❤️أحبُّ عباد الله ❤️

151 10 4
                                    


♦️الفناء في الله♦️

والإنسان لا يملك لنفسه شيئاً. وإنّ كماله وغناه يتحقق عندما يعترف بهذه الحقيقة ويقرُّ بفقره وحاجته إلى الله، وهو ما يعبر عنه العرفاء بـ"الفناء في الله". وفي الواقع إنّ الوصول إلى تلك المراحل العالية لهذا المقام صعب جداً.

ولكن علينا أن نجتهد لتحصيل أول مرتبة من هذا المقام وهي الاعتراف بعجزنا وفقرنا.

فتكرار قراءة سورة الحمد بما فيها ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ يخلق فينا اعتقاداً وتصديقاً بعجزنا وفقرنا، ويدفعنا إلى طلب العون والمدد من الله وحده، والاعتقاد بأن لا شيء يتحقق إلا بمشيئة الله تعالى.

♦️كل شيء بإذنه♦️

كثيرةٌ هي الآيات الكريمة والروايات الشريفة التي وردت لتنبّه الإنسان إلى هذه الحقيقة. فلا يمكن لشيءٍ من الأمور المعنوية والمادية أن يتحقق إلا بإذن الله.

وقد ورد في بعض الآيات ما يدل على أن الموت أيضاً ليس باختيار الإنسان، وإذا لم يرد الله ولم يشأ له أن يموت فلا يموت، كقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً﴾ (آل عمران: 145).

وفيما يرتبط بالأمور المعنوية كذلك، صرّح بعض الآيات بأنه لا يمكن للإنسان أن يؤمن إلا بإذن الله تعالى، وهكذا نصل إلى حقيقة واحدة مفادها:

أن الله تعالى هو مدبّر الكون وكل شيء تابع لإرادته ومشيئته، ونحن في مجال بناء الذات وميدان جهاد النفس علينا أن نتّكل على الله وحده، وأن لا نطلب الاستعانة إلا منه وحده، وأن نعي جيداً حالة فقرنا وحاجتنا إلى الله تعالى.

وأيضاً فإنّ استحقاق التوفيق الإلهي متوقف على حسن الاستفادة من النعم الإلهية وبالخصوص النعم المعنوية، وبالتالي إيجاد أجواء مناسبة لتلقّي تلك الفيوضات الإلهية. 

✏️- آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي دامت توفيقاته

?خشعت الاصوات للرحمن ?حيث تعيش القصص. اكتشف الآن