توقفت اللعبة لأسبوع كامل. وتلقيت أوامر مباشرة من المدير بعمل خاص في هذا الأسبوع. طلب مني قائمة بكل الألعاب والتماثيل الموجودة داخل نفق بيت الرعب بالترتيب الذي يراه الداخل من أول النفق. ثم بعد ذلك أركب القطار وحدي ثلاث مرات كل يوم وأتأكد مرة أخرى من القطع وترتيبها!
ورغم أن هذا أسخف طلب سمعته في حياتي؛ لكنه على الأقل عمل سهل. أركب القطار وأتأكد من كل لعبة، ثم أجلس بجوار صديقي نتحدث عدة ساعات، ثم أركب مرة أخرى وهكذا. بدأت أتحسر على الساعات التي قضيتها في مكتبة الكلية أقرأ عن علاقة الرياضيات بالفيزياء وأسجل المعادلات المثيرة في كراساتي. كل هذا لا قيمة له الآن، المهم هو تسجيل تلك الألعاب وترتيبها وإرسال تقرير علمي لمدير المدينة. ربما ينشره المدير في مجلة عالمية للأبحاث فيما بعد، لا شك أنه بحث مهم فقد أثبت فيه أن ألعاب بيت الرعب عددها كذا وأنها لا تزيد ولا تنقص ولا تتحرك من تلقاء نفسها.
بعد أن اطمأن المدير لنتيجة البحث الذي أجريته، قال لي: اليوم تجرب قطار بيت الرعب للمرة الأخيرة وغداً نفتحه مرة أخرى للزوار. يكفينا كل هذه الخسائر. الغريب أنه نسي موضوع التنين تماما رغم أني قدمت له قائمة بالألعاب الموجودة ولم يكن فيها أي تنين.
ركبت القطار وقام عامل الكشك بتشغيله وبدأ التحرك. أسجل القطع التي أراها كالمعتاد: البومة الكبيرة، الرأس ذو الثلاثة عيون، الكاو بوي الأعمى الذي يحمل مسدسين ويطلق بعشوائية، ثلاثة خفافيش رمادية..
لحظة واحدة، لم تكن هناك أية خفافيش في اللعبة طوال الأيام السابقة! هذه الخفافيش حقيقية إذن وقد دخلت إلى اللعبة ظنا منها أنها كهف مهجور. أنهيت جولتي بالقطار، ثم دخلت على قدمي مرة أخرى لكي أطرد هذه الخفافيش. كنت أحمل مصباحي الكهربائي وأبحث عنها، لابد أنها طارت لمكان آخر. وصلت إلى منتصف القطار عندما رأيتهم معلقين بإحدى الألعاب. بدأت أفكر في طريقة لطردهم خارج القطار؛ ولكني سمعت صوت خطوات من خلفي. استدرت فجأة فوجدت دبا صغيرا يقترب مني بهدوء، من الجهة الأخرى كان تنين أخضر يتحرك نحوي أيضا ثم جاء تمساح يزحف وفئران وعنكبوت وكائنات أخرى غريبة لا أعرف لها اسما.
أصبحت محاصرا تماما في هذا المكان المظلم ومصباحي الكهربائي لا يكفي لإضاءة كل الاتجاهات كي أرى عشرات العيون التي تنظر إليّ. وقفت مذهولا لا أعرف ماذا ينبغي أن أفعل. لن يسمع أحد صراخي وأنا في وسط النفق، ولن أستطيع اختراق هذه الأجساد كلها وأجري في أي ناحية. أنا تحت سيطرتهم تماما فليأكلوني لو أرادوا؛ لكن ليفعلوا هذا بسرعة قبل أن تنهار أعصابي.
-
أنت تقرأ
بيت الرعب
Terrorقصه مرعبه وهيه ايضا قصه مختلفه عن كل القصص الي انشرها قروها واستمتعوا. ...