|الفَصل الثالِث عَشر|

579 70 14
                                    

ظَلّت تَنظُر إليٰ الرسائل، لِـتَجِد انّ فِي خَلفِ الظَرفِ، كُتِب 'هَاري'.

اذن هاري مَن كَان يُرسِل هَذه الرسائل؟

انّه يُعتَرف بِـحُبه لَها.

سَحبَت كُل الرسائل، التي رَسلها لَها مِن قَبل، وَضعَتَهم فِي حَقيبتِها وذَهبَت.

رَكبَتْ سيّارة أُجرة، وطَلبَت مِنه إيصالها لِـذلِك المَطعَم.

وَصلَت امام المَطعَم لِـتَنزِل مِن السَيّارة، وتَدلِف دَاخِل المَطعَم.

لَمحَت هاري كَما هو لَمحَها، لِـيَبتَسِم لَها.

تَجلِس فِي مَكانِها المُعتاد.

لِـيأتي لَها هاري بَعد وَقتٍ ما، وهو حامِل كَوبان مِن القهوةِ، مَع ابتسامَةِ مَطبوعَة عَليٰ ثُغرةِ.

جَلَس امامَها، لِـتُخرج هي الرسائل مِن حَقيبتِها.

"رَسائل بَريدية، حقًا؟ يُوجَد ما يُسَمى بالرَسائل النَصيّة"
قالتها وتَحتلُ عَلامَات السُخرية عَليٰ وَجهِهُا.

"الرَسائل النَصّيَه لَنْ تُعَبِر عَنْ ما اكنّه في قَلبِي إلَيكِ"
قالها بهدوء تام والثِقه تَلمَع في عَينَيه.

"وهَل رَسَائل البَريد سَتُعَبِر؟" تَسألتْ بِـذات مَلامِح السُخرية.

"دموعي التي طُبِعَتْ عَلَيها سَـتُعَبِر" قالها هو، وهُنا تَحَولَتْ مَلامِح السُخرية إلىٰ تفاجؤ.

"انتِ لا تُكنين لِي مَشاعِر" قالها بإبتسامَة صَغيرة، لَكنّها ابتسامَة تَدُل عَليٰ الألمِ الذي يَشعُر بِه.

نَظرَت لَه نَظرة مُطَوَلة، ثُم ذَهبَت.

ذَهبَت وتَركَته بِـنِصفِ قَلب مُحَطم، والنِصف الآخر لَديها.

**********

‏أنا لا أخجَل مِن ضَعفِي أمام حُبك، مِن خَساراتي الكَثيرَة أمامك، مِن تَجاوز مَبادِئي فِي كُل مَرة تَكوني أنتِ فيها فِي مُواجَهتي
مَهما كَان غيابك، لا تَنتَظر مِني شَيئا آخر غَير هذا الحُب، أنا لا أعرِفني إلّا بِك.
أجهَل قَلبي لو تَوقَفت لَحظة عَن حُبكِ، ‏وما خُفيّ فِي القلبِ أعظَم.

لَم يَعُد قَلبي فَارغًا لِـشئ فَقد امتلأ بِـحُبي لَكِ.

**********

خَرَج مِن المَطبَخِ بِـإبتِسامَة مُبهِجة وقَلب يَنبُض، والآن دَخَله بِـوُجهِ خالٍ مِن المَشاعِرِ وقَلبٍ مُنكَسِر.

يُمكِن لِـحالتنا انْ تَتَغير مِن سَعادة لا تُقاس إليٰ إنكسارِ يَجعَلك تَتَمنيٰ المَوت.

لِـيَبدأ فِي عَملِه بِـعَقلٍ غَير واعٍ ونِصف قَلب مُنكَسر.

-بَعد مُرور ثلاث ساعات-

Hope. ||H.S||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن