البرمائيين

7 2 2
                                    

......لو لم يتواجد الحزن.....

......هل سنستمتع بطعم السعادة؟......

.......هل سنسعى خلفها أصلا! ....

.........يبدو أن الحزن هو من أنقذنا من الضياع ......

........فبعد كل شيء نحنى لا نبحث سوى عن سعادتنا الخاصة....................

.........لأننا لن نحصل على سعادتنا أبدا......

.....و لأننا نتمسك بأمل زائف و رغبات مستحيلة......

.....اذن من الأفضل أن نختفي ليختفي شقاؤنا!.......

........اذا كانت السعادة هي عكس الشقاء و الحزن فهل يعني وجودنا في عالم لا حزن و لا شقاء فيه يجعلنا سعداء الى الأبد!.....

........سأجعلهم كلهم سعداء..........

........سأنزع عنهم الكرب و الحزن..........

...............سأرسلهم الى ذلك العالم..........

...........................عالم ما بعد الموت!...............

.......حسنا حان وقت العمل,نهضت من الفراش متأخرة,كل شيء يبدوا طبيعي اذا نظرت من النافذة ,فلا أحد في الخارج,اولئك الحمقى!يظنون أنهم يمكنهم امساكي بفخ رديء كهذا.......لن ألومهم ففي الأخير هم كذلك يعملون جاهدين لتحقيق هدفهم أو سعادتهم الخاصة !...ولكن للأسف يمكنني رؤية الفقاعات الصادرة من أفواههم أثناء التنفس ,لنحلل الوضع أولا,الأول يختبئ خلف العربة المجاورة التي تصادفني عند قطعي للطريق مباشرة,أما الثاني أنثى تخفي نفسها على هيئة عجوز يجر عربة محملة بالخضر.....دعنا من المماطلة ولنبدأ اللعب,قبل الخروج من المنزل يجب علي ارتداء قناعي الذي يسمح لي بالتنفس تحت الماء فبعد كل شيء قد نكون بشر برمائيين إلا أننا نضل عاجزين بدون أكسجين.......

..............أرتدي قناعي كالعادة...............

........أفتح الباب بصمت شديد.......

..........أدخل في الظلام الذي يقابلني بعد خروجي مباشرة..............

...........أولا أبدأ بالأنثى ........

.........أسير كالظل بدون أن يتم ملاحظتي ثم أدق عنقها.......

.......الثاني سيلاحظ و عندها سيأتي لتفحصها .......

........همممممم يبدوا أنه يفضل انقاذها على البحث عني .........

........مهما يكن سأنتهز الفرصة فلا وقت لدي للعب مع المغفلين .....

............ها أنا أخرج من الظلام مرة أخرى و أدق عنقه هو الاخر........

...........الان يمكنني الشروع في مهمتي الأخيرة ....الان يمكنني تخليصهم كلهم من الحزن و البؤس......

...........اليوم سيجتمع كل سكان المدينة عند قصر الحكومة للحصول على القناع المطور الجديد و أخذ مصل يمنعهم من التحلل تحت الماء...........

...........سكون مثالي والوقت ممتاز فالليل تحت الماء مظلم جدا..............

"يا شعبي العزيز ,بفضل جهودنا أنا و أتباعي تمكنا من تطوير كافة المعدات اللازمة للبقاء تحت الماء ......خذوا هذه المعدات و استمروا في العيش...........استمروا في العمل و الكد من أجل تحقيق السعادة"

_هل تظن أن كل ما تفكر فيه سيحدث؟!

_هل تظن أن البطل سيظهر و أنه سينقذ العالم كالعادة؟!

_ لا ألومك فأنت معتاد على السيناريوهات البطولية!

..........حسنا ,كل ما علي فعله فقط الانتظار حتى يرتدي كل السكان معداتهم و يشرعون بالاحتفال و عندها سأظهر ورقتي الرابحة....عندما أضغط على هذا الزر كل شيء سيزول في مدة قصيرة فموجاتي الصوتية كافية لإفساد النصل.......

" هل أتممتم ارتداء معداتكم ...ها نحن نرتدها معكم لإظهار حسن نوايانا,لنشرع بالاحتفال....فلنفرح معا بانقضاء عام اخر بعد النجاة من الكارثة " .

...............1.............

........................2...................

........................................3......................

............................................حان وقت الوداع..........................................

...............................................يا أيها العالم البائس....................................................

................................................................................................................................................................

"...................ماذا!.....ما الذي حدث؟!...............استدعوا الشرطة............."

_نهاية سعيدة أو حزينة؟ما رأيك؟,هل تظن أني سأريك شيء من البطولة ؟......حسنا... حسنا....... أيها القارئ أنت تتساءل كثيرا على العديد من الأشياء كما أنك تغفل عن العديد من الحقائق و التفاصيل المذكورة في قصصي و حتى التفاصيل التي تمر بك في حياتك اليومية.....فهل حقا أكتب كل هذا فقط لملئ الأوراق؟! ......كعادتنا نحن البشر عندما نعجز عن فهم شيء أو شرحه ننفيه و نعطي لنفسنا سببا لذلك كما أننا نتجاهله تلقائيا بدون وعي لخلوه من المنطق كما ندعي ..........فهل حقا يخلوا من المنطق ؟.....أم أن المنطق المطروح غير واضح أو غير مفهوم ؟ ....و أنت ماذا تظن.......هل السعادة مهمة الى هذه الدرجة؟!................هل هي موجودة أصلا ؟أم أنها مجرد احساس عابر يدفعك الى الأمام .....و ان كانت موجودة يبدو أنها لا تنتهي حرفيا..........فكلما شعرنا بها طلبنا المزيد منها .............بالنسبة لي شخصيا تبدوا لي أنها سبب للعيش و هدف واضح ولكن مستحيل الوصول اليه.....كما أنها مرنة تختلف حسب الظروف ,الشيء الوحيد المفيد بها أنها تدفعك للى الأمام رغم عنك.....

_لأنك في الأخير سعيت من أجلها فقط .....

_وستسعى دائما و أبدا .......

_الى الأبد........

._لم تتوقف من قبل........

_و لن تفعل بعد .......

_الا في حالة واحدة.........................................................وهي الموت!.

_حسنا,الان أدعوك للانتقال الى الصفحة التالية....كالعادة استرح قليلا......تنفس جيدا......ثبت أعينك على الكتاب........الان..........................أقلب الورقة!. 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 30, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الأبيض و الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن