الفصل الثاني

17.1K 339 12
                                    

#غيرة_توقظ_العاشق
...
الفصل الثاني
...

اتسعت عيناه سيف بذهول وهو يرى تلك الفتاة التي تقف امامه...فتاة اقل ما يقال عنها رائعة الجمال...بعينان بالون البني وشعر اسود لامع طويل يصل حتى خصرها...ترتدي بنطال جينز كحلي يلتف حول ساقيها الرشيقتين وخصرها الممتلئ باغراء..وبلوزه سماوية ضيقه تظهر معالمها ببراعة وترتدي فوقها ستره صيفيه بالون الكحلي وحذاء ذو كعب مرتفع مما زادها طولا..وجمالا ،كان رفعت اول من خرج من ذهوله وهتف:يمنى!!!!
اما ابراهيم فكان ينظر اليها مبتسما بهدوء..وعشق...تلك الفتاة الذي عشقها منذ اللحظة الاولى التي رأها فيها في شركة والدها...كانت دائما تبدو ضعيفه ومهزوزه..لكن اليوم..تبدو قوية...اتسعت ابتسامته وهو يراها تضحك قائلة لوالدها:ايوا يا بابا يمنى
ولكن ابتسامته اختفت عندما صفر سيف قائلا باعجاب:ايه الجمال ده!!
زفر بضيق وهو يرمق سيف بنظر حارقة لكن ضيقه لم يدوم طويلا عندما اقتربت يمنى منه وقبل ان تسلم عليه التفتت لابن عمها وقالت ببرود:مسألتكش عن رأيك
ثم عاودت النظر اليه وقالت بابتسامة:ازيك يا باشمهمدس
التمعت في عينيه وهو يرى معاملتها لابن عمها...لم يكن يغفل بالطبع عن نظرتها لابن عمها لكن يبدو ان تلك الصغيرة قررت ان تخرج نفسها من مداره...وهذا يعجبه..يعجبه جدا..فصافحها قائلا:كويس ازيك انتي
ابعدت خصله متمردة عن عينيها وهتفت:الحمدلله
ثم جلست على الاريكة بجانب والدها الذي همس في اذنها:لما نكون لوحدنا عايز افهم سر التغير ده
ابتسمت له ولم تعقب فهي تعلم والدها لن يمرر الامر بسهولة الا اذا عرف كل شئ..ولكن صبرا هي كفيلة بتدبر امره...اختلست النظر الى سيف الذي كان يحدق فيها باعجاب واضح رغم الضيق الذي بدا على وجهه بسبب احراجها له امام ابراهيم...لكنها لن تبالي فهو لم يعد يهمها...شردت قليلا في الفترة الماضية...تحجيدا منذ ذلك اليوم الذي ضربها فيه..
....
ظلت تبكي حتى ساعات الصباح الاولى..وفي السادسة صباحا نهضت من فراشها وذهبت للمرحاض الملحق بغرفتها...وقفت تنظر لنفسها في المرآة..ليست هي..امرأة اخرى لا تعرفها...احمرار عيناها بسبب البكاء وشحوب وجهها...فتحت الصنبور واخذت تغسل وجهها بالماء البارد لعله يطفأ نيران قلبها المشتعله..خرجت من المرحاض وبدلت ملابسها..وخرجت تجوب الشوارع بسيارتها دون هدف..ما حدث امس جعلها تفيق مما كانت فيه..كانت غافلة عن تصرفاته ودائما تلتمس اليه العذر..امس ايقنت انها كانت مغيبة..انه لا يستحق حبها..انه كان مجرد حلم بعيد والان اصبحت زاهده فيه ...تنهدت بآلم وادارت المذياع لينطلق صوت محمد محسن منه..

ياغنوة مبتكملش..يادمع يامحبوس
ليه كل ما احلم حلم..بقى يتقلب لكابوس
بسأل ساعات نفسي..لو جيت على بالي
هي الحقيقه صحيح..مكنتش بينالي
ولا ساعات بنخاف..نعرفها تجرحنا
ولا صدق نجانا...ولا كدب ريحنا
هنعيش بنتآلم في الدنيا طول ما احنا
بنبيع قلوبنا رخيص..ونشتري بغالي
ياغنوة مبتكملش
***
استفاقت من شرودها على صوت ابراهيم الذي كان يحدث والدها قائلا:والله الموضوع بتاع المشروع ده طول جدا انا من رأيي اننا محتاجين نزود العمال
اجفلت على صوت سيف الحاد قائلا:محدش طلب رأيك
هتف والدها محذرا:سيف!!!
ابتسم ابراهيم ببرود وقال:والله ده مش رأيي شحصي ده شغل..واظن اننا مشتركين في نفس المشروع يعني زي ما رأيك مطلوب رأيي كمان مطلوب
كان سيف يكاد ينفجر من الغضب لكنه ظل صامتا احتراما لعمه...كانت يمنى تراقب حرب النظرات بينهما...نظرات تحدي من قبل ابراهيم..ونظرت بغض وكره من قبل سيف ،زفرت بخفوت وهي تتمنى ان تنتهي تلك الجلسه سريعا فهي تحتاج لان ترتاح قليلا..وكأن ابراهيم قد قرأ افكارها فوجدته يقول:طيب استأذن انا
هتف والدها بتعجب:على فين يابني مش اتفقنا نتغدا سوا ونتكلم في الموضوع الذي عايزني فيه
نهض ابراهيم وهو يختلس النظر اتجاه يمنى قائلا بابتسامه هادئة:معلش مرة تانية لازم استأذن دلوقتي
ثم التفت الى يمنى ومد يده ليصافحها قائلا محتفظا بابتسامته الجميلة التي اظهرت غمازته في وجنته اليسرى:مبسوط اني شوفتك يا انسه يمنى
كادت ان تصافحه لكن سبقتها يد سيف الذي ضغط على يد ابراهيم قائلا وهو يجز على اسنانه:فرصه نيله..قصدي جميلة يا باشمهندس
ابتسم ابراهيم باستفزاز وسحب كفه بحده ثم صافح يمنى وقبل يدها فارتعش جسدها بقوة وهي ترى التمع عيناه وهو يقول:اشوفك قريب
وتركها ليذهب...اما سيف فقد اشتعل غضبا من فعلته وكاد ان يذهب خلفه ليحطم وجهه ولكن تلك اللمسه الناعمه التي حطت فوق ذراعه جعلته يتسمر مكانه...نقل بصره ببطء ليرى يدها الصغيرة تقبض على ذراعه مع همسها باسمه..نقل بصره لعينيها..يا الله كم هي جميله..كيف لم يلاحظ ذلك من قبل..كانت عيناها بلون العسل واسعه وجميلة..رموشها كثيفه..ظل يحدق في عينيها قليلا كانه مسحور..ثم انتقل ببصره لشعرها...كم هو طويل وكثيف..كيف كانت تخفيه خلف تلك العقدة الغبية..وشفتيها اه من شفتيها كانا ورديتان...كم تمنى ان يقبلها الان ويدفن وجهه بين طيات شعرها الاسود الكثيف...خفق قلبه بقوة وهو يتخيل ذلك..تسللت لشفتيه ابتسامه ماكرة وهو يتخيل ردة فعلها لو قبلها الان...من المؤكد ستسقط بين يديه من فرحتها فهو يعلم كم تعشقه ،اما يمنى كانت تراقب تامله لها ببرود..عكس ما بداخلها من نيران مشتعله..وقلبها الذي كان يخفق بجنون مترقبا حركه متهورة منه تعلم انه يفكر فيها الان..كتلت ذراعيها امام صدرها وهي ترى بصرها ينتقل لشفتيها ويتوقف عندها كثيرا..ظلت صامته قليلا ثم هتفت ببرود: خلصت
انتبه على صوتها وعقد حاجبيه بتساؤل فاردفت بسخرية:خلصت معينه ولا لسه؟ ها طلعت انفع ولا منفعش..يا باشمهندس
اقترب منها حتى اصبح لا يفصل بينهما سوا خطوة واحده...رغم توجسها من ان يتهور في وجود والدها الذي ذهب ليوصل ابراهيم للباب ولم يعد لكنها توقفت امامه بشجاعه وظلت تحدق في عينيه بقوة وجرأة لم تكن تمتلكها..اما هو فانحنى قليلا وهمس بجانب اذنها بصوت دافئ ووقح مثله:تنفعي بس! ده انتي تنفعي جدا جدا...ولا تحبي نتأكد
شعرت به يستنشق رائحة شعرها..ازدادت خفقات قلبها وابتلعت ريقها بصعوبه..اغمضت عينيها واخذت نفس عميق وزفرته ببطء ليضرب صدره الذي يظهر من خلف فتحة قميصه وهمست بحده:ابعد
رغم انها كانت تهمس الا ان صوتها كان قوي جعله يعقد حاجبيه وهو يبتعد فاردفت قائلة بابتسامه جليديه:هتفضل طول عمرك قذر
تركته خلفها وذهبت..وقف يراقب خطواتها السريعه خارج الغرفة وهو يفكر ما بها؟! اليست تلك الذي كانت تبتسم بعشق عندما تراه؟..اليست هي من كان يسخر منها وتأتي اليوم التالي تدعوه للافطار في منزلهم جتى لا ياكل وحده...مستحيل ان تكون تلك يمنى الصغيرة التي كانت تتعلق برقبته في طفولتها..لقد كانت اقرب اليه من قلبه..كان لا يفوت يوما دون ان يذهب اليها..كانت تركض لتلقي نفسها بين احضانه فيضمها لصدره بقوة ووالدها يضحك ويقول له انه يجب ان يصلح خطأه...يعلم انه اصبح يبتعد عنها منذ ان كان في العشرين من عمره لكنها لم تبتعد...ترى ما الذي حدث لها...
"وليك عين تسأل يابن الورمه" 😂😂
****
مرت الايام ويمنى تزداد جمالا..يوما بعد يوم..ويزداد هو تعلقا بها..اصبحت لا تأتي اليه كل صباح بل تتجاهله بالكامل..تقضي معظم وقتها في العمل...فهي لديها مركز رعاية للاطفال الصغار..تعود من عملها في وقت عودته...لكنها لا تلقي عليه التحيه..يفتقدها كثيرا..يشعر بيومه ناقصا في عدم وجودها..يفتقد مضايقتها وعراكهم..يفتقد ابتسامتها عندما تشرد وتنظر لعينيه...يفتقد صوتها الحنون عندما تسأله هل تناول طعامه ام لا... يفتقد الغيرة التي تشتعل في عينيها عندما كانت تأتي الى الشركة وتراه يغازل احد الموظفات...ترى هل يأست من حبها له...ام احدا قد دخل حياتها!!!...عند تلك الفكرة شعر بنيران تحرق صدره..من ياترى قد دخل حياتها واستحوذ على اهتمامها...هل ستكون لغيره!!!...لحظة! هل تمنها ان تكون له من الاساس؟ يا الله لا يعلم ما ذلك الشعور الذي اجتاحه..شعور ب..بالتملك..هو يريد ان يمتلك قلبها...وتكون له...لماذا لا يعلم ولكنه يريدها...يريد حبها..يريدها كلها له..وستكون مادام هو اراد ذلك..
****

نوفيلا غيرة توقظ العاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن