يصدّع صوت جرس الباب في ذلك المنزل الضخم ، لتسرع الخادمة للإجابة عليه
تفتح الباب فتتعجب من هيئة الطارق ؛ فتى بنظارات سوداء في الليل يحمل باقة ورود و يبدو من ملابسه أنه ليس من نفس طبقة ساكني هذا البيت
"نعم سيدي كيف يمكنني خدمتك ؟"
"مساء الخير هل الأنسة هوليوود ، أنسة هذا البيت موجودة ؟"
"نعم ،موجودة ... أخبرها من ؟!"استفهمت لجهلها هويته
"آدم "
"حسنًا تفضل معي "
"أيمكنكِ مساعدتي ...فأنا كفيف "
" آه بالطبع آسفة حقًّا يا سيدي تفضل " هرعت إليه و أمسكت يده لتجلسه بالداخل
"سأناديها حالاً "
"شكرًا لكِ"
.............................................
تنزل من على السلالم الملتوية الطويلة لتراه جالس على الأريكة
"ماذا أتى بكَ إلى هنا ؟" سألته بحدة
"مرحبًا بكِ أيضًا "
"أسفة تفضل " هدأت نبرتها قليلاً لكنها لا تزال حادة
"لقد قلقت عَلَيْكِ لما حدث صباحًا في المدرسة أردت أن آتي للاطمئنان عَلَيْكِ ... الاطمئنان فقط لا أنوي إزعاجكِ على الإطلاق " مدّ يده للأمام مقدمًا باقة الورود الحمراء التى أتى بها
"شكرًا لَكَ " ابتسمت تلقائيًا و هي تأخذ الباقة من يده
"إذًا هل تعيشين بمفردك فأنا لا أسمع أية أصوات حولنا ؟!"
"لا أخي فيليب و أبي يعيشان معي .. مهلاً لحظة كيف عرفتَ عنواني ؟!" سألت متحيرة
"لي طرقي .. حسنًا ليس أنا بل أمير له طرقه " قال ضاحكًا بخفة لتقهقه هي قهقهة بسيطة على كلامه ثم صمت كلاهما قليلاً
ليقول هو قاطعًا هذا الصمت "إذًا ماذا تفعلين؟"
"دعكَ من تلك الأسئلة ، أنت جئت لتعرف لما أُغشيّ عليّ لكنك لا تجرؤ على سؤالي ، صحصيح ؟"
"أنتِ ذكية جدًا "
"لكنني أخبرتك مرارًا أني لا أريد الإفصاح عن حياتي لأحد "
"فقط لما ؟!" بدأ الترجى يعلو في نبرته
"لأن هذا لا يفيد أحدًا هو فقط يأتي بالضرر و خصوصًا عليّ"
"لقد أخبرتك أن تجربيني قبلاً لن تخسري أنا حقًّا أريد مساعدتكِ " لازالت نفس نبرة الترجي بصوته
"اسمع يا هذا ، أنا لا أعرف سبب إصرارك للتقرب مني هكذا لكن أنا حياتي كاللعنة و لا أريد اشراك أخد بذلك ، دعني أموت هكذا و فضلاً ابتعد عني " بدأ صوتها يعلو و تظهر تلك النبرة المختنقة المرتجفة مجددًا بصوتها
"لماذا تبعدين الجميع عنكِ هكذا ؟! لما ترفضين المساعدة ؟! أتظنين أنكِ قوية كفاية لتواجهي الحياة بمفردك ؟! حسنًا خبر سعيد يا أنسة لا أحد قويّ كفاية لمواجهة الحياة وحده لأن لا أحد قويّ كفاية ليتحملها "علا صوته هو الآخر بشدة
"أتظن أني أبعدت الجميع عني حقًّا ؟! كيف جاءتك تلك الفكرة ؟! لما لا تفكر أنه ربما خُذلت كثيرًا فصرت أرفض ، ربما من يقترب مني يموت أو أسواء لا يقترب مجددًا " هدأت نبرتها جدًا
"اسمعي أنا حقًّا أريد مساعدتكِ "
"ابتعد عني "
"حسنًا ... كما تشائين ، آسف لإزعاجكِ آنسة هوليوود "
كانت نبرته غاضبة بعض الشيء ، لتنادي على الخادمة لتدله إلى الباب
..........................................
يمر يوم .. يومان .. ثلاثة أيام و لم يتحدثوا إطلاقًا فهو صار يتجنبها كما يفعل جميع من حولها فهم يظنون أنها غريبة الأطوار و يرونها مثيرة للشفقة أما هو ابتعد لأنه شعر بدنو نفسه قليلاً مما يفعله..
هي الآن تشعر بعذاب الضمير مما فعلته فهي تظن الآن أنه لم يكن صحيحًا ، هو الوحيد الذي اهتم بالسؤال عليها فحتى أخيها و توأمها منذ حديثهم في السيارة لا يحدثها إطلاقًا و تقريبًا لا تراه .. هو فقط من لاحظ تدمرها و اهتم ليسأل أما العالم من حولها فلا يراها أصلاً ..
.............................................
"ما بالكم لا تتحدثون منذ ثلاثة أيام ؟!" تسألت في حيرة
"لا شيء ديانا فقط .. ربنا كنت مخطئًا " قال بحزن
"لما يا صديقي ألا تبادلك نفس مشاعر الاهتمام ؟"
"لا أمير الموضوع ليس مشاعر .. هي فقط ترفض الاستجابة لأي خطوة أقوم بها تجاهها ، إنها ترفضني تمامًا " أجابه بقلة حيلة
"نحن الفتيات قد يكون الوصول إلينا و كسر حواجزنا صعب بعض الشيء ، لكن صدقني نحن نقدّر جدًا من يسعى لكسر و اختراق تلك الحواجز " أخبرته ديانا بنبرة هادئة
"هون عليكَ يا صديقي " مربتًا على كتفه
"أنا لست حزين أو غاضب منها ، أنا فقط أجهل كيف أصل إليها " نبرة الاختناق قد بدت بشدة في صوته
"نحن لا نعرف ماذا مُخبأ في أقدارنا ، ربما يومًا ما ستقدر أن تكسر حواجزها ، لا تقلق ." أخبرته بنبرة هادئة مفعمة بالأمل
"أتمنى " تنهد و وضع رأسه على المائدة أمامه
..........................................
في الليل و قد كان يحاول أن يذاكر دروسه التي يسجلها ليستمع إليها مجددًا في منزله و يحاول استذكارها ، لا ننكر إنه رُغم ذكاءه الشديد فهو لا يزال يواجه مشكلة في ذلك
دقّ جرس منزلهم لتسرع والدته لإجابة الطارق
"مرحبًا ، كيف أستطيع مساعدتكِ؟" سألت بنبرة متحيرة فهي لم تتوقع أن الطارق فتاة بهذا الجمال ظنت أنها في الأغلب ضلّت طريقها فهذا النوع من الزوار لا يأتيهم كثيرًا
"مساء الخير آسفة للإزعاج ، لكن هل آدم موجود ؟"
"بالطبع أخبره من يسأل ؟!"
"هوليوود "
"حسنًا تفضلي سأخبره حالاً ، أنا أمه بالمناسبة " أجابتها مبتسمة و هي تمدّ يدها لتصافحها
"أهلاً بكِ سيدتي " ردّت المصافحة مبتسمة هي الأخرى بدورها
.............................................
"تفضلي هو ينتظرك إن غرفته ثاني غرفة على اليسار في ذلك الممر الذي في الأمام "
"شكرًا لكِ"
و بمجرد أن دخلت و هو قد شعر بها ، إنه هذا العطر مجددًا
"مرحبًا بكِ .. أرى أنكِ القادمة هذه المرة"
"نعم فواضح أننا نتناوب الأدوار ." ردّت مبتسمة
"كيف يمكنني مساعدتكِ ؟"نبرته و ملامح وجهه جامدة و قد لاحظت هي ذلك لترتبك قليلاً
"لقد أتيت لأعتذر ."
"لما ؟! هل ترين أنك اقترفتِ خطًأ ما ؟!"
لا زالت مرتبكة و بشدة فنبرته الحادة و القاسية تربكها
"نعم أرى ذلك ، فأنا لم يكن عليّ معاملتك هكذا و أنت الوحيد الذي اهتم ليسأل عني و أنت الوحيد الذي اهتم لاختناقي رُغم أنك لا تعرفني ، لا اعرف لما ؟! لكنكَ فقط الوحيد " بدأت تدمع لقسوة هذا عليها تشعر بالألم لحقيقة ما قالته لتتغير نبرته في الحال
"حسنًا حسنًا أنا آسف أنا مستعد لمساعدتك كما قلت فقط جربيني " تأتأ في بداية حديثه لكن سرعان ما تماسك
"هذا ما جئت لأجله اليوم إلى جانب الاعتذار منك ... فقد قررت أن أخبرك ." ابتسمت في نهاية حديثها لتترك قلبه فرحًا و عقله متفاجئًا لا يستوعب الصدمة ..
.............................................
ازيكم يا جماعة مبدئيًا كدة انا مسحت ال note عشان مبحبش أي حاجة تكون في النص بين الفصول كدة تاني حاجة بما إن العدد بتاع الريدز بيكتر كل يوم فدة معناه ان في ناس بتقرأ القصة كل يوم بس اللي انا مش قادرة أعرفه الناس دي لية ملهاش أي تفاعل يعني أنا في آخر كل فصل بقول يا ريت دعم و إن آراءكم بتسعدني و كدة و برضو مافيش دعم قلت أنزل ملاحظة ألفت بيها نظر الناس للموضوع بس بارضو مافيش دعم فا يجماعة أنا عامة مش هاقدر أنزل الفصل الجاي غير آخر الإسبوع بس لو مافيش دعم للأسف القصة هتتوقف و احتمال كبير ألغيها لأنه واضح إنها مش عاجبة الناس فياريت votes و comments من أي حد هايقرأ الفصل دة
شكرًا ،،
أنت تقرأ
ليس بالعينين
Romanceهل تسألتم يومًا كيف يحدث العشق ؟! البعض أجاب بانظر و البعض الآخر كان أعمق قليلاً و أجاب بالاستماع ... حسنًا أنا لم أعشقها بأىٍ من تلك الطريقتين ... لقد حدث ذلك بشكل مختلف فليلاً ...