||الفارس||

97 7 2
                                    

يا الذي لا يشبِه رجلاً

و لا يشبِهُهُ رجلْ

مرآتي أنـْـت . . .

فما أجمل وَجهي .

الثلجُ في " مِجيفْ "

أسودُ ... أسوَدْ

و المتزحلقونَ على الجليد

يتزحلقون على أسلاكِ أعصابي .

" مِجيفُ " ترفضُ أن تستقبلَني

و ترفِض أن تكلّمني . . .

و ترفض أن تعترِف بِشرعيّـتي

إلا و أنا متعلّقة بذراعك اليسرى . . .

فهـَل يمكن أن تَرُدَّ إليَّ اعتباري ؟

في هذه القرية الفرنسيّة الجميلة

التي اختارتكَ رئيساً لبلديتها ؟ . . .

شَوارعُ " مِجيفْ " مضرّجةٌ برائحةِ صوتِكْ

و كراسي المقاهي . . محجوزةٌ على اسمكْ . .

و جُبْن منطقة " السافوا " . . لا طعمَ لهُ بعدَك . .

و آثارُ أقدامِكَ على الثلج . .

محفورةٌ على جدرانِ الذاكرة . .

فأعِدْ إليَّ يا سيّدي . .

خرَائط المدينـه . .


السّاعة ُ تَدقُّ

و أجراس أحزاني تدُق معها

و رياح الألب تنزعُ قبعةَ الصوف عَن رَأسي . . .

و الثلج يحرقني بنارِهْ . .

و أنت تمرُّ في شراييني .

شرياناً ... شرياناً

شبْراً ... شبْراً

زاويةً . . زاويـه

موقِعاً . . . موقعاً

الساعة تدُق






في الرّابعة

يرتفِعُ بحرُ ولهي , حتى يهدمَ كلَّ سُدودي

و يقتلعَ كلَّ أشجاري . .

و يلغي خطوطَ لغتي . .

و خطوطَ ذاكرتي .

في الرابعة

أشتعلُ فوق ثلج " مِجيفْ "

كَشجرةِ عيدِ ميلادْ

و أصرَخُ حتى ينغرسَ صوتي بصوتِكْ

و تنغرسَ جذوري في ترابِكْ . .

و أصبحَ جزءاً من دورتكَ الدمويَّة .

أيّها الفارسُ الذي أنتظرُهُ . .

منذ بدايةِ الأشياء

إنَّ أشجارَ حناني . .

و أزهارُ قلبي مُسْتَنفَرَه . .

و طيوري . . و أسماكي

و أبراجُ فكري . . مُسْتَنفِره . . .

فترجَّل عن حِصانِك , يا سيِّدي

و قاسمْني

لحظاتِ الشعر . . و لحظاتِ الجنون

ماذا أفعَلُ بِـتراثِكَ العاطفيِّ المزروعِ في دمِي

كشجرةِ ياسمِين ؟

ماذا أفعَلُ بصوتِكَ الذي يَنقُرُ كالدّيكِ

وجهَ شراشفي ؟

ماذا أفعلُ بِبَصماتِ ذوْقك على أثاثِ غرفتِي ؟

باللوحاتِ التّي انتقينَاها معاً

و الكُتُبِ التّي قرأناها معاً

و التذكاراتِ السياحيّةِ التي لملمناها من مُدنِ العالم

و بالأصدافِ التي جمعناها من شواطئ البحر الكاريبي ؟

قُـل لي يا سيِّدي :

ماذا أفعَلُ بهذه التركة الثقيلة من الذكرياتِ

التي تركتَها على كتفيّ ؟

لقد حاولتُ أكثرَ من مرّةٍ . . أن أتخلَّص منك . .

و منها

و لكنّني خجلتُ من بيْعِ تاريخي

و بيْعِ مشاعري

و بيْعِ ضفائري في المعالم

إلى أيّة مدينةٍ من مدُن العالم .. سأذهبْ

و معكَ خرائطُ كلَّ الأمكنةْ

و في أيّ مقهى سأجلسْ

و أنتَ احتكرت أشجارَ البُنّ

و رائحةَ القهوةْ ؟

و بأيّة لغةٍ سوف أتكلّم

و بيديّكَ مفاتيحُ لغتي ؟ ...

حاولتُ ترحيلَكَ إلى الوجهِ الثاني من القمَرْ

فلمّا طلَع القَمر . . عدتَ مع أشعّتهْ

و وجدتُ وجهَكَ مرسوماً على زجاجِ نافذتي

حاولتُ أن أرسلكَ إلى أمّك

التي علّمتكَ الدَّلعَ . . و الفَوْضى . .

و هوايةَ جمعِ الطوابعِ

و جَمْعِ النساءْ

و لكنّها أعادتْكَ لي بالبريدِ المضمونْ

مع أطيبِ التمنّيات .

فَتْافَيـتْ امٌرَأة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن