الليلة التي لا تنتهي

32 2 2
                                    


....استيقظ...

..حسنا ها نحن نلتقي هنا مجددا ...مرحبا بك في مكتبي أيها القارئ ...اجلس على هذه الأريكة ......ااه بالمناسبة القصة التي سأسردها لك اليوم مثيرة جدا و غامضة لذا أرجوا أن تركز على كل حرف كتبته ....في هذا الفصل لن أصف لك كثيرا سأكتفي بالسرد و أدع لخيالك حرية إنشاء التفاصيل الخاصة بالمكان ....هل أنت مستعد!؟,حسنا لنبدأ!.

بعد فترة طويلة من الركض بدأ الشاب الهارب بالتعب شيئا فشيئا الى ان سقط على الارض فاتحا عينيه بذعر شديد و يكسوه العرق .....لم يكن تنفسه منتظما فقد كان منقطعا مما يدل على رعبه الشديد...و لكن فترة استراحة الشاب لم تدم طويلا حيث سمع حفيفا قويا خلفه و كردة فعل هب راكضا بسرعة و هو ينادي مثل المجنون قائلا "لاااااااااا توقف ارجوووووووووك" ,أغمض الشاب عينيه بينما يحاول الهرب بيأس شديد ,تفكيره مشوش جدا ...هلوسات هنا و هناك ....أشلاء متناثرة .......رؤوس مقطعة.....كل شيء يبدو دمويا كما لو أن العالم طمس باللون الأحمر كاملا .......عويء ذئاب ........صراخ أشخاص ...كل شيء مشوش في ذهن ذلك الشاب اليافع .....ركض.......ركض......ركض......ركض.....يبدو أنه لن يفلت بسهولة .......أو بالأحرى لن يفلت أبدا......فتح الشاب عينيه بقلق و خوف شديدين بعدما ساد الهدوء ......ظن للحظة أنه سينجو .....ولكن و بدون سابق إنذار تعثر الشاب و سقط على الأرض .....وضع الشاب يده على رأسه و هو يبكي بشدة بينما يفكر في أصدقائه و يلعن حظه السيئ .......عاد الحفيف من جديد و لكن هذه المرة أخذ يقترب من الشاب بسرعة ...حاول الشاب النهوض و لكن لا فائدة ....فقدمه مصابة على ما يبدو .........وسط ذلك الظلام زاد تقدم ذلك الشيء ........وكلما تقدم كلما زاد صوت الحفيف إلى أن أحاط بالشاب المذعور ....أغمض الشاب عينيه مستسلما للموت المؤكد.......و فجأة سمع نداء من بعيد ..........استيقظ...هل نمت حقا ......فتح الشاب عينيه مرة أخرى فوجد نفسه جالسا وسط أصدقائه أحدهم كان يحمل قيثارة و يعزف بهدوء  بينما يطهوا الأخر بعض من اللحم على نار خفيفة وسط جو هادئ و تحت سماء مرصعة بالنجوم المبهرة نظر الشاب إلى يمينه فوجد صديقه الذي أيقظه من كابوسه للتو ..........لقد أنقذتني يا صديقي !.......حلمت بكابوس مزعج..............لا تأبه فلا يمكن لأي شيء أن يفسد هذه الليلة الهادئة ....هاي يا صاح أعزف لنا و دعنا نحتفل حتى النهار............موسيقى خفيفة استولت على المكان غناء جماعي صادر من مجموعة من الشباب .... بدأ الشاب بالضحك تاركا خلفه تلك المخاوف المكبوتة ................و فجأة و بدون سابق إنذار بدأ حفيف قوي بالتقدم من الظلام الدامس حتى أحاط بهم ....و بطبيعة الحال لم يسمعه أحد منهم فقد كانوا مستمتعين بتلك الحفلة الصغيرة .....وسط لحن الموسيقى العذبة بدأت الرؤوس تتطاير .......وراء تلك الضحكات الصاخبة بدأت تعلوا صرخات مستغيثة بيأس شديد.......... وسط تلك الأجواء الجميلة هب الشاب راكضا مجددا..........مجددا...........هل هذا حلم؟......ركض .......ركض.....ركض.حتى تعثر و سقط ,ثم أغمض الشاب عينيه بذعر مستسلما للموت فتحهما مرة أخرى ليجد نفسه وسط أصدقائه .................مجددا.............مجددا..............مجددا ...........ولكن في كل مرة يستيقظ فيها يجد تغير هائلا في المحيط ...فقد أخذ أصدائه بالذبول شيئا فشيئا ....كما أن اللون الأحمر يسود المكان في كل مرة يستيقظ فيها .

يقول بعض المارة و المغامرين أن ذلك المكان ملعون ...فهم يسمعون عزف و ضحك كل ليلة وسط الظلام ثم بعد منتصف الليل يتحول الصوت إلى صراخ قوي يخف مع الوقت حتى يختفي ...كل ليلة ..........بدون توقف...........ولكن الغريب في الأمر أنه ذات ليلة ................................توقفت تلك الظاهرة نهائيا !............................

حسنا ...لقد انتهينا يا عزيزي القارئ ....فكر جيدا في هذه القصة ......كل شيء غريب؟ ........تنقصها الكثير من التفاصيل؟ .....ولكن هذا منطقي لأنني أبلغتك سابقا أني لن أصف كثيرا في هذه القصة ......تساءل كما تريد ! فكل ما يستطيع الإنسان فعله التساؤل حول الأمور الغريبة و الغامضة و المدهشة التي تقابله .....وليكن في علمك أيها القارئ أنه كلما زادت أسئلتك صعوبة كلما زادت دقة أجوبتك ................فقط تذكر هذا جيدا بينما تقلب أوراق هذا الكتاب.

.........حسنا لنلتقي مجددا في الصفحة القادمة يا عزيزي القارئ........

..........حتى ذلك الوقت فكر!!!!!!!!!!!!!!!!!.

الأبيض و الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن