Hope. ||H.S||

|الفَصل الثامِن|

"هَل استَطيع الغِناءِ لكِ" قالها هَاري بِـملامح ذابِلة، انّه الآن يُشبِه الوَردة الذابلِة، ولَكنّها مازالَت جَميلة.

سحَبته مِن يَديه لِـتَجعَله يَجلِس عَليٰ الأريكَة وتَجلِس هي بجانِبَه وتُعطيه كُل اهتِمامها.

ليَغلِق هو عيناه ويَبدأ.

"لَو كُنت استَطيعُ الطَيران

سَوف اعود اليكِ حالًا

اعتَقد انْ بِـأمكاني التخَليّ عَن كُل شَيئ فَقط اطلبِ مني

انتَبهي، اتمَنيٰ انْ تَستَمعي لي

لأني انزَلت اسلِحَتي، انّي اعزلُ تَمامًا

مِن اجل عَينيكِ فَقط

سَـأُريكِ قَلبي

عِندَما تَكونين وَحيدة

وتَنسين مَن انتِ

انا افتَقد نِصفًا مني

عِندَما نَكون بُعداء

انتِ الآن تَعرفيني

مِن اجل عَينيكِ فَقط

استَطيع انْ اشعُر بِـقَلبِك دَاخِل قَلبي

مِن اجل عَينيك فَقط."

يَنتَهي مِن الغِناءِ، لِـيفتَح عينيه لِـتَنعَم هي بِـرؤية جَمال عيناه.

يُطلِق العَنان لتنهيدة تَخرُج من بَين شفتيه، لِـيَبتَسِم ابتِسامَة صَغيرة هادئة عَليٰ عَكس الابتسامَة المُبهِجة التي اعتادَت عَليٰ رؤيتِها دائمًا.

"هَل انتَ بِخَير الآن" سألت هُـوب بنبرَة هادئة وهي تُحاوِل الوصول مِن خلال عينَيه، ولَكنّها لا تَجِد الّا تِلكَ النَظرة الهادِئة.

"انا بِـخَير" قالها وهو يُخرِج تَنهيدة مِن بَين شفَتيه املًا انْ تُخَفِف مِن ثُقلِ صَدره.

"مَاذا تَحمِل فِي صَدركَ من اثقالِ، هَاري، اخبرَني" قالتها هي بِـهَمس لِـيَنظُر لَه هو.

"انا احمِل فِي صَدري جِبال، هُـوب" قالها هو.

"اخبريني هَل انا استَحق ان أُعامَل معامَلة سَيئة مِن قِبل الفَتاة التي احبَبتها، هَل هي تَستَحِق انْ اوقِف الغِناء والكِتابة؟ هَل انا لا استَحِق المُعاملة الحَسنة والتَقدير؟" قالها وهو يَنظُر إليٰ الّا شيئ.

صَدق مَن قال انْ خَلف الابتسامَات الهادِئه بُكاء وصُراخ لا يُحتَمل.

ثُم اكمَل "إنّي مَريض جدًا يا هُـوب، مُنذ أنْ تَركتُ الكِتابَة، وأبتَعدت عَن الغِناءِ، وخَالطت النَاس وأصبَحتُ مَشغولًا عَن نَفسي، عَن راحَتي، عَن ما أُحِبه، لَقد اهدَيتها كُل شَيئ، الحُب، الطَاعة، الثِقة، الإخلاص، الاهتِمام، هَل يوجَد شَيئ لَم أُعطيها اياه؟ انّها الاموال فَقط، ومَع كُل ذَلِك بَذلتُ كُل جُهدي حَتيٰ لا اجعَلها تَشعُر بِـفَقري، دائمًا لا يُعجبُها عَملي، كـ نادِل، بائع ازهار، هي تُريد فَقط انْ تَتباهيٰ لِـذَلِك؛ هي لا تَستَطيع انْ تَتباهيٰ بِـالنادِل او بائع الازهَار" قالها هو.