حب أبيض وأسود

نضارة نظر

"استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه"

تطلعت فيه بعد دعائه المتشنج لتهتف " ايه يا علي انت جاي تتوب في العربية؟"

حدق في عينيها بقوة يحاول جاهدا ان لا يمسك رأسها اليابس هذا ويطرقه في تابلو السيارة بكل قوة قبل ان يقول من بين اسنانه " يابنت الناس رحنا عملنالك تحاليل كاملة واشعة علي المخ والاذن الوسطي كله تمام وسبب الصداع زي ما قال تلاته دكاترة ضعف نظرك... وبردو مش راضية تعملي نضارة بالرغم من الصداع اللي بيقتلك"

ردت بتوتر " خلاص هركب عدسات"

طرق المقود بغل عدة مرات عله يهدئ قبل ان يصرخ بها " ماهو بردو التلاتة الدكاترة قالوا ان سعادتك عندك حساسية ومتنفعكيش العدسات.... ايه الحل بقي تقعدي تخدي مسكنات لحد ماتجيلك قرحة"

شهقات صغيرة منها نبهته لانها تبكي قبل ان تنفجر باكية بحماقة" شكلي بيبقي وحش في النضارة.... اعمل ايه البسها والناس تتريق عليا يعني"

وكدلالة علي انتهاء الموضوع حولت جسمها في المقعد الضيق لاتجاه الشباك

نظر لدموعها الجارية بحنان وهو يعزم امره علي الحل.

بعد يومين كانت في مطبخها تطهي الغداء قبل وصوله وعلي انفها نظارتها الانيقة التي لاتسمح ولا حتي له ان يراها بها... فما ان اعلن وصوله حتي خلعتها تعلقها في ياقة بلوزتها كعادتها.

كان يخلع جاكيته حين وقفت خلفه ترحب به.... لتنخرس في صدمة عندما استدار...

كان علي انفه اسخف نظارة رأتها في حياتها حتي انها لم تتمالك نفسها لتنفجر ضاحكة وهي تشير اليها.

" ايه اللي انت عامله في شبابك ده يا علي... كسبتها في بنك الحظ اكيد"

اقترب منها بابتسامة سعادة لضحكتها

" انا رحت محل النضارات وقولتله عايز اسخف نضارة عندك... دي نضارة كده اي كلام لاني نظري سته علي سته.... لكن هالبسها من اللحظة دي لمدة طويييييلة لحد ما كل الناس تشوفنا سوا انا بنضارتي السخيفة وانتي بنضارتك الجميلة وبدل ما يركزوا معاكي كل تركيزهم هيبقي معايا..... لحد ماياسمنتي تحس بثقة وتلبس نضاراتها"

كانت عينيها كعادتها السخيفة امتلئت دمعا لاحساسه العالي فاقترب يقبلها هامسا " والله صداعك بيتعبني اكتر مابيتعبك ووالله انتي قمر واحلي بنوتة في النضارة..... النضارة ماتتقلعش تاني عشان معاقبكيش واجيبلك نضارة زي بتاعتي ...... بحبك يا ياسمينتي"