب الشقة مغلقتان ولدي شبة يقين أن فيهما شيئا أو أشخاص وتأكد ذلك اليقين مع انبعاث أصوات حركة في الغرفتين ومن أسفل باب الغرفة المجاورة للمطبخ رأيت إضاءة مهتزة كأنما رجل يحمل شمعة ويتحرك في الغرفة استدرت لرب السكاكين لالتقط واحدة وتحسست بيدي كل الأماكن التي يمكن أن تكون فيها أداة حادة ولكني لم أجد حتي ملعقة أو شوكة واحدة انا أعزل تماما ربما كان الخيار الأفضل في هذة الحالة هوا الفرار جريت باقصي سرعة نحو الباب مصطدما بكل الأشياء في طريقي مددت يدي لافتح الباب لكنة لم ينفتح انا محبوس هنا إذن ! لم أضيع وقتا جريت الي الغرفة الوحيدة المفتوحة فتحت الشباك لاصرخ وانادي أحد لينقذني لكن الشباك كان يطل علي المنور صرخت رغم ذلك مستغيثا بالسكان ولكن لم يجب أحد ولم يبدو أن هناك سكانا اصلا في المبني أخرجت هاتفي المحمول فوجدت الشبكة لا تعمل تذكرت هاتف عادل الموجود في الصالة وجريت لهناك متحسسا طريقي إلي موقعة ولكنة كان مقطوعا عن الشبكة أيضا رغم انها شبكة مختلفة عن شبكتي انهرت تماما وقد فرغت جعبتي من الحلول فجلست ارتعد علي الأريكة في الصالة منتظرا ما سيحدث وفجأة عاد التيار الكهرباء وهدات كل الأصوات قمت مسرعا لباب الشقة محاولا فتحة لكنة كان لا يزال مغلقا رجعت للغرفة المفتوحة لممت أوراقي واغراضي كلها في الحقيبة وجلست في انتظار قدوم عادل ادرت الكاسيت مرة أخري إن صوت عمر دياب محبب إلي قلبي في العادة لكني لا أعرف لماذا يصدر الصوت من هذا الكاسيت غريبا وعميقا أكاد أحس بكلمات الأغنية الخفيفة وهي تحمل معان كبيرة أكبر مما كان يتخيلها مؤلفها ومغنيها غرقت في تأمل الأغنية عندما كسر الهدوء صوت الطرقات علي باب الشقة للمرة الثالثة لم أقم هذة المرة وإنما تركت الطرقات مستمرة هناك احتمال لم أفكر بة من قبل وهو أن تكون الظنون فعلا هي التي تلعب بي وان كل هذا خيال في خيال ! بعض الشباب سىء الخلق يشترون حبوب هلوسة ثم بضعونها في مشروبات أو عصائر قبل ان يقدموها لاصحابهم ثم يتندرون فيما بعد بما حدث لهم من تهيؤات وتخاريف أثناء الهلوسة وإن كنت لا اظن أن عادل سىء الخلق لهذة الدرجة ولاهم من ذلك هو أنني لم أشرب شيئا هنا هل وضع عادل في الهواء غازات هلوسة مثلا ولهذا السبب نزل مسرعا؟ وهل يعقل أن يكون المزاح السخيف ليلة الامتحان بهذة الطريقة؟ , لا تزال الطرقات مستمرة علي الباب المشكلة هذة المرة هي أن الباب مغلق اصلا وقد حاولت فتحة منذ قليل فلم أستطع خطر لي انة ربما تكون هذة الطرقات من عادل قمت بسرعة وخرجت للصالة ثم نظرت من العين السحرية فإذا هي امرأة عجوز حاولت فتح الباب رغم معرفتي بعدم جدوي لفتحة لكنة ياللعجب انفتح الباب لم يعد لدي شك في أن كل هذا مزحة كبيرة سوف يظهر أحد الثقلاء بعد قليل ليقول إن كل الأحداث تم تصويرها ويستاذن في إذاعتها ابتسمت لهذا الخاطر ونظرت للسيدة منتظرا أن تقول شيئا قالت: أشكرك يا بني يا عادل لقد استلمت الأمانة أحببت فقط أن أشكرك لأنك حفظتها لي يبدو أن السيدة ضعيفة النظر قلت لها