هاتف يرن

21 1 0
                                    

هناك هاتف يرن في منزل الجيران المهجور، وصدى رنينه يتردد باستفزاز. هناك هاتف يرن ولا أملك الإجابة عليه ولا إغلاق أذني. ربما مضى وقت طويل قبل أن حاول أحدهم الاتصال، وربما كنت غير موجود في المرات السابقة، لكنه يلح علي مثل هاتف عمومي يرن في الشارع، وأتلفت حولي فلا أجد أحداً. هناك هاتف يرن ودقاته تتوالى مثل ضرب المخايط في جسدي، ألف رغبة تتملكني، وألف احتمال. إنه شعور بالعجز، أشعر بآذان ملهوفة تتسلل عبر سماعة الهاتف، وتحاول التشبث بأي صوت كان، ربما أحد أقربائهم ممن رحل إلي المهجر، ويحاول الاطمئنان عليهم أو إخبارهم أنه مشتاق إليهم، أو أن يشاركوه فرحة تخرج ابنه الأكبر، وربما يكون أحد أقربائهم أيضاً، ويعلم بموت أصحاب البيت، لكن أملاً أحمق يدفعه للاتصال، وربما يكون موظف إعلانات في شركة تجارية، وتنتابه نفس أسباب القلق التي أعانيها الآن، وربما يكون أحد أصحاب المنزل أنفسهم الذين، ربما، رحلوا أيضاً إلى المهجر، ويجرب شعور كيف لو أنك اتصلت ببيتك المهجور الذي يعالج وحدته وحيداً وشباك العناكب بدأت تلتهم جوفه، وربما هم أيضاً يحاولون الاتصال بمنزلهم ليحسموا خلافاً دار بينهم:هل كانت لوحة الفتاة، تلك التي في صالة المعيشة، تنظر ناحية اليمين أم ناحية اليسار؟ هناك هاتفٌ يدقٓ، ولا يكف أبداً عن الرنين، مثل قلبي.




النهاية

اتمنى ان ينال اعجابكم

ماتنسوا النجمة

AUTUMN LEAVES|| أوراق الخريف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن