وعند باب غرفتها انتظر فقط ليلقي تحية المساء قبل أن يبتعد ماذا حدث ؟ سألت نفسها مرة ومرات وهي مستلقية على فراشها تتقلب من جانب لأخر لو لم تكن أفكارها مضطربة هكذا لكانت قادرة على تجميع الحقائق التي أدت إلى هذه النهاية التي لا تصدق ليوم وليلة بديعين لقد كان هاري لطيفا - ولكنه كان لطفا مصطنع بلا شك وكان رقيقا وهو يبثها حبه , واخبرها بأنه سعيد وادركت انه قصد ذلك عندما قاله , كذلك جاملها عندما قال انه ينظر إليها هي لا الى البحر ثم زادت حرارة انفعاله واتهمها بأنها حذره اجل ركزت أفكارها على تلك النقطة لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟ وفجأة بدون تحذير شعرت بوخزه مؤلمة في رأسها جعلتها تجفل وتمد يدا مرتعشة الى صدغها ولم تستطع أن تتجنب سؤال نفسها لو كانت تلك هي النهاية فقد جاءت مبكرة لكن في حالة مثل حالتها يكون من الصعب على الأخصائي أن يقول بالتأكيد متى تأتي ونهضت من الفراش وارتدت الروب "دي شامبر" فوق قميص النوم وعندما نظرت في المرآة وجدت وجهها أبيض أللون مع وجود حبات دقيقة من العرق على جبهتها , وكانت كفاها مبللتين بالعرق فدخلت الحمام لتغسلهما هل هذه هي النهاية ؟ سألت نفسها مرة أخرى عندما شعرت بوخزة من الألم في رأسها وسارت عبرة الغرفة وهي تطيل المسافة بالدخول إلى الحمام في كل مرة تصل فيها إلى الباب لم تستطع أن تستلقي فوق الفراش ومع ذلك فإن مشيها في انحاء الغرفة يزيد - فيما يبدو- الألم المبرح في رأسها ابتلعت قرصا لكنه لم يخفف الألم ولم تستطع أن تفهم لماذا؟هل تستدعي طبيب الباخرة؟ ألقت نظرة على الساعة فعرفت أنها تجاوزت الواحدة صباحا ولذلك استبعدت الفكرة لو كانت هذه هي النهاية فلن يكون في وسعه أن يفعل شيئا , إذن فالأفضل ألا تزعجه وأخذت تذرع الغرفة وهي تتوقع أن تتهاوى في أية لحظة وأن تنتابها الغيبوبة المفزعة التي لا مفر منها فتحملها الى النهاية وفكرت غدا سيجدونني أو مساء الغد في مثل هذا الوقت وقطعت أفكارها وهي ترتعش بقوة وقد ظهر العرق مرة أخرى على جبهتها, كانت في مثل برودة الثلج, وبدون أن تعي ما تفعل ذهبت إلى الحمام وضعتهما تحت الماء الساخن, ثم وهي لا تزال لا تعي ما تفعل , بحثت عن منشفه وجففتهما , ثم أعادت المنشفة بعدما طوتها بعناية بالغة فأصبحت كأنها أخرجت من علبتها للتو وحدقت فيها ثم أغلقت عينيها ثم حدقت مرة أخرى وأدركت أنها على وشك أن تفقد الوعي وأدركت أيضا أنها لو فقدت الوعي فربما لا تكون تلك النهاية ربما تعود إلى وعيها مرة أخرى ويتكرر كل شيء ثانية فكرت بفتور: الأفضل كثيرا لو انتهت الآن بعدما فقدت هاري إلى الأبد بدون سبب يمكنها تحديده وبدون أي شيء فعلته معه وهي في كامل وعيها إن تصرفه في مفارقتها فجأة يبرهن قطعا أنه لم يشعر بأي من الأحاسيس التي تأثرت هي بها إنه لا يكن لها أي حب وهذا شيء جميل لأنها الآن عندما عاملها بمثل هذه القسوة ولم يرد بسخرية على تأكيدها بأنها لا تمثل كانت تشعر بالراحة لأنها أخفقت تماما في أن تحرك في داخله شيئا يماثل الحب وأخيرا بدأ الألم يخف وكانت تعلم إنه سيختفي حالا , لكنها ظلت مستيقظة ساعة أو أكثر تذرع الغرفة وتتساءل كيف ستقضي الشهرين المقبلين يمكنها أن تتلك الباخرة في ريو , فكرت في ذلك بعدما حسبت أنها ستبقي معها أكثر مما يكفيها لدفع نفقات العودة جوا بما أنها أعدت ميزانيتها للقيام بجولات في موانئ عدة, في جنوب أفريقيا وسيشل وبالي واليابان لن يكون هذا المال مطلوبا للجولات لكن من ناحية أخرى لو أنفقت منه جزاء على رحلة العودة جوا فلن يتبقى لها ما يكفي لاحتياجاتها طوال الشهرين القادمين وغمغمت في ضيق:- فكرت في هذا من قبل وقررت إنه ليس معقولا ينبغي أن أظل في السفينة وفي السابعة والنصف من صباح اليوم التالي كانت فوق سطح السفينة بينما كان هاري في أحد حمامات السباحة مع نايل وصديقته ,أومأت اندي لنايل لكنها استدارت عائدة من دون أن تنتظر هاري ليلحظ وجودها, وإثناء الإفطار كانت وحدها مع كارا , وعندما ألقت نظرة على المطعم الكبير رأت هاري يتناول الإفطار مع تايلر على مائدتها وهذا التغيير وقت الإفطار مسموحا به إذ إن الكثيرين لا يتناولون الإفطار على الإطلاق ونتيجة لذلك تكون هناك أماكن خالية في بعض الموائد والواضح أن رفاق تايلر على المائدة كانوا قد تناولوا وجبة مبكرة أو لم يهتموا بالمجيء إلى المطعم على الإطلاق وعندما لمحت كارا التعبير الذي ارتسم في عيني اندي نظرت إليها بتعاطف وسألت:- هل انتهى كل شيء؟وأومأت اندي بفتور وقالت :- أجل انتهى كل شيء ولم تستطع أن تخفي التعاسة التي ظهرت في عينيها, لكنها تمكنت من أن يكتسي صوتها بنبرة استخفاف أملا في تجنب لسان كارا , والهروب من أية تساؤلات أخرى من جانبها عندما أضافت:- كانت مجرد عاطفة عابرة لم يأخذها أيا منا مأخذ الجد بأية حال وردت كارا بأسلوبها الفظ:- أحسنت القول ياعزيزتي, لكنني أعرف أنك كنت جادة للغاية, وقد تحدثنا بشأن ذلك, أتذكرين؟ وقلت أن العاطفة من جانب واحد في الوقت الحالي - لكن هاري سيقع في حبك في النهاية. وبللت اندي شفتيها قبل أن ترد, وهي لا تزال تحاول أن تبدو أسعد مما تشعر:- كانت تلك تصوراتك فقط يا كارا لم اقل أبدا أنني جادة وبعد فترة توقف بدا فيها أن كارا ستواصل مناقشة المسألة قالت:- فليكن ,غير أن هذا شيء يدعو للأسف فأنت وهو أكثر رفيقين ظريفين فوق الباخرة كلها وابتسمت اندي رغم انفها فيها وهي تقول:- شكر لك يا مارجي , كارا هو أكثر الرجال وسامة في الباخرة, لكنني واثقة تماما أن هناك نساء أكثر فتنة مني بكثير وبينما كانت اندي تقول ذلك حولت تلقائيا نظرها إلى المائدة التي تجلس عليها تايلر , والتي بدت فتنتها تسحر الألباب , وهي ترتدي ثوبا ذا نقوش من الورود والصدر مذموم بشرائط رفيعة من قماش بلون متناقض وهي الشرائط التي زينت بها الجيوب وحافة الذيل , وقالت كارا بنبرة ازدراء:- لا أقول أنها أجمل , ذلك الثوب الذي ترتديه الآن هو أول ثوب لها يعجبني أما ثياب المساء التي ترتديها فهي أبشع من أية كلمات - الرجال تعجبهم تلك الثياب الجريئ....-ردت اندي بذلك وهي تركز نظرها على حلقات فاكهة الليمون الهندي التي وضعها المضيف أمامها.- بعض الرجال وليس كلهم...وبدأت كارر تراقب اندي وقد أخذت عيناها الحادتان تمعنان النظر في وجهها وعينيها, والهالات الداكنة التي تركتها ليلة السهر والقلق ثم سألتها :- ماذا ستفعلين هذا الصباح؟وقبل أن تتلقى ردا مضت تقول أنها هي ودينبي ينويان الاشتراك في بعض الألعاب المشتركة فوق سطح الباخرة اقترحت على اندي أن تنضم إليهما وأضافت:- هناك جوائز لمختلف الألعاب ستكون تلك تسلية يا عزيزتي لذلك فالأفضل أن تأتي وتنضمي إلى الحشد ....- أعتقد أنني سأفعل وافقت اندي وهي مندهشة للغاية لأنها كانت تنوي العودة إلى غرفتها والمطالعة حتى تشعر بالنوم تعويضا عن ما فقدته الليلة الماضية - عظيم سيفرح ليام فهو معجب بك بلا حدود. ومرة أخرى ابتسمت اندي يالهما من شخصين رائعين. صريحين بعيدين عن الإدعاء ليسا مثل كثير من الركاب الذين تجعلهم ثرواتهم الضخمة يتصرفون كأنهم فوق مستوى الناس العاديين وانتهت بها أفكارها الشاردة التركيز على هاري ستايلز وظلت تفكر بضع ثوان في المعلومات التي ذكرتها كارر حول كونه مرهقا في العمل إلى هذه الدرجة وعلي مدى فترة طويلة الى حد أن طبيبة أمره بالاشتراك في هذه الرحلة البحرية بدأت ألعاب السطح فور وصول اندي مع كارا وليام، ولأنها نظمت بدقة فقد مضت بيسر , واستمتع بها المشاركون إلى أقصى حد , ووجدت اندي نفسها في الدور قبل النهائي في لعبة حلقة الرمي وأثار ذلك دهشتها, إذ كانت هذه ثالث مرة فقط تشترك فيها في هذه اللعبة وفي المرتين السابقتين كان شريكها هاري الذي هزمها.. وبعدما كسبت الدور قبل النهائي وجدت نفسها في صباح اليوم التالي خصما لتايلر وقبل أن تبدأ كانت وأثق أنها ستخسر, لأن هاري كان قريبا منها, مجرد متفرج غير مهتم ولا شك, إنه يعطي تايلر تأييده المعنوي, لكن لدهشتها أيضا كسبت اندي, وكان هاري أول المهنئين لها, مما تسبب في كدر الفتاة الأخرى إذ قال:- أحسنت يا اندي, كانت لعبة ممتازة
- شكرا لك لكنها كانت لعبة حظ أكثر من أي شيء آخر
- لم يكن هناك شيء من هذا ...
ثم توقف لحظة قبل أن يقول:- ما رأيك في فنجان من القهوة ؟ومن الطبيعي إن دعوته أدهشتها, وترددت لكن شيء ما في كلامه جعلها تقول, من دون أن تتوقف لتعرف ما إذا كانت تسبب لنفسها مزيدا من البؤس أم لأ:- أتوق إلى ذلك, شكرا لك يا هاري أين نذهب؟وكانت واعية لوقوف كارا على مقربة منها فاستدارت وابتسمت لها, وألقت كارا نظرة مختلسة على هاري من تحت أهدابها قبل أن تقول:- تهنئتي يا اندي جئت للتو بعد أن انشغلت في حديث مع ذلك الرجل صاحب صالة البنغو , وحاولت أن أعرف كيف أمكنه جمع كل هذه الأموال التي يدعي انه جمعها , وتمنيت لو لم أكن على ما انا عليه من الثروة حتى يمكننا , نايل وانا, أن نفتح صالة بنغو , اذا بدا لي أن المال يأتي مقابل لا شئ. وألقت نظرة أخرى على هاري ثم واصلت حديثها :- إذا فأنت ستأخذها يا هاري؟ ارجوا لكم وقت لطيفا معا أراكم وقت الغداء .....وابتعدت ثم ظهر ليام ومد يده إلى اندي قائلا:- أهنئك لفوزك لعبت لعبة الهائلة وتجهمت وياندي فهي لا ترى أنها قامت بأي نشاط زائد حقق فوزها وهي واثقة أنها لو أعادت اللعبة مرة أخرى لكان من المحتمل أن تخسرها وعلى أية حال شكرته بنعومة ثم استدارة إلى هاري ولمحت إلى إنها مستعدة لمرافقته. وقال:- سنحاول أن نجد مائدة حول حمام السباحة اذا كان ذلك يناسبك؟ وأومأت برأسها قائلة:- أجل....يناسبني ..وسارت بهدوء , كذلك فعل هو, لكن حالما جلسا في مكان منعزل إلى حد ما في صف الخارجي القوي ذات المحيطة بحمام السباحة انحنى وقال بلهجة مبهمة لكنها تأكدت من إنه يقصد أن تكون خالية من أي تعبير:- بالنسبة إلى الليلة قبل الماضية هل يمكننا أن نبدأ من حيث كنا قبل أن أتركك بقليل؟ولمست قسوة واضحة في سلوكه كان يكافح لكي يخفيها ،ومرة أخرى أدركت ذلك الانطباع الغريب إنه بينما يتمني لو جزئيا أن يحبها فأنه جزئيا يتمرد على الفكرة نفسها أو بمعنى آخر كما استنتجت يود كثيرا أن يتخلى عنها تماما لكنه يجد إنه لا يستطيع أن يفعل ذلك غريبة تلك الأحاسيس والمشاعر المختلطة في رجل مثل هاري ولكن الشئ الذي لم يدر بخلد اندي على الإطلاق في ذلك الوقت هو أن جاذبيتها ربما تكون من القوة فلا يستطيع مقاومتها مهما حاول بعنف فهي لم تكن مدركة لفتنتها بما يكفي للاقتناع بأنه يمكن أن تأسر رجلا يتمتع بشخصية قوية مثل هاري ستايلز, وأخيرا غمغمت في تشكك:- أعتقد أننا يمكن أن نعود لكنني لا أعرف لماذا تصرفت معي هكذا يا هاري ؟- ولا أنا أعرف قال ذلك لكن انتابها انطباع بأنه ليس أمين معها تماما , وسألت نفسها:مالذي ينبغي لها أن تفعله ؟ ومن دون تردد قالت لنفسها أن هناك شيئا واحد معقولا هو أن تقبل بما تقدمة لها الحياة وتشعر بالامتنان . لو كان هناك مستقبل ينتظرها إذن لكان الرد مختلفا تماما... إذ اتضح من موقف هاري العام إنه لا يمكن أن تؤدي هذه العلاقة بينهما إلى شيء دائم إنه لن يتزوجها إطلاقا لأنه لسبب يعرفه هو أكثر من غيره, لا يكن لها الاحترام الكافي لكي يريدها زوجة له هل ينبغي لها أن تصر على معرفة السبب؟ وتجهمت إذ أدركت بالفعل إنه لا فائدة من تحريات قد تؤدي الى لاشئ فلنترك هذه المسألة, ولتأخذ المقبول وتحاول أن تستمتع بكل لحظة غالية باقية لها , هكذا منحته ابتسامة حلوة وقالت بصوتها الناعم الموسيقي:- لا بأس إذا لم تكن المسألة هامة ,اجل يمكننا أن نبدأ من جديد لم تكن تعرف رد الفعل الذي تتوقعه أهو الاعتراف بالجميل أو الشكر الجزيل ؟ والواقع أنها كانت ستشعر بالارتباك لوحدث ذلك
- رائع يااندي وابتسم حينئذ واحدة من أندر ابتساماته جعلت قلبها يقفز فرحا
- والآن الى القهوة...
- حفلة الأزياء التنكرية......
![](https://img.wattpad.com/cover/152788644-288-k739257.jpg)
أنت تقرأ
A Heart In The Ocean | H.S |
Fiksi Penggemarكانت أندي مايك فتة جميلة مرحة و ثرية او هكذا رأها ركاب الباخرة أيملي في رحلتهم الطويلة عبر المحيط الا ان قلبا أخر يخفق في صدرها قلب لا يتخيله أولئك الركاب السعداء الذين يبحثون عن مغامرات بين أمواج المحيط الهائلة كان يصطخب بسر رهيب أقسمت ألا تبوح ب...