موضحا:أنا لست عادل اناصديقة استدارت صاعدة إلي الدور العلوي دون آن يبدو عليها انها استمعت لعبارتي إنها لا تسمع جيدا أيضا حسنا لقد سئمت هذا الجنون سأعود لمنزلي فورا خرجت من الشقة وأغلقت بابها ونويت الرحيل لكن شيئا من الفضول دفعني للصعود خلف المرأه لاري إن كانت تسكن في نفس الشقة العجيبة في الدور العلوي تسللت خلفها دون آن تشعر ورايتها تفتح باب آخر في ذلك الدور ليس هو نفس الباب الذي دخلت فيه الفتاة والسيدة الاخري صرخت فيها باعلي صوت كي تسمعني: هل تعرفين يا سيدتي من يسكن في هذة الشقة؟ واشرت للباب الآخر نظرت لي في حيرة وقالت: هذا الباب يؤدي إلي شقتي أيضا ولكني أحب الدخول من هذا الباب لانة أقرب لغرفتي ثم دخلت وأغلقت الباب خلفها هناك شئ ما يخبرني بأن هذة السيدة قريبة للفتاه والمرأة الاخري أنهم جميعا يسكنون في نفس الشقة ويشبهون بعضهم جدا كل هذا لا يعنيني الآن سوف أعود لمنزلي فلدي مذاكرة كثيرة والتيار الكهربائي ينقطع هنا بشكل مستمر كما أن هناك أشياء غريبة تحدث لا أفهمها نزلت من الدور الي الدور الذي فية شقة عادل وأنا أنوي مغادرة العمارة كلها لكني فوجئت بأن باب شقة عادل الذي كنت اغلقتة منذ قليل مفتوح علي آخرة هناك احتمال أن يكون عادل قد عاد إذن من غيرة يملك مفتاح الباب إلا إذا كان هناك من فتح الباب من الداخل طبعا دخلت الشقة بحذر وانا أنادي علي عادل لم يرد أحد كما أن الغرفة الثالثة التي كانت مفتوحة صارت مغلقة الآن حاولت فتحها دون جدوي الآن فقط تأكدت اني يجب أن أعود لمنزلي فورا ولأن التاريخ يعيد نفسة كما يقولون فانة كان لابد أن ينقطع التيار الكهربائي للمرة الثالثة لا بأس هذة المرة انا في الصالة وباب الشقة مفتوح سأخرج من هذا المكان المجنون وقد عبرت الصالة عدة مرات من قبل في الظلام لذلك من المفروض اني لن اصطدم بشئ هذة المرة وأنا أجري مغادرا ولكني لا أعرف لماذا اصطدمت بهذا الشئ؟ لم يكن هناك من قبل مددت يدي لاتحسسة فوجدتة إنسانا امسكني من ملابسي ومنعني من الخروج وضاعت صرخاتي في الظلام الشقة وسكون الليل لم تجد صرخاتي كالعادة فلم يأت أحد من السكان لنجدتي أخذت اضرب ذلك المجهول بيدي واركلة بقدمي ليتركني دون فائدة رغم انة كان يمسكني بيد واحدة فقط وفجأة عاد التيار الكهربائي لأجد هذا الشخص هو عادل تركني مندهشا وهو يقول: ماذا يحدث هنا؟ لقد عدت من المكتبة فوجدت الشقة مظلمة والباب مفتوح وعندما دخلت احسست بشخص يتسلل خارجا فامسكتة وإذا بة أنت كيف تفسر لي هذا الأمر ؟ ولماذا باب الشقة مفتوح؟ أخذت استعيد هدوئي تدريجيا وضربات قلبي تعود لطبيعتها وأنا أحكي لو ما حدث قلت: إن لديك في الطابق العلوي جيرانا غرباء الأطوار فقد جاءت فتاة وقاطعني عادل وعلي وجهة علامات الدهشة: أي طابق علوي هنا الذي تتحدث عنة؟ عمارتنا أربع طوابق فقط وأنا أسكن في الطابق الاخير , قلت: إذن هذا السلم يؤدي إلي السطح وتلك الشقة مبنية عليه لقد صعدت إلي هناك أكثر من مرة ازدادت حيرة عادل وهو يقول: صعدت إلي أين؟ وكيف صعدت اصلا؟ سحبني من يدي لخارج الشقة وهو يقول لا يوجد أي سلم يصعد إلي أي مكان نظرت في ذهول إلي المكان الذي كان فية السلم الصاعد لأعلي فإذا بة جدار مصمت ذهبت إلي ذلك الجدار وتحسستة وطرقت علية انة جدار حقيقي وعلية من التراب ما يشير إلي أنة موجود هنا منذ سنوات قلت لعادل: لا تقاطعني وأسمع الحكاية كلها سردت لة ما حدث لي مع تلك الفتاة والمرأة الشابة ثم السيدة العجوز وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر وانغلاق الغرف والأصوات وكل شيء والحقيقة انة لم يقاطعني فقط لانة بلغ بة الذعر حد عدم القدرة علي الكلام فلما انتهيت إلي اللحظة التي اصطدمت فيها بة في الظلام نظر إلي في ارتياع وقال: ألم أقل لك لا تفتح الباب؟ الله وحدة يعلم ماذا بداخل هذة الغرف الثلاثة المغلقة قالها وهو يدخل الشقة بحذر وانا خلفة وبعد عدة محاولات فاشلة لفتح الأبواب قلت: لنكسر الأبواب إذن أو لنتصل بالشرطة أو نستعين بالجيران يجب ان ننهي هذا الأمر لنعود لمذاكرتنا لا تنسي امتحان الغد صرخ في وجهي: امتحان أهذا كل ما يهمك الآن ؟ ألا تدرك ما فعلته بشقتي؟ قلت في ضيق: ماذا فعلت؟ إنها كما تركتها تماما غير أن أبواب الغرف قد اغلقها شخص معتوة وسنكسر اقفالها وساعطيك ثمن الاقفال ان كانت هذة هؤ مشكلتك تابع صراخة : الا تتخيل ماذا يمكن أن يكون خلف هذة الأبواب ؟ هززت راسي لا مباليا : لا شئ ربما هناك لص ما مختبي ولكننا سنجدة ونقبص علية ماذا عساه يكون خلف الأبواب غير ذلك ؟ ومع نهاية عبارتي الأخيرة انفتحت الأبواب الثلاثة بسرعة وظهرت من خلف الباب الأول الفتاة الصغيرة ومن الباب الثاني المرأه الشابة ومن الثالث السيدة العجوز فلما رآهم عادل صرخ : اجري أهرب بسرعة و نزل مسرعا علي السلم وانا خلفة أقول : ماذا لماذا تجري هكذا ؟ نظرت خلفي فإذا الثلاثة يجرون نحونا وقد استبدلو بعيونهم كرات حمراء مشعة للتأكيد علي انهم ليسوا بشرا صرخت في عادل الذي كان ينزل علي السلم امامي: أنا لا أفهم شيئا لماذا تطاردنا هذة الأشياء ؟ وصلت للدور الثاني وهو يصيخ: انزل بسرعة سأشرح لك نظرت خلفي فوجدت الثلاثة ينزلون خلفنا بسرعة كبيرة حتي السيدة العجوز كانت تجري علي السلالم كأنها طفلة نزلنا دورين أو ثلاثة وقال عادل وهو يتابع النزول وانا خلفة: لقد اشتريت هذة الشقة من رجل شرير يقولون انة أخذ الشقة ظلما من طفلة يتيمة ونسب ملكيتها لنفسة ثم طرد الطفلة لمكان مجهول لقد كان ثمن الشقة رخيصا ومناسبا جدا لذلك اشتريتها وأنا أعلم انها مسروقة لكني قلت لنفسي اني إذا لم اشتريها سياخذها غيري وانا اشتريها بمالي الحلال وليس من شأني أنها مسروقة أو لا هذا خطأ صاحب الشقة وليس ذنبي نزلنا دورين آخرين وتابع عادل: لكني فوجئت بهذة الفتاة تظهر لي في منامي أراها في أنحاء الشقة في طريقي للكلية انها تريد العودة لدارها وتعتقد أني سرقتها منها نزلنا دور آخر قال عادل: بحثت بعد ذلك عن الفتاة كي أعيد لها حقها واتفق معها علي إيجار الشقة أو نسوي الأمر بيننا لكني عرفت أنها ماتت نزلنا ثلاثة ادوار أخري وقد بدأت أتعجب , قال عادل: أصبحت الفتاة تظهر بصورة امرأة شابه وأحيانا سيدة عجوز إنها تريد أن تحيا عمرها الضائع في منزلها وهذا حقها ولكن ما ذنبي انا؟ قلت لعادل:ألا تلاحظ شيئا غريبا؟ لقد نزلنا أكثر من عشرة ادوار حتي الآن ولم نصل للدور الارضي رغم أن عمارتكم أربعة ادوار فقط ما هذا العبث الذي يحدث هنا؟ قال عادل وهو يلهث : استمر في النزول إن الفتاه تعاقبنا وسنظل ننزل هكذا بلا نهاية حتي نموت من التعب لقد كانت تهددني بالعذاب الأبدي كلما رأيتها ويبدو أن لحظة الحساب قد جاءت مبكرة ودون أن اتوقعها نظرت خلفي نحو الأشباح الثلاثة فإذا هم مستمتعون بالنزول خلفنا قلت لعادل : سامحني لقد كنت أنا السبب في هذا لم أسمع كلامك وفتحت لهم الباب لم يرد عادل فقد كان الإرهاق قد بلغ بة درجة كبيرة وهو يجري علي السلم النازل إلي الأبد أما أنا فلم أستطيع مواصلة الجري فوقفت وقلت صاءحا : إن هذا العقاب لك وحدك أنا لم ارتكب ذنبا لم أفعل ما يستوجب العقاب إن كان خطائي هو عدم تنفيذ تنبيهك فقد أخذت نصيبي من العقاب وجريت ما يكفي واستندت للحائط وأنا الهث بينما مرت الأشباح الثلاثة بجواري دون أن تنظر إلي واستمر عادل في النزول والاشباح من خلفة بعد قليل نزلت إلي الدور الأسفل لانظر ماذا يجري فوجدت السلم قد عاد طبيعيا نزلت الدورين الآخرين وأصبحت في الشارع أخيرا ورأيت عادل منبطحا علي الأرض من الإرهاق كأنما في حلم وليس حقيقة وعند آخر لقاء اجمعني بعادل كان يقول لي بانة كان يستمع بهمسات هذة الفتاة وهي في حزن شديد وكان يستمع أيضا لبكاء المرأة وكان يستمع أيضا بالعجوز وهي تتنهد بحزن وبقهر شديد ذات مرة حدثني عادل بأن هذة السيدة جاءتة في المنام وكأنها تشرح لة لغز ولاكن دون أن تتكلم كانت تقوم بالاشارات لة وكانت تبكي وقال لي انة حتي الآن لايعرف بانة كان حلم بالفعل أم كانت حقيقة وآخر مرة قبلت بيها عادل كان حدثني وقتها بانة شرح الأمر لوالديه في البلد وقال لي أيضا بأنهم سوف يلجئون بأحد رجال الدين المختصون في هذة الأمور ولاكن بعدها بالقليل عرفت أن اهلة باعوا الشقة وأخذوا عادل ليعيش معهم وانتهت الدراسة ومن هنا انتهت علاقتي بعادل حتي الآن وبعد مرور أكثر من خمس سنوات , هل يمكن أن يخطئ المرء خطأ صغيرا فيظل للأبد يعذب بة؟ وماذا عن اخطاءى العديدة والمتكررة ؟ إني استحق عذابا أكبر من هذا لو حسبتها وفي النهاية البعض منكم سيقول أن هذة القصة تفوق الخيال نفسة والبعض الآخر يأخذها بمثابة صدق أو كذبة ولاكن هذة القصة (حدثت بالفعل) .
***************************************************************
يلا شاركوني تعليقاتكم الحلوة مثلكم
أنت تقرأ
قصص رعب حقيقة
Terrorالسلام عليكم كيف الحال أيها المتابعون الكرام معلش آسفة علي التأخير كل المدة دي بس والله كان عندي اختبارات والحمد الله عدت علي خير لكن كنت عيزة أقول أن القصص دي مش من تأليفي و وخداها من برنامج اسمو أقوي قصص رعب حقيقية , أنا بس قلت كدة عشان مش بحب انس...