-3 ﺣﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﻗﻠﺒﻴﻦ

156 6 0
                                    

ﻧﺎﺩﺭﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻷﻓﻄﺎﺭ , ﻭﻟﺬﺍ ﺑﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺁﻫﺎ ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻟﻪ , ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺴﻬﺮ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ ﺑﺄﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺗﻌﺐ ﻃﻔﻴﻒ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ , ﺯﺍﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﻟﺖ ﺑﺒﺼﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻬﺎﺩﻯﺀ , ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻬﻞ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻣﺔ .
ﺗﺄﻛﺪ ﻟﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺤﻴﺘﻪ :
" ﻃﺎﺏ ﺻﺒﺎﺣﻚ , ﻫﻞ ﺃﻣﻀﻴﺖ ﺳﻬﺮﺓ ﻣﻤﺘﻌﺔ؟ ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻒ ﻟﻌﻮﺩﺗﻲ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ ﺃﺫ ﺣﺪﺙ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﻧﻲ ."
ﺃﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺃﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ , ﺳﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ , ﺃﺫﺍ ﺟﺎﺯ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ , ﻫﻲ ﺣﺒﻪ ﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﺣﺘﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻔﺠﺮ , ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻀﻴﺮ , ﺃﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺄﺑﻰ ﺍﻷﻗﺮﺍﺭ ﺑﺬﻟﻚ .
" ﻻ ﺑﺄﺱ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ , ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ."
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﺎﺷﺮ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻃﻠﻖ ﺿﺤﻜﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﻗﺎﺋﻼ :
" ﻻ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺃﺑﻨﺔ ﺃﺑﻴﻚ ﺃﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻬﺰﻱ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻴﺄﺗﻬﺎ ﻟﻚ , ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳﻌﺠﺒﻚ , ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ؟ ."
ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺿﺎﺣﻜﺎ ﻭﺭﺍﺡ ﻳﺪﻫﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﺧﺒﺮ ﺑﺎﻟﺰﺑﺪﺓ ﻭﺃﺿﺎﻑ :
" ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺘﻴﺎﺭﻙ , ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻑ ﻷﻭﻓﺮ ﻟﻪ ﺻﻔﻘﺔ ﺟﻴﺪﺓ , ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ , ﺃﺗﺮﻙ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻳﺎﺕ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺘﺪﺭﻳﻦ , ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻗﺒﻠﺖ ﺑﺎﻟﺨﺴﺎﺭﺓ , ﻟﻴﺲ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻌﻄﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺳّﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺷﺮﻛﺎﺋﻪ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﺴﻌﺮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ , ﺑﻞ ﻟﺜﻘﺘﻲ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺳﻴﻀﻄﺮ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺃﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺗﻲ , ﻭﺍﻵﻥ , ﺃﺧﺒﺮﻳﻨﻲ , ﻫﻞ ﻧﺠﺤﺖ ﺧﻄﺘﻲ؟ ."
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻀﻢ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﺨﺒﺰ :
" ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻭﺩ ﻣﺤﺎﺩﺛﺘﻚ ﻓﻴﻪ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ."
ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﺗﺪﺍﻋﺐ ﻣﻨﺪﻳﻠﻬﺎ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ , ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻟﺪﻯ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ , ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻷﺑﺘﺪﺍﺀ ﺑﺎﻟﺸﺮﺡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻮﻃﻌﺖ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺮﻧﻴﻦ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﺒﺎﺏ , ﻭﺗﺮﺩﺩﺕ , ﻏﻴﺮ ﺭﺍﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻛﻞ ﺃﻧﺘﺒﺎﻫﻪ .
ﺃﻧﺘﻈﺮﺍ ﺑﺼﻤﺖ ﺃﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ , ﺛﻢ ﻧﻈﺮﺍ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﺁﺩﻡ ﻓﻮﻛﺲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﺨﻄﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺗﺤﺪﻭﻩ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺮﺍﻉ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ .
" ﺁﺩﻡ ! ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻨﻚ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻧﺎﺋﻤﺎ ."!
" ﻛﻼ , ﺃﻛﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﻗﺪ ﺃﻧﺠﺰﺕ ﻧﺼﻒ ﺃﻋﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ , ﺫﻫﺒﺖ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﻟﻸﺳﺘﻔﺴﺎﺭ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭﺍﺕ , ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻄﺎﺭ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻨﺎﺳﺒﻨﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ."
ﺟﻮﻙ , ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﻃﺒﺎﻉ ﺃﺑﻨﺘﻪ ﺟﻴﺪﺍ ﻧﻈﺮ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﻭﺗﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺃﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﻰﺀ ﺑﻤﺤﺘﻮﻳﺎﺕ ﺻﺤﻨﻬﺎ , ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺎﺷﻰ ﻧﻈﺮﺓ ﺃﺣﺪ , ﻭﻻﺣﻆ ﺃﻥ ﺁﺩﻡ ﻟﻢ ﻳﺮﻣﻘﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ , ﻭﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺗﺘﻌﺪّﻯ ﻛﻞ ﺗﻬﺬﻳﺐ , ﻭﻟﻤﺎ ﺷﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻓﻴﻪ ﺗﺄﺑﻂ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻭﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ , ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ , ﻳﺴﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮﻭﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺒﻄﻨﻮﻥ .
" ﺳﺄﺭﺍﻙ ﻗﺒﻞ ﺭﺣﻴﻠﻚ ."
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺳﺎﺧﻄﺎ ﻟﺴﻮﺀ ﺃﺳﺘﻐﻼﻝ ﺗﺠﺎﻫﻠﻪ , ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺑﺢ ﺁﺩﻡ ﻭﺗﻤﻲ ﻭﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﺧﺬﺍ ﻳﺘﺒﺎﺩﻻﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ , ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﺮﻭﺩ , ﻭﺗﺎﻣﻲ ﻳﺄﻛﻠﻬﺎ ﺍﻷﺭﺗﺒﺎﻙ ﻭﺍﻷﺣﺮﺍﺝ .
" ﻫﻞ ﻳﻌﻠﻢ؟ ."
ﻭﺗﺤﺮﻛﺖ ﻋﻀﻠﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺁﺩﻡ :
" ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎﺫﺍ؟ ."
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ .
ﺻﺮﺧﺔ ﻏﻀﺐ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺃﻛﺪﺕ ﻟﺘﺎﻣﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺸﺎﻩ .
" ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻌﺮﻑ ."
ﻗﺎﻟﺖ ﻫﺎﻣﺴﺔ ﻭﺃﻋﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﺎﺑﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻬﺎ .
ﺑﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺁﺩﻡ ﺩﻫﺸﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﻤﺠﺎﺑﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻬﺎ .
ﺑﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺁﺩﻡ ﺩﻫﺸﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﻀﺤﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻧﺪﻓﻊ ﺟﻮﻙ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ ﻏﺎﺿﺒﺎ ﻭﻣﻠّﻮﺣﺎ ﺑﺎﻟﺼﺤﻴﻔﺔ , ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺠﺮ ﺿﺎﺣﻜﺔ .
" ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ؟ ."
ﻭﻟﻮّﺡ ﺟﻮﻙ ﺑﺎﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻲ ﺁﺩﻡ :
" ﺃﺭﻳﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍ ........ ﺃﺭﻳﺪ ﺗﺒﺮﻳﺮﺍ ﻣﻘﻨﻌﺎ ."
ﻛﺎﻥ ﺁﺩﻡ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﺮﺩ ﻭﺃﺫ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﺗﻘﻌﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﻤﺜﻞ ﺭﺟﻼ ﻭﻓﺘﺎﺓ ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ , ﻭﺗﺤﺖ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻻﺫﻋﺔ ﺗﻘﻮﻝ :
" ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ؟ ."
ﻭﺗﺤﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﺤﺮﻭﻑ ﺃﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﺳﺘﻴﻒ ﻛﻼﻣﺎ ﺣﺎﻓﻼ ﺑﺎﻟﺴﺨﺮﻳﺔ , ﺍﻟﺠﻤﻠﺘﺎﻥ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﻟﻤﺤﺘﻬﻤﺎ ﺗﺎﻣﻲ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻛﺘﻒ ﺁﺩﻡ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻛﺎﻓﻴﺘﻴﻦ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺃﻣﺘﻘﺎﻉ ﻟﻮﻧﻪ :
" ﺃﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺨﻤﻠﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ , ﺍﻵﻧﺴﺔ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﺗﻘﻊ ﺃﺳﻴﺮﺓ ﺷﺎﺏ ﻓﺎﺗﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ , ﻫﻞ ﺗﺼﺪﻗﻮﻥ ﺃﻥ ﻋﺬﺭﻫﻤﺎ ﻫﻮ ﻧﻔﺎﺩ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻣﻦ ﺯﻭﺭﻗﻬﻤﺎ ؟ ."
" ﺗﺒﺎ ﻟﻪ ."
ﻭﻋﺼﺮ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺑﻘﺒﻀﺘﻴﻪ ﺍﻟﻘﻮﻳﺘﻴﻦ :
" ﺳﻮﻑ ﺃﺩﻕ ﻋﻨﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ."!
ﺃﻃﻠﻖ ﺟﻮﻙ ﺯﻓﺮﺓ ﺣﺎﺭﺓ ﻭﻗﺎﻝ :
" ﻫﻼ ﺃﺑﺪﻳﺖ ﻟﻲ ﻋﺬﺭﺍ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺩﻕ ﻋﻨﻘﻚ؟ ."
ﺣﻤﻠﻖ ﺑﻪ ﺁﺩﻡ ﻭﻗﺎﻝ :
" ﺃﻧﻚ ﺣﺘﻤﺎ ﻻ ﺗﺼﺪﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺨﺎﻓﺎﺕ ."
ﺻﺮﺥ ﺟﻮﻙ ﻏﺎﺿﺒﺎ :
" ﻻ ﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﺻﺪﻗﺖ ﺃﻭ ﻻ , ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻮ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻨﺎ ﺳﻴﺼﺪﻗﻮﻥ ﺫﻟﻚ ؟ ﺃﻟﺤﻘﺖ ﻟﻌﺎﺭ ﺑﺄﺑﻨﺘﻲ ﻭﻟﻮﺛﺖ ﺳﻤﻌﺘﻲ ﻭﺳﻨﻜﻮﻥ ﻣﺤﻮﺭ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﻟﻨﺪﻥ , ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﺗﻨﻮﻱ ﻣﻠﻪ ﺣﻴﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺃﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ , ﻭﺃﻧﺪﻓﻌﺖ ﺗﺒﺪﻱ ﺍﻷﻳﻀﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﺟﻞ ﻣﺮﺗﻴﻦ :
" ﺣﻘﺎ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ , ﻻ ﻟﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺁﺩﻡ , ﺑﻞ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻋﻠﻲّ , ﺃﻧﺎ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺭﻕ ﻭﻟﻢ ﺃﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻔﻨﺎ ﻟﺒﻀﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺃﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﻄﺮﺗﻨﺎ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻃﻰﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ , ﻭﻗﺪ ﺃﻣﻀﻰ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺰﻭﺭﻕ ﻭﻧﻤﺖ ﺃﻧﺎ ﺗﺤﺖ ."
ﻟﻢ ﻳﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﻙ ﺃﻱ ﻟﻴﻦ ﻭﺯﺃﺭ ﺻﺎﺭﺧﺎ :
" ﺃﻧﺎ ﺃﺻﺪﻗﻚ , ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﺼﺪﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﻟﻚ؟ ."
ﻭﺗﺪﺧّﻞ ﺁﺩﻡ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺗﻔﻴﺾ ﺃﺣﺘﻘﺎﺭﺍ :
" ﻭﻫﻞ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ؟ ."
" ﺃﻧﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﺑﺎﻟﻲ ."
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺟﻮﻙ ﺣﺎﻧﻘﺎ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻟﺔ ﺗﺠﺪ ﻣﻨﺎﻋﺔ ﺿﺪ ﺍﻷﻟﺴﻦ ﺍﻟﺜﺮﺛﺎﺭﺓ , ﺃﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻨﻌﺎﻳﺸﻬﻢ ﻳﻮﻣﻴﺎ , ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻧﺴﻴﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ , ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻃﻮﻥ ﻭﺗﺎﻣﻲ ﻫﺪﻓﺎ ﻟﻸﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻼﺫﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻧﻲ , ﺃﻟﺤﻘﺖ ﺍﻟﻌﺎﺭ ﺑﺄﺑﻨﺘﻲ , ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻞ ﻛﻬﺬﺍ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻜﻢ ."
ﺃﻋﺮﺑﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺗﺼﺪﻳﻘﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ :
" ﻛﻢ ﻫﺬﺍ ﺳﺨﻴﻒ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ."
ﺃﺳﺘﺪﺍﺭ ﺟﻮﻙ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﻏﻀﺒﺎ ﻭﺃﻣﺮﻫﺎ ﻗﺎﺋﻼ :
" ﺃﺫﻫﺒﻲ ﺃﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻚ , ﻟﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ."
ﺃﻟﻘﺖ ﺗﺎﻣﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ , ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺭﺃﺗﻪ ﻳﺼﺐّ ﻏﻀﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ , ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺮﺓ ﻫﺪﻓﺎ ﻟﻪ , ﺷﺪّﺓ ﻏﻀﺒﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﻴﻔﺔ , ﻭﻻﺣﻈﺖ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﺗﺒﺮﺯ ﻓﻲ ﺻﺪﻏﻴﻪ ﻭﺗﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺠﺮ , ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻭﺃﺣﺘﻘﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﻠﻮﻥ ﺩﺍﻛﻦ ﻣﺨﻴﻒ .
ﺗﻮﺳﻠﺖ ﺃﻟﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﻋﺘﺮﺗﻬﺎ ﺭﻫﺒﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ :
" ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻬﺪﺃ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ."!
ﻧﺒﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ ﻟﻢ ﺗﺰﺩﻩ ﺃﻻ ﺃﻧﻔﻌﺎﻻ , ﻭﺑﻐﻀﺐ ﻫﺎﺋﻞ ﻟﻮﺡ ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻪ ﺑﺄﺗﺠﺎﻩ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻣﺼﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻷﻣﺮﻩ , ﻭﻗﻔﺖ ﻣﺘﺮﺩﺩﺓ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺃﻟﻰ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻣﺄ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻓﺄﺫﻋﻨﺖ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﻣﺘﻤﻬﻠﺔ ﺃﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ .
ﺟﻠﺴﺖ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻟﻤﺪﺓ ﺭﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﺼﻐﻲ ﺃﻟﻰ ﺳﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﻐﺎﺿﺐ ﻭﺃﻟﻰ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ , ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ , ﻣﺰﻳﻼ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ﺍﻟﺤﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﻗﺪ ﺃﺗﻴﺢ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﺼﺮﻓﻬﺎ ﺍﻷﺭﻋﻦ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺘﺄﻧﻴﺐ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ , ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﺴﺒﺐ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻟﻮﺍﻟﺪﻫﺎ , ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ , ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪ ﺳﻮﺍﻩ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻊ ﻛﺮﺍﻫﻴﺘﻪ , ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺎﻣﻲ ﺃﻟﻰ ﺣﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭﻣﺆﺍﺳﺎﺗﻬﺎ , ﺩﻟﻠﻬﺎ ﺟﻮﻙ ﺃﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺸﻴﻨﺔ ﺿﺎﺭﺑﺎ ﺑﺘﺤﺬﻳﺮﺍﺕ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ , ﻣﺪّﻋﻴﺎ ﺃﻥ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺃﺑﻨﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﻮﺟﺔ ﺳﻴﺼﻠﺤﻬﺎ ﺍﻷﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺛﺘﻪ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺳﻴﺪﺓ ﻓﺎﺿﻠﺔ ﻣﻦ ﻳﻮﺭﻛﺸﺎﻳﺮ ﺃﻋﺘﻤﺪ ﺟﻮﻙ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻠﻴﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ .
ﻣﻮﻟﺪ ﺗﺎﻣﻲ ﻭﺿﻊ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﻟﺰﻭﺍﺝ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ , ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺗﻮﺳﻼﻫﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ , ﻭﺗﺴﺒﺒﺖ ﺑﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ .
ﺃﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺗﺎﻣﻲ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﻫﻲ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﻔﺎﺋﻀﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻘﻴﺘﻬﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ , ﻭﺗﻠﻄﻴﻔﺎ ﻟﻌﺬﺍﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺧﺴﺎﺭﺗﻪ , ﺻﺐّ ﺟﻮﻙ ﻛﻞ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭﺃﻧﻬﺎﻟﺖ ﺛﻤﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻘﻬﺎ , ﻛﻴﻒ ﺭﺩّﺕ ﺃﻟﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ؟ ﺑﻌﻤﻞ ﻃﺎﺋﺶ ﻭﺍﺣﺪ ﺧﺎﻧﺖ ﺛﻘﺘﻪ ﻭﺯﻋﺰﻋﺖ ﺃﻳﻤﺎﻧﻪ ﻭﺃﺳﻜﺘﺖ ﺃﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ﻣﺒﺎﻫﺎﺗﻪ ﺑﺄﻥ ﺗﺎﻣﻲ ﻟﻢ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻪ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﻭﻻﺩﺗﻬﺎ .
ﻗﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺻﻮﺕ ﺁﻣﺮ ﺃﻧﺘﺸﻼﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﺍﻗﺎﺗﻤﺔ :
" ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺟﻲ ﻳﺎ ﺁﻧﺴﺔ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ , ﻳﺮﻏﺐ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﺃﻟﻴﻚ ."
ﻃﺎﺭ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺃﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻨﺪﺍﺀ ﺁﺩﻡ ﻭﺃﺳﺮﻋﺖ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺗﻔﺘﺤﻪ , ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ ﺑﻘﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﺪﻳﺪﺓ ﻭﺷﻔﺘﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﻣﻮﻣﺘﻴﻦ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺃﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻳﺠﻠﺲ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻳﺮﺷﻒ ﺍﻟﻤﺮﻃﺒﺎﺕ .
" ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺑﺨﻴﺮ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ؟ ."
ﻭﺟﺮﺕ ﻟﺘﺠﺜﻮ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻭﺗﺮﻯ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺋﻔﺘﻴﻦ ﺍﻷﻣﺘﻘﺎﻉ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺘﻨﻒ ﻣﺤﻴﺎﻩ .
ﺃﺑﺘﺴﻢ ﺟﺎﻫﺪﺍ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ ﺭﻧﺔ ﻳﺸﻮﺑﻬﺎ ﺍﻷﻣﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﺁﺩﻡ ﻗﺎﺋﻼ :
" ﺷﺮﺡ ﻟﻲ ﺁﺩﻡ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ , ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻋﺘﺬﺭ ﻟﻜﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﺪﺭ ﻣﻨﻲ ."
" ﺁﺩﻡ ﺷﺮﺡ ﺍﻷﻣﺮ؟ ."
ﺭﺩّﺩﺗﻬﺎ ﺑﺤﺬﺭ ﻭﺃﻟﺘﻔﺘﺖ ﺃﻟﻴﻪ ﺗﺴﺘﻘﺮﻯﺀ ﻣﺤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺮﺻﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺩﻯﺀ .
" ﻻ ﺃﻓﻬﻢ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻭﺟﺪﺗﻤﺎ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺃﻃﻼﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮﻛﻤﺎ .".........
ﻗﺎﻝ ﺟﻮﻙ ﻣﺘﺬﻣﺮﺍ :
" ﻗﺪ ﻳﻬﺰﺃ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ , ﺃﺧﺒﺮﺗﻚ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻋﻦ ﻟﻘﺎﺋﻲ ﺑﻮﺍﻟﺪﺗﻚ , ﺣﻴﻦ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﻳﺪﻫﺎ ﺯﻭﺟﺔ ﻟﻲ ."
ﻭﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻳﺮﺑﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺗﺎﻣﻲ :
" ﺃﺟﻞ , ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺃﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﺗﺘﺤﻜّﻢ ﺑﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻭﺗﻄﺮﺩ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﻃﺮ , ﺃﺫﻛﺮ ﻟﻘﺎﺀﻧﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﺟﻴﺪﺍ , ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻔﻠﺔ ﻭﺗﻄﻮّﻋﺖ ﺃﻥ ﺃﺣﻤﻞ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺜﻠﺠﺎﺕ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﻯ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ , ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺟﻌﺖ ﺃﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻳﻠﺠﻢ ﻟﺴﺎﻧﻲ , ﺃﻟﺘﻘﺖ ﻋﻴﻮﻧﻨﺎ ﻭﻭﻗﻔﻨﺎ ﺻﺎﻣﺘﻴﻦ ﻳﺴﺒﺮ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﻏﻮﺭ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺭﺗﻄﻢ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺬﺭﺍﻋﻲ ﻓﺄﻧﺴﻜﺒﺖ ﺍﻟﻤﺜﻠﺠﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺛﻮﺑﻬﺎ .
ﺃﻟﻢ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻋﻘﺪ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﺑﺪﺍ ﻟﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﻴﺦ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺋﻔﺘﺘﻴﻦ , ﺛﻢ ﻧﻔﺾ ﻋﻨﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﻟﻴﻤﺔ ﻭﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺣﻴﻮﻳﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﻬﻮﺩﺓ ﺧﺎﻃﺐ ﺁﺩﻡ :
" ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﺍﻵﻥ ﻷﻋﻤﻞ ﺑﻨﺼﻴﺤﺘﻚ , ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ , ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺄﻧﺎﻡ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﺃﺗﺮﻛﻚ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﻟﺘﻨﺘﻬﺰ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﺤﻴﻦ , ﻻ ﺃﺷﻚ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺭﺩّﻫﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﺗﺎﻣﻲ ﺃﻟﻰ ﺁﺩﻡ ﻭﻫﻲ ﺗﻜﺎﺩ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻟﻠﻐﺮﻓﺔ , ﻛﺎﻥ ﺁﺩﻡ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﺭﻳﺞ ﻳﻔﻮﺡ ﻣﻦ ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﻭﺝ ﺍﻟﺸﺎﺳﻌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ , ﺑﺪﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﻔﺺ ﺃﻭ ﻛﺜﻌﻠﺐ ﺗﺤﺎﺻﺮﻩ ﻛﻼﺏ ﺍﻟﺼﻴﺪ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ ﺃﻧﻜﻤﺸﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻮﺑﻬﺎ ﻛﺴﻬﻢ ﺃﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺧﻴﻄﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺃﺳﺘﻤﺎﻟﺘﻪ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ .
" ﻻ ﺑﺪّ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ."
ﺃﻧﻄﻠﻘﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻨﺴﻠﺦ ﻋﻦ ﺣﻨﺠﺮﺗﻪ ﻗﺴﺮﺍ .
ﻫﺰﺗﻬﺎ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ :
" ﺃﺣﻘﺎ؟ ."
ﻫﻤﺴﺖ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻷﻣﻌﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺳﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻀﺎﺭﺑﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﺭﺕ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﻤﺸﺤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻀﻐﻴﻨﺔ , ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺃﺳﺘﺮﻋﺖ ﺃﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ , ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺳﻴﺤﻘّﻖ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻟﺪﻯ ﺃﺩﻧﻰ ﺃﺷﺎﺭﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻓﻘﺪﻫﺎ ﻣﺘﻌﺔ ﺍﻷﻣﺘﻼﻙ , ﺃﺫ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﺘﻬﻮﻳﻪ ﺷﻲﺀ , ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻷﺛﻤﻦ ﺍﻟﻤﺎﺳﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻓﺨﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺀ ﺃﻳﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻧﺰﻭﺓ ﻋﺎﺑﺮﺓ ..... ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ , ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﻦ ﺃﻟﻰ ﺁﺩﻡ ﺣﻨﻴﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻌﻄﺸﻰ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ , ﺣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﺎﺕ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ , ﺣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﺋﻊ ﺃﻟﻰ ﻛﺴﺮﺓ ﺍﻟﺨﺒﺰ , ﺗﺤﻦ ﺃﻟﻴﻪ ﺣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﺃﻟﻰ ﺃﻣﻪ ﻭﺣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ , ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺗﻌﺪﺍﻧﻪ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎﺀ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﺃﻧﻘﺾ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻷﺟﺶ ﻋﻠﻰ ﺁﻣﺎﻟﻬﺎ ﻛﺎﻟﺴﻮﻁ ﻣﺨﻠﻔﺎ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺃﺛﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺪﻣﻞ :
" ﺗﺪﺭﻛﻴﻦ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻷﺭﺍﺣﺔ ﺑﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻙ , ﻻ ﺃﻇﻨﻚ ﺗﺒﺎﻟﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ , ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺷﻬﺎﻣﺘﻲ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻚ ﺗﺴﻠﻴﺔ ﻛﺒﺮﻯ , ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻷﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﺗﺒﻠﻎ ﺟﺒﺎﻝ ﻛﻤﺒﺮﻳﺎ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﻌﺔ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ , ﻣﻨﺬ ﻋﺼﻮﺭ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺃﺳﻢ ﻓﻮﻛﺲ ﺭﺩﻳﻒ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻯﺀ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ , ﻭﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺌﻴﻦ ﺃﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻢ , ﻓﻜّﺮﻱ ﺑﺼﺎﻟﺢ ﺳﻮﺍﻙ ﻭﻟﻮ ﻟﻤﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻨﻔﺴﻚ , ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﻓﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺪﻳﻨﻴﻦ ﻟﻮﺍﻟﺪﻙ ﺑﺬﻟﻚ ."
ﻭﺃﺑﺪﺕ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ :
" ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﺤﺒﻨﻲ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ."
ﻓﻘﺎﻃﻌﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﺣﻤﺔ :
" ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ , ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﺤﺴﺐ , ﺑﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﺷﺨﺼﻴﺘﺎﻧﺎ ﻭﺃﺧﻼﻗﻨﺎ ﻭﻣﺮﻛﺰﻧﺎ ﺍﻷﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺣﺘﻰ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻛﻠﻴﺎ , ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻶﺧﺮ ."
ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺠﺎﺩﻟﻪ ﺑﻬﻨﺎﺩ :
" ﻭﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺷﺨﺼﺎﻥ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﻭﻣﻀﺔ ﺑﺮﻳﻖ ﺳﺘﺸﻌﻞ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺤﺐ ."
ﺃﺯﻋﺠﻪ ﺃﺻﺮﺍﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺩﻳﺪ ﺍﻟﻨﻐﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﺟﻪ .
" ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺐ , ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻨﺰﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻤﻨﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺘﻤﺎﺀ ﺃﻟﻰ ﺃﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﻭ ﺃﻣﺘﻼﻛﻪ , ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺑﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺤﺐ؟ ."
ﻗﺎﻟﺖ ﻭﺍﻟﻐﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻬﺎ :
" ﺳﺘﺪﺭﻙ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺬﻭﻕ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﺤﺐ , ﻭﺗﺮﺗﻌﺶ ﻟﺪﻯ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ , ﻭﺗﺘﺄﺛﺮ ﻟﺪﻯ ﺳﻤﺎﻉ ﺻﻮﺕ ﻣﻌﻴﻦ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻗﻒ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ ."
ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻭﺑﺎﺩﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ :
" ﺩﻋﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺨﺎﻓﺎﺕ , ﺛﻤﺔ ﻗﺎﺳﻢ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻷﻋﺘﺒﺎﺭ ﺁﺭﺍﺀﻙ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ , ﻻ ﺗﺴﺘﺎﺋﻲ ﺃﺫﺍ ﺫﻛﺮﺗﻚ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺣﻜﻤﺎ ﺑﺎﻷﺳﺘﻌﺒﺎﺩ , ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ , ﻧﻠﻤﺢ ﻟﻮﺍﻟﺪﻙ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﺎﻕ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻧﻔﺼﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺻﺪﻣﺔ ﻟﻪ ."
ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﺍﻟﺴﻘﻴﻢ ﺃﺛﺎﺭ ﺃﺷﻤﺌﺰﺍﺯﻫﺎ , ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺨﻮﻥ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺒﺐ .
" ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻌﺮﺿﻚ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ , ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻻ ﺗﺮﻭﻗﻨﻲ ."
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﺪﻓﻊ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ .
ﻭﻣﺎﻥ ﺃﻥ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻘﺒﻀﺔ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻜﺘﻔﻬﺎ ﻭﺗﻤﺰﻕ ﺑﺸﺮﺗﻬﺎ , ﺃﺩﺍﺭﻫﺎ ﺁﺩﻡ ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻭﻭﻗﻒ ﻣﻜﺘﻮﻑ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﻳﺮﻣﻘﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺛﺎﺑﺘﺔ .
" ﺳﺘﺼﺒﺤﻴﻦ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻃﻮﻋﺎ ﺃﻭ ﻗﺴﺮﺍ , ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺎﺭﻱ , ﺃﻣﺎ ﺃﺫﺍ ﻗﺮﺭﺕ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻲ ﻓﺘﺬﻛﺮﻱ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻦ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻓﻮﻛﺲ ﻳﺄﺧﺬ ﺃﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﻋﻨﻮﺓ ."
ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻮﻕ ﺃﺣﺘﻤﺎﻝ ﺗﺎﻣﻲ .
" ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻛﻢ ﺃﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ , ﺃﻧﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺼﻌﺐ , ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﻠﻜﻨﻲ ﺳﻴﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺸﺮﻭﻃﻲ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻲ ﻻ ﻟﺸﺮﻭﻃﻪ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻻﺣﺖ ﻭﻣﻀﺔ ﺣﺎﺋﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ :
" ﺗﺸﺘﻬﺮ ﻧﺴﺎﺀ ﺁﻝ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﺑﺤﺪﺗﻬﻦ , ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﺛﺒﺖ ﻛﻮﻧﻬﻦ ﺳﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻘﺒﻀﺔ ﺍﻟﻔﻮﻻﺫﻳﺔ ."
ﺃﺛﺎﺭ ﻓﻀﻮﻟﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ :
" ﻫﻞ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ؟ ."
" ﺑﻞ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺃﺳﻄﻮﺭﻱ ﺗﻜﺮﺭﺕ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ , ﻛﻼﻧﺎ ﻳﻨﺤﺪﺭ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻴﻦ ﺣﺪﻭﺩﻳﺘﻴﻦ ﺧﺎﺿﺘﺎ ﻭﻟﻤﺪﻯ ﺃﺟﻴﺎﻝ , ﺃﻃﻮﻝ ﻗﺘﺎﻝ ﻭﺃﺷﺪﻩ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻏﺰﺍﺓ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ , ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻷﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﺗﻼﻧﺪﻳﺔ ﺗﻘﺘﺘﻞ ﺑﺄﺳﺘﻤﺮﺍﺭ , ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻠﻢ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺗﺴﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻠﺼﻮﺻﻴﺔ ﻭﺍﻷﺑﺘﺰﺍﺯ ﻭﺍﻟﻐﺰﻭ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ ﻭﺍﻟﺨﻄﻒ , ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﺳﻠﻮﺑﺎ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ , ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺃﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺣﺪﻭﺩﻳﺔ , ﺛﻼﺙ ﺳﻜﻮﺗﻼﻧﺪﻳﺔ , ﻭﺛﻼﺙ ﺃﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻮﺳﻊ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺟﺎﻧﺒﻴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﻮﻫﻤﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﻴﺮ ﺃﻋﺰﻝ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺑﻤﺄﻣﻦ , ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺗﻘﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺑﺎﻟﻤﺰﺍﻟﻴﺞ ﻭﺗﻘﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻠﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻟﺴﺮﻗﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ ﻭﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ﻭﺳﺒﻲ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ﺃﺫﺍ ﺳﻨﺤﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ."
ﺷﺠﻌﺘﻪ ﺗﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺘﺮﺳﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻫﻲ ﺣﺎﺋﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻋﺠﺎﺏ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ .
" ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻋﺎﺋﻠﺘﻴﻨﺎ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻦ ؟ ."
" ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ , ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﺃﻗﻮﻯ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺳﻜﻮﺗﻠﻨﺪﺍ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ , ﻟﺼﻮﺹ ﺃﻭﻏﺎﺩ ﻳﺪﻧﺴﻮﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻄﺎﻟﻪ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ , ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻟﻄﺨﺔ ﻋﺎﺭ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ , ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺃﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻷﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ , ﻭﻳﺸﺘﻬﺮ ﺃﺳﻼﻓﻲ ﻓﻲ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﻛﻤﺒﺮﻳﺎ ﺑﺴﺠﻠﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﻓﻞ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﺎﺝ ﻛﺠﻨﻮﺩ ﻋﺎﺩﻳﻴﻦ ﻭﻛﻀﺒﺎﻁ ﺣﺪﻭﺩ , ﻭﺃﻗﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﺮﺕ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻐﻠﻮﻥ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ ﻟﻠﺘﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﻭﺍﺗﻬﻢ , ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺅﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﺟﻴﺮﺍﻧﻬﻢ ﺁﻝ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ."
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺄﻣﺘﻌﺎﺽ :
" ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ , ﺃﺫ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﻳﻨﺤﻂ ﺷﺨﺺ ﻣﺜﻠﻚ ﺃﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ."
ﺁﻟﻤﻬﺎ ﺗﻘﺒﻠﻪ ﻟﻜﻼﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺍﻫﻨﻪ , ﺃﻣﺎ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍ ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﻭﻋﻲ ﻣﻨﻪ , ﻣﺘﺠﺎﻫﻼ ﺗﻬﻜﻤﻬﺎ , ﻭﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺪﺭﺱ ﺍﻟﺴﻠﻴﻞ ﺍﻟﻐﺎﻣﺾ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﺃﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺔ , ﻓﻆ , ﻣﺘﺤﻔﻆ , ﻳﺤﺘﻘﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻨﺤﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﻗﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺣﺎﻓﻈﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺮﺣﺎ ﻟﻠﻐﺰﻭ ﺓﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ , ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﺍﻟﻬﺰﻳﻠﺔ ﻭﺭﺛﻬﺎ ﻋﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺃﺷﺪﺍﺀ ﻟﻬﻢ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻷﺳﻮﺩ , ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﺳﻼﺣﻬﻢ ﺑﻤﻬﺎﺭﺓ ﻓﺎﺋﻘﺔ ..... ﻫﺎﻟﺔ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺠﺮﻑ ﻭﺑﺄﻧﻔﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﺑﻔﻤﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﺃﻷﺑﺘﺴﺎﻡ , ﻭﺃﻫﺪﺍﺏ ﻛﺜﺔ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺗﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﻴﻬﺘﻴﻦ ﺑﻌﻴﻨﻲ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻣﻘﺪﺍﻡ , ﻋﺪﻭ ﻋﻨﻴﺪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺧﺼﻤﻪ , ﻋﻴﻨﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻓﻮﻛﺲ ﺗﺰﻧﺎﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﺘﺎﺓ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ .
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻛﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ , ﺃﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﺿﺪ ﺃﺭﺍﺩﺗﻪ , ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻬﺎ ﺿﺪ ﺭﻓﻀﻪ , ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺣﺸﺔ ﺗﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻪ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ , ﻗﺪ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﺑﻌﺪ ﺃﺟﻴﺎﻝ , ﺁﻝ ﻓﻮﻛﺶ ﺿﺪ ﺁﻝ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ , ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺑﺎﻟﺠﺮﺡ , ﺳﻠﺐ ﺍﻷﺭﺍﺩﺍﺕ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺧﺬ ﺃﻭ ﻋﻄﺎﺀ .
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﻬﺎﻝ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮ .
ﺛﻤﺔ ﺷﻚ ﺭﺍﺡ ﻳﺰﻋﺠﻬﺎ :
ﻝ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ؟ ﻫﻞ ﺗﻤﻠﻚ ﻋﺰﻳﻤﺔ ﻭﻳﺄﺱ ﺃﺳﻼﻓﻬﺎ؟

اللمسات الحالمة... ..مرغريت روم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن