"عندما يطرق اليأس الباب…لاتفتح الباب له لان اليأس ضيف ثقيل"
وفجأه فتح عينيه لتلتقي بعيني نور التي توسعت من المفاجأه
اغمضت عينيها بينما هو انزل بصره للارض ووقف، كان يظن انه سينعم بالهدوء في هذا المكان ولم يكن يتوقع ان يعكر صفو تأمله احدتقدم للامام حتى صار قريبا منها ظنت لوهلة انه متجه نحوها لكنه تعدى المكان الذي تقف فيه وتابع طريقه دون توقف
وضعت يدها على قلبها وهي تحمد الله انه غض بصره عنها ورحل من المكان فور قدومهانفضت الافكار من راسها وراحت تتقدم للشجره واحتضنتها وراحت تحدثها كانها تسمع وترى
:هكذا تفعلين بي ياشجرتي الغالية
اسافر لبضع سنين فاعود واجدك اتخذني غيري جليساًتأملت فروعها واغصانها
:انظري لنفسك لقد اصبحتي اكبر واقوى من السابق، اتذكرين حين كنت اتسلقك في صغريامضت وقتا طويلا في حديقة المدرسة تحادث الشجرة وتجري هنا وهناك
حل المساء لتعود للمنزل مرهقة قد اخذ التعب منها مأخذاً وكذلك اتسخت ثيابها من جلوسها على الارضطرقت الباب لتفتح لها والدتها التي شهقت عندما رأت منظرها
:السلام عليكم:وعليكم السلام، ماهذا يانور بالله عليكِ قولي لي انكِ لم تلعبي هناك، اهذا حال فتاة شابة انتِ تبدين كطفلة في الثامنة، اخجلي يافتاة
ضحكت نور من كل قلبها وتقدمت مقبلة يد والدتها وقالت مجيبة
:سآخذ حماماً واعود لاخبركِ بما حدث انتظرينيهزت راسها بخيبة على ابنتها التي لاتكبر رغم ذكاء نور ونباهتها وتعقلها الا انها تحب ان تتصرف مثل الاطفال الصغار
________________
بما انه يوم الجمعة اذا تجتمع كل العائلة لقراءه دعاء الندبة لصاحب الزمان عليه السلام وعند الانتهاء يتم جمع مبلغ مالي حتى وان كان قليل ويكون صدقه لحفظ الامام عليه السلام
هذا ماتفعله عائله مجتبى كل اسبوع فامام الزمان حاظر معهم في كل مكان وزمان تعلموا كيف يرتبطون فيه بعشق
:مريم تجهزي لنذهب انا وانتِ.
نظرت مريم لقاسم الذي ابتسم لها وقالت باستغراب
:الى اين!:الى المسجد هناك مكان مخصص للنساء لتعلم القران وبعض العلوم الاسلامية واعرف انكِ كنتِ متلهفه لهكذا امر لذلك سجلت اسمك ِ وسآخذكِ معي.
:يالله كم انت عطوف ...شكرا لك ياقاسم لقد دعوت الله كثيرا لاجل هذا الامر وها هو ذا مااريده يتحقق
حاولت ان تداري دموعها وتخفيها لكنها ابت الخضوع وراحت تنسكب
اقترب قاسم واحتضنها قائلا
:الحمد لله كله بفضل الله ...ثم انني من واجبي ان اوفر لكِ ماتحتاجينه وتريدينه عندها ساكون سعيداً ان وصلتي لمرتبة العشق قبلي