| الـفـصـل الـسـابـع و الـعـشـرون |

614 38 5
                                    

كل يوم .. كل ساعة .. كل دقيقة ، و كل ثانية .. أقع لها أكثر مما سبق ..
و كيف لي ألّا أفعل ؟ مع هاتين العينين اللتان كالجنة ! أضيع في جمالها منذ أول ثانية نظرت لها فيها. تلك الشابة التي كانت يائسة من حياتها .. كل ما يُفرحني أنني بجانبها في كل وقت .. سأكون معها في أي وقت تحتاج إلي شخص بجانبها ولا تجده.. سأكون لها عونًا في أي وقت لا يتفرغ لها من حولها .. سأكون أنا لها كل شيء. حينما تريد شخصًا بجانبها سيكون انا بلا شك .. لا أحد يتفهمها كما أفعل ، لا أحد يحبها كما أفعل .. فحبي لها في صميم قلبي .. حبها في قلبي كالوريد .. لا أستطيع العيش بدونه.
آهٍ يا ( آيلا ) ما الذي فعلتيه بي ؟ لقد سئمت من كتمان حبي لكِ .. أريد البوح لك بكل ذرة حب في قلبي تجاهك لكني بكل بساطة خائف .. خائف من عدم مبادلتك لي .. خائف من أن تحطميني و تكسريني إلى أشلاء .. خائف من أن أكون مجرد حطام يذهب مع الرياح كلما تهب ..

كان جالسًا تحت شجرته المعهودة .. شجرته التي شهدت على معانته في حياته طوال تلك السنوات ، شجرته التي تشهد على مدى صدق حبه تجاه ( آنزيلا ) .. شجرته التي تحمل معها على أغصانها ذكرياته الحزينة و السعيدة قبل أن تحمل أوراقها ..

كان جالسًا أسفلها يقوم بكتابه ما يشغل باله و يُثقل قلبه ، كان دائمًا كتومًا على ما في قلبه و كان هذا صعبًا عليه بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ..
كان يُدَوِّن كل ما في قلبه و خاطره .. كل شيء غير قادر على البوح به بلسانه ، يقوم بكتابته في دفترهُ ذو الجلد الأسود كما شعره الفحمي ، ذو الورق ناصع البياض كما قلبه الذي يخفق حبًا و حنانًا لـ( آيلا ) كما يلقبها هو .. يخفق بحب لم يحبه عاشق لمعشوق من قبل .. حبه لها صادق و طاهر ، حبه لها قد لا يوجد مثله في هذا الزمان.

بينما كان بطلنا الحالم منهكًا بين أفكاره التي لا تفارقه لا ليلًا و لا نهارًا ، كانت قد استيقظت سارقة قلبه ( آنزيلا ) بكل حيوية على صوت منبهِهَا .

" يوم آخر و يوم دراسي جديد " قالت محدثة نفسها بينما تهم لتوضيب فراشها قبل دخولها المرحاض لتفعل روتينها اليومي و لتأخذ حمامًا ساخنًا يزيد نشاطها.

فعلى غير العادة تبدو نشيطةً اليوم .. بالطبع شيء متوقع .. كيف لها ألا تكون و قد كانت برفقة ( مالك ) طوال يوم الأمس ؟؟

انتهت من حمامها المعتاد ذو رائحة الكرز و أخذت تجفف شعرها الفحمي و هي تدندن بكلمات بعض الأغاني التي تحفظها.. ( آنزيلا ) لديها صوت عذب في الغناء لكنها لا تعترف بهذا أبدًا ؛ لذا لا تغني أمام أحدٍ البتة ، فقط عندما تكون جالسة وحدها..

انتهت مما كانت تفعل و قد بدت في أبهى طلة كعادتها.. شعرها الفحمي الذي يصل طوله إلي أسفل ظهرها، عينيها الخضراء الواسعة التي تكسوها رموشها الكثيفة.. ارتدت كنزة بيضاء عليها ورد زهري ، و بنطال أسود اللون كعادتها ثم بخت من عطرها المفضل. كانت رائحته مميزة.. مميزة مثلها تمامًا.

" يا تُرى هل من الممكن أن أجلس قليلًا مع ( مالك ) قبل ذهابي إلى الثانوية ؟ " قالت في نفسها ، فعلى الرغم من أنها كانت معه طوال يوم الأمس إلا أن قلبها اشتاق له..

" و هل تعرفين عني أنني أتأخر على صغيرتي ؟ " أجابها ( مالك ) الذي جاء من العدم.. هي اعتادت على طريقة ظهوره المفاجئة الى حد ما لذلك لم تبدي أي خوف و إنما عوضًا عن ذلك كانت السعادة هي الشعور الوحيد الطاغي عليها.

كان قلبها ينبض بشدة كلما سمعت صوته أو اشتمت رائحة عطره التي تأخذها إلى عالم أخر ليس به أحد سواها هي و فارسها ذو الجواد الأبيض .. فارسها الذي يمتطي جواده مسرعًا إليها .. و هذا الفارس هو ( مالك ) ..

قلبها يقول أنها تحبه ، لا بل تعشقه لكنها حمقاء تحاول إقناع نفسها عكس ذلك .. ليتها تعلم ما يخفيه ( مالك ) من حب لها .

" لا .. كيف حالك ( مالك ) ؟ .. أعلم سؤال غبي لكنني لا أريد الذهاب إلى الثانوية اليوم ، أشعر و كأن شيئًا سيئًا سوف يحدث " قالت و على وجهها علامات اليأس

" لماذا ؟ ما الذي تشعرين به ؟ " قال هو متفاجئًا ، فكيف لمزاجها التغير بهذه السرعة !

" لا أعلم حقا لكن فقط أشعر بعدم الارتياح .. أشعر بأن ( مارك ) سوف يفعل شيئًا ما ، لم أقتنع بكلامه آخر مرة ، من المستحيل أن يغير رأيه بهذه السرعة ! ثم أن طريقته في الحديث لم تكن مطمئنة البتة !! ' قالت بتشوش

"" فقط استرخِ و كل شيء سوف يكون على ما يرام .. أنا هنا و سأكون معك طوال اليوم لذا لا داعي للقلق " قال هو مطمئنا لها و قد جلس بجوارها محتضنًا لها إذ بها تبادله بدورها ..

- في مكان آخر -

" هل جهزت الذي أمرتك به ؟ "

" أجل سيدي كل شيء جاهز "

" جيد .... "

 آنْزِيلَّا || Annzella حيث تعيش القصص. اكتشف الآن