تَضَع يَدَيها الصَغيرتان دَاخِل مِعطَفها الكَبير وتنكمِش عَليٰ نَفسِها كأنها تتحاميٰ دَاخِل المِعطَف مِن البَردِ الشَديدِ.
تَتجِهِ إليٰ المَرسمِ الذي تَعمل بهِ، دَلفَتْ سَريعًا دَاخِل المَرسَم لتتحاميٰ بهِ مِن البِردِ الشَديدِ.
الذي تَسَبب في تَحَول شفتيها ووجنتيها للون الأحمَر.
وسُرعان ما أحكَمتْ إغلاق الباب جَيّدًا ومِنْ ثُم تَرفَعُ ياتِفةَ كُتِبَ عَليها 'مَفْتوح'.
دَلَفتْ سَريعًا دَاخِل المَكان الصَغير المُخَصَص لصُنع مَشروباتها.
حَيثُ أنَّ هي مِن عُشّاقِ المَشروبات السَاخِنه.
وتَحديدًا القَهوة الأمريكية.
اعَدتها وجَلَستْ امام لَوحَتِها البَيضاءِ الناصعةِ الطالِبة لِلألوانِ.
امسَكَتْ بالفُرشاة ليَبدأ عَقلِها بتَصَور شَكل مُمَيز.
وتَتَحَرك الفُرشاة عَليٰ اللوحةِ كأن عَقلِها هو المُسَيطِرُ والمُتَحَكم.
طُوال الوَقت تَرتَسِم الابتسامَة الراضِية عَليٰ شَفَتَيها؛ لأنه وَقتها المُفَضَل.
المِهنةُ التيٰ تَتَمَنيٰ أنْ تَظل بِها طُوال حَياتها.
تريٰ أنّ تِلك اللوحة البَيضاء والفُرشاة وهذهِ الالوان الغَير عاقِلة قادِرة عَليٰ فِهمها اكثَر مِنْ البَشَرِ.
هي تَرسُم عالمَها الخاصَ، هي بَطَلتهُ وهي المُتَحَكمةُ بهِ مِنْ الألف إليٰ الياء لا أحد آخَر.
ظَلّتْ تَرسُم وتُلَون حَتيٰ المَساءِ، دَلَفَ رَجلٌ ما إليٰ المَرسَمِ.
"أين إيرادات اليَوم؟" قالَها ذَلِك الرَجُل بِدون الِقاءِ التَحيّة والغَضَب مَحفور عَليٰ وَجهِه.
"لَمْ يأتي احَدٌ لِشراءِ لَوحات او لِكي ارسِمهُ سَيّد مـارك" قالتها هي، وابتسامة صَغيرة مَرسومَةُ عَليٰ شَفَتَيها لَيس لَها مَعنيٰ.
المَوقِفُ لا يَسمَح لِلأبتسام، غَضَب مارك لا يَسمَح لِلأبتسام، لَكِنها فَقط تَبتَسِم.
"واين ايرادات الاسبوع الماضي؟" قالها مِنْ بَين اسنانه كأنه يُحاول التَحَكُم في غَضَبِه مِنْ ابتسامَتِها التي لَيس لَها اي مَعنيٰ ولا وَقت لَها.
"لَمْ يَأتي أحَد الأسبوعَ الماضي ايضًا"قالتها بِهدوءِ وهي تَحمِل كوبَ القَهوه الخَامِس بَعدَ العاشِر
"أتُريدُ بَعض مِنْ القَهوة" قالتُها وهي تَرتَشِفُ مِنْ الكوبِ.
"سَوف أعطيكِ وَقتِكِ لِلحُصول عَليٰ ايراداتِ لِذَلِك المَرسَم ولَكِن إذا لَمْ تَفعَلِ ذَلِك سَتَرحَلين مِنْ هُنا مُباشَرةً وانا سَأقوم بِأغلاق ذَلِك المَرسَم اللّعين" رَد عَليها وَقَدْ تَجاهَل النِصف الآخَر مِنْ حَديثِها عَنْ القَهوة لِكَي لا يَغضَب ويَفعَل ما لَمْ يَجِب عَليهِ فِعلهُ.
ثم ذهب.
نَظرتْ حَولِها بِضَياع، إليٰ مَتيٰ سَـتَتَحَمَل كُل هَذا؟ هَل رَسمَها قَبيح؟ هَل هي لَيس لَها أيت موهِبَه؟ لِماذا الناس لا تَشتَري لَوحاتَها؟ سَـيتِم طَردُها مِنْ العَمَل.
مَصدَرُ الدَخل الوَحيدُ لَها، هَذا لا يَعني انها سَـتَبكي، لَمْ تَبكي عَليٰ فُراقِ والدَيها، او تَرك صَديقتُها المُقَرَبة لَها واخِبارها انها عاهِرة عَديمة الاحساس لَمْ تَتَأثر بِفُراقِ والدَيها، هي لَنْ تَبكي، هي سَـتَصْمُد.
أنت تقرأ
Hope. ||H.S||
Short Story{مُكتملة√} "رسائل بَريدية، حقًا؟ يُوجَد ما يُسَمى بالرَسائل النَصيّة" قالتها وتَحتلُ عَلامَات السُخرية عَلىٰ وَجهِهُا "الرَسائل النَصّيَه لَنْ تُعَبِر عَنْ ما أكنّه في قَلبِي إلَيكِ" قالها بهدوء تام والثِقة تَلمَع في عَينَيه "وهَل رَسَائل البَريد سَ...
