"انظر في الاعماق...فقلبك ينبض بالحب لله وان اخفيت انت ذلك "
صباح جديد يعني معاناة جديده
يستقيظ بعض النائمين على اصوات زقزقه العصافير وبعضهم على صوت المنبه
لكن ...ماذا بالنسبه لمن لم تذق عيناه للنوم طعماً
يناجي الله خوفاً وحباً وعشقاً
كيف بقلب نبض بالحب ففاق من غفلته ولم يرجع اليها
: اللهي كيف ادعوك وانا انا
وكيف اقطع رجائي منك وانت انت ......
لم يكمل لان صوته فارقه عند بكائه هل حب الله يفعل هذا?!
نعم هو يفعل واكثر
هذا هو العشق الذي تركه الكثيرون ليلهوا ويلعبوا في الدنيا الزائله
دخل ابنه الصغير علي ليتقدم منه بخطوات متمهله ثم ساله بصوت خائف
:ابي هل انت بخير..هل يؤلمك شيء!!
ساله ظنا منه ان والده يبكي لانه يتالم! وهذا بالفعل مايحصل، المه لفراق حبيبه هو ماجعله يبكي
اخذه مهدي واجلسه في حجره محتضنا اياه وكأنه يبث اليه حبه
:حبيبي علي ،يانور عيني اوصيك بان تحب الله ليحبك وان تنصر الله لينصرك ولا تلهو وتلعب في الدنيا ولا تجعلها اخر همك ،انصر امامك ياعلي امامك المهدي ينتظرك عليك ان تنتظره وتنصره
ابتسم ببراءه ليمسح دموع والده ويقول
:اعدك ياابي سافعل ذلك باذن الله، ساجعلك فخورا بي
:سأكون فخورا بك دائما ياحبيبي
نظر لعينيه البراقه واردف
:لما انت مستيقظ في هذا الوقت المبكر ياعلي
:كنت قد شعرت بالعطش فذهبت لشرب الماء وعندما عدت سمعتك تبكِ
:اذهب لتكمل نومك ياحبيبي
بمجرد خروج علي عاد مهدي لترديد كلمات العشق للمعشوق
____________________
فتح عيناه بتعب شديد عيناه تحرقه بشده ويشعر بجفاف فمه
وعدم قدرته على الحركه لثقل جسده
وقف بترنح ووصل للحمام بعد العديد من السقطات المؤلمه التي نالها جسده المتعب
اغتسل ليخرج ويغير ثيابه
توجه بعدها للمطبخ ليعد الطعام لنفسه فتح الثلاجه ليجدها فارغه من اي شيء قد يؤكل
اتجه للرفوف والخزانات ولم يجد شيئا ايضا
تنهد ناظرا للساعه التي كانت تشير للثامنه
:جيد، مازال لدي ساعه قبل ان اذهب للعمل
خرج من منزله متوجها الى المتجر لشراء بعض الطعام وصل للمتجر الذي كان خاليا تقريبا…
توجه مباشرتا الى قسم المعلبات واخذ مايحتاجه ثم عاد للمحاسبه لدفع ثمن مااشتراه
وقف متفاجئا بسبب الطابور الذي وجده امامه، وقف معهم وهو يتمتم بكلمات ساخطه
:للتو كان المكان خالياً من اين جاء هؤلاء
سمع صوتا رزينا ياتي من خلفه
:نعم بالفعل كان المكان خالياً منذ لحظات
التفت ليعرف من المتكلم ليجد جلا قد اخذ الشيب من راسه مأخذاً عليه علامات الوقار والهيبة والنور يملأ وجهه هذا ما شعر به ضياء منذ الوهلة الاولى التي رآه بها
ابتسم الرجل في وجهه قائلا
:مااسمك يابني
اجاب ضياء مستغربا
:اسمي ضياء،لكن لماذا السؤال!
