بعد مرور عدة سنوات
تقف تلك الفتاه الصغيرة ذات الشعر المجعد وتشاهد اخاها الكبير الذي يلعب في الرمل
:قاسم اخرج والا اخبرتُ ابي
نهض لها ودفعها لتسقط ويتسخ ثوبها الجديد
وقال بحده
:انتي مزعجه فعلا
ارتفع صوت بكاءها لتأتي والدتها وتحملها بينما والدها يحاول ان يهدءها
تحدثت هدى قائله
:ماذا حدث يامريم!
اجابت ببكاء
:لقد دفعني لاني قلت له انني ساخبر ابي انه يلعب بالرمل
نظرت هدى لقاسم بغضب فاخفض راسه
اقترب منه مجتبى قائلا
:اعتذر منها ياقاسم هي اختك وعليك ان تحميها لا ان تؤذيها
قال مشيحاً وجهه
:لا هي مزعجه وتبكي اكثر الاوقات وانا لااريد ان تكون اختي هكذا اريد ان تكون قوية
:انظر في عيني ياقاسم اختك رقيقه وليست ضعيفه وهكذا خلقها الله سبحانه وتعالى فهي مملوءه بالعاطفة ولن تتحمل الاذى وعليك انت ان تكون قوياً لحمايتها فهذا هو واجبكَ كأخ اكبر لها ،عليك ان تحميها من كل مايؤذيها وتكون لها خير العون وخير السند، الم تقل لي انك تحب ان تكون مثل العباس عليه السلام!
اجاب بسرور
:نعم اريد ذلك
:العباس عليه السلام كان حامياً لاخته زينب عليها السلام وكفيلا لها ولم يؤذها يوما، اذا انت آذيت اختك فلن تكون مثله ابدا
تأثر قاسم بحديث والده واتجه مسرعا الى والدته التي انزلت مريم ليعانقها بشده ويقول
:انا اسف يامريم اعدكِ انني ساحميكِ طوال حياتي ،انا احبكِ يااختي
:وانا احبكَ يااخي
قال والدهم وسط حديثهم
:وانا احبكم ياصغار
قال له قاسم
:لا نحن لا نريدك انا احب اختي فقط
ضحكت هدى على كلامه وقالت :انت تستحق ذلك
بينما كان مجتبى يمثل البكاء فاقتربت منه مريم قائله
:لابأس ياابي انا احبك
ضحك وحملها بين يديه قائلا
:خذه هي حبيبة ابيها
المحبة تسود الاسرة حينما يسودها الاحترام والتفاهم فلا الصراخ ينفع ولا العنف ينفع
فاحرص على اتباع مبدأ التفاهم وتبادل الاراء بين افراد الاسره وابتعد عن التعصب والتمسك برايك لانه قد يؤذيهم
_______________
وقفت تنظر للقبر بينما توجهت ابنتها لتضع الورود عليه وترش بعض الماء فوقه
سمعت ابنتها تردد سورة الفاتحه التي تحفظها فرددت معها
ثم نادتها قائله
:نور حبيبتي تعالي الى هنا سنعود للمنزل
:قادمة
اخذت بيد ابنتها متوجهه الى المنزل
تمشي بهدوء بينما ابنتها تقفز كلما رأت شيء يعجبها
