١: بَرِيدُ اليَوم.

468 68 19
                                    


〰️

-صيف ١٩٢١م'

طَرَق البَاب واتّخَذ مَوقِفَهُ يَميناً ، بِانتِظِارِ قُدُوم احَد سُكان المَنزَل ، قَضت سَيدَة تَبدو فِي اوَاخِر الاربَعينَات على انتِظاره بِابتِسامة لَطِيفة ؛ بِفتحِها للبَاب ، أَلقَت التَحيّة عَلى ساعِي البَريد -بِقَميصِهِ الازرَق المُعتاد- القابِع امامَها ، فابتَسَم بَينَمَا اورَدَها بَريد اليَوم.

عادَت السيّدة الى الداخِل ، بَينَما انتَظَرَ الفتى دَقيقَةً أُخرى قُدوم مَنشودَتِه ، نَزَلَت عَنِ الادرَاج تَطَأ دَرج وتَتَخلّف عَنِ اثنين.

استَقبَلَت الفَتَى الذِي كَانَ بانتِظارِها ، بميلان طَفيف مقوس لشفتها السُفلى ، فابتَسَم بِصَمت ، بَينَما تُناوِلُه الرِسَالَة والحَماسُ يَتَفَجّرُ مِن عيناها.

غَلّفَت يُمناها بِيسارِها خَلفَ ظَهرِها ، بَينَما تطرق بِأمشاطِها عَلى الارضيّة الخَشبيّة بِخِفّة ، وهَمهَمَت بابتِسامة صافِية :

'أَلَم يَصِلنِي شَيءٌ اليَوم؟'
- سَأَلت مُتلَهِفة لِرسالَة مِن مَنشودِها.

اغرَق يَده فِي حَقِيبَته الرّمادِية ، سابحاً فِي مُحيط الرَسائِل مُدعِياً أنّه يَبحثُ عَن رسالة تَخُصّها -وهو يعلم انه ما من رسالة لتستلمها- ولَكِن فَقَط حَتّى يَزيل التَوَتُر عَنه وعَنهَا ، بَعدَ ثَوانٍ مِن البَحث ضَرَب رأَسَه بِخِفّة ، وكَأنّما تَذَكُر شَيئاً لِلتِو ، ثُمّ قَالَ مُبَرِراً:

'كَلا آنسَتي ، رُبَما فِي الغَد ، فِي الحَقيقَةِ اليَوم غَادَرتُ بِسُرعَة ، لَدَي الكَثير مِن الرَسائِل لاوصِلهَا ، تَعلَمِين عَلَى ايّة حَال ، لَم يَصدُف ان وَجَدتُه بِالمَنزِل قَط ، ولَكِن ساذهَبُ في الغَدِ فِي وَقتٍ مُختَلِف ، لَرُبما اجِدُه'

اكتَفَت بِالابتِسَامِ رَداً  واغلقت الباب بهدوء ، بعد ان ناولها زهرة الاقحُوان ذَات اللَون الازرق-المَرَجاني المُعتادة ، وسار بِخُطَاه بعيداً عَنِ المَنزِل.

ذَات المَشهَد وذات السِناريو يُعاد تَجسِيده يَومِياً .
وَلَكِن مَا زَالت مُتمَسِكة بِشُعاع أَمَل.

'🏴'

-
نُجُوم:
*١: زَهرَة الاقحُوان تَرمُز لِلحُب الخَفِي.

-
هَلا!
الرِوايَة بَسِيطة جِداً قصيرة وبِفُصُول قَصيرة 🌞.

- كَيف كانت اول كلمات؟مُحَمِّسة ام عادِيّة؟


ج.ج: قُلُوب وَرَقِيّة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن