حلم سعيد

4.7K 57 6
                                    


جلست ولاء علي المقعد الاخير في محطة القطار المكيفة في انتظار صديقتها للذهاب معا للجامعة....كانت المحطة خالية تماما حين توقف القطار ونزل منه اربعة خرفان بيضاء مكتوب علي كل واحد منها باللون الوردي حرف لتكون الاربعة كلمة "بحبك"
شهقت ولاء لهذا المشهد العجيب قبل ان تري من ترجل من القطار خلف الخرفان...كان "أحمد "جارها الذي تربت بجواره طوال حياتها....اقترب منها بخطوات واسعة ليقف امامها ...ثم في ثانية امالها علي ذراع واحدة وانحني هامسا لشفتيها " بحبك " قبل ان يقبلها علي شفتيها قبلة طوووويلة...
"ولاااااااااااااااااااء"

انتفضت من حلمها علي صوت امها تحثها علي الاستيقاظ للبدء في تنظيف الشقة.
وقفت ولاء امام باب شقتها تنظفه ولازالت مشتتة بسبب حلمها السخيف"نعم سخيف جدا....احمد عمره مافكر فيا كده ابدا....ده بيجي دايما بكل رذالة يحكيلي عن البنات اللي يعرفهم....وانا ...انا بيقول عني.."
"ايه ده راس المقشة صاحية نشيطة وبتنضف يا دي الهنا"
بالرغم من ارتعاشة خائنة اصابتها الا انها تمالكت نفسها لتنهر صاحب الصوت الرجولي "احمد حل عن سمايا ....انا العفاريت بتتنطط ادامي"
فقال ضاحكا " خدي كمان عفريت "
التفتت لتشهق عاليا لسببين اولا لان احمد كان وسيما جدا بملابس البيت التي هي فانلة سوداء قطنية وشورت رمادي وثانيا لان بيده يمسك...خروفا
سألها باهتمام "مالك يابنتي ....انتي بتخافي من الخرفان من امتي...بابا وباباكي اشتروه الصبح للعيد"
لم ترد لان ماتبقي من سيطره علي النفس فقدته وهي تري العلامة الوردية في جسم الخروف فاندفعت لشقتها مسكرة الباب خلفها غير مهتمة بأحمد
حل المساء وتجهزت اسرتها للخروج وشراء مستلزمات العيد
كانت ترتدي حذائها ذي الكعب العالي حين اعلن ابوها

"البسي حاجة مريحة ....هنركب القطار مع ابو احمد"
القطار....القطار تاني علامة من حلمها
"لا والله مش هنزل من بيتي"فكرت بخوف ثم فجأة صرخت مدعية العذر الذي لا يمكن مناقشته "الظروف الشهرية"
نزل ابويها وظلت ولاء وحيدة مطمئنة بعيدة عن تأثير الحلم وأحمد
رغما عنها تسللت الدمعات واحدة تلو الاخري من عينيها وهي توبخ نفسها "ليه ليه حبتيه يا ولاء....انتي مالكيش اخوات كان هو هيفضل اخوكي وصاحبك....شوفتي اهو انتي دلوقتي مش قادرة تكوني معاه ف مكان واحد...وهو عمره ما هيحس بيكي"
كانت ترثي حالها ودموعها تتساقط بينما تأكل المكسرات بعد ان تغمرها في الشيكولاته
ولكي يكتمل يومها انقطع التيار الكهربي.،،.،تاركا اياها مرعوبة.
في البداية حاولت ولاء التماسك والبحث عن شمعة لكن رعبها كان اقوي منها فخرجت تجري من الشقة علي ضوء الموبيل لتصطدم بحائط بشري....
اصيبت بحالة هستيرية فظلت تصرخ وتصرخ حتي انخرست...بشفتين قاسيتين علي شفتيها.
"اسف لكن مكنش قدامي حل غير كدة او اضربك وانا مقدرش امد ايدي عليكي"
همست بصوت متقطع "انت مجنون"
اجاب وعينيه في عينيها "مجنون جدا ....مجنون لدرجة اني كنت هسببلك سكتة قلبية عشان تلجأيلي"
واتجه ببساطة لمفتاح الكهرباء ليعيدها.
حاولت حينها العودة لشقتها ولكنه منعها بطوله الفارع "ولاء ممكن تسمعيني"
ضربته علي صدره وهي تهتف "اسمع ايه...مش عايز تمد ايدك عليا ف تمد بوزك"
رفع حاجبه بمشاكسة "اسف هامد ايدي مع بوزي بعد كده"
تلجمت وهي تحاول التحدث "انت ....انت"
اجاب وهي يشدها اليه ثم يميلها علي ذراعه المفرود وينحني هامسا لشفتيها "انا بحبك"

حب أبيض وأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن