الطفولة هي أول مرحلة يمر بها الفرد، وهي مرحلة مليئة بالألوان والحياة، وهي أساس تكون الشخصية لدى الطفل؛ فإن كانت مليئية بالحقد، الكراهية والعنف بات تفكيره كما رأى وتعلم، وإن كانت مليئة بالود، التسامح، اللطف، العطاء والتربية الحسنة تكونت شخصيته على هذه المبادئ التي تربى عليها وترسخت في ذهنه وقلبه.
ولكن إن كانت هذه المبادئ اللطيفة موجودة مع عدم تأذيب الطفل أو نصحه إذا أخطأ في شيءٍ ما، أصبح لا يبالي بشيء ويقول أن كل شيء مسموح له أن يفعله ولا شيء ممنوع، فيصير فردًا عنيفًا مخربًا للمجتمع، ولن يستطيع أحد أن يوقفه ويعلمه شيئًا لأن أسرته أسسته على هذه الاشياء، إلا إذا حدث له شيء ما أردعه وأرجع له عقله ووعيه اللذان فقدهما بسبب عدم وعي أسرته لما يجب أن يقوموا به تجاهه.
لكن الافراط في تأنيب الطفل و ضربه قد يغير من شخصيته ويعقدها ويصير فردًا عنيفًا مخربًا للمجتمع، كالطفل السابق.
في إحدى الحدائق والدان لم يكن قلبهما يعرف غير السعادة في تلك اللحظة، جالسان على إحدى كراسيها البنية التي تحوطها، وفي وسطها ورود جميلة بأزهى الألوان، في حديقة خضراء، وبقربها ألعاب كثيرة براقة وجديدة.
كان الزوجان ينظران ببتسامة لطيفة إلى طفلتهما الصغيرة البالغة من العمر سبع سنوات، التي كانت تدور في أرجاءها وتلعب وتمرح وهي سعيدة بثوبها الأحمر الجديد المزين بنقشات جميلة باللون الأسود في أسفله ونهاية أكمامه الطويلة.
بعد أن دقت الساعة الواحدة ظهرًا رجعت يوتاكو سعيدة إلى والديها وقالت والسعادة تغمرها: أمي، أبي أشكركما جزيل الشكر، لأنكما اشتريتما لي هذا الثوب الجميل، إنه يناسب شعري وعيني ، فهو أحمر ولون شعري القصير بني فاتح، وعيني الزرقاء الجميلة زاهية كلون عينيكما.
وأكملت: ثم أني سعيدةٌ جدًا لأنكما أخذتماني اليوم لهذا المكان الجميل. تابعت وهي تدور: إنه جميل جدًا، أشكركما جدًا، أنتما أفضل والدين في العالم كله.
قال الأب والسعادة تغمره: حسنًا سنذهب الآن، وكفاك شكرًا لنا فقد قلتها ملايين المرات.
ردت يوتاكو وهي تصرخ، بوجه غير مصدق وخجل نوعًا ما : ماااذاا مليوون، أنت تمزح بالتأكيد، فنَفَسِيّ صغير جدًا ولا يتحمل قول نفس الكلمة ألف مرة فكيف يقولها مليون مرة!؟. ثم أكملت وهي تدعي الغضب: أنت تكذب بالتأكيد.
رد والدها بمرح وهو يضحك: كنت أمزح فحسب، من المستحيل أن تقوى طفلة صغيرة مثلك على هذا.
قاطعت الأم كلامهما: حسنًا لنذهب الآن إلى المنزل.
....في طريقهم إلى مكان ما وهم يسيرون قاطعت يوتاكو ذلك الصمت قائلةً: أمي في المرة القادمة خذاني معكما إلى متجر الأزياء؛ فأنا أريد أن أختار ثوبي بنفسي، أريده أن يكون ورديًا فهو يلائمني أكثر، وأريد أن تكون فيه خطوط حمراء في كل مكان فيه، ثم أدركت أنها قد شرحت لوالديها ما تريد فقالت بسرعة تريد إخفاء ارتباكها: لكن أنا من تريد أن تختاره، فأنتما لا تعرفان تمامًا ما أريد.
![](https://img.wattpad.com/cover/146616283-288-k13922.jpg)
أنت تقرأ
لؤلؤة السرمد
Fantasyنوع الرواية: #أنمي #إثارة #شريحة_من_الحياة #رومنسي #مغامرة #قوة_خارقة #خيال #دراما #عاطفية #كوميدية #أكشن #سحر #غموض . تأليف الكاتبة: فاطمة الشهابي. هذه الرواية من تأليفي وبنان فكري. وأنا لا احبث وضع تعريفات للشخصية في بارتات/فصول منفصلة بل ستتعرفو...