هم الأول بالصراخ في وجه زميله لتنبيهه إلى الاهتمام بالعمل؛ ولكن رجفة سرت في بدنه عندما انتبه إلى أن اللعبة موضوعة بشكل غريب، فهي لا تواجه القطار وركابه، بل تواجههما! عقد العامل عينيه في محاولة للفهم، وترك الأسلاك التي في يده وتطلع للعبة في صمت مع زميله. إن خبرتهما في مجال الملاهي لا تزال حديثة؛ فهما مجرد عاملي صيانة، وربما لم يركبا أي قطار رعب من قبل في حياتهما البائسة. ولكن حركة تلك اللعبة كانت مثيرة بالنسبة لهما، لسبب بسيط: إن اللعبة لا تتحرك بشكل ميكانيكي يكرر نفسه، ولكنها تتحرك بحرية تامة، اليدان والسيف يتحركان في كل زاوية ممكنة؛ ولكن القدمين مثبتتان في الأرض أما العينان فقد كانتا مركزتين عليهما بوضوح شديد، تتحركان قليلا ثم تعودان للنظر إليهما.
ابتلع الثاني ريقه وهو يقول: سأنتظرك في الخارج، لا أريد أن أبقى هنا. ولم ينتظر حتى يسمع رد زميله. دون أن أي كلمة التقطا أدواتهما بخوف وعيونهم معلقة باللعبة وكأنهم يخشون أن تسير نحوهم. وقبل أن يغادرا المكان دوت ضحكة رهيبة هزت بيت الرعب كله.. لم ينظر أي منهما خلفه؛ فقد كانا يعرفان مصدر الضحكة.
إنها تلك اللعبة الشيطانية.
* * *
أدخلني رئيس العمال إلى مكتب مدير المدينة، فاستقبلنا بترحاب وأجلسنا. وبدأ رئيس العمال في تقديمي: هذا هو العامل الجديد الذي سيتولى الإشراف على بيت الرعب. اسمه (حسام)، وأعتقد أنه أكفأ من يقوم بهذا العمل، لقد اختبرته بنفسي وقد أصلح اللعبة التي كانت معطلة منذ أربعة أيام. نظر المدير إليّ وقال: جميل جدا، أنت تعرف طبعا المسؤولية التي ستتحملها، بيت الرعب هو أكثر لعبة لها شعبية في المدينة كلها، وأكثر الألعاب استخداما. معظم الآباء لا يحبون أن يروا أطفالهم في ألعاب تدور بسرعة أو ترتفع لأعلى ثم تهبط. يعتقدون أنها خطيرة ويمنعون الأطفال من ركوبها. أما بيت الرعب فهو أكثر لعبة آمنة، وفي نفس الوقت لا تخلو من الإثارة؛ لهذا تعمل هذه اللعبة أكثر من الباقيين، ولهذا أيضا تكثر الأعطال بها، صحيح أنها أعطال بسيطة ولكنها تحتاج عاملا نبيها وسريعا حتى لا يتوقف بيت الرعب، وكلما زاد اللعب زادت الإكراميات التي تحصل عليها من الزوار، وفوق هذا قد قررت أن أعطيك ضعف مرتب العامل السابق. أنت تعرف ما حدث معه أليس كذلك؟
كدت أجيب بأني لا أعرف شيئا، ولكن رئيس العمال سبقني وهو ينظر معاتبا للمدير، وقال: لا أظن أن (حسام) ستهمه هذه الحكايات، فلندعه يبدأ عمله بسلام. قال المدير وهو يوقع على ورقة تعييني: إنها قصص حمقاء تلك التي بدأت أسمعها عن بيت الرعب مؤخرا، بعض العمال فشلوا في إصلاح اللعبة التي أصلحتها أنت؛ فجاءوا وبرروا فشلهم بأن هناك وحشاً مخيفاً كان يطاردهم داخل اللعبة! إن هذا لكلام سخيف، ولا تفسير له إلا أنهم قد أفرطوا في تناول المخدرات الرخيصة.
أنت تقرأ
بيت الرعب
Horrorقصه مرعبه وهيه ايضا قصه مختلفه عن كل القصص الي انشرها قروها واستمتعوا. ...