:مااجمل اسمك، لاشيء يابني اردت ان اتعرف عليك فقط، انا اسمي مهدي
بادله ضياء الابتسامه مجبرا وقال
:تشرفنا يا عم
كلمات قالها مهدي جعلت الغضب يشتعل في نفس ضياء
:ليحفظك الله ياعزيزي ،ويحفظ والديك لك
تسارعت الالوان لتحتل وجه ضياء الى ان اسود وجهه بسبب غضبه وغيضه وقد امسك نفسه عن الصراخ في وجه هذا الرجل
انتبه حين ناداه المحاسب ليرى ثمن مااشتراه ليتقدم بسرعه ويدفع ثمن المشتريات ويخرج من المتجر كأن شبحا يطارده
بينما بقي مهدي مستغربا من تصرفه ثم تقدم ليدفع هو الاخر ثمن مشترياته
___________________
مرت فتره الظهيره بهدوء على القسم الذي تعمل به شمس وهذا اسعدها كثيرا ،كانت تتجنب مجتبى طوال الوقت الا انه كان يأتي ليتحدث معها في اوقات فراغه وهي قابلت حديثه بالتجاهل التام
بينما في الجهه الاخرى كان ضياء يجلس بضيق وهو يرى صديقه قد تركه ليلحق بتلك المحجبة الحمقاء كما يناديها
:حتى مجتبى تركني ليذهب لتلك المجنونة
امسك بورقه صغيره وكتب عليها بضع كلمات ثم طواها ليرميها باتجاه شمس
استغربت عندما وقعت الورقه الصغيره بين يديها لترفع رأسها علها تعرف من رماها لكن الكل كان منشغلا بأعماله
ماان فتحتها حتى عرفت من المرسل من الكلمات المكتوبه داخلها
:ارحلي نحن لانريدك بيننا ايتها المحجبة، انتِ نذير شؤم
نظر لها ليراها تجعد الورقه بيدها وترميها في سله المهملات متجاهله لكلامه
تقدم مجتبى منها مره اخرى وقال
:مارأيكِ ان تخرجي معنا لتناول الغداء ياشمس
زجرته بحده بعد ان تعبت من تجاهله
:ساخبرك لاخر مره، لاتقترب مني لانني لن احدثك ولن اخرج معك ولن انظر لك حتى ولن اخالف امر ربي من اجلك هل فهمتني! ولاتجرد اسمي كأنك تعرفني
احمر وجهه خجلا عندما سمع كلماتها التي نزلت عليه كالمطر
بينما اكملت هي قائله
:الست مسلما!الا تعرف الله! الم يأمرنا الله ان نغضض بصرنا سواء كنا اناثا او ذكورا وذلك لحمايه انفسنا ،ام انك لم تقرأ القرآن يوما ?
رنت كلماتها في اذنيه ،فعلا هو لم يقرا القران قبلا هو مسلم لكن هو لا يصلي ولا يقرأ القران ولا يغض بصره ولا يعمل بأوامر الله التي لايعرف منها شيئا
خجل من نفسه فهذه الفتاه قد ايقظت نفسه من الغفله، اين هو منها، كيف كان يحاول التقرب منها بينما هو بعيد عن الله
كبت دموعه بشده بينما لاحظت شمس صمته لكنها لم ترفع نظرها اليه ليتركها هو راحلا وخارجا من الشركه باكملها
عندما لاحظ ضياء خروج مجتبى مسرعا توجه الى شمس وضرب بيده على مكتبها صائحا
:من انتِ حتى تكلمي صديقي بهذا الشكل، ماانت الا مسلمه حمقاء تحاول ان تظهر انها افضل من الجميع
رفعت راسها داعيه بداخلها ان يعينها الله على تحمل عقليه هذا الملحد المتحجره
: ارجوك توقف انت وصديقك عن ازعاجي نحن هنا لنعمل لا لنلعب لذلك دعني وشأني.
اجابها بغضب
:لا لن اتوقف ماذا ستفعلين ?!
فنهضت هي بغضب مماثل قائلة
:………
_______________
تابعونا ……
رايكم (∩_∩)
