-5 ﻟﺺ ﻓﻆ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ

135 5 0
                                    

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻛﺒﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻐﻀﺐ , ﺍﻟﺰﺟﺮ ﻭﺍﻷﺯﺩﺭﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺪﻳﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺍﻫﻘﺔ , ﺃﻛﺘﺸﻔﺖ ﻣﺪﻯ ﺳﻠﻄﺎﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ , ﻓﺄﺳﺘﻐﻠﺘﻪ , ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺨﻀﻌﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﺘﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻮﺡ ﺑﻬﺎ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻭﻳﺴﺎﺭﺍ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﺼﺎ ﺳﺤﺮﻳﺔ , ﻓﻴﻨﺼﺎﻋﻮﻥ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑﻜﺮﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺭﺟﻼ .
ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﻄﻠﻖ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺍﻟﺸﺎﻫﻘﺔ :
" ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﺐ ﻟﺺ ﻓﻆ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ؟ ."
ﺳﻌﺎﻝ ﺃﻋﺘﺬﺍﺭ ﺳﺒﻖ ﺩﺧﻮﻝ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ :
" ﺃﻋﺪﺩﻧﺎ ﻟﻚ ﻏﺮﻓﺔ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ , ﺗﻔﻀﻠﻲ ﺑﻤﺮﺍﻓﻘﺘﻲ ﻓﺄﺭﺷﺪﻙ ﺃﻟﻴﻬﺎ ."
" ﻫﺬﺍ ﻟﻄﻒ ﻣﻨﻚ ﻳﺎ ﻋﻤﺘﻲ ﻫﻮﻧﻮﺭ , ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻻ ﻳﻀﻴﺮﻙ ﺃﻥ ﺃﻋﺘﺒﺮﻙ ﻋﻤﺘﻲ ."
" ﻻ ﻳﻀﻴﺮﻧﻲ ﺃﺑﺪﺍ ."
ﻭﻻﺡ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻣﺘﻠﻌﺜﻤﺔ :
" ﻻ ﺗﻌﺘﻘﺪﻱ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻀﻤﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﺿﺪّﻙ ﺷﺨﺼﻴﺎ , ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺳﻤﺎﻉ ﺃﺳﻢ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺻﺪﻣﺔ ﻟﻨﺎ ."
ﻭﺣﺪﻗﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﻬﺎ :
" ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﻊ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻢ؟ ."
ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ :
" ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻻ ﺃﻇﻨﻚ ﺗﻮﺩﻳﻦ ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ , ﻻ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻄﻚ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ."
" ﻳﻨﺤﺪﺭ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ , ﻣﻦ ﺃﻧﺎﻧﺪﻳﻞ ."
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﻠﻄﻒ .
ﺃﺭﺗﻌﺸﺖ ﺷﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﻭﺃﺟﺎﺑﺖ :
" ﻳﺎ ﻟﻠﻪ , ﺃﻧﺖ ﺍﺫﻥ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﺟﻮﻙ ﺍﻷﺳﻮﺩ ."
ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﺎﻟﺬﻫﻮﻝ ﻭﺳﺎﺭﺕ ﺑﺎﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﻤﺮﺗﻌﺪﺓ ﺃﻟﻰ ﺍﻷﺭﻳﻜﺔ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ :
" ﻫﻼ ﺃﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﺑﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺟﻮﻙ ﺍﻷﺳﻮﺩ؟ ."
ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺑﺤﺬﺭ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﺃﺧﺘﻬﺎ , ﻭﻫﺰﺕ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺿﻄﺮﺕ ﻟﻸﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻠﺔ :
" ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ , ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺟﻮﻙ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ , ﺑﻞ ﻫﻲ ﺃﺑﻨﺘﻪ ﻣﻴﻎ ."
" ﺃﺣﻘﺎ؟ ."
ﻭﺃﺳﺘﺤﺜﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺘﺮﺳﺎﻝ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ .
" ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﻥ ﺗﻜﻤﻠﻲ , ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺍﻵﻥ ."
ﺃﺻﻠﺤﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﺟﻠﺴﺘﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
" ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﻋﺪﺓ ﻗﺮﻭﻥ , ﻭﻗﺪ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺭﻭﻧﻘﻬﺎ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﺭﺩﺩﺗﻬﺎ ﺍﻷﻟﺴﻦ , ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻥ ﺃﺑﻨﺔ ﺟﻮﻙ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺃﻋﺠﺒﺖ ﺑﺸﺎﺏ ﻳﺪﻋﻰ ﺟﻮﻙ ﻓﻮﻛﺲ ﻭﺃﻏﺮﻣﺖ ﺑﻪ ﻭﺑﺬﻟﺖ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻟﺘﺤﻈﻰ ﺑﻪ ﺯﻭﺟﺎ ﻟﻬﺎ , ﻛﺎﻥ ﺣﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ , ﻷﻧﻪ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﻌﺎﺭﻓﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺃﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﺃﺫ ﻛﺎﻥ ﺛﻤﺔ ﻋﺪﺍﺀ ﻣﺴﺘﺤﻜﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻴﻦ , ﻭﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﺘﺪﺍﻭﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﻏﺰﻭ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﻸﺧﺮﻯ ."
ﻭﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ :
" ﻫﻞ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻐﺰﺍﺓ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ؟ ."
ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺗﺎﻣﻲ :
" ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﺁﺩﻡ ﻓﻜﺮﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻨﻬﻢ ."
" ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺣﻘﺒﺔ ﻓﺮﻭﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ."
ﻭﺗﻨﻬﺪﺕ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﺑﻐﺒﻄﺔ :
" ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻬﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺪﻡ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﻳﻴﻨﻲ , ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺃﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻲ ﻭﺃﺗﺨﻴّﻞ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺳﻤﻊ ﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﻣﻴﺰ ﻭﺃﻛﺎﺩ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ , ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﻭﻳﻤﺮﺡ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﻭﻳﻌﺸﻖ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺤﻤﺎﺱ , ﻛﺎﻥ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﺻﺪﻭﻗﺎ ﻭﻋﺪﻭﺍ ﻟﺪﻭﺩﺍ , ﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﺍﻷﺳﺎﺀﺓ ﻭﻻ ﻳﺪﻳﺮ ﻇﻬﺮﻩ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺝ , ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﺭ ﺃﺫﺍ ﺧﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺛﻘﺔ ﺻﺪﻳﻖ ﺃﻭ ﻋﺪﻭ , ﻗﺪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻮﺭﺓ ﻷﻋﻤﺎﻝ ﺟﺮﻳﺌﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻟﻬﺪﺭ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ , ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺃﻻ ﻭﻳﻔﺨﺮ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺳﻼﻟﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﺓ , ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﺍﻟﺴﻜﻮﺗﻼﻧﺪﻳﻴﻦ ﻭﺍﻷﻧﻜﻠﻴﺰ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﻈﻬﺮ ﺧﻂ ﺷﻴﻔﻴﻮﺕ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺸﺄ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻭﻏﺰﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﺐ ﻭﺍﻟﻨﻬﺐ ."
" ﺃﺫﻥ ﻓﺎﻷﺃﻧﻜﻠﻴﺰ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺃﻳﻀﺎ؟ ."
ﺳﺄﻟﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ ﺑﺪﻫﺸﺔ :
" ﻗﺎﻝ ﺁﺩﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻜﻮﺗﻼﻧﺪﻳﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻐﺰﻭ ﺍﻷﻧﻜﻠﻴﺰ ﺍﻟﻤﻤﺘﺜﻠﻴﻦ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ."!
ﻫﺰﺕ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻭﺃﺑﺘﺴﻤﺖ :
" ﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ , ﺳﻠﻔﻨﺎ ﺟﻴﻤﺲ ﻓﻮﻛﺲ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺘﻚ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺃﺣﺪﻯ ﻏﺰﻭﺍﺕ ﺁﻝ ﻓﻮﻛﺲ ﻷﺭﺍﺿﻲ ﺁﻝ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ , ﻗﺒﻀﻮﺃ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﻤﺲ ﻣﺘﻠﺒﺴﺎ ﺑﺠﺮﻳﻤﺔ ﺳﺮﻗﺔ ﻣﻮﺍﺷﻲ ﺁﻝ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ , ﻓﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻮﻙ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺑﺎﻟﺸﻨﻖ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻷﻋﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻤﺮﻣﻮﻗﺔ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨﻬﺎ , ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻴﻎ ﺃﺑﻨﺔ ﺟﻮﻙ ﺗﻮﺳﻠﺖ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻷﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺟﻴﻤﺲ ﺃﺫ ﺃﺩّﻋﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻋﻨﻮﺓ , ﺃﻋﺘﺮﺽ ﺍﻏﺎﺯﻱ ﺍﻟﺠﺮﻱﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﻋﺎﺀ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺑﺮﺍﺀﺗﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺟﻮﻙ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺭﻓﺾ ﺍﻷﺻﻐﺎﺀ ﺃﻟﻴﻪ ﻭﺧﻴّﺮﻩ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻋﺪﺍﻡ ﻭﺍﻷﻗﺘﺮﺍﻥ ﺑﺄﺑﻨﺘﻪ , ﻭﺃﻋﺘﺒﺮ ﺟﻴﻤﺲ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﺳﻬﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳّﻴﻦ ﻭﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺘﺮﺍﻥ ﺑﻤﻴﻎ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﺑﺄﺷﻤﺌﺰﺍﺯ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻤﺸﻨﻘﺔ , ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺳﻜﻮﺗﻠﻨﺪﻱ ﺃﻭ ﺃﻛﻮﺗﻼﻧﺪﻳﺔ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ."
ﺭﺑﺘﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺔ ﺗﺎﻣﻲ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
" ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺪﺭﻛﻴﻦ ﺍﻵﻥ ﺳﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺛﻘﺘﻨﺎ ﺑﻘﺒﻴﻠﺔ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ , ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻙ ﻟﻠﻘﻠﻖ , ﺃﺅﻛﺪ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﻨﺤﺪﺭﻳﻦ ﺃﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﻙ ﻟﻸﻗﺘﺮﺍﻥ ﺑﺂﺩﻡ ."
ﺭﻓﻌﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻳﺪﺍ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺃﻟﻰ ﻭﺟﻨﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻧﺪﺍﻫﻤﺎ ﺍﻟﺨﺠﻞ , ﻭﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﻋﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺃﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻣﺰﺍﺣﺎ ﻣﺎﺭﺳﺘﻪ ﻣﻊ ﺁﺩﻡ ﻛﺮﺭ ﻗﺼﺔ ﺳﺨﻂ ﻭﺍﻟﺪ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻓﻮﻛﺲ , ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺸﻨﻘﺔ ﻳﺘﻬﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﺩﻡ , ﻭﺗﻤﻠﻤﻠﺖ ﺑﻘﻠﻖ , ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻓﻜﺮ ﺑﺎﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺴﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻟﺪﻩ ﺃﻧﺴﺤﺎﺏ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺜﻠﻬﻢ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﺃﻓﻼﺳﻪ ﻭﺃﻓﻼﺱ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ , ﻫﺬﺍﻥ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﻥ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻛﺎﻧﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺁﺩﻡ , ﻭﻣﺜﻠﻪ ﺳﻠﻔﻪ ﺃﺧﺘﺎﺭ ﺃﺳﻬﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻦ ﻭﺳﺄﻟﺖ ﺗﺎﻣﻲ :
" ﻣﺎﺫﺍ ﺟﺮﻯ ﻟﺠﻴﻤﺲ ﻭﻣﻴﻎ :
ﺑﺪﺍ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﻟﺪﻯ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻐﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﻣﻲ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
" ﺃﻧﻚ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ , ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺳﻮﻑ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻚ ﺍﻟﻐﻢ ﻟﻤﺎ ﺳﺮﺩﺗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ , ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺟﻴﻤﺲ ﻭﻣﻴﻎ ﻫﻮ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺃﻧﺠﺒﺎ ﺛﻼﺙ ﺑﻨﺎﺕ ﻭﺳﺒﻌﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ."
ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﻀﺤﻚ ﻭﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﺷﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﺗﺎﻣﻲ ﺍﻟﻀﺤﻚ , ﺿﺒﻄﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺛﻢ ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻦ ﺗﺤﻔﻈﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻗﺼﺪﻫﺎ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻭﻫﻤﺎ ﺗﻀﺤﻜﺎﻥ :
" ﺁﻩ , ﻳﺎ ﻋﻤﺘﻲ ﻫﻮﻧﻮﺭ , ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻀﺤﻚ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻧﻔﺴﻪ؟ ."
ﺻﻮﺕ ﻓﻆ ﻗﻄﻊ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﺮﺣﻬﻤﺎ :
" ﺣﻤﻞ ﺁﺩﻡ ﺃﻣﺘﻌﺘﻚ ﺃﻟﻰ ﻓﻮﻕ , ﻭﺃﻧﻚ ﺑﻼ ﺷﻚ , ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﺒﻲ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻚ ."
ﻫﺒﻄﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ :
" ﻛﻨﺎ ﻗﺎﺩﻣﺘﻴﻦ ﻳﺎ ﻓﻴﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺮﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﺜﺮﺛﺮﺗﻲ ."
" ﺃﺻﺪﻗﻚ ."
ﻗﺎﻟﺖ ﺃﺧﺘﻬﺎ ﻣﺰﻣﺠﺮﺓ ﻭﺣﺪﻗﺖ ﺑﺘﺎﻣﻲ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺭﺃﺳﺎ ﺁﺧﺮ ﻳﻨﺒﺖ ﻟﻬﺎ .
ﺳﺎﺀﻫﺎ ﺧﻨﻮﻉ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺸﻤﻮﺥ :
" ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺴﻊ , ﻟﺪﻳﻜﻢ ﺧﺎﺩﻣﺔ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺑﺄﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﺐ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻲ ."
ﺃﻧﺘﺼﺒﺖ ﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
" ﻻ ﺧﺎﺩﻣﺔ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﺪﻣﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﻫﻨﺎ ."
ﻫﺰﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ :
" ﻻ ﺑﺄﺱ , ﺳﻴﺮﻱ ﺃﻣﺎﻣﻲ ."
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺍﻓﻘﺘﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ :
" ﺃﻋﺘﻘﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺃﻧﻚ ﺳﻮﻑ ﺗﺸﺎﻃﺮﻳﻦ ﺁﺩﻡ ﻏﺮﻓﺘﻪ , ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﺃﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻚ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﻓﺴﻴﺤﺔ , ﻭﻟﺬﺍ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺃﻣﺘﻌﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻼﺻﻘﺔ ﻟﻐﺮﻓﺘﻪ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﺷﻚ ﺑﺘﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻷﻣﺘﻌﺘﻚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ."
ﺗﻮﻟﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ , ﺗﺮﻛﺖ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﺑﺎﻉ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺷﺪّﺩ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺤﻤﻞ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺢ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻤﺮﻩ ﻟﻮﻥ ﺫﻫﺒﻲ ﺗﺤﺖ ﺃﺷﻌﺔ ﺷﻤﺲ ﺍﻷﺻﻴﻞ , ﺳﺮﻳﺮ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺃﻋﻤﺪﺓ ﺗﻜﺪّﺳﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻏﻄﻴﺔ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺷﻜﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ ﺃﺷﻌﺎﻟﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﻦ ﻳﻜﻔﻲ ﻷﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ , ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻬﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺴﻮﻫﺎ ﺍﻟﺜﻠﻮﺝ ﻓﺘﺨﺘﺮﻕ ﺷﻘﻮﻕ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ , ﺍﻷﻟﻮﺍﺡ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺴﻮ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﺴﺘﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺨﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﻴﻜﺔ ﺃﺿﻔﺖ ﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻤﺌﻨﺎﻥ , ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﺪﺕ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻷﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻬﺎ .
ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺤﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﺪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﻠﻄﻒ :
" ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻔﺤﻢ ﺟﻤﺮﺍ ﺟﻤﺮﺍ ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﺸﻌﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺪﻑﺀ , ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﻭﻻ ﻧﻮﻗﺪﻫﺎ ﺃﻻ ﺃﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﺮﻳﺾ ."
" ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺪﺭ ﺑﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺸﻤﻲ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﻷﺟﻠﻲ ."
ﻗﺎﻟﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻣﻌﺘﺮﺿﺔ ﻭﻗﺪ ﻫﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﺿﺎﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻠﻪ ﺍﻟﻜﺎﻫﻼﻥ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻳﻨﻮﺀﺍﻥ ﺑﺎﻷﻋﻴﺎﺀ .
" ﺃﻧﺎ ﻓﺘﻴﺔ ﻭﺻﺤﺘﻲ ﺟﻴﺪﺓ , ﺃﺫ ﻛﻨﺖ ﻭﺃﺧﺘﻚ ﻗﺎﺩﺭﺗﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﺪﻭﻥ ﻧﺎﺭ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻧﺎ ."
" ﺁﺩﻡ ﺃﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ."
ﺭﻧﺔ ﺻﻮﺕ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺃﻭﺣﺖ ﺑﻌﺪﻡ ﺟﺪﻭﻯ ﺍﻟﺠﺪﻝ .
" ﺳﺄﺗﺮﻛﻚ ﻟﺘﺴﺘﺒﺪﻟﻲ ﻣﻼﺑﺴﻚ , ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺟﺎﻫﺰﺍ , ﺳﺘﻜﻮﻧﻴﻦ ﻭﺁﺩﻡ ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻪ , ﻭﻻ ﺷﻚ ."
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻕ , ﻭﻟﺪﻯ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﺃﻟﻴﻪ , ﺃﻧﺒﺄﺗﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺻﺎﺑﻮﻥ ﺭﻳﺖ ﺍﻓﺤﻢ ﺑﺄﻥ ﺁﺩﻡ ﺳﺒﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﻤّﺎﻡ ﺍﻷﺛﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻊ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺗﻨﻈﻴﻔﻪ , ﺣﻨﻔﻴﺎﺗﻪ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻴﺎﻩ ﻓﺎﺗﺮﺓ ﻣﺒﻌﺜﺮﺓ , ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺣﻤﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﺨﻢ , ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻐﻄﺴﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻭﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻣﻨﺸﻔﺔ ﻟﻔﺖ ﺑﻬﺎ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺗﻌﺸﺔ , ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺮﻙ ﺳﺮﻳﻊ ﻟﺠﺴﺪﻫﺎ ﺃﻧﺪﻓﻌﺖ ﺃﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﻭﺃﺭﺗﺪﺕ ﺃﺳﻤﻚ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻭﻓﻮﻗﻬﺎ ﺛﻮﺏ ﺻﻮﻓﻲ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﻜﻤﻴﻦ ﻳﺎﻗﻮﺗﻲ ﺍﻟﻠﻮﻥ , ﺗﺒﺮﺟﺖ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﺃﻃﻠﻘﺖ ﻣﺸﻄﺎ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻗﺮﻃﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻴﻬﺎ .
ﻛﺎﻥ ﺁﺩﻡ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ :
" ﺃﺭﺍﻙ ﻗﺪ ﺃﺳﺘﺒﺪﻟﺖ ﻣﻼﺑﺴﻚ ﻟﻠﻌﺸﺎﺀ , ﻛﻨﺖ ﺃﻧﻮﻱ ﺗﻨﺒﻴﻬﻚ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻧﺴﻴﺖ , ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﺘﺒﺮ ﺫﻟﻚ ﻫﺪﺭﺍ ﻟﻠﻮﻗﺖ , ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻤﺘﻴﻦ ﺗﺼﺮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺎﺕ ﻋﺪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺰﻭﺭﻧﺎ ﺃﺣﺪ , ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺗﺘﻤﺴﻜﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ."
" ﻫﺬﺍ ﻳﺮﻭﻕ ﻟﻲ ."
ﻗﺎﻟﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻛﻮﺏ ﺍﻟﻤﺮﻃﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻬﺎ .
" ﻻ ﺗﻨﺘﺰﻉ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻵﺑﺎﺀ ."
ﻋﻘﺪ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻟﺪﻯ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﻗﺪ ﺃﺩﻫﺸﻪ ﺃﻃﻼﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺘﺔﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ .
" ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﺘﺒﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﺫﻧﺎ ﻟﻸﻣﻮﺍﺕ ﺑﺎﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﺎﻷﺣﻴﺎﺀ ."
ﻫﺰ ﻛﺘﻔﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﺫﻫﻠﻪ ﻣﻨﻈﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻳﻠﺘﺼﻖ ﺑﻪ ﻛﻀﻠﻊ ﻳﻀﺎﻑ ﺃﻟﻰ ﺿﻠﻮﻋﻪ :
" ﺍﻟﻌﻤﺘﺎﻥ ﺟﺎﻫﺰﺗﺎﻥ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ , ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻻ ﻧﺘﺄﺧﺮ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ."
ﺃﺭﺗﻔﻌﺖ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺎﺭﺕ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺃﻟﻰ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻤﺘﺎﻥ ﺗﺬﺭﻋﺎﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺟﻴﺌﺔ ﻭﺫﻫﺎﺑﺎ .
ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻟﻠﻌﻤﺘﻴﻦ ﺃﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﻼﺑﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﻭﺗﻘﺒﻠﺖ ﺻﺤﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺍﻟﻤﻜﺴﻮ ﺑﺼﻠﺼﺔ ﺍﻟﺨﺮﺩﻝ .
" ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻃﻌﺎﻣﻚ ﻫﻨﺎ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻭﻟﺬﻳﺬﺍ ."
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺍﻷﺗﻬﺎﻡ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ .
" ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺬﻭﻗﻴﻦ ﻟﺤﻢ ﺍﻟﺒﻘﺮ , ﺳﻤﻚ ﺳﻮﻟﻮﺍﻱ ﻭﻟﺤﻢ ﺧﺮﻭﻑ ﻫﺮﺩﻭﻳﻚ ﺍﻟﺸﻬﻲ ﺳﺘﺤﺘﻘﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺂﻛﻞ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ , ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ , ﻛﻴﻒ ﺟﺮﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ؟ ﻫﻞ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﺻﻔﻘﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻠﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ؟ ."
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﻳﺪﻩ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﻗﺮﺏ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﺑﺄﻧﺘﺒﺎﻩ ﺷﺪﻳﺪ ﺃﺧﻔﺾ ﺁﺩﻡ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺃﺟﺎﺏ :
" ﺃﺟﻞ , ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﺪ ﺗﺎﻣﻲ , ﻋﺮﺽ ﺷﺮﺍﺀ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺑﺴﻌﺮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺰﺍﺩ ."
" ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﻪ ﺃﻟﻰ ﺫﻟﻚ؟ ."
ﻃﺮﺣﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺧﺎﻃﺮﻩ .
ﺃﺟﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﺷﺎﺭﺩ ﺍﻟﻠﺐ :
" ﻟﺴﺖ ﺃﺩﺭﻱ , ﺷﺮﺣﺖ ﻟﻪ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﻨﻲ ﻭﺯﻣﻼﺋﻲ ﻧﻮﺍﺟﻪ ﺧﻄﺮ ﺍﻷﻓﻼﺱ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺪﻧّﻲ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺃﺻﻮﺍﻓﻨﺎ ."
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ ﺗﺎﻣﻲ :
" ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻫﺒﻮﻁ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻷﻥ ﺍﻷﻟﻴﺎﻑ ﺍﻷﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺭﺧﺺ ﺛﻤﻨﺎ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺘﺎﻧﺔ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ , ﻭﺑﻨﺘﻴﺠﺔ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻥ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺛﻤﻨﺎ ﻷﺻﻮﺍﻓﻨﺎ ﻫﻲ ﺃﺩﻧﻰ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻛﻼﻑ ﻃﻌﺎﻡ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺗﻨﺎ ."
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ :
" ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ .".......
" ﺟﻮﻙ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺪ ﺗﺎﻣﻲ ﺯﻭﺟﺘﻲ ."
ﺯﺟﺮﻫﺎ ﺁﺩﻡ ﺑﺒﺮﻭﺩ ﻇﻬﺮ ﺍﻷﺷﻤﺌﺰﺍﺯ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ ﻷﺿﻄﺮﺍﺭﻫﺎ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﻮﻩ ﺑﺎﻷﺳﻢ .
" ﺃﻟﻴﺲ ﺟﻮﻙ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻊ ﺿﻌﻒ ﺛﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﻠﺰﻣﻪ؟ ."
ﺃﺟﺎﺏ ﺁﺩﻡ ﻣﺘﻠﻌﺜﻤﺎ :
" ﺭﺑﻤﺎ ﻋﻄﻔﺎ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺰﺍﺭﻋﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ , ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻌﻴﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺃﺻﺎﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﺗﺮﺍ ﺣﺴﺎﺳﺎ ."
" ﻫﺮﺍﺀ ."
ﻧﻬﻀﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﺼﺤﻮﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ .
" ﻟﻢ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻟﺴﻜﻮﺗﻼﻧﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻝ , ﻭﺍﻟﻤﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﺍﻟﻌﻄﻮﻑ ﻧﺎﺩﺭ ﻧﺪﺭﺓ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ , ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﺣﻤﻖ ﻭﺍﺣﺪ , ﺁﺩﻡ , ﺃﺣﺘﺮﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ , ﺳﻮﻑ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺃﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﺩﺍﻓﻌﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ."
ﺍﻷﻫﺎﻧﺔ ﺧﻨﻘﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻓﺪﻓﻌﺖ ﺑﺼﺤﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻭﺻﺮﺧﺖ ﺑﻐﻀﺐ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ :
" ﻛﻴﻒ ﺗﺠﺮﺅﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ؟ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻫﻮ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺩﺍﺋﻢ ﻟﻤﺪ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ."
" ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺫﻭﻳﻪ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﺟﻠﺪﺗﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺃﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺎ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺃﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻓﻮﻛﺲ ."
ﺷﻌﺮﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺘﺨﺒّﻂ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﺍﻷﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻨﻬﺎ ﺃﻧﻘﺮﺿﺖ ﻣﻨﺬ ﺃﺟﻴﺎﻝ , ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻛﺒﺢ ﺟﻤﺎﺡ ﻏﻀﺒﻬﺎ ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﺘﻌﻘﻞ :
" ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺴﻜﻮﺗﻼﻧﺪﻳﻮﻥ ﻭﺍﻷﻧﻜﻠﻴﺰ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺮﺏ , ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻗﺘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﺔ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺃﻧﺪﺛﺮﺕ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺟﺴﻮﺭﺍ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻭﺝ ﻓﻮﻟﺪﺕ ﺛﻘﺔ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻛﺎﻟﺘﻲ ﻳﻨﻮﻱ ﺁﺩﻡ ﻭﻭﺍﻟﺪﻱ ﺃﺟﺮﺍﺀﻫﺎ , ﻭﻗﺪ ﺷﺎﻉ ﺍﻟﺘﺰﺍﻭﺝ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺷﻚ ﺑﻮﻭﺟﻮﺩ ﺳﻜﻮﺗﻼﻧﺪﻱ ﺣﺪﻭﺩﻱ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻪ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﺑﻌﺎﺋﻠﺔ ﺃﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ , ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺣﺸﺔ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺃﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﻮﻣﺎ ﺳﺎﺣﺔ ﺣﺮﺏ ﺩﺍﻣﻴﺔ , ﺍﻟﺴﻄﻮ ﻭﺍﻟﺴﻠﺐ ﺃﻧﻘﺮﺿﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﻭﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻸﺷﺮﺍﺭﻭﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﻧﻜﻠﻴﺰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺴﻜﻮﺗﻼﻧﺪﻳﻴﻦ ."
ﺃﺩﻫﺸﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺎﻗﻀﺘﻬﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﺣﺎﻟﻢ ﻳﺘﻤﺸﻰ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺋﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ :
" ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ! ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺃﻷﺳﻼﻑ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻨﺎ . ﺻﺮﺧﺎﺕ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻟﺘﺘﺤﻮﻝ ﺃﻟﻰ ﻫﻤﺲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﻴﺮ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﺃﻟﻰ ﻋﻮﻳﻞ ﺑﻴﻦ ﺃﻏﺼﺎﻥ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻟﻲ ﺑﺮﺅﻭﺳﻬﺎ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺮﺍﻛﺪﺓ ﻭﻟﻴﻼ , ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺑﺪﺭﺍ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺷﺪﻳﺪﺓ , ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﻐﻴﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺗﻤﺔ ﻋﺒﺮ ﻗﻤﻢ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺍﻟﺸﺎﻫﻘﺔ , ﺗﻀﻄﺮﺏ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ , ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺳﺒﺐ ﻇﺎﻫﺮ ﺗﻨﺒﺢ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻭﺗﻬﺮﺏ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﻗﻄﻌﺎﻧﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ , ﻭﻳﻘﻠﻊ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﻮﻝ , ﻭﻳﺴﺮﻉ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺃﻟﻰ ﺟﺤﺮﻩ , ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﺳﻮﺍﻫﺎ ﻭﻗﻠﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﺻﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ , ﺻﺮﺧﺔ ﺭﺟﻞ ﻳﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻭﻩ , ﺍﻟﺤﺸﺮﺟﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻟﻌﺪﻭ ﻳﺨﺘﺮﻕ ﺳﻴﻒ ﺟﺴﺪﻩ ."
ﺃﺭﺗﺠﻔﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻣﺘﺄﺛﺮﺓ ﺑﺸﺪﺓ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻟﺘﻘﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻋﻴﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻗﺮﺃﺕ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺗﺤﺬﻳﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ , ﻭﺃﻣﺮﺍ ﺑﺄﻥ ﺗﺤﺬﻭ ﺣﺬﻭﻩ ﻓﺘﺘﺤﻤﻞ ﻋﻦ ﻃﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮ , ﻛﻔﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺪﺍﻝ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻳﺨﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻫﺰﻣﺘﻬﺎ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﻞ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﻟﻴﻪ

اللمسات الحالمة... ..مرغريت روم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن