Ch. 3

477 39 0
                                    

مرت ايام منذ ذلك اليوم المشؤوم و مازالت على حالها تجلس على سريرها تنظر لذلك السقف بشرود متعجبه و منصدمه من كل ما حدث منصدمه لموت والدتها متعجبه لمرورها من خلال الناس و كأنها غير موجوده متعجبه من عدم شعورها بالجوع ..تشعر بأنها جسد بلا روح ..

نهضت من مكانها لتتوجه لغرفه والدتها ..تتمعن النظر بكل انش فيها ، تتذكر والدتها و تبتسم ..فهى لم تعهد ذلك الشعور من قبل ..ذلك الشعور حينما تكون بدون ام ترعاك و تحميك ..ابتسامتها تعنى لك الكون بأكمله .. و بينما تتجول بنظراتها فى الغرفه وقعت عيناها على تلك المذكره الصغيره الموضوعه فوق احد الادراج فتوجهت لها بهدوء لتجد ما كتب عليها "مذكراتى" ..ابتسمت بهدوء و اخذت تقلب فى الصفحات بإبتسامه و لكنها توقفت عند ذلك اليوم بتاريخ الخامس عشر من يوليو سنه 2008 م...

"اليوم قد مر ثلاثه اشهر على وفاه ابنتى لافيندر ..الوحده ..الالم و الحزن هذا كل ما اشعر به الان ..هل هى حقا ذهبت و تركتنى وحيده ..ماذا سأفعل بدونها الان .. لست انا فقط من تحطم قلبه و لكن هارى ايضا منذ ذلك اليوم لم اعد اراه كالعاده ..لا ارى تلك الابتسامه تزين وجهه .. بل اصبح مثلى تماما .. كمعزوفه ضاعت الحانها .. اهذا حقا قدرنا .. اهذا ما آلت اليه الامور حقا .."
انهت قرآه اخر كلمه فى تلك الصفحه تزامنا مع اول دمعه تسلل لوجنتيها لتبدأ البكاء بصمت وهى تضع يدها على فمها غير مصدقه ما يحدث .. قلبت الصفحات لتتوقف على اخرى بتاريخ التاسع و العشرون من يوليو سنه 2008 م

"اليوم سعادتى لا تقدر بثمن فقد ذهبت الى**** الى احدى السيدات انها خبيره بأمور السحر و قامت بإحياء لافيندر مره اخرى و لكن قالت بأنى الوحيده التى تستطيع رؤيتها.. فى الحقيقه لم اعترض و قالت بأن اذهب للمنزل و انى سأجدها نائمه فى سريرها صباح الغد وقالت ايضا بأنها لن تتذكر اى شئ لذا على التعامل معها على طبيعتى .. انا اعلم بأن هذا محرم ولكنى لا استطيع العيش بدونها حقا"

قلبت الصفحه التاليه بصدمه و دموعها تسيل على وجنتيها كالشلال

التاريخ:الثلاثون من يوليو سنه 2008
"لقد استيقظت لافيندر اليوم كطبيعتها ترتدى رداء نومها ابيض ..حينما رأيتها لم استطع منع نفسي من احتضانها بقوه استنشق رائحتها العطره ربما هى تعجبت قليلا تعجبت من رده فعلى ولكن لايهم... تناولنا الافطار سويا و لكنى رأيت الحزن فى عيناها و حينما سألتها قالت بأنها لا تشعر بمذاق الطعام ..تعجبت قليلا لان تلك السيده اخبرتنى بأنها ستعيش حياتها كما فى الماضي ولكن الفارق بأننى فقط من سيستطيع رؤيتها .. انهت طعامها و نهضت متوجهه لغرفتها تقف فى الشرفه كما تفعل عاده لتراه ولكن استطيع ان ارى تعابير وجهها المتعجبه و الحزينه فهو لا ينظر لها او حتى يكلمها و ايضا يجلس فى غرفته يبكى ..
وجدتها ترتدى معطفها و متجهه للباب لتذهب له و لكنى منعتها فلا اريدها ان تكتشف الان ..صرخت و بكت قليلا ولكنى لا استطيع حقا ان اجعلها تخرج الان انا حقا اسفه لافيندر "

قلبت الصفحات بهدوء و دموعها لم تجف بعد لتنتقل للصفحه بتاريخ الثالث من مارس 2009 م

"مر ثمانى اشهر على ذلك اليوم الذي عادت فيه و بقدر سعادتى بأنى اراها امامى الان إلا انى اتألم برؤيتها تبكى كل يوم لأنه لا ينظر لها او يلاحظها و دوما حزين ..انا اعلم بأنها تحبه كثيرا ولكن ماذا انا بفاعله .. هى ستتم الثلاثه عشر سنه فى نهايه هذا الشهر و سنحتفل معا فقط انا وهى لا نحتاج الى شخص اخر "

انهت قرآه لتغلق المذكره و ترميها بقوه و تبدأ بالبكاء بقوه.....يمر الوقت و مع كل دقه من دقات عقارب الساعه تزداد شهقاتها و يزداد بكاءها حتى تسقط نائمه على سريرها من كثره البكاء
#اليوم التالى
استيقظت على اشعه الشمس على عينيها ..قامت بفعل روتينها اليومى و ارتدت معطفها ثم دلفت خارج المنزل متوجهه لذلك العنوان فى المذكره سابقا ..

قامت بطرق الباب لتفتح لها سيده عجوز تبدو فى عقدها السادس بإبتسامه على وجهها
"تفضلى ابنتى " تحدثت تلك السيده لتتعجب لافيندر قليلا
"مهلا.. هل انتى تستطيعى رؤيتى حقا " تحدثت لافيندر و الدموع تجمعت فى عيناها بسعاده لتقهقه السيده العجوز قليلا متحدثه " بالطبع فأنا من احياك " تحدثت وهى تدلف للداخل لتتبعها لافيندر وه تنظر حولها بتعجب ..كوخ خشبى ..كل ما يوجد به تقريبا مصنوع من الخشب
"اجلسي " تحدثت السيده وهى تجلس على احدى الارائك لتفعل لافيندر المثل
"اذا ماذا هناك .. و كيف خرجتى من المنزل ألم تكن تمنعك والدتك " تحدثت السيده العجوز لتتنهد لافيندر متحدثه "لقد توفت والدتى ..و قد علمت كل ما حدث من مذكراتها " تحدثت بينما تنظر لها تلك السيده تحثها على الحديث لتكمل لافيندر متحدثه "احتاج بأن اصبح مرئيه لا اريد ان اكون غير مرئيه بعد الان ارجوك ساعدينى " تحدثت و بدأت الدموع تتجمع فى عيناها
"اسمعى ابنتى هناك طريقه واحده و لكنها خطره للغايه قد تختفى للأبد و... " تحدثت لتقاطعها لافيندر و قد بدأت تبكى بالفعل

ارجوك..وحتى و ان كانت خطره انا ميته بالأساس ..انا حقا تعبت من كونى غير مرئيه ..ارجوك و سأعطيك ما تشاءين ولكن فقط اعيدينى للحياه مره اخرى اجعلينى مرئيه " تحدثت لافيندر وهى تبكى لتتنهد العجوز ثم تنهض قائله "انا لا اريد مالك و لكنى سأفعلها من اجلك ولكن ليس هناك تراجع " تحدثت ثم ارفت "لافيندر هنرى رودريك ستصبحين مرئيه لمده شهر واحد فقط و ان مر هذا الشهر و لم يصارحك احدهم بحبه بصدق ستختفين للأبد و ستمحى ذكراك"

غَير مرئيه ||H. Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن