-4 ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻬﺠﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ

161 5 0
                                    

ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺗﺎﻣﻲ ﺗﻨﻬﺐ ﺍﻷﺭﺽ ﻧﻬﺒﺎ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺁﺩﻡ , ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﻠﺴﺖ ﻫﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﺗﻐﻤﺮﻫﺎ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺘﺴﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻟﺘﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻳّﻦ ﺃﺻﺒﻌﻬﺎ , ﺧﺎﺗﻢ ﺑﺮﺍﻕ ﻛﺎﻷﻣﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ , ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﻠﺒّﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺃﺧﻤﺎﺩ ﺟﺬﻭﺓ ﺗﻔﺎﺅﻟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺗﻌﺼﺎﻫﺎ .
ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺃﻏﻠﻰ ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻬﺎ ﺃﺫ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺯﻭﺟﺔ ﺁﺩﻡ , ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺁﺩﻡ ﻓﻮﻛﺲ , ﻣﻦ ﻓﻮﻛﺲ ﻫﻮﻝ , ﻛﻤﺒﺮﻳﺎ ! ﻭﺃﻧﺘﻔﺾ ﻛﻞ ﻋﺮﻕ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺬﻭﻕ ﻓﺮﺣﺔ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ ﻋﺮﻳﺴﻬﺎ ﺃﻟﻰ ﺩﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .
ﺃﻟﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﻣﻠﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﻏﺜﻴﺎﻧﺎ ﺗﻮﻻﻫﺎ ﻟﺒﺮﻫﺔ , ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﻳﻘﺎﺭﻥ ﺑﻴﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻮﺳﻴﻢ ﻭﺍﻷﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﺗﻤﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺘﺎﺯﺍﻥ .
ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺔ ﺧﻠّﻔﺎ ﻭﺭﺍﺀﻫﻤﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺒﺮﻩ ﺁﺧﺮ ﻣﻌﻘﻞ ﻟﻠﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﻋﺪﺩ ﺍﻷﺑﻨﻴﺔ ﻳﺘﻀﺎﺀﻝ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ﻟﺘﺤﻞ ﺍﻟﺘﻼﻝ ﻣﺤﻠﻬﺎ , ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺗﺘﺠﻪ ﺻﻌﻮﺩﺍ ﻭﺍﻟﺘﻼﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺕ ﻛﺘﻼ ﺭﻣﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﻻ ﺻﺨﻮﺭ ﺻﻮﺍﻧﻴﺔ ﺷﺎﻫﻘﺔ ﺗﻄﻞ ﺑﻌﺒﻮﺱ ﻭﺃﺯﺩﺭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺒﻴﻬﺔ ﺑﺴﻴﻒ ﻳﺨﺘﺮﻕ ﻋﺰﻟﺘﻬﺎ .
ﻭﺗﺒﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻘﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻮﻯ ﺧﺮﺍﻑ ﺗﺮﻋﻰ ﻓﻮﻕ ﻫﻀﺎﺏ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻷﻧﺤﺪﺍﺭ , ﺗﺮﻭﻳﻬﺎ ﺷﻼﻻﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ , ﻭﺗﻘﺴﻤﻬﺎ ﻣﺮﺑﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﻗﻤﺘﻪ , ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﺃﻟﻰ ﻗﻄﻊ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺯﻣﻬﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ :
" ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻗﺎﻣﺔ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﻋﺮﺿﻪ؟ ."
" ﻣﺎﺫﺍ؟ ."
ﻛﺎﻥ ﺭﺩﻩ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻷﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﻟﻘﻄﻌﻬﺎ ﺣﺒﻞ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺳﺘﻮﻋﺐ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺃﺑﺘﺴﻢ , ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺗﺒﺪﺩﺕ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﻭﺃﻛﺘﺴﺖ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺑﺜﻮﺏ ﻣﻦ ﺧﻴﻮﻁ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ .
" ﻣﻴﺰﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﺒﺮﺭ ﻟﻮﺟﻮﺩﻫﺎ , ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﻷﻏﺮﺍﺏ ﻋﻦ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺮﺟﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻐﺎﺑﺎﺕ , ﻭﻟﻸﺳﻒ , ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﺿﺌﻴﻠﺔ , ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ , ﺳﻴﺎﺟﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ , ﺑﻴﻦ ﺭﻋﻴﺔ ﻭﻗﻄﺎﻉ , ﻓﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ , ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﻷﻟﻒ ﻋﺎﻡ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻨﺴﺎﻙ ﺃﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ , ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﻣﺎﻫﺮﻳﻦ ﻭﻫﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﻣﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺯﺭﻉ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻨﺎ ."
ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ :
" ﻫﻞ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻧﺄﻟﻒ ﻋﺎﻡ؟ ."
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻣﺆﻛﺪﺍ :
" ﻋﻤﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺃﻟﻒ ﻋﺎﻡ , ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻗﻴﻢ ﻣﻨﺬ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ , ﻭﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﻟﻢ ﺗﻨﻘﺮﺽ , ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻫﻘﺔ , ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ , ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻮﻥ ﺑﺼﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻭﻳﺒﻨﻮﻥ ﺯﺭﺍﺋﺐ ﻟﻠﺨﺮﺍﻑ , ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ , ﺃﻻ ﺃﻥ ﻋﺪﺩﺍ ﺿﺌﻴﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺄﻗﺎﻣﺔ ﺳﻴﺎﺝ ﺣﺠﺮﻱ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﻢ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ."
ﺃﻧﻔﺮﺟﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮ ﺗﺎﻣﻲ ﺗﺤﺖ ﺩﻑﺀ ﺃﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻗﺔ , ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻫﺬﺍ ﺷﺠﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ :
" ﺃﻧﻨﻲ ﺟﺎﺋﻌﺔ , ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻃﻌﺎﻡ؟ ."
ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺗﻠﺒّﺪﺕ ﺑﺎﻟﻐﻴﻮﻡ ﻓﺤﺠﺒﺖ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ , ﻗﺎﻝ ﻋﺎﺑﺴﺎ :
" ﺗﺄﺧﺮﺕ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ , ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻧﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﺅﻛﺪ ﺃﻧﻚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻴﻦ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ."
ﺃﺑﺘﻠﻌﺖ ﺭﺩﻩ ﺍﻟﺠﺎﻑ , ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺩﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻓﺔ , ﻣﺒﺪﻳﺎ ﺿﻴﻘﻪ ﻟﻜﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻳﻀﻄﺮ ﻟﺘﻤﻀﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ , ﺣﻔﻠﺔ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﺴﺠﻞ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺗﺤﺖ ﺃﺻﺮﺍﺭ ﺁﺩﻡ , ﻋﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺃﺫ ﺗﻤﺖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﻣﻨﻄﻴﻘﻴﺔ , ﻭﻟﻮﻻ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻓﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺱ ﻭﻻ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻛﺄﺟﻤﻞ ﺫﻛﺮﻯ ﻷﻫﻢ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ , ﻛﺎﻥ ﺟﻮﻙ ﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﺧﻠﺴﺔ , ﻓﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﺻﺤﻒ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ , ﻧﺒﺄ ﺯﻓﺎﻑ ﺃﺑﻨﺘﻪ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﻨﻤّﻘﺔ ﻟﻴﺨﻠﻖ ﺃﻧﻄﺒﺎﻋﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻔﻘﺎ ﻋﻠﻴﻪ , ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻭﺿﻊ ﺣﺪﺍ ﻟﻸﻗﺎﻭﻳﻞ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺳﺘﻴﻒ ﻫﺎﺭﻳﺲ ﺑﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﻤﺘﺠﻨﻲ .
ﻭﺟﺪﺕ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
" ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻛﻠﻪ , ﺃﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻷﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻨﻚ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻌﺴﻞ؟ ﺃﻻ ﻣﺪﻳﺮ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻟﺪﻳﻚ؟ ."
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻌﺮﻫﺎ ﺁﺩﻡ ﺃﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ﺑﻞ ﺃﻃﻠﻖ ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻓﺄﻧﺪﻓﻌﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻭﻗﺎﻝ :
" ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻫﻮ ﻟﻠﻤﺤﺒﻴﻦ ﻭﻧﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ , ﻭﻻ ﻣﺪﻳﺮ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻟﺪﻱ , ﺑﻞ ﻟﻲ ﻋﻤﺘﺎﻥ ﻣﺴﻨﺘﺎﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪﺍﻧﻨﻲ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻷﻣﻜﺎﻥ , ﻭﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻜﻬﻮﻟﺔ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﻭﻳﺪﻫﺎ ﻗﺼﻴﺮﺓ ."
ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻋﻤﺘﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﺳﻬﺎﺏ :
" ﻛﻢ ﺗﺒﻠﻐﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ؟ ﻗﺎﻣﺎ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻇﻦ ."
ﺃﻳﻤﺎﺀﺓ ﺭﺃﺳﻪ ﺃﺷﻌﺮﺗﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺷﺨﺼﻴﺔ :
" ﺃﻧﺘﻘﻠﺘﺎ ﻟﻸﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻮﺭ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﻟﺪﻱ ﺑﻌﺎﻣﻴﻦ , ﻭﻛﺎﻧﺘﺎ ﻻ ﺗﺰﺍﻻﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻣﻘﺮﻫﻤﺎ , ﻭﻟﻜﻮﻧﻬﻤﺎ ﻻ ﺃﻗﺮﺑﺎﺀ ﻟﻬﻤﺎ ﺳﻮﺍﻱ , ﻓﻘﺪ ﺑﺎﻋﺘﺎ ﻣﻨﺰﻟﻬﻤﺎ ﻭﺃﺗﺨﺬﺗﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﻛﺲ ﻫﻮﻝ ﻣﻘﺮﺍ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﻬﻤﺎ ."
ﻭﺃﺿﺎﻑ ﻣﺘﺸﺪﺩﺍ :
" ﺃﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﺴﻴﺌﻲ ﺃﻟﻰ ﺷﻌﻮﺭﻫﻤﺎ ﺑﺎﻷﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺃﻗﺎﻣﺘﻚ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﻣﻌﻨﺎ ."
ﻓﻄﻤﺄﻧﺘﻪ ﺑﺤﻤﺎﺱ :
" ﻻ ﺃﻧﻮﻱ ﺍﻷﺳﺎﺀﺓ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺗﻴﻦ ."
ﺑﺪﺍ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺨﺘﻨﻖ ﺛﻢ ﺗﻨﺤﻨﺢ ﻭﻗﺎﻝ :
" ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻦ ﻣﺤﺮﻡ , ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺗﻤﻴﻼﻥ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﺄﻧﻬﻤﺎ ﻟﻦ ﺗﺸﻜﺮﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻚ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻫﺮﻣﺘﺎﻥ ."
ﺃﻧﺤﺮﻓﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﻳﺤﻤﻞ ﻻﻓﺘﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﻛﺎﺭﻟﻴﺴﻞ ﻭﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻼ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﻠﻴﻢ ﻓﻘﺪ ﺳﻠﻜﺎ ﻣﺨﺮﺟﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ﺗﺆﺩﻱ ﺃﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻣﺎﺭﻳﻦ ﺑﻤﺰﺍﺭﻉ ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ ﻭﻗﺮﻯ ﻣﺮﺗﺒﺔ , ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺳﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺗﺘﺠﻪ ﺻﻌﻮﺩﺍ ﺃﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻭﻗﻒ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﺷﺎﻫﻘﺔ ﻟﻴﺘﻴﺢ ﻟﺘﺎﻣﻲ ﺃﻟﻘﺎﺀ ﻧﻈﺮﺓ ﻣﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺨﻼﺑﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﺗﺤﺘﻬﻤﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺄﺑﺮﺍﺝ ﻭﻣﺪﺍﺧﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺃﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﻳﻤﻴﻨﻬﻤﺎ , ﻭﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﻜﺌﻴﺒﺔ ﺃﻟﻰ ﻳﺴﺎﺭﻫﻤﺎ ﻭﺷﺎﻃﻰﺀ ﺳﻮﻟﻮﺍﻱ ﺃﻣﺎﻣﻬﻤﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺧﻴﻂ ﺭﻓﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﻦ ﺍﻷﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﺗﻼﻧﺪﻱ ﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﻋﻦ ﻏﻠﻴﻮﻧﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
" ﺃﻗﺘﺮﺑﻨﺎ , ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺠﺘﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻧﺼﺒﺢ ﻋﻨﺪ ﻋﺘﺒﺔ ﺩﺍﺭﻧﺎ ."
" ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ؟ ."
ﺳﺄﻟﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﻠﺦ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺧﻴﻂ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﺔ ﻣﺎ ﺃﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻭﺑﺎﺭﺩﺍ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﺒﻮﺭ ﻛﺎﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺁﺩﻡ .
" ﻛﺎﻟﺪﺑﻚ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺱ ﺟﻮﻥ ﺑﻴﻞ ﺻﻴﺎﺩ ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﺐ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ , ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻭﻻ ﺷﻚ ."
ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺮﺩﺩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ :
" ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ , ﺃﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﺟﻮﻥ ﺑﻴﻞ ﺑﻤﻌﻄﻔﻪ ﺍﻟﺰﺍﻫﻲ .".......
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺼﺤﺤﺎ :
" ﺑﻤﻌﻄﻔﻪ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻱ , ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﻣﻌﻄﻔﺎ ﺭﻣﺎﺩﻳﺎ ﺑﺄﺯﺭﺍﺭ ﻧﺤﺎﺳﻴﺔ , ﻭﻳﺸﺘﻬﺮ ﺑﺨﻄﺎﻩ ﺍﻟﺮﺷﻴﻘﺔ ﻭﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻳﺘﻴﻦ ﺍﻟﺠﺬﺍﺑﺘﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺗﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺃﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ."
" ﻛﻌﻴﻨﻴﻚ ﺗﻤﺎﻣﺎ ."
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺗﺎﻫﺖ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻭﻳﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺪﺭﻛﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ ﻭﺛﻐﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺮﺗﻌﺶ ﻭﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺘﻴﻦ , ﺗﺘﻮﺳﻞ ﻧﻈﺮﺓ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻪ , ﻭﺗﺨﻠﺖ ﻋﻦ ﺗﺤﻔﻈﻬﺎ , ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺃﻟﻴﻬﺎ , ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻬﺠﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﻫﻲ ﺳﺨﻴﺔ ﻣﻌﻄﺎﺀﺓ , ﻓﺪﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﻟﻘﺖ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺑﻠﻄﻒ :
" ﺁﺩﻡ , ﻧﻘﻀﻰ ﻧﺼﻒ ﻧﻬﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺎﻧﻘﻨﻲ ﺑﻌﺪ ."
ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻜﺘﻔﻪ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﺑﻮﺣﺸﻴﺔ ﻭﺃﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﺃﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ :
" ﺃﻧﺴﻴﺖ ﺃﻧﻨﺎ ﺗﺰﻭﺟﻨﺎ ﻟﻨﺴﻜﺖ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺮﺛﺎﺭﺓ ؟ ﻻ ﻭﻟﻦ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻤﻴﻞ ﻧﺤﻮﻙ , ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄﺗﺤﻤﻠﻚ ﻋﻠﻤﺎ ﻟﺸﻌﻮﺭﻱ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻣﺪﻳﻦ ﻟﻮﺍﻟﺪﻙ , ﻭﺃﺷﻚ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻚ ﺫﺍﺕ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﻣﻘﺪﺭﺓ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺗﻌﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻨﺎ ﻭﻟﻮ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ , ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺑﺄﻧﻚ ﺳﺘﻬﺮﻭﻟﻴﻦ ﻋﺎﺋﺪﺓ ﺃﻟﻰ ﻟﻨﺪﻥ ﺑﺄﺳﺮﻉ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺗﻤﻨﺎﻩ , ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺃﻗﺎﻣﺘﻚ ﻫﻨﺎ ﺗﺬﻛﺮﻱ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻣﻘﺖ ﺍﻷﻷﻋﻴﺐ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ , ﻧﺸﺄ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﺻﻴﺎﺩﻳﻦ , ﺗﺤﺮﺷﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﺃﺓ ﺗﺜﻴﺮ ﺭﻳﺒﻬﻢ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻧﻬﺎ ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ , ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻳﺴﺎﻭﺭﻫﻢ ﻟﺪﻯ ﺭﺅﻳﺔ ﺛﻌﻠﺒﺔ ﺗﺴﺘﺪﺭﺝ ﻛﻼﺏ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﺃﻟﻰ ﺟﺤﺮﻫﺎ ."
ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﺗﺠﻮﺏ ﺍﻟﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻟﻢ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻦ ﺗﺎﻣﻲ ﻣﺎ ﻋﺎﻧﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﺼﺪ ﻃﻮﺍﻝ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ , ﻛﺎﻥ ﺁﺩﻡ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﻋﺒﺮ ﺣﻘﻮﻝ ﻣﻬﺠﻮﺭﺓ ﺃﻻ ﻣﻦ ﻗﻄﻌﺎﻥ ﺗﺮﻋﻰ , ﺷﻤﺲ ﺧﺠﻮﻟﺔ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻷﺷﺮﺍﻗﻌﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻣﺘﺠﻬﻤﺔ ﻓﺄﺧﻤﺪﺗﻬﺎ ﻏﻤﺎﻣﺔ ﺗﻠﺒﺪﺕ ﺣﻮﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺴﻮﺓ ﺑﺎﻟﺜﻠﻮﺝ , ﺑﻌﺪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺳﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﺑﺘﺪﺃﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻓﻬﻤﺎ , ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺰﺩﺣﻤﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﺎﻥ ﺃﻣﻴﺎﻝ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺩﻣﻴﻦ ﻳﺨﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻜﻮﻥ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﺪﻯ ﻛﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﺠﺮﺱ .
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺗﺒﺮﻣﺖ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻣﻦ ﺃﺯﺩﺣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺠﻮ ﺧﺎﻧﻘﺎ , ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻀﻴﻖ ﺗﻠﺠﺄ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺭﻕ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﻨﺰﻫﺔ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺗﺮﻭﺡ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﻬﺎ , ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺣﻨّﺖ ﺃﻟﻴﻬﻤﺎ , ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳﺘﻮﻻﻫﺎ ﺍﻟﺨﻮﻑ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺠﺮﺩﺕ ﻣﻦ ﺑﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﻒ ﻭﺗﻨﺤﻨﻲ ﺑﺄﺳﺘﺴﻼﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻴﺎﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻈﻮﺭ؟
" ﻭﺻﻠﻨﺎ ."
ﺭﻧﺔ ﺍﻷﺭﺗﻴﺎﺡ ﻓﻲ ﺻﻮﺕ ﺁﺩﻡ ﺃﻧﺘﺸﻠﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻴﻪ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭﻫﺰﺕ ﻛﻴﺎﻧﻬﺎ , ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺗﺠﺘﺎﺯ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻭﻋﺮﺓ ﺗﺆﺩﻱ ﺃﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺿﺨﻢ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ ﺑﺮﺟﺎﻥ ﺃﺿﻔﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ , ﻳﻜﺴﻮ ﺍﻟﻄﺤﻠﺐ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺳﻄﺤﻪ ﺍﻟﻘﺮﻣﻴﺪﻱ , ﻭﺑﺎﺑﻪ ﺍﻟﺨﺸﺒﻲ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﻣﺸﺮﻉ ﻟﻠﺮﻳﺢ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ .
ﺃﺭﺗﻌﺪﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﻭﻫﻲ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﻭﺃﻟﺘﻘﻄﺖ ﻣﻌﻄﻔﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻴﻚ ﺍﻟﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﺨﻠﻔﻲ .
ﺗﻨﺸﻖ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺑﻨﻬﻢ ﻇﺎﻫﺮ ﻭﻗﺎﻝ :
" ﺳﺘﺠﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻣﻌﻄﻔﻴﻦ ﻻ ﻳﻜﻔﻴﺎﻥ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ , ﻻ ﺗﺪﻋﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺨﺪﻋﻚ , ﺳﻮﻑ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻫﻘﺔ ."
ﻭﺻﺪﻗﺘﻪ , ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻛﺘﻤﺖ ﻟﻬﺎ ﺃﻧﺎﺳﻬﺎ , ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻴﺮ ﺃﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻣﺘﺮﻧﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺬﺍﺀ ﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﻜﻌﺒﻴﻦ , ﻭﺗﺘﺴﺎﺀﻝ ﻣﺎ ﺃﺫﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﺍﻷﻣﺘﻌﺔ , ﺃﺫ ﺑﺼﺮﺧﺔ ﺃﺑﺘﻬﺎﺝ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻔﻘﺪ ﺗﻮﺍﺯﻧﻬﺎ .
" ﺁﺩﻡ ! ﻭﻟﺪﻱ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ."
" ﺃﺳﺮﻋﻲ ﻳﺎ ﻓﻴﻨﻲ ,. ﻭﺻﻞ ﺁﺩﻡ ."
" ﻋﻤﺘﻲ ﻫﻮﻧﻮﺭ ."!
ﺗﺮﻙ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ ﻭﻃﻮﻕ ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻪ ﺃﻣﺮﺃﺓ ﻧﺤﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﻧﺤﻮﻩ .
ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺐ ﺳﻮﻯ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ! ﺃﺫﻫﻞ ﺗﺎﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﺍﻟﺤﺎﺭ , ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﺫﻟﻚ , ﻣﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﺃﻣﺮﺃﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﺍﻷﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻀﺌﻴﻠﺔ ﻋﻦ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻄﻮﻕ ﻋﻨﻘﻪ ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻬﺎ , ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﻮﻱ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺔ ﺑﺤﺼﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺘﻤﺎﻡ .
" ﻗﻠﺖ ﺃﻧﻚ ﺳﺘﺘﻐﻴﺐ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﻘﻂ ."
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻃﺒﻌﺖ ﻗﺒﻠﺔ ﺣﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻨﺘﻪ .
" ﻻ ﻳﺤﻖ ﻟﻤﻦ ﻫﻮ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺃﻟﻔﻲ ﻧﻌﺠﺔ ﻭﺛﻼﺙ ﻣﺌﺔ ﻛﺒﺶ ﻭﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﻴﺐ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻣﻠﺔ ."
ﺷﻜﻞ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺨﺠﻮﻝ ﻓﺘﻦ ﺗﺎﻣﻲ , ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﻠﻤﻞ ﻛﺘﻠﻤﻴﺬ ﺃﻫﻤﻞ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ :
" ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻒ ﻳﺎ ﻋﻤﺘﻲ ﻓﻴﻨﻲ , ﺃﺧﺮﺗﻨﻲ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺗﺤﺎﺷﻴﻬﺎ ."
ﺗﻮﻟﻰ ﺗﺎﻣﻲ ﺣﻴﺎﺀ ﺳﺎﺧﻂ , ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﻨﻌﻮﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺃﻻ ﻧﻌﺖ ‏( ﻣﺼﻴﺒﺔ ‏) ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺗﻀﺮﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺤﺬﺍﺋﻬﺎ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ . ﻟﻢ ﻳﻮﻟﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺃﻱ ﺃﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﻓﺄﻃﻠﻘﺖ ﺳﻌﺎﻻ ﺣﺎﺩﺍ ﺟﻌﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮﻫﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺁﺩﻡ ﺑﺼﻮﺕ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﺥ :
" ﻋﻤﺘﻲ ﻓﻴﻨﻲ , ﻋﻤﺘﻰ ﻫﻮﻧﻮﺭ , ﻫﺬﻩ ﺗﺎﻣﻲ .......... ﺯﻭﺟﺘﻲ ."
" ﺯﻭﺟﺘﻚ ."!
ﺃﻧﻄﻠﻖ ﺻﻮﺗﺎﻥ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ , ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻣﻨﻔﻌﻞ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺃﺟﺶ ﻣﺴﺘﺎﺀ , ﻭﺑﺪﺕ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺩﻫﺸﺔ ﻗﺎﺋﻘﺔ ﻗﺪﻣﻬﻤﺎ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ :
" ﺗﺎﻣﻲ , ﻫﺬﻩ ﻋﻤﺘﻲ ﻻﻓﻴﻨﻴﺎ ﻭﻧﺪﻋﻮﻫﺎ ﻓﻴﻨﻲ ."
ﺭﻣﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻣﻠﻴﺔ .
" ﻭﻋﻤﺘﻲ ﻫﻮﻧﻮﺭﻳﺎ ﻭﻧﺪﻋﻮﻫﺎ ﻫﻮﻧﻮﺭ ."
ﺃﺷﺮﻗﺖ ﺃﺳﺎﻳﺮ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .
ﻋﺴﻞ ﻭﺧﻞ ! ﻭﺃﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻲ ﺗﺎﻣﻲ ﺃﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺳﺎﺧﺮﺓ ﺛﻢ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻮﺑﺦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﺘﺴﺮﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺮﺃﻱ , ﻭﺃﺯﺩﺍﺩﺕ ﺃﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺃﺗﺴﺎﻋﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﻋﺎﺭﺿﺔ ﻭﺟﻨﺘﻴﻬﺎ :
" ﻳﺴﺮﻧﻲ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﺩﻡ ﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻋﺮﻭﺳﺎ ﺷﺎﺑﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ."
ﺯﻣﺠﺮﺕ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ , ﺃﺧﺬﺕ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪﺗﺎﻥ ﺗﺠﻮﻻﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﻡ ﺗﺎﻣﻲ ﻭﺗﻠﻜﺄﺗﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ , ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻮﺛﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻠﺤﺬﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﻜﻌﺒﻴﻦ :
" ﺃﺣﻘﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﺍﻟﻤﻀﺤﻚ؟ ."
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﺩ ﺗﺠﻌﺪﺕ ﺷﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ .
ﻏﺎﺹ ﻗﻠﺐ ﺗﺎﻣﻲ , ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺤﻴﻠﺔ , ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﻃﻴﻊ , ﺍﻟﺠﺎﺭﺣﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ , ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻻ ﺗﺤﺒﻬﺎ , ﺑﺨﻼﻑ ﺃﺧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺭﺩﺓ ﺍﻟﻮﺟﻨﺘﻴﻦ .
ﺷﻤﺨﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﺄﻧﻔﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
" ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ."
ﻭﻣﺸﺖ ﺃﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮﺓ ﺣﺎﺩﺓ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻓﺘﻌﺜﺮﺕ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻤﺘﺪ ﻳﺪ ﺁﺩﻡ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﺴﻘﻄﺖ ﺃﺭﺿﺎ .
ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﺁﻫﺔ ﻭﻗﺪ ﺃﻭﻗﺪﺕ ﺷﻌﻠﺔ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻓﻲ ﻭﺟﻨﺘﻲ ﺗﺎﻣﻲ .
ﻭﺃﺭﺩﻓﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
" ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻣﻜﺮﻭﻩ , ﺃﺩﺧﻠﻲ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﺭﻳﺤﻲ ﻛﺎﺣﻠﻚ , ﻋﻈﺎﻡ ﻛﺎﺣﻠﻴﻚ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻃﺮﻗﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻮﻋﺮﺓ ."
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺷﻌﺮﺕ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﻗﺮﻧﺎ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ , ﺳﺘﺎﺋﺮ ﻣﺰﺭﻛﺸﺔ ﻃﻤﺲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﺗﺘﺪﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺣﺠﺮﻳﺔ ﺭﻣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻠﻮﻥ , ﺭﺍﻳﺎﺕ ﺑﺎﻟﻴﺔ ﺗﺮﻓﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﺪﻓﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ , ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﺍﻟﻤﻬﺘﺮﻯﺀ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺤﺒﺲ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻬﺎﻭﻯ ﻭﻳﺘﻔﺘﺖ , ﺃﺑﻮﺍﻕ ﺻﻴﺪ ﻧﺤﺎﺳﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﺘﺪﻟﻰ ﺑﺄﻧﺤﺮﺍﻑ ﺑﻴﻦ ﻟﻮﺣﺘﻴﻦ ﺯﻳﺘﻴﺘﻴﻦ ﺩﺍﻛﻨﺘﻲ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ , ﺩﻧﺖ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﺘﺮﻯ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻓﺮﺳﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻬﻮﺍﺕ ﺟﻴﺎﺩﻫﻢ ﻭﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺃﻛﻮﺍﺏ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﺧﺎﺩﻣﺎﺕ ﺑﺸﻮﺷﺎﺕ , ﻭﻛﻼﺏ ﻟﻠﺼﻴﺪ ﻧﻔﺪ ﺻﺒﺮﻫﺎ ﻓﺮﺍﺣﺖ ﺗﻨﺒﺢ , ﺩﺭﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﺮﻭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﺃﻟﻰ ﺃﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﻛﺴﺖ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﻠﻮﺩ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ .
ﺃﻣﺎ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺘﺎﺩﻭﻫﺎ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﻓﺘﺨﺘﻠﻒ ﻛﻠﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ , ﺃﺧﺘﻼﻑ ﺷﺨﺼﻴﺘﻲ ﺍﻷﺧﺘﻴﻦ , ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺷﺎﺕ , ﺍﻟﻄﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ , ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﺔ ﺃﻟﻰ ﺟﺪﺍﺭ ﺯﺍﻫﻲ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺃﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ , ﺍﻟﺴﺘﺎﺋﺮ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ ﺗﺘﻤﺎﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺒﺪﻳﻌﺔ ﻟﻠﺠﺒﺎﻝ , ﻭﻣﻮﻗﺪ ﺿﺨﻢ ﻓﻴﻪ ﻧﺎﺭ ﻣﺴﺘﻌﺮﺓ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻭﺍﻟﻠﻬﺐ ﻭﺗﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﻄﺐ ﺍﻟﺰﻛﻲ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ , ﺳﺠﺎﺩﺓ ﺗﺤﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺯﺍﺩﺕ ﻣﻦ ﺩﻑﺀ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﻭﻓﺮﺕ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻷﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻟﻜﻠﺐ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺮﺑﺾ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻓﺄﺓ ﺍﻟﻤﻜﺸﻮﻓﺔ .
ﺃﻟﻘﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﺣﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺻﺮﺧﺖ :
" ﻫﻮﻧﻮﺭ , ﻛﻢ ﻣﺮﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻣﻨﻌﻚ ﻣﻦ ﺃﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ؟ ."
" ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺟﺮﻭ ."!
" ﺃﺧﺮﺟﻴﻪ ."
ﺃﻣﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﻭﻛﺘﻔﺖ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﺨﻮﺽ ﻣﻌﺮﻛﺔ .
ﺛﺎﺭﺕ ﺛﺎﺋﺮﺓ ﺗﺎﻣﻲ , ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﺳﺎﺀﻫﺎ ﻭﺻﻮﻝ ﺁﺩﻡ ﻭﺑﺼﺤﺒﺘﻪ ﻋﺮﻭﺱ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﻓﻘﺮﺭﺕ ﺻﺐ ﺟﺎﻡ ﻏﻀﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ .
" ﺃﻟﻴﺲ ﺟﻤﻴﻼ؟ ."
ﻭﺟﺜﺖ ﺃﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﺫﻱ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻔﻀﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ , ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺍﻷﺫﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺋﻢ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻨﺰ ﺍﻟﺠﻠﺪ .
" ﻳﺎ ﻟﻠﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ , ﺃﺑﻖ ﻣﻌﻲ ﻫﻨﺎ ."
ﻓﺮﺩﺕ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﺑﺤﺰﻡ :
" ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ ."
ﻛﺎﺩ ﺃﺭﺗﻄﺎﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﻤﻮﻋﺎ , ﺛﻢ ﺃﻧﻄﻠﻖ ﺻﻮﺕ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﺑﻮﺟﻞ :
" ﻓﻴﻨﻲ , ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺰﻝ ﺁﺩﻡ , ﻭﺗﺎﻣﻲ ﻫﻲ ﺯﻭﺟﺘﻪ ."
ﻭﺭﺩّﺕ ﻓﻴﻨﻲ ﺑﺄﻧﻔﻌﺎﻝ :
" ﺃﻧﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﺮﺍﺱ ."
ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺩﻡ ﺑﺘﺮﺩﺩ :
" ﻋﻨﻴﺪﺓ ."
ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
" ﻧﺤﻦ , ﻣﻌﺸﺮ ﺁﻝ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﺛﻮﺍﺭ ﻣﺸﻬﻮﺭﻭﻥ ."
ﻛﺎﻥ ﻟﻘﻮﻟﻬﺎ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻣﻌﺘﻴﻬﺎ , ﻭﺃﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﺃﺭﺑﻊ ﻋﻴﻮﻥ ﻧﺤﻮ ﺁﺩﻡ .
" ﻫﻞ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ؟ ."
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﻴﺎﺝ ﺟﺎﻣﺢ , ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﺰﻣﺖ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻫﻮﻧﻮﺭ ﺍﻟﺼﻤﺖ .
" ﺟﺌﺖ ﺑﻌﺮﻭﺱ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﺃﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ؟ ."
ﻛﺎﻥ ﺃﺭﺗﺒﺎﻙ ﺁﺩﻡ ﺗﺄﻛﻴﺪﺍ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ , ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻓﻴﻨﻲ ﺷﻬﻘﺔ ﺫﻋﺮ ﻭﺃﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﻴﻬﺎ ﻭﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﻬﺎ ﺃﺧﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﺎﻫﻴﻬﺎ ﺗﻌﺎﺳﺔ .
ﺃﺳﺘﺪﺍﺭ ﺁﺩﻡ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺸﺮﺭ ﻳﺘﻄﺎﻳﺮ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ :
" ﺃﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺄﻥ ﺗﻔﺠﺮﻱ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ؟ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﻮﻱ ﺃﺑﻼﻏﻬﻤﺎ ﺫﻟﻚ ﺑﻠﻄﻒ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻧﻬﻀﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﺍﻟﻜﻠﺐ , ﻣﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ ﻗﺎﻝ ﺁﺩﻡ ﺃﻧﻬﺎ ‏( ﻣﺼﻴﺒﺔ ‏) ﻭﺍﻵﻥ , ﻳﻨﻮﻱ ﻛﺘﻢ ﺃﺳﻤﻬﺎ , ﻭﺭﻣﺘﻪ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺗﻔﻴﺾ ﺗﺤﺪﻳﺎ ﻭﺃﺯﺩﺭﺍﺀ .
" ﺃﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺗﺨﺸﻰ ﺭﺃﻱ ﻋﻤﺘﻴﻚ؟ ."
ﺃﻧﺘﻔﺨﺖ ﺃﻭﺩﺍﺟﻪ ﻏﻀﺒﺎ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺭﺩّﻩ ﺃﺛﺮ ﻟﻸﻧﻔﻌﺎﻝ :
" ﺃﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺧﺸﺎﻫﻤﺎ ﺑﻞ ﺃﺳﺎﻳﺮﻫﻤﺎ ﻷﻧﻨﻲ ﻣﻌﺠﺐ ﺑﻬﻤﺎ , ﺍﻟﻌﻤﺔ ﻓﻴﻨﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺷﺮﺳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﻭ ."
ﻭﺭﺩّﺕ ﻣﺘﻬﻜﻤﺔ :
" ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ﻭﻛﺄﻧﻚ ﺻﺒﻲ ﺷﺮﻳﺮ ."
ﻫﺰ ﻛﺘﻔﻴﻪ ﻭﺃﺛﺎﺭ ﻏﻴﻈﻬﺎ ﺑﺄﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﺸﻮﺷﺔ :
" ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺃﻟﻴﻬﻤﺎ ﺳﺄﺑﻘﻰ ﺻﺒﻴﺎ ﺷﺮﻳﺮﺍ , ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻖ , ﺃﻋﻴﺶ ﺑﺨﻮﻑ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻀﻌﻨﻲ ﺃﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻬﺎ ﻭﺗﻀﺮﺑﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺧﺮﺗﻲ ."
ﻓﺎﺟﺄﻫﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻫﻤﺴﺎ .
ﻧﻈﺮﺕ ﺃﻟﻰ ﻃﻮﻟﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻉ ﻭﺗﻘﺎﻃﻴﻊ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ , ﻭﻓﻤﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ , ﻭﺫﻗﻨﻪ ﺍﻟﻌﻨﻴﺪ ﻭﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﺯ ﻟﺪﻯ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻨﻪ , ﻭﺧﻄﻮﺗﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﻟﺔ , ﻭﻻﺣﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺃﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﺬﺑﺔ , ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺘﺮﻧﺖ ﺑﻪ ﺃﻏﻮﺍﺭ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺳﺒﺮﻫﺎ , ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺎﻫﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻌﺔ ﺃﺿﺎﻓﻴﺔ , ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺮﻓﺘﻬﻢ ﺃﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﺿﺤﺎﻛﻬﺎ , ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺃﻟﻰ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻭﻳﺒﺎﻟﻐﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﺑﺮﺍﺯ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻐﻮﻥ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻏﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺤﻚ , ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺁﺩﻡ ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺑﺌﺮﺍ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺮﻑ , ﻻ ﻳﺸﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺃﻻ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻣﻘﻬﻘﻬﺔ :
" ﺃﻧﻚ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ , ﺗﺒﺪﻭ ﻓﻈﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﻟﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﻳﻜﺔ ."
ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺃﺭﺿﺎ ﻭﺃﺗﺠﻬﺖ ﻧﺤﻮﻩ ﻭﺳﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻠﻴﺎ ﻟﺪﻯ ﺃﻗﺘﺮﺍﺑﻬﺎ ﻣﻨﻪ , ﻭﻗﻒ ﺑﺪﻭﻥ ﺣﺮﺍﻙ ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﻫﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺪﺕ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺗﺪﺍﻋﺐ ﺛﻨﺘﻲ ﺳﺘﺮﺗﻪ .
" ﺃﻧﺖ ﺷﻬﻢ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﻭﺗﻮﻟﻲ ﺣﻤﺎﻳﺘﻚ ﻟﻤﻦ ﺗﺤﺐ ."
ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﻐﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻬﺎ :
" ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺃﺣﻈﻰ ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ ﺫﺍﺗﻪ ﻳﻮﻣﺎ ."
ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻭﻗﺪ ﻓﺘﻨﺘﻬﺎ ﻋﻀﻠﺔ ﺃﻧﺘﻔﻀﺖ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻓﻤﻪ , ﻭﻟﻔﺘﺮﺓ ﺳﺎﺩ ﺻﻤﺖ ﻣﺸﺤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﺮﻗﺐ ﻭﺧﻴّﻢ ﺗﻮﺗﺮ ﻣﺆﻟﻢ ﺧﺎﻧﻖ .
ﻻﺡ ﺑﺼﻴﺺ ﺃﻣﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ , ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺮﻫﻬﺎ ﻭﻳﺤﺘﻘﺮﻫﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﻛﺄﻣﺮﺃﺓ , ﻛﺰﻭﺟﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺬﺍﺑﺔ .
ﺃﻋﺘﺒﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﺗﺸﺠﻴﻌﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻄﻮﻗﺖ ﻋﻨﻘﻪ ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻬﺎ , ﻭﻟﻤّﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﺯﺩﺍﺩﺕ ﺃﻗﺘﺮﺍﺑﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﻛﺰﻭﺟﺔ .
ﻭﻫﻤﺴﺖ ﻣﺘﻮﺳﻠﺔ :
" ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ , ﺃﺭﺟﻮﻙ ."
ﻭﺗﺎﻫﺖ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻭﻳﻦ .
ﺃﻧﻄﻠﻘﺖ ﺷﺘﻴﻤﺔ ﻓﻈﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺘﻴﻪ .
" ﻛﻔﻲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ."!
ﻭﺳﺪّﺩ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﺩﻓﻌﺔ ﺃﺑﻌﺪﺗﻬﺎ ﻣﺘﺮﻧﺤﺔ .
" ﺃﻧﻚ ﺗﺠﻌﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺿﻌﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ ."
ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺯﻓﺮﺓ ﺣﺎﺭﺓ ﻭﺑﺬﻟﺖ ﺟﻬﺪﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻟﺘﺤﺒﺲ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ .
" ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ , ﻟﻤﺎﺫﺍ؟ ﻟﺴﺖ ﻻ ﻣﺒﺎﻟﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻳﻬﺎﻣﻲ , ﺑﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻚ ﻧﺤﻘﻖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﻧﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ﻗﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ."
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﻀﺒﻪ ﻣﻨﺼﺒﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ :
" ﺃﻗﺮ ﺑﻜﻮﻧﻚ ﻓﺎﺗﻨﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎﺭﺳﻴﻦ , ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺼﻴﺎﺩ ﻳﺠﺘﺎﺯ ﻳﻨﺒﻮﻋﺎ ﺑﺎﺭﺩﺍ ﻓﻲ ﻗﻴﻆ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ , ﻭﻗﺪ ﺃﻏﻮﺹ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻭﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﺃﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻣﺎ ﻳﻜﺒﺢ ﻣﺸﺎﻋﺮﻱ , ﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺃﻻ ﻷﻣﺮﺃﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻟﻬﺎ ﺍﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﻟﺪﻱ , ﺃﻣﺎ ﻣﻌﻚ ﻓﺄﺧﺸﻰ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻃﺮﻳﺪﺗﻚ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺻﻒ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ

اللمسات الحالمة... ..مرغريت روم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن