| الـفـصـل الـثـالـث و الـعـشـرون |

655 55 52
                                    

" إلهي ( مالك ) ما هذا المكان " قلت بدهشة و أنا أنظر حولي ،، المكان في غاية الرَوعة !! نحن على قمة هضبة كبيرة .. من حولي زهور من شتَّى الأشكال و الأنواع و الألوان ،، أما أسفل الهضبة هو مكان يبدو و كأنه غابة من كثرة و كثافة الأشجار .. قُرص الشمس الذهبي الذي يبدو أقرب بكثير بسبب مكاننا المُرتفع .. المكان ساحر حقًا بكل معنى الكلمة !

" ما رأيك صغيرتي " سأل و هو ينظر إليّ بابتسامته الخلابة تلك ،، يمكنني أن أترك كل ما هو أمامي من مظهر خاطف للأنفاس و البقاء مُحدقة في ابتسامته تلك ..

" ( مالك ) أنا لم أرى في حياتي أجمل من هذا المكان .. أنا في حياتي لم أرى هذا المكان ،، تعلم ؟ إن الكلمات قد طارت من لساني من رَوعة المنظر " قلت و لازالت علامات الدهشة و الإعجاب ،، أخذت أتفحص كل إنش في هذا المكان الساحر ..

" أيمكننا النزول ؟ " سألت بمرح

" بالطبع ( آيْلا ) " قال ممسكا بيدي بين يده الكبيرة نسبيًا مقارنة بخاصتي .. يده دافئة في كل وقت و حقًا هذا يشعرني بالأمان ..

" أممم .. ( مالك ) لما غيرت اختصارك لاسمي فجأة " قلت بابتسامة صغيرة

نظر لي فجأة و هو يبتسم ابتسامة حنونة ..
" لأن الآخر يمكن لأي أحد آخر مناداتك به .. أما عن ( آيْلا ) فهو لي وحدي .. لا أريد لأحد أن يلقبكِ به غيري أنا صغيرتي .. لنقل مثلًا شيء مميز " قال و بآخر حديثه رفع رأسه للسماء لتبرز تفاحةُ آدم خاصته أكثر

" همم إذن ما معنى ( آيْلا ) " قلت مازحة

" معناه ( ضوء القمر ) .. مِثْلُكِ تمامًا ،، إنه اللقب المثالي لشخص يضيء مثلكِ .. "

لم أعرف كيف أُجيب عليه .. لم أجد كلامًا يصف شعوري المختلط الآن .. شعورٌ مختلط بين السعادة و الخجل و التفاجؤ ..

" تعلمين .. في بعض الأحيان لا يجدر بنا البوح عما في داخل قعولنا أو صدورنا .. أحيانًا العيون تفضح المشاعر " قال ( مالك ) و هو مُركز مِحور نظره على عيوني مباشرة ..

" أيضًا خضراوتيكِ دائمًا ما يَقومان بِفضحك حتى و لو لم أقرأ ما يدور في ذِهنك صغيرتي .. " أكمل حديثه و مازال يحدق بعيني و تخللت ابتسامة صغيرة محيا شفتيه

" أنت مخادع ( مالك ) ،، دائما ما تكشفني .. هذا ليس عدلًا بالمرة " قلت مازحة و نظري موجه نحو هذا المظهر الخلاب الذي أمامي .. لا أستطيع إزاحة نظري عنه أو... لا أستطيع وضع عيني بعينه بعد ما قاله لي توًا ..

" يمكننا التجول هنا الآن إذا أردتي " قال متغاضيًا عمَّا قاله سباقًا و هذا أراحني ..

" بالطبع أريد هيا بنا .. هذا المكان حقا لم و لن أكن لأحلم برؤيته حتى بأحلامي " قلت بسرعة

" صِدقًا لو كنت أعلم لكنت جلبتك هنا منذ أول يوم عرفتيني به صغيرتي .. كل غرضي هو إسعادك ،، أريد أن أُريكي العالم بشكل مُنير ،، أريد أن أُضيء عالمكِ ( آيْلا ) .. هذا كل ما أتمنى " قال و نظرت في عسليتاه التي تبرق كما الجواهر الغالية دليل على صدقه في كل حرف تفوَّه به ،، صدقه في كل كلمة خرجت من بين شفتاه

" ( مالك ) أريد قول الكثير و الكثير لك لكن تعلم .. أنت تذيب الكلام من لساني ،، أنا لا أستطيع قول شيء غير أنني ممتنة لك حقًا لوجودك هنا بجانبي طوال الوقت .. ( مالك ) أنا كنت و مازلت أشعر بوجودك في كل وقت حتى حينما تخبرني أنك سوف ترحل .. أشعر بوجودك أثناء نومي .. أشعر بيداك تتخللان داخل خصلات شعري لتعبث به و أنا نائمة ظنًا منك أنني لا أشعر بك .. ( مالك ) أنت بالفعل أنرت لي طريقي في هذه المدة البسيطة التي قضيتها بجواري .. شكرًا لك على كل شيء ،، شكرًا لك من أعماق قلبي يا ( عيون العسل ) "

" لستِ بحاجة لشكري صغيرتي " قال واضعًا يده على وجنتي برقة ..

تبا لك ( مالك ) ،، أنا في طريقي للوقوع في شباك حُبك ..

 آنْزِيلَّا || Annzella حيث تعيش القصص. اكتشف الآن