٣: مَا ورَاء البَاب.

260 54 22
                                    

〰️

ذاك اليوم وقفت امام منزله وطرقت الباب عشرات المرات ، عازِماً  الّا اسلمه الرسالة ، الا يداً عن يَد.

طرقت وطرقت ، حتى ازعج طرقي جيرانه في العمارة ، فخرجت امرأة تبدو في الثلاثينات العمر تسألني عمّن ابحث.

سألتها عن الفتى الذي يسكن بهذا المنزل ، فاجابتني انه ما من فتى يسكن هنا ، المنزل فارغ وهو غير مستأجر.

حينها ادركت الأمر ، هو اعطاها عنوان خاطىء ، وهرب تاركاً اياها  تنسج نبضات قلبها رسائِلاً ورقية يحتضنها فراغ الغرفة!.

بعد يومين انتقلت لاسكن في تلك الشقة ، دفعت للمالك ماله وسلمني المفتاح ، وقفت امام الباب ، ادفع بعض الهواء الى صدري وازفره بعيداً ، بضربات قلب قلق مما سيراه .

ادرت المفتاح جولتين ثم دفعت الباب بصعوبة ، شيء ما مستعصي كان يكمن وراء الباب ، ادخلت جزء من رأسي من خلال الفراغ الصغير الذي كونته من دفعي للباب ، واذ بها رسائل آيدين.

هناك خلف الباب قبعت قلوبها الورقيّة.

دفعت الباب اقوى حتى استطعت الولوج ، جلست ولممت شتات الرسائل ، واحتضنتها فوق فخذي.

تجرأت وقرأت رسائلها لاول مرّة ، شعرت بنكزات مؤلمة في صدري ، وانا اقرأ تلك السطور ، حبّها الذي نسجته يوميا بدم قلبها يُلقى هنا دون رقيب ، كلماتها و مشاعرها الصادقة تُنثر هباءً.

'🏴'

ج.ج: قُلُوب وَرَقِيّة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن