Chapter 1

1.3K 32 5
                                    


في عالم غريب مليئ بالجرائم والفساد!! ذلك العالم الذي يُنتهَك فيه من يسعى للخير ويتعرض للقهر!! ذلك العالم الذي ينتقم فيه الشرير من صاحب الخير بكل دم بارد!! عالم المحققين والسفاحين ، الضباط واللصوص!! ذلك العالم الذي تقطن فيه الحكايات البوليسية!! العالم الذي يتحرك في ظلمة الليل!! عالم تجري فيه قصتي تحت ضوء القمر!!
.
في مكان واسع تشعر من زواياه المحكمة بالحنكة ، وتلك الجدران الرمادية بالجدية ، وتلك المكاتب في غرفه تنبعث منها رائحة الأختام والأحبار من أوراق تشع ظلمة يرتجف لها الجسد ، وهؤلاء الناس الذين تعانق القيود أيديهم تجدهم مجعدي الوجه ، بينما آخرون يتحركون بأسلحة سوداء وزي له هيبة خاصة، ببساطة إذا دققنا النظر سنجد ان ذلك المكان هو نفسه مركز الشرطة وليس اي مركز للشرطة بل مركز شرطة العاصمة ، والغريب في الأمر أن هناك شاب يتحرك من غرفة لأخرى وكأنه يبحث عن شئ او شخص ما يغلق باب احداها ليفتح الأخرى وعلي ذلك المنوال حتى اقتحم غرفة ما تجلس بها فتاة على مكتبها وتضع قبعتها التي تخص زيها الرسمي للضباط بطريقة معاكسة والقلم في فمها واصابع يديها تحرك الاوراق بين أصابعها بتملل وعندما لاحظت دخول احدهم بصقت القلم ونهضت بسرعة ممزوجة بالقلق تعدل من صورتها وتحرك قبعتها لتنظر لذلك الدخيل فينفتح فاهها بغضب.

- هذا أنت يافتى!! لقد حسبتك ذلك العجوز ماكس!! حقا أقلقتني زين!! كم مرة اخبرتك فيها ان تطرق الباب قبل دخولك!!

"حقا كم اتمني ان يلتقطكِ السيد ماكس ولو لمرة بتلك الحالة إيمان!! صدقيني سيكون ممتعا التخلص منكِ ومن ازعاجكِ" رد زين على إيمان بسخرية لتقلب إيمان عينيها بتملل لتعيد قبعتها للجهة المعاكسة مرة اخرى وتجلس على كرسي مكتبها.

"هاهاهاهاها يا لك من شاب مضحك!! هيا اتركنا من سخرياتك العقيمة وأخبرني ما الذي أتى بك إلى مكتبي؟!" سألت إيمان بتعجب ممزوج بالسخرية لينظر لها زين رافعا احد حاجبيه بتملل ليردف

"هذا بالتأكيد ليس لجمالك عزيزتي!! حقا لا أدري كيف معتوهة مثلك اصبحت ضابطة مهمة في مركز الشرطة بل يحترمك السيد ماكس بشدة؟! ايا كان أخبريني اين فيدا؟! بحثت عنها كثيرا ولكنني لم اجدها!!"

اعادت إيمان النظر في الأوراق بين يديها لتردف بغير اهتمام

"خطيبتك ستجدها في قاعة التدريب لقد تركتها هناك منذ قليل"

"حسنا وداعا" استقبل كلماتها من ثم قرع الباب من خلفه وذهب سريعا لتنظر إيمان لمكان ذهابه وتردف بتملل "حسنا فلتشكرني علي الأقل ايها الابله!! حقا لا أدري كيف تتحمله فيدا؟! كيف هما بالأصل معا؟! حسنا علي أي حال علي ان انتهي من تلك الأوراق اولا قبل ان يلتقطني السيد ماكس ويتخلصون مني حقا"

ذهب زين وتتسابق أقدامه واحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى فتاة في قاعة واسعة ترفع شعرها لأعلى على شكل ذيل حصان ترتدي نظارات واقية بسماعات حول اذنيها وقفازات سوداء تمسك بيدها اليمنى مسدسا اسود واليد الأخرى في جيب بنطالها الجينز وسترتها مرمية على أحد الكراسي لم تلاحظ تلك الفتاة وصول زين وهو الآخر لم يرد مقاطعتها وأخذ يراقبها لتقوم هي بأخذ نفس عميق من ثم صوبت على لوحة بعيدة عنها نوعا ما مرسوم عليها الجزء العلوي للإنسان والنقاط التي عليها إصابتها وبلحظة واحدة أطلقت ست رصاصات بانتظام وبسرعة لتصيب جميع النقاط بدقة بالغة فصفق زين بصوت عالي ليصرخ باندهاش

"رائعة دائما هي خطيبتي العزيزة فيدا"

انتبهت أخيرا فيدا لوجود زين لتبتسم بهدوء لتردف "مفيدة زين!! نحن بمركز الشرطة"
"انا اجد فيدا ألطف يا فتاة لا يهمني إن كنا بمركز الشرطة او بأي مكان" اردف زين متذمرا.
"حسنا حسنا ولكن لماذا أنت هنا؟! أليس لديك عمل؟!" ردت فيدا بعتاب
"لقد أخذت قليلا من الراحة لأراكِ ولايت استلم مكاني لذلك لا تقلقي!! أااخ منك بالفعلِ كدت انسى لم جئت" رد زين متذكرا لتتعجب فيدا.
"اها اخبرني إذا !! " سألت فيدا بحيرة فتقدم منها زين سريعا ليخلع قفازها الأيمن لينظر إلى الخاتم الموجود ببنصرها ليبتسم.
"اترين هذا الخاتم؟! سينتقل إلى بنصرك الأيسر قريبا" قال زين والابتسامة تشق وجهه لتضحك فيدا بسعادة "أتعني أننا.." اومأ زين سريعا برأسه.
"نعم يافتاة لقد ذهبت للبنك بالأمس لأضع بعض المال بحسابي ووجدت أن المبلغ اللازم لشراء منزل لنا قد اكتمل!!" رد زين بسعادة.
"هل أنت متأكد زين؟! هل هذا حقيقي بالفعل؟!" اردفت فيدا بغير تصديق ليومئ زين ومازالت الإبتسامة علي وجهه.
"نعم فيدا لقد انتهى انتظارنا عزيزتي اظن ان أربع سنوات كانت فترة طويلة، سآتي اليوم لعائلتك لنحدد موعد زواجنا" رد زين بجدية.
"زين حقا أنا لا أصدق!! هل حقا سنتزوج؟!" سألت فيدا ضاحكة حتى كاد زين يجيبها لولا دخول أحدهم القاعة في عجلة ليصرخ "زين!! مفيدة!! السيد ماكس يريدكما حالا!! هناك اجتماع كبير لكبار الضباط بالمركز والغريب ان وزير الداخلية هنا؟!"
تفاجأ زين وفيدا من الأمر ليجيبا بدهشة "مااااااذاااا وزير الداخلية؟! اتعني ان السيد واطسون هنااا لايت؟!"
أجاب لايت بجدية وعجلة "نعم هو نفسه هيا أسرعا امل وإيمان موجودان في مكتب السيد واطسون ينتظروننا"

تحت ضوء القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن