قال رئيس العمال وهو يضغط على كلماته: أو أنهم يثيرون الشائعات عن مدينتنا حتى تفقد زوارها، ويذهبون لتلك المدينة الجديدة التي فتحت بالقرب منا، لقد قال عامل بيت الرعب السابق نفس الكلام قبل أن يترك العمل، وهو الآن يعمل في تلك المدينة الجديدة، كان في استطاعتنا أن نوقف تعيينه في وظيفته الجديدة؛ ولكنا فضلنا تركه يبحث عن رزقه؛ لكننا لن نسمح لأي شخص آخر أن يكرر هذه الشائعات السخيفة بعد الآن.
لم يكن يهمني في ذلك الوقت إلا معرفة مرتبي وموعد استلام العمل، كانت حاجتي لهذا العمل كبيرة بعد تخرجي من كلية العلوم، وفشلي في الحصول على أي عمل، مررت على كل الأماكن التي أظن أنها قد تطلب تخصصي وتركت أوراقي، ولم يجب أي منها لا بالموافقة ولا حتى بالرفض.
بعد فترة من اليأس قال لي صديق أن هناك إعلانا في مدينة ملاه تطلب عاملا لديه خبرة في "الكهرباء"، ضحك صديقي وقال: أنا أعرف أنك فيزيائي كبير، فقلت أخبرك بهذه الوظيفة. ورغم سخرية الموقف ذهبت وقبلوني يا للعجب!
كانت المدينة في حي لا يبعد كثيرا عن الحي الذي نشأت فيه، ولكني لم أدخلها من قبل. ربما مررت من أمامها مرة وسمعت أصوات الألعاب وضحكات الزوار وصيحات الأطفال والأغاني الصاخبة، وقلت في نفسي إنهم قوم لديهم فراغ كبير في وقتهم، واحتضنت كتاب أسس الفيزياء الكمية وعدت لبيتي ومذاكرتي. ما كان يخطر ببالي أبدا أن يأتي اليوم الذي ألقي فيه كتبي في الدرج وأرتدي ملابسي ثم أذهب للعمل في مدينة الملاهي.
أنا الذي كلما جاءني صديق وزار غرفتي احتار في الصور المعلقة في كل مكان، صور بالأبيض والأسود مكبرة كأنها لنجوم الغناء أو كرة القدم. ينظر إليها الداخل دقائق محاولا معرفة أصحابها وعندما يعجز يسألني: هل هؤلاء مطربون من أمريكا؟ فأضحك وأعرفه بكل واحد منهم: هذه صورة "نيلز بور"، وهذا "هايزنبرج" وهذه "ماري كوري"، وطبعا هذا "أينشتين" في شبابه، وتحته "شرودنجر". غالبا يختلط عليهم هذا الأخير "بأرنولد شوارزنجر" الممثل؛ فانطلق في حماس موضحا الفرق بينهما دون أن يفهمني أحد.

أنت تقرأ
بيت الرعب
Horrorقصه مرعبه وهيه ايضا قصه مختلفه عن كل القصص الي انشرها قروها واستمتعوا. ...