×[ 19 ديسمبر - الساعة 10:45 دقيقة. ]×
حاولَ الشابُ النُهوضَ مُعطيًا الأوامرَ لأصابعِهِ بالانقباض صُدمَ مُتفاجئًا يَكتمُ في سِرهِ
-" هيَ.. لا تتحرك !"
-" ما الأمر لويس ؟ أنتَ تقبضُ عَلى كَفيكَ بِشدة..." جُملة فّيوليت هذهِ أعادت الأشقرَ إلى الواقعِ ليعاودَ النظرَ نَحوَ يديه المقبوضة بقوة، و كف فيوليت التي تحتوي إحدى قَبضتيهِ.
فما كانَ مِنهُ إلا التَشَكُكَ مُزدَرِدًا ريقَهُ ليُتَمتِمَ " أكانَ خيالي ؟"
رفعَ رأسهُ حَتى آخر حدودِ رقبتهِ يغلقُ عَينيهِ بقوةٍ بَينما يُقطبُ حاجبيهِ ليأخذَ نَفسًا عَميقًا فيعودُ مُلتفتًا إلى الشهباء قُربهُ " أخبريني فّيوليت، ما رأيكِ ألا نقرأ اليوم عَن النجوم... إنما نذهبُ لرؤيتها بنفسنا ؟"
أخذت فيوليت نفسًا عَميقًا بَينما تُحدقُ بلويس بدهشةٍ لتهتفَ مُنتفضةً فجأة " أحقًا !! أحقًا أستطيع ؟ ستأخذني لرؤيتها لويس !!"
حدقَ الاشقرُ بردةِ فِعلِها فاغِرًا فاههُ رويدًا فابتسمَ " أجل... لكن عَلينا أن نركعَ تحتَ أقدامِ أحدهم ليوافق."
أحنت فّيوليت متسائلةً عَن مَقصدِ الشابِ و بعدَ وهلةٍ هتفَ ديميان من الطابقِ الأرضي يحثهم على الإفطار فنطقَ لويس " أخي."
في هذا الوقت داخلَ آميساموندو، كانَ مَكتبُ لورِنزو في حالٍ مِن الفَوضى، كأنما هَبت رياحٌ عاتيةٌ عَصفت بهِ بعدَ هُدوءٍ لَم يوسع الخِناقَ يَومًا عَما تُخفيهِ هذهِ الجُدران الأربع .
و تيم الذي أخذَ المفتاح الاحتياطي للمكتب من مَنزلِ رَفيقهِ يجلسُ عَلى أحدِ الكراسي مُتكأ عَلى فَخذيهِ بمرفقيهِ مُسندًا ذقنهُ إلى أصابعهِ المُتشابكةٍ معَ بَعضِها.
لايمكن لرفيقهِ أن يختفي فقط دونَ تَركِ أي شيءٍ وراءهُ هكذا، صَكَّ عَلى أسنانهِ بقوةٍ مُكشرًا ليضربَ المكتب بقوةٍ شديدةٍ حتى وقع الضوء المكتبي أرضًا وتناثرت أوراقُ البحوث التي سهر عليها صاحب الغرفة ليالٍ حَتى تصبح ما هي عليه الآن .
-" تَبًا !!" هوَ هتفَ بصوتٍ شديدِ العُلوِ قابضًا عَلى كَفهِ بشدةٍ
ستمرَ يُحدقُ بالأرضيةِ الرمادية الداكنة بعيونٍ مُتسعة مُرتجفة والنارُ تتفأدُ صَدرهُ مُحتارًا.
فجأةً ذَبُلت عَيناهُ وشَحُبَ وَجههُ مُستسلمًا، وحينَ رفعَ رأسهُ يُحدقُ بالفوضى التي أحدثها.
وقعت عَيناهُ عَلى مِفتاحٍ كانَ مُخبئًا تحتَ المصباح المكتبي فظهرَ حينَ وقعَ ما فوقهُ.
حدقَ بهِ لوهلةٍ يحاولُ جَمعَ شُتاتَ نَفسهِ ليلتقطهُ بخشونةٍ مُتذكرًا الدرج الذي عَجِزَ عَن فَتحهِ للتَو ليتجهَ إليهِ سَريعًا.
أنت تقرأ
Milky Way
Science Fictionأرضُنا لَم تَكُن أبدًا أكثرَ مِن نُقطةٍ في بَحرِ الفَلكِ. وَ واحِدُنا لَم يَكُن يَومًا أكبرَ مِن نُقطةٍ في أرضِنا هَذهِ. لَكِن كَتأثير الفراشة.. يُمكنُ لأصغرِ نُقطةٍ أن تَقلبَ أكبر الموازين، و تعيدَ كِتابةَ دُنيا الفَردِ بأكمَلِها. حينَ يَبلغُ عالَم...