شيماء

6 1 0
                                    

كنت في السوق أعمل في أحد محلات الملابس النسائية عندما رأيتها، أو بالأصح:عندما رأتني، فهي ترى مني أكثر مما أرى منها. أعرف الشفاه التي تضحك، والحدود التي تُمَطُ و تُشَدُ، والجباه الغارقة في تجاعيدها من شدة الضحك، لكنني لستُ معتاداً على العيون التي تضحك، كيف لك أن تعرف أن ثمة عينان تضحكان دون أن ترى بقية الوجه؟ أنا عرفت، رأيتها تضحك من خلف خيمة، من خلف متاريس الجسد، من وراء حواجز قماشية سوداء كثيفة، من وراء هضبة عالية تحاول كسف الشمس، لكنني أعرف تلك الشمس!
آخر مرة التقيتها قبل إحدى عشرة سنة، كانت أمي تصطحبني معها للمؤسسة التي تعمل بها، المكتب فيه ثلاث زميلات لها، تخرج أمي في زيارة ميدانية لتتركني في كنف ثلاث أميرات يتناوبن على مهمة تدريب حتي يأتي موعد باص المدرسة. كنت أُفضل شيماء، عندما أوفق في إجابة أحد الأسئلة كانت تقول لي:الله ينور عليكَ! لم أكن لأجازف بسؤالها عن اسمها، فقد أخطئها، ولم أكن لأفوت هذه الفرصة كذلك. سألني عن سعر إحدى القطع،فأجبتها أن تقيم القطعة بنفسها، عاجلتها بعد سماع السعر بقولي:الله ينور عليكِ!
بعدما عدت للمنزل تلك الليلة، سألت أمي:هل تذكرين شيماء؟!
وكان ردها:ما الحكاية أنتما الانثنان تذكرنا بعضكما اليوم!

النهاية
اتمنى ان ينال اعجابكم
لا تنسو النجمة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 27, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

AUTUMN LEAVES|| أوراق الخريف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن