العاطفه كنز الانسان

213 13 28
                                    

تعتبر العاطفه ثوره للانسان ، يتفاعل بها مع الاشياء من حوله ، فيحب ويكره . ويرضى ويغضب . ويرغب في شي او ينفر منه . فالعاطفه والاحساس كلاهما ثوره مهمه اذا عرف الانسان كيف يسثمرهما في حياته .
يحتاج الانسان في جميع مراحل العمر الى ان يرى صوره جميله لذاته. تنعكس في عيون من يحب . وهي حاجه فطريه تولد مع الطفل . وهي تجربه شهيره أراد بها احد علماء النفس ان يحدد مدى اهميه العاطفه . قام بفصل مجموعتين من المواليد مجهولي النسب . في حجرتين في المسشفى . وفي الحجره الاولى كانت الممرضات تعتني بالاطفال . وتقدم لهم الغذاء في موعده .وفي أثناء ذلك تلاعبهم وتحملهم وتحنو عليهم كما تفعل الام . وفي الحجره الثانيه كانت تعطي الممرضات الرعايه نفسها بالضبط . ولكن من دون عاطفه . فيقدمن الطعام للاطفال في صمت .
وقد كانت النتيجه مذهله . ففي حين نما الاطفال العاطفه نموا سليما سويا .فقد ذبل أطفال التجاهل وتساقطوا موتى الواحد تلو الاخر وبعد أيام ماتوا جميعا . ماتو بسبب الحرمان من العاطفه والتواصل البشري .
ويضل الحال على ذلك على مدار العمر . فتشقى الام في خدمه اولادها ويرضيها منهم نضره الحب والحرمان ويتعب الاب وينفق من كده وتعبه في سبيل كلمه ( ابي ) تنطقها شفاه المحبه صغيره . والموده والرحمه هي الاساس الذي ارتضاه ربنا سبحانه وتعالى لقيام الزوجيه . بين الرجل وامرأة كانا بالامس غربين وصار بينهما ميثاقا غليضا .
ومع التقدم المادي والتكنولوجي الذي وصلنا اليه اليوم . اصبحت الكثير من الاسر تتجاهل العاطفه وتبخل بها . ربما بسبب الانشغال وكثره المسؤوليات .وربما بسبب الاعتقاد الخاطئ أن ذلك من أصول التربيه الحازمه . فينشأ الصغار في حاله حرمان الحب والاهتمام التقدير . دائما أوامر ونواه جافه . وتأنيب على ارتكاب الخطأ .ويذهب الطفل للمدرسه فيجد ماهو أسوأ. حيث صارت المدارس مع التكدس والانهيار التعليمي .بمثابه مؤسسات عقابيه ولم تعد تربويه قط .
ينشا الشاب او الفتاه وهو يرى لنفسه صوره سلبيه سيئه في عيون من حوله .يتهمونه بالاهمال والكذب والكسل . ولاحد يقول له انت مميز في كذا . ولاحدا يرشده ويأخذ بيده ليكون متميزأ. في الوقت نفسه يرى الحب على الشاشه او في مواقع التواصل الاجتماعي . فينضر الى تغريدات تويتر . مليئه بكلمات الحب والغرام والعاطفه الجياشه ! ولكن يتفقدها في حياته العلميه فيتوق إليها . وفي الجامعه يكون المجال متاحا لتعويض الحرمان والاحساس بأن هناك من يقدر ويهتم .
الحاله البنات تكون أسوأ لتكوينها العاطفي . ورغبتها في الاحساس بقيمه جمالها . وللاسف مع الضعف الوازع الديني وافتقاد القدوه الصالحه . والرغبه في تقليد النموذج الذي امتلات به الذاكره . من ساعات المشاهده الطويله امام شاشه التلفاز . تتحول الجامعه الى ساحه لتسول الحب الفاسد والتضاهر بمشاعر زائفه  وتسميع مقررات تلفزيونيه ثم حفضها عن ضهر قلب . وللتاكد من صحه هذا الواقع المؤلم .يمكنكم ان تسألوا استاذه الجامعات عما وصل اليه الحال اليوم . ويأتي هنا دور التوازن بين العقل والعاطفه . ومحاوله البنت ان لا تتحكم العاطفه بفكرها وقرارها وهذا مايجعل التوازن هو الحاكم . فالعقل يتسم بالصلابه والقوه والتحليل المنطقي . إذ يعتمد دائما على اساس المنطق والاستدلال . ويحكم في مختلف القضايا وفق معايير وحسابات صحيحه . وتتسم العاطفه بالرقه والليونه والأ حساسيس .ويكون هدفها بلوغ النتيجه المرجوة .سواء أتت مطابقه للمنطق والمصلحه . أم منافيه لها ، وكلا العقل والعاطفيه لاغنى للإنسان عنهما في بنائه الروحي ، فصلابه العقل تلطفهما رقه العاطفه ، وطيش العاطفه يهذبها تدبير العقل ، وهما عاملان مؤثران في إدارة شؤون الانسان الحياتيه ، قدرتان مهمتان في تأمين سعادته .
وعندما يبتعد العقل عن العاطفه يصاب بحاله من الاضطراب ، وإذا استمر في الابتعاد ، فإنه يتصلب ويصاب بغلضه القلب ، لذا حذر القران الكريم النبي (ص) من هذا الابتعاد عن العاطفه فقال تعالى

(( فبما رحمه من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليض القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم ))

سوره آل عمران : الأيه ١٥٩

فتيات 🌹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن