وأضاءت عينا الفتاة الخضراوان واللتان تشعان حيوية وهما تستقران على وجه اندي وأخذت كارا تراقبها هي واندي وتفكر أنها لم تصادف إطلاقا من قبل مثل هذا الاختلاف الشاسع بين اثنين من الجنس نفسه والتقارب في السن أيضا فحسبما رأت كانت إحداهما غير متكلفة إطلاقا بل طبيعية تماما وصريحة ,وعاطفية, فتاة منذ لحظة اللقاء بها تثير الحيرة للغاية وتشعرك أنها تواجه مأساة أو خسارة أو أية كارثة عاطفية أخرى, ومن ناحية أخرى فكرت كارا أن تايلور من نوع الفتيات اللواتي يسعين لاصطياد أحد ذوي الثراء , مليونير على الأقل وله لقب كبير لو أمكن, وخلال حساباتها وآرائها الخاصة أصبحت على اقتناع غريب بأن اندي تفوق الفتاة الأخرى في كل شيء, حتى في ملابسها مع أن ثياب اندي حسب كارا لا تعادل قيمتها عشر قيمة ثياب تايلور لكن ذوق ملابسها جذب أكبر عدد ممكن من ال رجال
- جعلت كل همي إيجاد وسائل أخرى للتسلية
كان هذا رد تايلور الحاد على سؤال أندي التي حدث أن التقت عيناها بعيني كارا ورأت على شفتيها تلك العبارة:
اراهن على أنك تفعلين ذلك يافتاتي !
وارتعشت شفتا اندي وهي تجاهد لتحتفظ بوجهها هادئا ثم قررت أن تغير الموضوع فقالت:
- ذلك الرجل , هل أخبرك بالفعل بأنه يمتلك صالة بنغو ؟
- بل تباهى بذلك وقال أنها أفضل عمل في العالم, المال السهل وكل شيء , وقال إنه سيفتح صالة أخرى عندما يعود إلى إنجلترا
- كل يختار صديقه الخاص
قال هاري هذه العبارة باستخفاف وقد انتقلت عيناه إلى الرجل الذي يدور الحديث حوله وتبادلت اندي و كارا النظرات وكلتاهما تفكران في الشيء نفسه : ما هي مهنة هاري ستايلز ؟
أسرت كارا الى أندي بعد ظهر اليوم التالي عندما قابلتها جالسة على كرسي فوق سطح السفينة ومعها كتابها:
- رأيي أن هاري ستايلز شخص هام جدا
وبعد أن أثارت اهتمامها وضعت اندي كتابها جانبا ونظرت بتساؤل إلى السيدة التي أصبحت صديقتها بسرعة ثم قالت:
- ما الذي تجعلك تقولين هذا؟
- أتذكرين قولي أنني سأجعل شغلي الشاغل أن أعرف ماذا يعمل لكسب عيشه , فبرغم إنه يغضب ولا يجيب كلما أثير السؤال
- أجل بالطبع
- سألت نايل بطريقة مباشرة
ولم تقل أندي شيئا واكتفت بالانتظار لتعرف ما سيعقب هذا وهزت كارا رأسها في اشمئزاز وهي تقول أن نايل متحفظ إلى أبعد الحدود:
- اولا قال أنه لا يعرف تماما, لكنني قلت له أن هذا سخف بما أن الرجلين صديقان, وحينئذ قال نايل أنه ليس في وضع يسمح له في بالإفصاح عن شيء بشأن هاري , لكنه قال إنه يعمل بإرهاق من سنوات عدة وقد حذره طبيبه إنه لو كان حريصا على صحته فليأخذ راحة طويلة كأن يشارك في رحلة بحرية وتوقفت كارا عن الكلام وقد ظهرت في ملامح وجهها الطيبة تقطيبة حادة ثم مضت تقول:
- هاري الذي نعرفه مرهق بالعمل, لكن كيف ولماذا ومتى ؟ وندي أنني لم أصب بخيبة أمل في حياتي كما أصبت من ذلك
واضطرت اندي الى الضحك ثم قالت :
- إنه أمر لا يهم حقا
إنه يحيرني, مثلك تماما لكنها
توقفت عن الكلام وقد بدت في شكل مضحك عندما سارعت بوضع يدها على شفتيها ثم هزت كتفيها علامة على الاستسلام وقالت :
- لتعلمي يا عزيزتي إنك أنت ايضا تحيرينني
- احقا احيرك ؟
هل تفشي سرها, لكن لن تحتمل إطلاقا أن تشفق عليها هذه السيدة وجاء الرد صريحا بدون تردد:
- أجل يا عزيزتي فأنت لست ثرية في بما يكفي للقيام برحلة كهذه أعني الثراء الذي يأتي بالطريق العادي أليس كذلك؟
- لا لست كذلك
- وبعد ؟
- بعت بعض الممتلكات لأشترك في هذه الرحلة
- بعت ؟
بدت السيدة كما لو صعقت وظلت لحظة لا تتكلم ثم غمغمت:
- فهمت إذا فأنت على سعة من العيش
فهزت اندي رأسها وقالت بلهجة النفي وبدأ صوتها يخرج بسهولة:
- ليس الأمر كذلك حقيقة , لكنني رأيت أن الممتلكات لن تفيدني مثل الأموال النقدية وهكذا قررت أن أبيع البيت وأقوم بأجازة طيبة بثمنه
-هذا شيء جيد لكي يا عزيزتي
وفكرت أندي وهي تراقب وجه السيدة الأخرى, حتى الآن تسير الأمور على خير ما يرام, لكن أعقب ذلك سؤالا غير متوقع على الإطلاق ويتطلب كل براعة ويندي للرد عليه
- هذا يفسر لماذا أنت هنا لكن الشيء الآخر الذي يحيرني ويقلقني , يا عزيزتي أرجو ألا تعتقدي أن هذا من قبيل الفضول
ودون أن تنتظر ردا على السؤال مضت تقول :
- أجل ,هناك شيئا يقلقني حول لماذا تخفين أحيانا سرا في عينيك, أجل إنهما تستغرقان في التفكير كما لو كانتا تنظران عبر طريق طويل تبحثان عن شيء هارب منهما
وقطعت اندي عليها كلامها قائلة :
- كم يبدو هذا غريبا إن خيالك يشطح بك يا كارا!
وأطلقت ضحكة رنانة قصدت أن تشيع روح الدعابة , لكنها أخفقت في تحقيق الهدف منها , رغم أن نبرتها كانت خادعة
وهزت كارا رأسها وردت:
- خيالي لا يشطح بي أبدا , وعلى كل فإنني لن أوجه إليك أية أسئلة أخرى, كل ما أريد أن أقوله هو إنه رغم مظهري العابث إلى حد ما فإن لي إذنا "موثوقة متعاطفة " ويمكن الركون إلي
قالت ذلك بصوت اكتسى بنبرة الجد والترفق, وكان مختلفا عن الصوت الذي اعتادت استخدامه في الجلوس الى المائدة ,والذي يتميز بوضوح النبرة
ونظرت إليها أندي ,في ورأت مدى جدية تعبيرها والإيماءة اللطيفة لرأسها كما لو كانت تريد تقديم إيضاح للعبارة التي قالتها للتو, وهي أنها يمكن أن تكون أهلا للثقة ولم تشك ويندي في ذلك لحظة واحدة واذ أدركت أنها في وقت لاحق قد تصبح في حاجة إلى أن تثق بشخص ما قالت بهدوء وبنبرة العرفان بالجميل :
- سأتذكر يا كارا اعدك بذلك
- حسنا , والآن لنعد إلى المسألة التي لا تمسنا شخصيا بل تتعلق بالسيد ستايلز والتي كنت أتحدث عنها عندما قاطعت نفسي لأتحدث عنك يا عزيزتي,
وأومأت اندي برأسها قالت :
- كنت تقولين أنك تظنين أنه شخصية هامة؟
- هذا صحيح , أعتقد فعلا إنه شخصية هامة
ولم ترد أندي بشيء , واكتفت بتوجيه نظرة تساؤل إليها, ومضت تقول:
- لا يمكن إلا لشخص هام أن يرهق نفسه بالعمل إلى درجة إن يتطلب منه الأمر القيام برحلة بحرية لمدة 3 أشهر أليس هذا منطقيا ؟
ولم تكن أندي ترى هذا الرأي , لكنها اكتفت بأن ردت قائلة:
- يبدو الأمرمعقولا
- كبار المديرين والأشخاص المرموقين يرهقون بالعمل ويصابون بانهيار عصبي
ولم يسع اندي ألا أن تهتف قائلة :
- لا أستطيع أن أتصور أن هاري يمكن أن يصاب بانهيار عصبي!
- ولا أنا , ومع ذلك فإن هذه العبارة قالها صديقه
وغمغمت اندي قبل أن ترفع عينيها لتنظر الى صديقتها:
- حقا انا أتعجب لماذا لم يذكر مهنته ؟
- انه كتوم بطبعه, ذلك نوعه بين الرجال
- والنوع الذي تخشين سؤاله
- بالتأكيد أنه شخصيا يمكنني عادة أن أواجه هذا النوع من التصرف لكن مع هاري ستايلز لن أجرؤ على المحاولة , خوفا من مواجهة التوبيخ
- وهذا ما ستلقينه بلا شك إنه حتى الآن لا يبدي إلا السخرية والتهكم والاستخفاف وأعني عندما تكون هناك مناسبة لذلك , لكنني أشك في أن صوته لن يتورع عن لذعة حادة لو وجهنا إليه أسئلة يستاء منها
- أنا وأثقه أنني أوافقك من الأعماق, إنه ليس من الرجال الذين يمكن للمرء أن يخطئ ويغضبهم
- بالنسبة إلى الظن الذي يساورك إنه رجل هام, أعتقد يمكن أن يكون أحد عمالقة الأعمال مثل كثيرين من الذين على ظهر السفينة
- يمكن أن يكون نجما سينمائيا , لو كان الأمر يتعلق بالمظهر والبنيان الجسماني , لكنه ليس كذلك, قطعا ليس كذلك لأنني كما ترين أعرف جميع نجوم السينما
- يمكن إن يكون قد قام بهذه الرحلة تحت اسم مستعار؟
اقترحت أندي ذلك وهي تذكر ما سمعت عفوا من حديث بين الرجلين
- ليس كذلك فإنني اعرفهم جميعا لو رأيتهم
-تعرفين ايضا جميع نجوم السينما من النساء؟
- معظمهن رغم أن هنأك واحدة أو اثنتين لا أهتم بهما كثيرا وعلى ذلك لأاشاهد أفلامهما ,وفيما عداهما دائما أذهب لمشاهدة الأفلام فأنا أعبدها
- هل تعرفين لينيز مافارو لو رأيتيها ؟
وأجابت هاري على هذا السؤال بالنفي, إذ إن لينيز مافارو من بين ممثلات السينما اللواتي لا تحبهن وأضافت ليس لأنها غير جميلة- كما أتذكر من الصور التي شاهدتها في المجلات والملصقات: وجه ساحر كالجنيهات وعينان واسعتان , ربما مثل عينيك تملك أعظم شعر أشقر بلاتيني, مثل شعرك, بشرة ناصعة وملامح جميلة, أجل إنها فتاة فاتنة يحلو النظر إليها لكن أخلاقياتها, حسنا , يعرف المرء أنها لا تهم كثيرا هذه الأيام لكن بالنسبة إلي فإن الفضائح القذرة تنال من صورة نجمة السينما وأجد نفسي عاجزة عن أن اذهب وارى أفلامها , لماذا سألت إذا كان بوسعي أن أتعرف عليها؟ ألقت السؤال الأخير فجأة عندما أدركت أنها ابتعدت كثيرا عن الخط الرئيسي لموضوع الحديث
- من المحتمل أن تكون فوق سطح هذه السفينة متنكرة وقد غيرت شخصيتها تماما- أنت واثقة؟ كيف عرفت؟
وأشارت اندي إلى الحديث الذي سمعته عفوا بين الرجلين في غرفة الملكة يوم إبحار سفينة, ومضت تقول :
- نايل هو الذي تعرف على النجمة, وقال إنه أكيد تماما من إنه عرفها ويروي أن لينيز مافارو تحب في الفترة الواقعة بين تصوير أفلامها -أن تخرج للتمتع بحياتها الخاصة, في رحلة بحرية حيث تقوم بدور الفتاة البريئة التي- كما جاء في نص الكلمات فريزر- لم يقبلها أحد على الإطلاق
- الأمر صعب التفسير ! أي نوع من الشخصيات تمتلك سيدة مثل هذه
- الواضح أنها شخصية غريبة ومع ذلك
وخفت صوت اندي بينما نظرت إليها كارا نظرة تساءل وهي تواصل كلامها :
- أشعر بالأسف لها يا كارا
وردت كارا بنبرة تتسم بالتفكير العميق قد ظهرت تقطيبة مفاجئة على وجهها:
- أجل , إنها لا تريد حقيقة أن تظل الدمية التافهة السعيدة دائما فيما يبدو
- لكن الصورة كبرت وأصبحت جزءا من جاذبيتها
- هذا صحيح هذا النوع من الشهرة يجتذب بعض الناس , وتكون النتيجة أنها تتمتع بشعبية هائلة, وعلى أية حال فإنها إذا لم تكن تريد أن تتخذ مظهر الفتاة المفتقرة الى الصلاح فلماذا تقحم نفسها أصلا في ذلك الطريق؟ إنني لا أطيق صبر عليها!
- استطيع أن افهم ذلك
- هل لديك اية فكرة ؟ من من الركاب هذه السيدة لينيز مافارو
قالت هاري ذلك بطريقة أوتوماتيكية وهي تتلفت حولها وهزت ويندي رأسها وردت:
- لا , على الإطلاق
- ينبغي أن أذهب وأتحرر ألأمر !
أعلنت كارا ذلك , واضطرت اندي إلى إطلاق ضحكة وقالت, وهي لا تزال تضحك :
- ستعرفين كل شيء عن كل إنسان تقريبا
- عندما يحين الوقت لنرسوا في سوثهامبتن سأكون قد عرفت
وعندما يحين الوقت لنرسوا في سوثهامبتن شعرت أندي بالدم يهرب من وجهها ولذا لم تندهش إطلاقا عندما سألتها رفيقتها إذا كانت تشعر بإعياء وغمغمت قائلة :
- إنني بخير , ذكرني هذا فقط بشئ ما
وردت اندي بسرعة , وقد اكتسى صوتها بنبرة من يريد حسم الموضوع
وهزت كارا كتفيها تعبيرا عن الامبالاة وعندما همت بأن تتحدث مرة أخرى وصل ليام ودس ذراعيه في ذراعها, ووقف بضع دقائق يثرثر مع اندي ثم خبط على المنضدة قائلا أنه ينوي أن يتمشى مع كارل 3 مرات حول أطراف السفينة ثم اصطحبها وابتعد ....

أنت تقرأ
A Heart In The Ocean | H.S |
Фанфикكانت أندي مايك فتة جميلة مرحة و ثرية او هكذا رأها ركاب الباخرة أيملي في رحلتهم الطويلة عبر المحيط الا ان قلبا أخر يخفق في صدرها قلب لا يتخيله أولئك الركاب السعداء الذين يبحثون عن مغامرات بين أمواج المحيط الهائلة كان يصطخب بسر رهيب أقسمت ألا تبوح ب...