7 ﺃﻧﺖ ﺿﻠﻊ ﻣﻦ ﺿﻠﻮﻋﻲ

281 7 1
                                    

ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﺒﻄﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻷﻓﻄﺎﺭ ﻭﻗﺪ ﺃﻋﺪّﺕ ﺧﻄﺔ ﻟﻬﺠﻮﻣﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺃﺳﺘﻐﻼﻝ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻟﺪﻯ ﺁﺩﻡ , ﺳﺘﻼﺯﻣﻪ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺿﻠﻊ ﻣﻦ ﺿﻠﻮﻋﻪ , ﺳﺘﻠﺠﺄ ﺃﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻷﻏﺮﺍﺀ ﺿﺪّ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﻴﺪ , ﺗﻤﻜّﻨﺖ ﻣﻴﻎ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺗﺨﻄﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ , ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﻌﺠﺰ ﻫﻲ ﻋﻨﻬﺎ ؟ ﻭﺃﺫﺍ ﺃﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺤﻄﻢ ﻋﻨﻔﻮﺍﻧﻪ ﺃﻭ ﺃﺣﺮﺍﺟﻪ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻤﺎ ﻧﺎﻟﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .
ﺃﻟﺘﻘﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻭﺃﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﺓ ﺃﻧﺒﺄﺗﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ .
ﺷﻤﺨﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻷﺧﻔﺎﺀ ﺧﺠﻠﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
" ﺃﻳﻦ ﺁﺩﻡ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ؟ ."
" ﺧﺮﺝ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻟﻴﺼﺪﺭ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗﻪ ﺃﻟﻰ ﺭﻋﺎﺗﻪ , ﺳﺘﻠﺪ ﺍﻟﻨﻌﺎﺝ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺃﻭ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻳﺠﺐ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺃﻟﻰ ﺍﺣﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻠﺒﻴﺖ , ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺃﻟﻰ ﺁﺩﻡ , ﻭﻟﻦ ﻳﺘﺴﻊ ﻭﻗﺘﻪ ﻟﻚ , ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺃﻟﻰ ﺯﻭﺟﺔ ."
ﻭﻇﻬﺮ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻓﺄﺿﺎﻓﺖ :
" ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ ﺟﺰ ﺍﻟﺼﻮﻑ , ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ ﻳﺠﺐ ﺃﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ."
ﺃﻧﺘﺼﺒﺖ ﻭﻗﺪ ﺯﺍﻝ ﺗﻌﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮ ﻭﺗﺎﺑﻌﺖ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
" ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺎﺕ ﻛﻦ ﻳﺘﻤﻨﻴﻦ ﺍﻷﻗﺘﺮﺍﻥ ﺑﺂﺩﻡ , ﻭﻫﻦ ﻗﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﻭﻳﻌﺮﻓﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﺍﻟﺠﺒﻠﻲ , ﻭﻟﻜﻦ ﻻ , ﻛﺎﻥ ﻻ ﺩ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻲﺀ ﺑﻐﺒﻴﺔ ﻣﺜﻠﻚ ."
ﺃﻧﺼﺮﻓﺖ ﺣﺎﻧﻘﺔ ﻓﺄﻧﻄﻠﻘﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺲ ﻭﺗﻮﺭّﺩﺕ ﻭﺟﻨﺘﺎﻫﺎ ﺃﻧﻔﻌﺎﻻ ﻭﺩﻏﺪﻍ ﻟﺴﺎﻧﻬﺎ ﺟﻮﺍﺏ ﺳﺮﻳﻊ ﻟﺠﻤﺘﻪ , ﻟﻮﻻ ﺃﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﻟﻨﺎﻟﺖ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﺴﻌﺎﺕ ﻟﺴﺎﻥ ﺁﻝ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ .
ﺃﻧﻔﺮﺟﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ , ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻴﺘﻬﺎ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺑﻌﻜﺲ ﺗﺤﻴﺔ ﺃﺧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻼﺫﻋﺔ .
" ﻃﺎﺏ ﺻﺒﺎﺣﻚ , ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻧﻤﺖ ﺟﻴﺪﺍ ﻭ .".....
ﻭﺑﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﺭﺗﺒﺎﻙ ﻓﻘﺎﻟﺖ :
" ﻣﺎ ﺃﻋﻨﻴﻪ ﻫﻮ ."...
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﻫﺪﻭﺀﻫﺎ , ﺳﻜﺒﺖ ﻓﻨﺠﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻓﻲ ﺃﻧﺎﺀ ﻓﺨﺎﺭﻱ ﺃﺳﻤﺮ ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﺃﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ :
" ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﻫﻮ ﺃﻧﻚ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﺮﺍﺧﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺿﺮﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺎﺋﺘﺔ , ﻻﺗﻘﻠﻘﻲ , ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻧﻮﻱ ‏( ﺍﻷﻧﺘﻘﺎﻡ ."(
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﺗﺪﻋﻚ ﺍﻟﻄﺤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﻤﻦ ﻟﺼﻨﻊ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻓﺘﻮﻗﻔﺖ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻟﺪﻯﻰ ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺗﺎﻣﻲ , ﻭﺃﺗﺴﻌﺖ ﺣﺪﻗﺘﺎﻫﺎ ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ .
" ﻻ ﺃﻗﺼﺪ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻧﻚ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ."
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺗﻘﻀﻢ ﺑﺴﺬﺍﺟﺔ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﻤﺤﻤﺺ ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻓﺖ :
" ﺃﻗﻮﺍﻟﻚ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺄﻥ ﺯﻭﺍﺟﻚ ﻣﻦ ﺁﺩﻡ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﺎﺻﻔﺎ ﻛﺰﻭﺍﺝ ﺟﻴﻤﺲ ﻣﻦ ﻣﻴﻎ ."
ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ :
" ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﺴﻴﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺧﻄﻴﻦ ﻣﺘﻮﺍﺯﻳﻴﻦ , ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﻴﻎ ﺃﻧﻮﻱ ﺃﻥ ﺃﻧﺘﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ."
ﺗﺠﻌّﺪﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻔﻢ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﻟﺘﺮﺳﻢ ﺃﻟﻒ ﺃﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ :
" ﺃﺩﻋﻮ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ , ﻻ ﺗﺘﺮﺩّﺩﻱ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻨﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ."
ﺃﻧﺘﻬﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺸﺎﻱ , ﻭﺩﺍﺭﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻟﺘﻌﺎﻧﻖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺃﻋﺮﺍﺑﺎ ﻋﻦ ﺃﻣﺘﻨﺎﻧﻬﺎ :
" ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻚ ."
ﻭﻃﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻨﺘﻴﻬﺎ ﻗﺒﻠﺔ ﺧﺎﻃﻔﺔ :
" ﺃﻧﻨﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺃﻟﻰ ﻛﻞ ﺣﻠﻴﻒ ﻣﻤﻜﻦ , ﺃﺭﺷﺪﻳﻨﻲ ﺃﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺩﻡ ."
ﺳﺎﺭﺕ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺑﺄﺻﺒﻌﻬﺎ ﺃﻟﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ ﻣﺴﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻚ :
" ﻗﺮﺏ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻛﻮﺥ ﻟﻠﺮﻋﺎﺓ ﻭﻻ ﺃﻧﺼﺤﻚ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﺑﻤﻔﺮﺩﻙ , ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺻﺨﻮﺭ ﻣﻠﺴﺎﺀ , ﻓﻲ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺁﺩﻡ ﻗﺪ ﺭﺣﻞ ﻟﺪﻯ ﻭﺻﻮﻟﻚ , ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ ."
ﺧﻴﺮ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻈﺮﻱ ﻋﻮﺩﺗﻪ ."
ﻭﺳﺄﻟﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻣﺴﺘﺎﺀﺓ :
" ﺃﻳﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ؟ ."
" ﻛﻼ , ﺍﻷﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﺓ ﻭﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﻘﻄﻌﺎﻥ ﻳﺴﺘﻐﺮﻗﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ , ﻭﻗﺪ ﺣﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺯﺍﺩﻩ ﻭﻣﺎﺀﻩ , ﻭﻻ ﻧﺘﻮﻗﻊ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ."
" ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻷﻧﺘﻈﺎﺭ ﻧﻬﺎﺭﺍ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ , ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻮﺻﻮﻟﻲ ﺃﻟﻴﻪ ."
ﺃﻣﻌﻨﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
" ﺛﻤﺔ ﺃﺣﺘﻤﺎﻝ ﺿﺌﻴﻞ ﻓﻲ ﺫﻫﺎﺑﻪ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻨﺰﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ , ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﺨﺬﻭﻧﻪ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺗﻬﻢ ,, ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﻃﺒﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ , ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺁﺩﻡ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ , ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﺃﻥ ﺗﺠﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺪﻙ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ,, ﺃﻻ ﻳﺠﺪﺭ ﺑﻚ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ؟ ."
" ﻛﻼ , ﺃﺭﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻲ , ﺃﻛﺘﺒﻲ ﻟﻲ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻚ ﻟﺒﻠﻮﻍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ , ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺻﻌﺪ ﻭﺃﺳﺘﺒﺪﻝ ﺣﺬﺍﺋﻲ ."
" ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪﺍ , ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻓﻮﻛﺲ ﻫﻮﻝ , ﺗﺘﻌﺮﺝ ﻭﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻜﺌﻴﺐ ﺍﻟﻤﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ , ﺳﻴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺗﺮﻱ ﺍﻟﻨﺰﻝ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻗﺮﺭﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﺃﺻﻄﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮ ﺳﻴﻠﻔﺮ ﻭﺃﻧﻄﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺍﻟﻜﻠﺐ ﻳﻘﻔﺰ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺑﻬﺎ , ﺃﺭﺗﻔﻌﺖ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺃﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺼﻘﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﻫﺪﺗﻪ ﻳﺤﻠّﻖ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ .
ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻗﺪ ﺫﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ , ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ , ﻭﻟﺴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺩﻓﻌﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺃﻟﻰ ﺣﺚ ﺍﻟﺨﻄﻰ , ﺃﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﻘﺎﺣﻞ ﺍﻟﻜﺌﻴﺐ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﺃﻻ ﻣﻦ ﺑﻀﻌﺔ ﺧﺮﺍﻑ ﻭﻣﻦ ﻃﻴﺮ ﻋﺎﺑﺮ , ﺃﺑﺘﺴﻤﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻟﺸﻌﻮﺭﻫﺎ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﺃﺑﻨﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ .
" ﺳﻴﻠﻔﺮ ."!
ﻧﺎﺩﺕ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﻠّﻒ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﺃﺑﺘﻬﺠﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻨﺪﺍﺋﻬﺎ ﺑﻮﺛﺒﺔ .
ﺑﻌﺪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﺮﺍﺧﺖ ﺧﻄﺎﻫﺎ , ﻭﺳﻴﻠﻔﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻗﺪ ﺭﺑﺾ ﻭﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ , ﻛﺎﻥ ﻳﺰﻥ ﻗﻨﻄﺎﺭﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﺼﻮﺕ ﻫﺎﻧﻰﺀ ﺩﺍﺧﻞ ﺳﺘﺮﺗﻬﺎ , ﺗﻤﻨﺖ ﻟﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﺿﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ , ﻟﻢ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻷﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻪ ﺃﺛﺮ ﺑﻌﺪ , ﻭﺑﺎﻷﺃﺿﺎﻓﺔ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺄﺧﺬ .
ﺃﺳﺘﺄﻧﻔﺖ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ , ﻗﺎﻟﺖ ﺗﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻬﺎ :
" ﻗﺪ ﺃﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺪﻧﻲ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ."
ﻭﻫﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ , ﻃﻮﺍﻝ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ , ﻭﻟﻤﺤﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﺟﺰﻣﺖ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺍﻟﻨﺰﻝ , ﻭﺣﺜﺖ ﺍﻟﺨﻄﻰ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﺘﺮﺑﺖ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﺒﻴﻦ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ﻳﺎﻓﻄﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺭﺳﻮﻡ ﻛﻼﺏ ﻭﺟﻴﺎﺩ ﻭﻓﺮﺳﺎﻥ ﻭﺗﺤﺘﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ .
" ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﻴﻦ ."
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻨﺰﻝ ﺳﻮﻯ ﺑﻴﺖ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ , ﻟﻪ ﻏﺮﻓﺔ ﺃﻣﺎﻣﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺖ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻧﻈﻴﻔﺔ , ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﺤﻮﻥ ﺳﺠﺎﺋﺮ ﻓﺎﺭﻏﺔ , ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺃﺣﺪ , ﻭﺳﻤﻌﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺃﺻﻮﺍﺗﺎ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﺭﻭﺍﻕ ﻳﺆﺩﻱ ﺃﻟﻰ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺒﻴﺖ , ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺑﺮﺯﺕ ﺃﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻟﻰ ﻳﻤﻴﻨﻬﺎ ﻭﻣﺪﺕ ﻟﻬﺎ ﻳﺪﺍ ﺃﻭﻗﻔﺘﻬﺎ .
" ﺍﻟﺼﺎﻟﻮﻥ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ , ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻓﻘﻂ ."
" ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﻲ , ﺃﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎ؟ ."
ﺟﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﺔ ﺑﺒﺼﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﻄﻠﻮﻥ ﺗﺎﻣﻲ ﻭﺣﺬﺍﺋﻬﺎ ﺍﻟﺜﻤﻴﻦ ﻭﺳﺘﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺰﺭﻛﺸﺔ ﻭﺭﺩﺕ ﺑﺒﺸﺎﺷﺔ :
" ﻻ ﺃﻇﻦ ﺫﻟﻚ , ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄﻋﺮﻑ ﺃﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﻟﻲ ﺃﺳﻤﻪ ."
ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺻﻮﺕ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺮﻧﺎﻥ :
" ﻫﺬﺍ ﺻﻮﺕ ﺁﺩﻡ ."
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺎﻟﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤﺖ ﻓﻤﻬﺎ ﺩﻫﺸﺔ :
" ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻷﺯﻋﺎﺟﻚ , ﺳﺄﺟﺪ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﺃﻟﻴﻪ ."
ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻷﻣﺮﺃﺓ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ﻭﺃﻧﺪﻓﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻕ ﺃﻟﻰ ﺃﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﺴﺘﻄﻴﻠﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻄﺒﺨﺎ ﺗﻢ ﺗﺤﻮﻳﻠﻪ ﺃﻟﻰ ﻣﻘﻬﻰ , ﺷﻐﻞ ﺍﻟﻤﻮﻗﺪ ﺃﺣﺪﻯ ﺟﺪﺭﺍﻧﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺻﻄﻔﺖ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﺑﻤﺤﺎﺫﺍﺓ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻴﺸﻐﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺭﺟﺎﻝ ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻮﻥ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻮﺩﻳﺔ ﻭﺳﺤﺐ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﻣﻦ ﻏﻼﻳﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ , ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻛﻼﺏ ﺗﺮﺑﺾ ﺑﺼﺒﺮ ﻋﻨﺪ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ .
ﺃﻧﺪﻓﻌﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺳﺎﺩ ﺻﻤﺖ ﻏﺮﻳﺐ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﻄﻊ ﺑﺴﻜﻴﻦ , ﻛﺎﻥ ﺁﺩﻡ ﻳﺠﻠﺲ ﻭﻇﻬﺮﻩ ﺃﻟﻴﻬﺎ , ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺳﺘﺪﺍﺭ ﻣﺘﺘﺒﻌﺎ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻜﺖ ﺭﻓﺎﻗﻪ .
ﻋﻠﺖ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﻼﻣﺢ ﻏﺮﻳﺒﺔ , ﺃﺗﻜﺄﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﺪﻻﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ ﻟﺤﻈﺔ ﺃﻧﺘﻘﺎﻣﻬﺎ ﻗﺪ ﺩﻧﺖ ﻭﺑﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ ﺃﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺳﺘﻬﺠﺎﻥ ﻷﻗﺘﺤﺎﻣﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻣﻌﺪﺍ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻓﻘﻂ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﺮﻕ ﺷﻮﻗﺎ ﻷﻥ ﺗﺼﺐ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﺰﻣﺘﺔ .
" ﺁﺩﻡ ﺣﺒﻴﺒﻲ ."
ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻤﺤﻤﻠﻘﺔ ﺩﻫﺸﺔ , ﺟﺮﺕ ﻧﺤﻮﻩ ﻭﻃﻮﻗﺖ ﻋﻨﻘﻪ ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﻭﺿﻤﺘﻪ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻨﺎﻕ ﺣﺎﺭ ﻃﻮﻳﻞ .
ﺷﻠّﺖ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﺣﺮﻛﺘﻪ , ﺛﻢ ﺃﻣﺘﺪﺕ ﻳﺪﺍﻩ ﺍﻟﺨﺸﻨﺘﺎﻥ ﺃﻟﻰ ﺧﺼﺮﻫﺎ ﻭﺩﻓﻌﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻨﻪ , ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺣﺮﺍﺝ ﺯﺃﺩﺭﺍﻛﻪ ﻟﻤﻐﺰﻯ ﺻﻤﺖ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻟﻢ ﻳﺮ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ ﺑﺼﻮﺕ ﺃﺟﺶ :
" ﺃﻗﺪﻡ ﺃﻟﻴﻜﻢ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺗﺎﻣﻲ ...... ﺗﺎﻣﻲ , ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺑﻌﺾ ﺟﻴﺮﺍﻧﻨﺎ ."
ﺃﺻﻐﺖ ﺃﻟﻴﻪ ﺑﺮﻫﺒﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻠﻮ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﻌﺰﻭﻓﺔ ﻟﺠﻮﻗﺔ ﺍﻟﺸﺮﻑ , ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻔﺤﺼﺖ ‏( ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ‏) ﻟﺒﻴﺘﻜﺮﻥ , ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺠﻞ ﺑﺪﻗﺔ ﺗﻔﻮﻕ ﺩﻗﺔ ﺩﺑﺮﻳﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﻦ ﺃﻟﻴﻬﻢ , ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻠﻮﻫﺎ ﺁﺩﻡ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺃﻳﺎﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ : ﻟﻮﺛﺮ , ﻛﺮﻭﻳﻦ , ﺳﺎﻧﻜﻠﻴﺪ , ﺩﻳﻜﺮ , ﺭﻭﺗﻠﻴﺪﺝ , ﻧﻮﺑﻞ , ﻣﺴﺒﺮﻭﻑ , ﻭﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﻪ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻛﺎﻥ ﻃﻮﻡ ﻫﺮﺩﻥ , ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﻣﺮﺗﺒﻜﺎ ﻟﺰﻭﺍﺝ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﻰﺀ .
ﺃﻧﺤﻨﻰ ﺑﺮﺻﺎﻧﺔ ﻭﻗﺎﻝ :
" ﺗﺸﺮﻓﻨﺎ , ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻻ ﺗﺠﺪﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﻧﺎﺋﻴﺔ ﺟﺪﺍ , ﺃﻣﺎ ﺃﺫﺍ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺃﻟﻰ ﺭﻓﻴﻘﺔ ﻓﺘﻔﻀﻠﻲ ﺃﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺍﺛﻖ ﺃﻥ ﺃﺑﻨﺘﻲ ﺑﺎﻡ ﻳﺴﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻚ ."
ﺃﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﺠﻮ ﺗﻮﺗﺮﺍ , ﺗﺮﺩﺩ ﺃﺳﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﺟﻮ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﺘﻨﻘﻼ ﻣﻦ ﺷﻔﺔ ﺃﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ , ﻳﻬﻤﺴﻮﻥ ﺑﻪ ﺳﺎﺗﺮﻳﻦ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ , ﻭﺳﺎﻭﺭﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ : ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﺑﺂﺩﻡ .
ﻗﻄﻊ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺭﺟﻞ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﻯ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺃﺫ ﻗﺎﻝ :
" ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ! ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻧﻘﺼﺪﻩ ﻟﻨﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﻢ؟ ."
ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺁﺩﻡ ﻧﻈﺮﺓ ﺗﺎﻣﻲ ﺍﻟﺴﺎﺧﻄﺔ ﻭﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﻴﺦ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﻗﺤﺘﻪ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺬﺭﺍﻋﻬﺎ ﺑﻌﻨﻒ ﻭﺳﺎﺭ ﺑﻬﺎ ﺃﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ , ﻭﺯﺍﺩ ﺳﺨﻄﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻗﻒ ﺑﺎﺑﺎﺏ ﻭﺃﻟﺘﻔﺖ ﻟﻴﺘﻌﺘﺬﺭ :
" ﺃﺭﺟﻮﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﺬﺭﻭﺍ ﺗﻄﻔﻞ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ ﺑﻌﺪ , ﺃﻣﻬﻠﻮﻫﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﺘﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺑﺄﻗﺘﺤﺎﻡ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ , ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﺘﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﺴﺮﻋﺔ ."
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺮﻭﺍﻕ ﺃﻋﺘﺮﺿﺖ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
" ﺃﻧﻨﻲ ﻋﻄﺸﻰ ﻭﻟﻢ ﺃﺷﺮﺏ ﺑﻌﺪ ."
ﺗﺠﻬﻢ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻓﺘﺢ ﺑﺎﺑﺎ ﻭﺩﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺭﺃﺗﻬﺎ .
" ﺃﺟﻠﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ , ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺗﺸﺮﺑﻲ؟ ."
" ﺃﺭﻳﺪ ﻛﻮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ , ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ."
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺩﻋﺔ ﻭﺗﻬﺬﻳﺐ ﻟﻮ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻷﺩﺭﻙ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻀﻤﺮ ﻣﻜﻴﺪﺓ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻋﻮﺩﺓ ﺁﺩﻡ , ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺳﻴﻠﻔﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﻭﺿﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺘﺠﺎﻫﻠﺔ ﻋﻮﺍﺀﻩ ﺃﻋﺘﺮﺍﺿﺎ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺁﺩﻡ ﻳﺤﻤﻞ ﻛﻮﺑﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺭﻓﻌﺖ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ ﺗﺴﺎﺅﻻ :
" ﺃﻻ ﺗﻨﻮﻱ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻲ ؟ ."
ﻋﻘﺪ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﻩ ﺃﻣﺎﺭﺍﺕ ﻧﻔﺎﺩ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﻗﺎﻝ :
" ﻛﻼ , ﻻ ﻭﻗﺖ ﻟﺪﻱ ."
" ﻭﻗﺘﻚ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻔﺮﻍ ﻟﻲ ﺃﺑﺪﺍ ."
ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﺮﺗﺸﻒ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ ﺑﺘﻤﻬﻞ .
" ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻭﻗﺘﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺿﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ , ﻛﻴﻒ ﺗﺠﺮﺅﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺮﺍﺟﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ . ﺗﻌﻤّﺪﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ , ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ ."
ﻟﻢ ﺗﻔﺘﻪ ﺣﻤﺮﺓ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻀﺒﺖ ﻭﺟﻨﺘﻴﻬﺎ :
" ﺃﺭﻯ ﺃﻧﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ , ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﺘﻘﺎﻣﺎ ﻣﺪﺑﺮﺍ ﻭﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻣﺤﻈﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ."
ﻭﺿﻌﺖ ﻛﻮﺑﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
" ﻛﻨﺖ ﺃﺟﻬﻞ ﺫﻟﻚ , ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﺑﺎﻟﻴﺖ ﻭﻟﺘﺠﺎﻫﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺨﺮﻗﺎﺀ , ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﺃﻥ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﺻﺪﺭ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ؟ ﺃﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺁﺫﺍﻧﻜﻢ ﺍﻟﻤﻨﻌﺰﻟﺔ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﺤﻈﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺃﻳﺔ ﻣﻬﻨﺔ , ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻟﺤﺮﻱ ﺃﺭﺗﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ؟ ﺳﺄﺫﻫﺐ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺃﺷﺎﺀ ﻭﺃﺫﺍ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻷﻱ ﺳﺆﺍﻝ ﻓﺴﺄﻗﻮﻝ ﺃﻥ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻫﻮ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺯﻭﺟﻬﺎ ! ﻻ ﺃﺭﺿﻰ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﻬﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻓﻮﻛﺲ ﻫﻮﻝ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﻌﻰ ﺃﻧﺖ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻠﺬﺍﺗﻚ , ﺃﺭﻳﺪ ﻣﺮﺍﻓﻘﺘﻚ ﻭﺃﺫﺍ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﻨﻌﻲ ﻓﺄﻧﻨﻲ ﺳﺄﻟﺤﻖ ﺑﻚ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺳﺄﺣﻴﻴﻚ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ , ﻻ ﺃﺧﺠﻞ ﻣﻦ ﺃﻇﻬﺎﺭ ﻣﻮﺩﺗﻲ ﺑﻞ ﺃﺟﺪ ﻣﺘﻌﺔ ﺫﻟﻚ , ﻭﻗﺪ ﻳﺤﺬﻭ ﺃﺻﺪﻗﺎﺅﻙ ﺣﺬﻭﻱ ﺃﺫﺍ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻤﻬﻢ ."
" ﻟﻦ ﺗﻔﻌﻠﻲ ."!
" ﺟﺮﺑﻨﻲ ."!
ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺟﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ , ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻗﻮﻡ ﻋﺎﻃﻔﻴﻮﻥ ﻓﺄﻧﻬﻢ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺴﻂ ﺍﻷﻭﻓﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﺍﻷﻧﻜﻠﻴﺰﻱ , ﺍﻟﺘﺼﺮّﻑ ﺍﻟﻤﺸﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻨﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻓﻈﻴﻌﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺃﻟﻰ ﺁﺩﻡ .
ﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ﻭﻳﺘﺤﺮﻕ ﺷﻮﻗﺎ ﺃﻟﻰ ﺧﻨﻘﻬﺎ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﺍﻟﻤﺘﺸﻨﺠﺘﻴﻦ :
" ﻫﺬﺍ ﺃﺑﺘﺰﺍﺯ , ﻣﻴﺰﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺍﺕ ﺁﻝ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﺗﻄﻞ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﻊ ."
ﺭﺩﺕ ﺑﻜﻞ ﺟﺮﺃﺓ :
" ﺧﻴﻞ ﺃﻟﻲّ ﺃﻥ ﺗﺼﺮﻓﻲ ﻛﺎﻥ ﺛﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻮﻟﺘﻚ , ﺳﻤﻪ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ , ﺳﺄﻻﺯﻣﻚ ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﺿﻠﻊ ﻣﻦ ﺿﻠﻮﻋﻚ ﻭﻗﺪ ﺗﺤﺬﻭ ﺣﺬﻭ ﻣﻦ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﺳﻤﻪ ﻓﺘﺴﺘﺒﺪﻝ ﺿﻠﻌﻚ ﺑﺰﻭﺟﺔ ."
" ﻭﺃﻣﻀﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﺔ ﻧﺎﺋﻤﺎ ﻣﺜﻠﻪ؟ ."
ﻭﺳﺎﻭﺭﺗﻪ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺿﺮﺑﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮ .
ﺃﺑﺘﻌﺪﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻀﺤﻚ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ :
" ﺃﻧﻨﻲ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻵﻥ , ﺃﻇﻨﻨﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻜﺮﻡ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﻳﻮﺻﻠﻨﺎ ."
ﺃﺳﺘﺪﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﻏﻴﻈﺎ :
" ﻻ ﺃﺣﺘﺎﺝ ﺃﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻮﺻﻠﻨﻲ , ﻟﻢ ﺃﻧﺠﺰ ﻋﻤﻠﻲ ﻫﻨﺎ ﺑﻌﺪ ."
ﻓﻘﺎﻟﺖ :
" ﻭﻛﻴﻒ ﻋﺴﺎﻱ ﺃﻥ ﺃﻋﻮﺩ؟ ."
" ﻋﻮﺩﻱ ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻴﺖ , ﺳﻴﺆﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ , ﻭﻟﻴﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺗﻄﻮﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺿﻌﺎﻓﻬﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻮﺩﺗﻚ ."
ﻭﺃﻧﻔﺠﺮﺕ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
" ﻣﺘﻌﺠﺮﻑ , ﻓﻆ , ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻷﺣﺴﺎﺱ , ﺃﺗﺮﻳﺪ ﺳﻴﻠﻔﺮ ﺃﻥ ﻳﻤﺸﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﺪﻣﻰ ﻗﻮﺍﺋﻤﻪ ؟ ."
ﺃﻧﺘﺼﺒﺖ ﺃﺫﻧﺎ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻟﺪﻯ ﺳﻤﺎﻉ ﺃﺳﻤﻪ ﻭﺷﻊ ﺍﻷﺳﻰ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺗﺮﻛﺰﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺁﺩﻡ , ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﺘﻬﺘﺎﺭﻩ ﺑﺮﺍﺣﺘﻬﺎ ﻓﺄﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻟﻠﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﻼﻗﻴﻪ , ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺃﻟﻴﻪ ﻭﺩﺳﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺳﺘﺮﺗﻪ .
" ﻻ ﻳﻌﺮّﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻠﺐ , ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ , ﺃﻟﻰ ﻣﺼﻴﺮ ﻛﻬﺬﺍ , ﺳﻮﻯ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻷﺣﺴﺎﺱ ﻣﺜﻠﻚ , ﺳﺄﻋﻴﺪﻩ ﻣﻌﻲ ."
ﺃﺳﺘﺪﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﻴﻪ ﻭﺣﺪﻗﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﻪ , ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ .
ﻓﻮﻛﺲ ﻫﻮﻝ ﻳﺒﻌﺪ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻣﻴﺎﻝ .
ﻭﺃﻧﻄﻠﻘﺖ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﺘﺘﻮﺳﻞ ﺃﻟﻴﻪ , ﻭﻋﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺃﻷﻟﻢ , ﺃﺑﻄﺄ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻄﻰ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺑﻞ ﻷﻥ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﻧﺤﺮﻓﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺗﻮﻗﻔﺖ ﺃﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ , ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺗﻌﺮﺝ ﺃﻟﻤﺎ ﺃﺧﻔﻀﺖ ﺳﺎﺋﻘﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﻭﺃﻃﻠﺖ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ .
" ﺁﺩﻡ ﺣﺒﻴﺒﻲ , ﻟﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻌﻮﺩﺗﻚ , ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺨﺎﺑﺮﻧﻲ ﻫﺎﺗﻔﻴﺎ؟ ."
ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻭﻧﺴﻴﺖ ﺃﻟﻤﻬﺎ ﻭﺃﻧﺘﺼﺒﺖ ﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻟﺘﺴﻤﻊ ﺭﺩﻩ , ﻧﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ‏( ﺣﺒﻴﺒﻲ ‏) , ﺛﺎﺭﺕ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ﻭﺳﺎﺀﺗﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻋﺒﻮﺱ ﺁﺩﻡ ﺗﺤﻮﻝ ﺃﻟﻰ ﺃﺑﺘﺴﺎﻣﺔ :
" ﻣﺮﺣﺒﺎ ﻳﺎ ﺑﺎﻡ , ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻸﺗﺼﺎﻝ ﺑﻚ , ﻋﺪﺕ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻓﻘﻂ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻬﻤﻠﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻏﻴﺎﺑﻲ ."
" ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺩﺭﻙ ﻭﺿﻌﻚ ."
ﺃﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻣﺤﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺪﻡ ﻳﻐﻠﻲ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻕ ﺗﺎﻣﻲ .
" ﺃﺗﻌﺪﻧﻲ ﺑﺎﻟﻤﺠﻲﺀ ﻟﻠﻌﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ؟ ."
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﺮﺩﺩ ﺗﺮﺟﻠﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ , ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻀﺎﻫﻲ ﺁﺩﻡ ﻃﻮﻻ , ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻡ ﻣﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻘﺪ , ﻧﺤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺨﺼﺮ , ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺗﻌﺮﺝ ﺃﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﺗﺮﺩﺩﺕ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻴﻬﺎ :
" ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺎﺕ ﻳﺘﻤﻨﻴﻦ ﺍﻷﻗﺘﺮﺍﻥ ﺑﺂﺩﻡ ."
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺃﺣﺪﺍﻫﻦ ﻭﻻ ﺷﻚ , ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻣﻖ ﺁﺩﻡ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﻧﻬﻤﺔ ﻭﺃﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﺗﺪﺍﻋﺐ ﻛﻢ ﺳﺘﺮﺗﻪ ﺑﺮﻗﺔ ﻭﺃﻫﺘﻤﺎﻡ , ﻭﺻﻠﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺃﻟﻴﻬﻤﺎ ﻭﺳﻤﻌﺖ ﺭﻓﺾ ﺁﺩﻡ :
" ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻒ ﻳﺎ ﺑﺎﻡ , ﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ ﺍﻵﻥ , ﺭﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ."
ﻗﻔﺰﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﻘﺪﻣﻴﻬﺎ :
" ﺑﻠﻰ , ﻫﺬﺍ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ , ﺃﺗﻮﻕ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﺑﺄﺻﺪﻗﺎﺋﻚ ﻭﻫﻢ ﺣﺘﻤﺎ ﻳﺘﻮﻗﻮﻥ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﺑﺰﻭﺟﺘﻚ ." ﺧﻴّﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺻﻤﺖ ﻣﺸﺤﻮﻥ , ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺸﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺔ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺃﻟﻰ ﻱ ﺻﻨﻢ , ﻭﺑﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﻭﻳﻦ ﻭﻫﻤﺎ ﺗﺠﺘﺎﺣﺎﻥ ﻭﺟﻪ ﺗﺎﻣﻲ ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﺘﻴﻦ ﻋﻦ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻗﺘﺤﺎﻡ ﻋﺎﻟﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺳﻮﺍﻫﺎ , ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﻤﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﻓﺄﺭﺗﻌﺪﺕ ﻭﺃﺯﺩﺍﺩﺕ ﺃﻗﺘﺮﺍﺑﺎ ﻣﻦ ﺁﺩﻡ ﻓﺼﺪﺗﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ .
ﺷﻌﺮﺕ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻗﺰﻡ ﺑﻴﻦ ﻣﺎﺭﺩﻳﻦ , ﻭﺃﻧﺘﻈﺮﺕ , ﻋﺎﺟﺰﺓ , ﻣﻨﺒﻮﺫﺓ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﺼﻤﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﺒﺚ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﺎ .
ﺗﻤﺎﻟﻜﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺿﺤﻜﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
" ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ؟ ."
ﺗﺼﺎﻓﺤﺘﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﻤﺎ ﺗﻮﻗﻌﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻣﻼﻣﺴﺔ ﺑﺄﻃﺮﺍﻑ ﺍﻷﺻﺎﺑﻊ , ﻛﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻬﺎ ﻣﻼﻛﻤﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ .
ﺗﺮﻗﺮﻕ ﺍﻟﺪﻣﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﻭﻳﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﺻﻮﺕ ﺑﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ :
" ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺠﻤﻊ ﻛﻞ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻚ , ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ , ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺘﻮﻗﻮﻥ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻌﺮﻭﺱ ﺳﺄﺗﺼﻞ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺃﺩﻋﻮﻫﻢ ﺃﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ , ﻫﻞ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻨﺎﺳﺐ ."
ﺃﺟﺎﺑﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﺁﺩﻡ :
" ﻋﻈﻴﻢ , ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻮ ﻳﻨﺬﺭ ﺑﻬﺒﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ , ﻫﻞ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻭﺻﻞ ﺃﻳﺎ ﻣﻨﻜﻤﺎ؟ ."
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮ ﻓﻌﻼ ﻳﻨﺬﺭ ﺑﻌﺎﺻﻔﺔ ﺗﻬﺐ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻭﻫﻤﺎ ﺗﺴﺘﻘﺮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﻣﻲ , ﻭﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﺃﺳﺘﻴﺎﺀﻩ ﻭﻗﺒﻠﺖ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ :
" ﻫﺬﺍ ﻟﻄﻒ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻨﻚ , ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺁﺩﻡ ﻣﺸﻐﻮﻻ ﻫﻨﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺃﻟﻰ ﻓﻮﻛﺲ ﻫﻮﻝ ."
ﺑﺪﺍ ﺣﺎﺋﺮﺍ ﺑﻴﻦ ﻭﺍﺟﺒﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺗﺮﺩﺩﻩ ﻓﻲ ﺗﺮﻙ ﺗﺎﻣﻲ ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ﻣﻊ ﺑﺎﻡ ﻭﻟﻮ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﻓﻮﻛﺲ ﻫﻮﻝ , ﻧﻈﺮ ﺃﻟﻰ ﺳﺎﻋﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
" ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻣﻌﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺧﻴﺮ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻧﺼﺮﻑ ﺍﻵﻥ , ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ."
ﺑﻌﺪ ﺭﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ ﺃﻧﺰﻟﺘﻬﻤﺎ ﺑﺎﻡ ﻋﻨﺪ ﻋﺘﺒﺔ ﻓﻮﻛﺲ ﻫﻮﻝ ﺭﺍﻓﻀﺔ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺩﻋﻮﺗﻬﻤﺎ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻣﺘﺬﺭﻋﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻷﺟﻞ ﺣﻔﻠﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ , ﻭﺑﻮﺟﻪ ﻣﻜﻔﻬﺮ ﻭﺃﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺟﺎﻣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺃﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻬﺎ ﻋﺎﺋﺪﺓ ﺃﺩﺭﺍﺟﻬﺎ .
ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﻧﻔﺴﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺃﻟﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﻌﺪﻭ :
" ﺑﺎﻡ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ , ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻋﻼﻗﺘﻜﻤﺎ ﺣﻤﻴﻤﺔ ."
ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺁﺩﻡ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻷﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﺘﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺗﻬﺎ :
" ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﺣﻤﻴﻤﺔ ﻓﻌﻼ ."
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﻭﺣﺸﻴﺔ , ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻊ ﺃﺻﺮﺍﺭ :
" ﻭﻷﻭﻓﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺸﻘﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺳﺄﺭﺿﻲ ﻓﻀﻮﻟﻚ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺑﺎﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻓﻜﺮ ﺟﺎﺩﺍ ﺑﺄﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﺯﻭﺟﺔ ﻟﻲ

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 23, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اللمسات الحالمة... ..مرغريت روم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن