حب أبيض وأسود

غيرة رجل شرقي

اثنتا عشر عاما...فهل عددت معي
نفس التهمة.....ونفس النبرة المنفعلة
انت مريضة بالغيرة
انت...انت غيورة حد الازعاج
ما المشكلة اذا كنت اهتم بمظهري بشدة
ما العيب في كوني مجامل ابتسم هنا وهناك
ما الضرر....فقط اخبريني ما الضرر
اذا كنت دوما محط اعحاب وهمسات
انا في النهاية لك...ملكك...
فما الضير في نظرة هنا وغمزة هناك

لا لا ياسيدي لا ضير ابدا لا تنزعج
ولكن حان الان موعد قلب الادوار

" فريدة......لازم نروح اخر ناس في كل مناسبة" هتف من كرسيه المفضل وهو يعبث بهاتفه لتسمعه في غرفتها فترد باختصالر " ثواني"
" انا جاهزة...يلا بينا" وقفت امامه لدقيقة كاملة قبل ان يرفع عينه باستهتار تحول لدهشة...
فمنذ عرفها مما يقرب الخمس عشر عاما لم تغير يوما ملابسها الغامقة...لم يرها يوما بفستان فاتح سوي فستان الزفاف الذي ارتدته علي مضض
اما الان تقف امامه بفستان اصف ناعم وحجاب ملفوف باناقة....حين طال صمته المدهوش خرج صوتها هادئا كعادتها
" هنتأخر كده.....في حاجة غلط في لبسي"
تمالك دهشته معلنا " اول مرة اشوفك لابسة فاتح وفستان وكده "
ابتسمت بهدوء وهي تعلنها " ما المشكلة ان اهتم بمظهري بشدة"

وصلا لحيث حفل زفاف احدي القريبات.....وعلي غير عادتها تركت يده طواعية لتبتعد عدة خطوات...لتطلق لروحها العنان...
تحت نظراته التي تكاد ان تشتعل كانت تبتسم لكل من تمر به وتحيي بحفاوة كل من تعرف ومن لاتعرف....
كانت تبتعد فيزيد احساسه بالاختناق .....يعرفها ويعرف اخلاقها وقيمها.....وهي في تلك اللحظات لا تفعل سوي الابتسام....ابتسامة يتلقاها غيره فتحرقه هو....وبدون وعي جذبها من مرفقها ووجهه آية غضب فهمست بجوار اذنه
" ما العيب في كوني مجاملا ابتسم هنا وهناك"
وقبل ان يرد كانت تنتزع نفسها من بين يديه لتزرع نفسها في بؤرة الاضواء....لم تفعل مايشين ولكن بهائها....ذلك البهاء الذي طالما كان ملكه وحده...ها هي تضفي بضع قطرات منه علي المحيطين ليصبحون سكاري....سبايا بهائها.
حين التقت النظرات قرأها في عينيها واضحة
" ما الضرر.....اخبرني مالضرر...اذا كنت محط اعجاب وهمسات"

وعرف ان من سقاها لسنوات من كأس الغيرة قطرات .....قررت لليلة ان تغرقه في جرعة زائدة من نفس الكأس
لم يعد يحتمل.....ودون وعي كان يسحبها لخارج المكان بشئ من القسوة....لم تعترض وابتسامة تشفي تزين وجهها وهي تسأل
" هل اكتفيت سيدي من اللعبة.....ارجو ذلك قبل ان اقع انا في هوي لعبة قلب الادوار"