-1 ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ

503 10 0
                                    


ﺃﺟﺘﺎﺯ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺑﺨﻄﻰ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻛﺄﻧﻪ ﻧﻔﺤﺔ ﺭﻳﺢ ﺟﺒﻠﻴﺔ ﻧﻘﻴﺔ , ﺗﺸﻖ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺑﻘﺔ ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻄﻮﺭ .
ﻭﻓﻮﺭﺍ ﺗﻨﺎﺳﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺣﻮﻟﻬﺎ , ﺭﻧﻴﻦ ﺃﻗﺪﺍﺡ ﺍﻟﻤﺮﻃﺒﺎﺕ , ﻭﺿﺤﻜﺔ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﺍﻟﺨﺎﻓﺘﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺺ ﻃﺮﻑ ﺳﻴﻜﺎﺭ ﻓﺎﺧﺮ , ﻭﺗﺴﻤﺮﺕ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻷﺳﻤﺮ ﺗﺮﺍﻗﺒﺎﻧﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻴﺮ ﻗﺪﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ , ﺛﺎﻗﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ , ﻳﺪﻭﺭ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﺍﻟﺸﺎﻣﺦ ﺑﺄﻫﺘﻤﺎﻡ ﻓﺎﺋﻖ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻳﻦ .
ﺗﻼﺷﺖ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺃﺫ ﺃﺧﺬ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺗﺪﺭﻳﺠﻞ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ , ﻭﺭﺍﺣﻮﺍ ﻳﺮﻣﻘﻮﻧﻪ ﺑﺄﻣﺘﻌﺎﺽ ﻷﻧﻪ ﺑﻐﻄﺮﺳﺘﻪ ﻛﻤﻦ ﻳﻘﻮﻝ :
" ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻫﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻟﻲ؟ ."
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻸﻟﺘﻔﺎﺕ ﺣﻮﻟﻬﺎ , ﻋﺪﺩ ﺿﺌﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻮﻗﻮﻧﻪ ﻃﻮﻻ ﺑﺒﻀﻌﺔ ﺳﻨﺘﻴﻤﺘﺮﺍﺕ , ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻀﺎﻫﻲ ﻣﻨﺎﻛﺒﻬﻢ ﻣﻨﻜﺒﻴﻪ ﻋﺮﺿﺎ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻔﻮﻗﻪ ﻭﺳﺎﻣﺔ , ﺃﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﻫﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﺍﻟﺼﺎﺭﺧﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ . ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ ﺃﺑﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ , ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺃﻧﺴﺪﺍﻝ ﺳﺘﺮﺗﻪ ﺍﻷﻧﻴﻘﺔ ﺑﻠﻴﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻴﻪ ﻭﺳﻠﻮﻛﻪ ﺍﻟﻤﺘﺮﻓﻊ ﺩﻻ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﻛﻮﻧﻪ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ , ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻰﺀ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺃﺗﺴﺎﻉ ﻭﻗﺘﻪ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻷﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ , ﻭﺃﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺄﻧﻒ ﺍﻷﺗﺎﺣﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﻳﺠﺎﺩ ﺳﺒﻴﻞ ﺃﻟﻰ ﻭﻗﺘﻪ ﺍﻟﺜﻤﻴﻦ .
ﻭﻫﺘﻔﺖ ﺃﺣﺪﻯ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺎﺕ ﻫﺎﻣﺴﺔ :
" ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ , ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ ﻳﺎ ﺗﺎﻣﻲ , ﻋﺮﻓﻴﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ , ﺃﺭﺟﻮﻙ ."
" ﻟﻦ ﻳﺘﻢ ﻟﻚ ﺫﻟﻚ , ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻻ ﻟﻲ ."
ﺗﺮﺩﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻬﺎ .
ﺃﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺃﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ , ﻭﺗﻈﺎﻫﺮﺕ ﺑﻌﺪﻡ ﺳﻤﺎﻉ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﻭﺃﺟﺎﺑﺖ :
" ﺃﺳﺘﺄﺫﻧﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻸﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻞ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ ."
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻤّﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ , ﻭﻟﻮ ﻟﻤﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ , ﺑﻮﺍﺟﺒﻬﺎ ﻛﻤﻀﻴﻔﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻳﺤﻮﺯ ﺃﻋﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻩ , ﻓﺄﻧﻄﻠﻘﺖ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻧﺰﻋﺎﺝ ﻣﻦ ﻋﺰﻟﺘﻪ .
ﺃﻧﻄﻠﻘﺖ ﻧﺤﻮﻩ ﻣﺪﺭﻛﺔ ﺃﻥ ﺛﻮﺑﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﻔﺎﺽ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻭﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺳﻖ ﺍﻟﻤﻤﺸﻮﻕ , ﻭﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺠﺒﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﺧﻼﺏ , ﺳﺄﻟﺖ :
" ﻫﻞ ﺃﺣﻤﻞ ﺃﻟﻴﻚ ﻛﻮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻃﺒﺎﺕ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ...... ﺁﺳﻔﺔ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﺳﻤﻚ , ﺃﺩﻋﻰ ﺗﺎﻣﻲ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﻭﺃﻧﺖ , ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻇﻦ؟ ."
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺳﺘﺪﺍﺭ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﻮ ﺑﺄﻧﺘﻈﺎﺭ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻷﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﻳﺘﺒﻊ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﻻﺋﻖ , ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻘﺮﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﺗﻤﻴﺪ ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ﻭﺃﻛﺘﻨﻔﺘﻬﺎ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ , ﻭﺷﻌﺮﺕ ﻭﻛﺄﻥ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﺟﺎﺭﻓﺔ .
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻬﺎ , ﻭﺗﺨﻴﻠﺖ ﻛﻴﻒ ﺳﺘﻀﺤﻚ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﺎ ﺃﺫﺍ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺼﻒ ﻟﻬﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ .
ﻭﻣﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﺣﻤﻠﺖ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻞ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺷﻐﻠﺘﻬﺎ ﺷﻬﻮﺭﺍ ﻋﺪﻳﺪﺓ , ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺗﻠﻜﺆﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﺭﺍﺓ ﺭﻓﻴﻘﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮﻥ ﺍﻷﻧﺤﻼﻝ ﺍﻟﺨﻠﻘﻲ ﻋﻨﺼﺮﺍ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ , ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ , ﻛﺸﺎﺑﺔ ﻣﺘﺤﺮﺭﺓ , ﺟﺎﻫﺮﺕ ﺑﺄﺻﺮﺍﺭ , ﺑﺄﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .
ﺟﺎﺭ ﺭﺩﻩ ﻛﺪﻓﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ , ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻗﺬﺭ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮﻋﻲ ﺃﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺃﺳﺘﺮﻋﺘﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﺹ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺒﻌﺔ ﻧﺎﻋﻤﺔ , ﺗﺘﻬﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ , ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﺴﻠﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺗﻴﻦ , ﻭﺍﻷﻧﻒ ﺍﻟﺸﺎﻣﺦ ﻭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﺤﻂ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ , ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﻢ .
ﻗﺎﻝ ﺑﺄﻗﺘﻀﺎﺏ :
" ﺗﺸﺮﻓﻨﺎ , ﺁﻧﺴﺔ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ , ﺃﺩﻋﻰ ﺁﺩﻡ ﻓﻮﻛﺲ , ﺃﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻫﻮ ﺟﻮﻙ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺧﺎﻃﺒﺖ ﻫﺎﺗﻔﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ , ﻭﺩﻋﺎﻧﻲ ﻟﻠﺤﻀﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ."
ﺃﺯﺍﺡ ﻃﺮﻑ ﻛﻢ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﺃﻟﻰ ﺳﺎﻋﺘﻪ :
" ﺗﻜﺮّﻣﻲ ﺑﺄﺭﺷﺎﺩﻱ ﺃﻟﻴﻪ , ﻭﻗﺘﻲ ﺿﻴﻖ ."
" ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﻭﺗﺸﺎﻃﺮﻧﺎ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ؟ ."
ﻭﺃﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺃﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﺎﻛﺮﺓ ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻌﺖ :
" ﺃﻧﺼﺤﻚ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺷﺌﺖ ﻣﺤﺎﺩﺛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ , ﻷﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻴﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﺟﺒﺔ ﻓﺎﺧﺮﺓ , ﻭﻻ ﺗﺪﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺩﻋﻮﺗﻲ ."
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻗﺮﺏ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ , ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ :
" ﺟﺎﺅﻭﺍ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﺮﻃﺒﺎﺕ ﻓﻘﻂ , ﻭﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻳﺮﺣﻠﻮﻥ , ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺳﻮﺍﻱ ﻭﻭﺍﻟﺪﻱ , ﻓﺄﺫﺍ ﻗﺮﺭﺕ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﻤﻀﻴﺔ ﺍﻟﺴﻬﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﺰ ﻋﻤﻠﻚ ."
ﻭﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻟﻴﺪ ﻭﺃﻧﺤﺴﺮ ﺍﻟﻜﻢ ﻭﻧﻈﺮ ﺃﻟﻰ ﺳﺎﻋﺘﻪ :
" ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻘﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ."
" ﻭﻳﺤﻪ ."
ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﻪ ﺃﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺟﻮﻙ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﻳﺴﺮﺩ ﻣﺼﺎﻋﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﺗﺮﺍﺑﻪ , ﻭﺃﺷﺮﻗﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮ ﺳﺎﻣﻌﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﺘﺮﺑﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻭﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺑﻬﺎ ﺷﺎﺏ ﻣﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ .
" ﺣﻔﻠﺔ ﻣﻤﺘﻌﺔ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ , ﺗﺒﺪﻳﻦ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ."
ﺻﺪﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻛﻬﻞ .
ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺟﻮﻙ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ , ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﻫﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺴﻮ ﻭﺟﻨﺘﻴﻲ ﺃﺑﻨﺘﻪ ﻣﺒﻌﺜﻪ ﺍﻷﻧﻔﻌﺎﻝ , ﻭﻗﺪ ﻟﻤﺤﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮﺗﺎ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﻗﺮﻕ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ , ﺭﻣﻖ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺗﻔﻴﺾ ﻓﻀﻮﻻ , ﻣﺎ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺑﻨﺘﻪ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﺃﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺮﻕ ﻗﻮﻗﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﺃﻟﻰ ﺣﺪ ﺃﺑﻜﺎﺋﻬﺎ , ﺃﻧﻔﺮﺟﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮﻩ ﺃﻋﺠﺎﺑﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺪﻣﺘﻪ ﺗﺎﻣﻲ ﺃﻟﻴﻪ .
" ﺃﺑﻲ , ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻌﻚ ."
" ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻚ ﺁﺩﻡ ﻓﻮﻛﺲ ."
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺟﻮﻙ ﺑﺎﺳﻤﺎ :
" ﻳﺆﺳﻔﻨﻲ ﺃﺿﻄﺮﺍﺭﻱ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﺃﻟﻴﻚ ﺑﺤﺚ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﺭﺝ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ , ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻗﻠﺖ ﺃﻥ ﻭﻗﺘﻚ ﺿﻴﻖ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪ ﻣﻨﺎﺻﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ , ﺗﻔﻀﻞ ﺃﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﻓﻨﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺃﺯﻋﺎﺝ ."
ﻭﺍﻓﻖ ﺁﺩﻡ ﻓﻮﻛﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺑﺄﻳﻤﺎﺀﺓ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺟﻮﻙ ﻣﺨﻠﻔﺎ ﺗﺎﻣﻲ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻳﺴﺎﻭﺭﻫﺎ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﻬﺠﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺔ ﺗﻐﺺ ﺑﺄﻧﺎﺱ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺪﻣﻰ , ﻭﻟﻤﺪﺓ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺘﺠﻮﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ , ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻘﻠﻘﺘﺎﻥ ﻋﺎﻟﻘﺘﺎﻥ ﺑﺒﺎﺏ ﻣﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ , ﻭﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﺃﺭﺗﻴﺎﺣﻬﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻳﻦ ﻣﻮﺩﻋﺎ , ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﻻ ﺑﺮﻫﺔ ﺣﺘﻰ ﺧﻠﺖ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺃﻻ ﻣﻦ ﻧﻔﺮ ﺿﺌﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ , ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻭﺃﻃﻠﻘﺖ ﺯﻓﺮﺓ , ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻔﻠﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳﻨﺘﺎﺑﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺿﻰ؟
ﻛﺎﻥ ﺳﺘﻴﻒ ﻫﺎﺭﻳﺲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﻳﻦ ﻓﻤﺪﺕ ﺃﻟﻴﻪ ﻳﺪﻫﺎ ﻣﻮﺩﻋﺔ ﺃﻻ ﺃﻥ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺋﻬﺔ ﺃﺳﺘﺮﻋﺖ ﺃﻧﺘﺒﺎﻫﻪ .
" ﺣﻔﻠﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ , ﺿﻤﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﻳﻦ ﻟﻸﻫﺘﻤﺎﻡ ."
ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﺭﺑّﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺐ ﺳﺘﺮﺗﻪ ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻑ :
" ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻟﺪﻱّ ﻣﻮﺍﺩ ﺗﻜﻔﻲ ﺯﺍﻭﻳﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻟﻌﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ."
ﻭﺑﻠﻬﺠﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﺳﺄﻝ :
" ﻣﻦ ﻫﻮ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﺠﺮﻑ ؟ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻃﺮﻳﺪﺗﻚ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ؟ ﻻ ﺗﻜﺘﻤﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻨﻲ , ﺛﻤﺔ ﺗﻔﺎﻫﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ , ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﻳﻦ؟ ."
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺣﺬﺭ ﺗﺎﻣﻲ , ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺳﺘﻴﻒ ﺃﺻﻄﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﻟﻠﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺮﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﻯ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ , ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﺗﻠﺘﻬﻢ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺮﺭﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﻨﺪﻧﻲ , ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻧﺴﺮّ ﺃﻟﻴﻪ ﺑﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺠﺮﻱ ﻛﺎﻟﻤﻠﻬﻮﻑ ﻷﺳﺘﻘﺼﺎﺀ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﺢ , ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺗﺪﺧﻠﻪ ﻋﺪﺍﺋﻴﺎ .
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺒﺮﻭﺩﺓ :
" ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ , ﻓﻼ ﺗﺘﻤﺎﺩ ﻣﻌﻲ ﻟﺌﻼ ﺗﻔﻘﺪ ﻣﻮﺭﺩﺍ ﺭﺋﻴﺴﻴﺎ ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻚ ."
" ﻻ ﺗﻠﻮﻣﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻲ , ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻧﻚ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺮﺓ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻷﺣﺪﻯ ﻣﻘﺎﻻﺗﻲ , ﻷﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻘﺘﺮﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻫﻔﻮﺓ ﺑﻌﺪ ."
ﻧﻈﺮ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﻣﻠﻴﺎ ﻭﻗﺎﻝ :
" ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ ﺫﻟﻚ , ﻓﺄﻧﺖ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﺭ , ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻴﻠﻼ ﻓﺨﻤﺔ ﺗﺤﺖ ﺗﺼﺮﻓﻚ , ﻭﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﺗﻤﻠﻜﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻳﺨﺘﺎ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻷﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻸﺑﺤﺎﺭ , ﻭﻟﺪﻳﻚ ﻭﻗﺖ ﻓﺮﺍﻍ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﻭﺩ , ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﻓﻴﺮ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺟﻤﻴﻊ ﺭﻏﺒﺎﺗﻚ , ﻭﻣﻐﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ , ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻣﺜﺎﻻ ﻟﻠﻔﻀﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﺃﻧﻚ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻜﺘﻢ ."!
ﺩﻓﻌﺖ ﺑﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﻣﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭﻳﻀﻴﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺭﺟﻞ ﻻﺡ ﻓﻲ ﺃﻓﻖ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .
|" ﺣﺪﻳﺜﻚ ﻳﻀﺎﻫﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻚ ﺳﺨﺎﻓﺔ ﻳﺎ ﺳﺘﻴﻒ , ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ."
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻫﺎ ﻟﻠﺨﻮﻑ , ﺃﺫ ﺃﻧﻘﻀﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻫﺰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺘﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻭﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ ﻟﺘﻨﻘﻴﺔ ﺟﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ , ﺛﻢ ﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﻭﺛﻴﺮ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮﺓ ﺑﺘﺼﻔﺢ ﺃﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ , ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺗﺒﺬﻝ ﺟﻬﺪﺍ ﻓﺎﺋﻘﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺒﺪﻭ ﺭﺻﻴﻨﺔ , ﻛﺎﺩ ﺻﺒﺮﻫﺎ ﻳﻨﻔﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻋﺎﺩ ﺁﺩﻡ ﻓﻮﻛﺲ ﻭﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ :
" ﺗﺎﻣﻲ , ﻫﻼ ﺃﻋﺪﺩﺕ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ؟ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺁﺩﻡ ﻳﻨﻮﻱ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻫﻨﺎ , ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻃﺎﻝ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻓﺄﺻﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﻴﺘﻪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ."
ﻧﻈﺮﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﺃﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﺗﺠﺪّﺩ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻨﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻷﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻛﺤﻠﻴﻒ .
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻣﺘﻠﻌﺜﻤﺔ :
" ﺑﻜﻞ ﺳﺮﻭﺭ , ﺳﺄﻫﺘﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺎﻻ ."
ﺑﺪﺕ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺁﺩﻡ ﻓﻮﻛﺲ , ﻭﺑﺎﻥ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ , ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺭﻓﺎ :
" ﺃﻛﺪﺕ ﻟﻮﺍﻟﺪﻙ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻷﺯﻋﺎﺟﻚ , ﺑﺄﻣﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ , ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺭﻓﺎ :
" ﺃﻛﺪﺕ ﻟﻮﺍﻟﺪﻙ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻷﺯﻋﺎﺟﻚ , ﺑﺄﻣﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ."
ﻗﺎﻝ ﺟﻮﻙ ﺑﺮﻗﺔ :
" ﻫﺮﺍﺀ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ , ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺃﻗﺪﺭ ﻟﻚ ﺗﺮﺩّﺩﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﻤﻨّﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ , ﻭﺃﺭﺿﺎﺀ ﻟﻜﺮﺍﻣﺘﻚ ﺳﺄﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺧﺪﻣﺔ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ."
ﺳﺎﺭﻉ ﺁﺩﻡ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ :
" ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ."
ﺭﺳﺦ ﻟﺪﻯ ﺟﻮﻙ ﺃﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺭﺟﻞ ﺣﺎﺩ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻓﻘﺎﻝ ﺁﺩﻡ :
" ﻛﻨﺖ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ , ﻭﺃﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﻷﻇﻬﺎﺭ ﺃﻣﺘﻨﺎﻧﻲ .".....
ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻷﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺗﺪﺍﻋﺐ ﺷﻔﺘﻴﻪ :
" ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ , ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺳﺄﺿﻄﺮ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻘﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻣﻌﻈﻢ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ , ﻫﻞ ﺗﺘﻜﺮﻡ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﺑﺮﻓﻘﺘﻬﺎ , ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺗﺮﻳﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺨﻼﺑﺔ ﻫﻨﺎ؟ ."
ﻻﺡ ﺍﻷﺳﺘﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎ ﺁﺩﻡ ﻓﻮﻛﺲ , ﻭﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﺃﻥ ﺯﺍﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺬﻝ ﺟﻬﺪﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺄﻗﺘﻀﺎﺏ :
" ﺑﻜﻞ ﺳﺮﻭﺭ ."
ﺃﺛﺎﺭ ﺃﺳﺘﺨﻔﺎﻓﻪ ﻏﻴﻆ ﺗﺎﻣﻲ ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺗﻨﻔﺠﺮ ﻏﻀﺒﺎ , ﺃﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺒﺘﺖ ﻏﻴﻈﻬﺎ ﻭﺃﺟﺘﺎﺯﺕ ﻣﺤﻨﺔ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺁﺩﻡ ﻓﻮﻛﺲ ﻟﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻃﻮﺍﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻳﻮﺟﻪ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺃﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ , ﺃﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﻢ ﺍﻟﻤﻤﺰﻭﺝ ﺑﺎﻟﻐﻴﻆ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ ﺃﻃﺮﺑﺖ ﺟﻮﻙ ﻭﺑﻜﻞ ﺧﺒﺚ ﺭﺍﺡ ﻳﻄﻴﻞ ﺗﻌﺬﻳﺒﻬﺎ ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺘﺮﺳﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ , ﻣﻤﺎ ﺃﺿﻄﺮﻫﺎ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻫﻞ ﺗﺘﻌﺎﻃﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﻃﺎﻫﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻓﻮﻛﺲ؟ ."
ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ , ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﻮﺍﺟﺒﻬﺎ ﻛﻤﻀﻴﻔﺔ ﻓﺤﺴﺐ , ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ :
" ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ , ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﺼﻨﻌﺎ ﻟﻐﺰﻝ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﺣﻴﺎﻛﺘﻪ , ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻣﺜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺑﻯﺎﻷﻏﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ , ﻭﻳﻬﻤﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺑﻴﻊ ﺍﻟﺼﻮﻑ , ﻧﺮﺑﻲ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ ﻭﺟﺰ ﺻﻮﻓﻬﺎ ﻟﻨﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻟﻸﻗﻤﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻮﻛﻬﺎ ﻭﻳﺒﻴﻌﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻙ ."
" ﻫﺬﺍ ﻣﻤﺘﻊ ."
ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺒﺮﺓ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻛﺎﺫﺑﺔ ....... ﻓﺘﺎﺑﻌﺖ :
" ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻧﻚ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ ."
ﺃﺟﺎﺏ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ :
" ﺃﻧﻨﻲ ﻓﻌﻼ ﺃﻣﻀﻲ ﺃﻃﻮﻝ ﻭﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﺟﺒﺎﻝ ﻛﻤﺒﺮﻳﺎﻥ ."
ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺴﺘﻔﺴﺮﺓ :
" ﺟﺒﺎﻝ ﻛﻤﺒﺮﻳﺎﻥ ."
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﺒﺎﻝ ﺳﻮﺍﻫﺎ :
" ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻷﻧﻜﻠﻮﺳﻜﻮﺗﻼﻧﺪﻳﺔ ."
ﺃﻧﻔﺮﺟﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮ ﺗﺎﻣﻲ , ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﻗﺎﺳﻤﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ؟
" ﻫﻞ ﺳﻤﻌﺖ ﺫﻟﻚ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ؟ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻼﻓﻨﺎ ﺟﻴﺮﺍﻧﺎ ."!
ﻭﻭﺟﻬﺖ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﺃﻟﻰ ﺁﺩﻡ ﺑﺤﻤﺎﺱ :
" ﺗﻨﺤﺪﺭ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﻧﺎﻧﺪﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺳﻜﻮﺗﻼﻧﺪﺍ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ."
ﺣﺘﻰ ﻻﺣﻆ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﺁﺩﻡ ﻟﺪﻯ ﺳﻤﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﺄ , ﻭﺗﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺿﻐﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺑﻘﺒﻀﺘﻪ , ﻭﻟﻠﺤﻈﺔ ﺧﺒﺎ ﺑﺮﻳﻖ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻤﺮ ﻏﻤﺎﻣﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻧﻘﺸﻌﺖ ﺍﻟﻐﻤﺎﻣﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﺓ ﺁﺩﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺷﺮﺍﻗﺎ ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﺠﻮﺏ ﻣﻼﻣﺢ ﺟﻮﻙ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺴﺒﺮ ﻏﻮﺭﻫﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺒﻮﺱ :
" ﺭﺑﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻌﻼ ﺟﻴﺮﺍﻧﺎ , ﺃﺟﺪ ﺷﺒﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﺃﺣﺪ ﺟﻴﺮﺍﻧﻲ ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺭﺟﻼ ﻳﺪﻋﻰ ﺟﻮﻙ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﻧﺎﻧﺪﻳﻞ ."
ﻣﺎﻝ ﺟﻮﻙ ﺃﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﺑﺄﻫﺘﻤﺎﻡ ﻗﺎﺋﻼ :
" ﻛﻢ ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻫﺎ , ﺃﻧﺘﻘﻠﺖ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﺃﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺟﻴﻠﻴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻓﺘﺘﺤﻨﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﺼﻨﻊ ﻟﻠﻨﺴﻴﺞ , ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻧﻬﻤﺎﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﺷﻐﻠﻨﺎ ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺃﻗﺮﺑﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﺴﻜﻮﺗﻨﺪﻳﻴﻦ , ﻛﻨﺖ ﺃﺟﻬﻞ ﺃﻥ ﻟﻲ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻗﺮﺑﺎﺀ , ﺃﻇﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺮﻣﻮﻗﻴﻦ ."
ﺛﻤﺔ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﺃﻓﻘﺪﺕ ﺿﺤﻜﺘﻪ ﺭﻭﻧﻘﻬﺎ , ﻓﻘﺎﻝ :
" ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻬﻢ , ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﻣﺂﺛﺮﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ."
ﺃﺭﺗﻌﺪ ﻛﻴﺎﻥ ﺗﺎﻣﻲ , ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﻣﺮﺗﻌﺸﺎ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﻪ ﺳﺒﺐ ﻟﻪ ﺻﺪﻣﺔ , ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻟﻮﺻﻒ ﺃﺳﻼﻓﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﺀ , ﻛﺎﻥ ﺑﺄﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺎﺭﺯﻳﻦ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻤﺸﻬﻮﺭﻳﻦ , ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺧﺘﺎﺭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﺟﺪﺍ , ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﺟﺪﺍ ﺑﻤﺎﺫﺍ؟ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﻭﺍﻷﻭﻏﺎﺩ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﺟﺪﺍ , ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﺃﻳﻀﺎ .
ﺃﺳﺘﺒﻌﺪﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﻛﻮﻧﻪ ﻧﺎﺩﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺟﻮﻙ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﺷﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﻄﻰﺀ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺠﺒﻮﻧﻪ , ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﻗﺪ ﺣﻈﻲ ﺑﺄﻋﺠﺎﺑﻪ , ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺣﻈﺘﻪ ﺗﺎﻣﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺪﻯ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ , ﻭﺃﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻳﻤﺜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ , ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﺄﺗﺒﺎﻉ ﻣﻴﻮﻟﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ , ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻷﻧﺴﺤﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺫﻟﻚ , ﺑﻞ ﻳﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺿﻊ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﺮﺑﻲ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ ﻓﻮﻕ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ

اللمسات الحالمة... ..مرغريت روم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن