الفصل الثاني

1.6K 96 17
                                    

أحسّت مرح بالطمأنينة تجاه نادية وروَت لها كيف تعرفت هي وسامي على بعضهما، إعجابه بها عندما رآها لأوّل مرة حين كان برفقة أصدقائه في سيارته، ومحاولته المتكررة لتستجيب ولتبادله الإعجاب، ثم كيف وافقت أخيراً على تسجيل رقمه الخاص لديها بعد أن اطمأنت له وأحبته.

كان حبهما كبيراً جداً ولكن للأسف لا شيء يدوم للأبد

بعد اِنتهاء العطلة التي تنتصف العام الدراسي استأنفنا الدراسة وشرعنا في التحضير لاِمتحاناتنا النهائية

في ليلة ما كانت مرح مستيقظة تطلبُ العُلا؛ تدرس باِهتمام، وكانت عمتها مُنى برفقتها في الغرفة تبيتُ ليلتها لديهم

في غضون ذلك رن جوّال مرح مُعلناً عن وصول رسالة فقامت بفتحها وقرائتها سرًّا وابتسامة كبيرة علت وجهها حتى أنار وبالطبع أحسّت مُنى بالأمر، رفعت رأسها قليلاً من وسادتها ثم أرجعته متظاهرة استغراقها في النوم، ثم لحقت تلك الرسالة ثلاث أُخريات تفصلهم بضع دقائق

فقامت مُنى من مرقدها والصرامة على وجهها، قائلة:

"من الذي يرسل لكِ برسائل في هذا الوقت من الليل؟"

أجابتها مرح بعد اِصفرار وجهها:

"هاا.. هذه شيماء"

"امممم دعيني أراها إذاً!"

"لماذا!؟"

ردها بذلك الجمود استفزّ عمتها، فاِقتربت الأخيرة منها وسحبت الجوّال وصاحت:

"تسألين لماذا؟؟ هاتهِ وكفىٰ!"

وكأن الخوف سُكِب كما يُسكبُ الماء على قلب مرح المسكينة فأخبرتها بصوتٍ منخفضٍ خائفٍ:

" حسناً، ولكن اِخفضِ من صوتك رجاءً"

فقد خشيَت أن يستيقظ أحد في المنزل وتتعرض للأذىٰ، في حين شرعت مُنى في قراءة الرسايل بصوتٍ متعصبٍ لم يسمعه سوىٰ مرح لإخفاضها إيّاه:

"لا يمكنني العيش دونك؟؟... أحبك ....وأنا أيضًا أحبك حد الموت.... انتي من نصيبي.... إن شاء الله يا حبيبي...؟؟"

أصبح وجه الصغيرة محمراً لشدّة خجلها وأما عمتها فرمت الجوّال لها بقسوةٍ متوعدةً:

"لن تتحدثي لهذا الفتى مجدداً، فهذه آخر مرةٍ وإلاّ سأخبر أخي مصطفى بالأمر وانتِ تعلمين جيّداً عواقب ذلك"

أحست مرح بالغضب فأخذت كتبها وقررت مغادرة الغرفة لغيرها فلم تُطِق البقاء أكثر، مُتمتمةً :

"هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن الأمر فلديّ دراسة الآن"

"ان كانت دراستك تهمكِ حقاً لمَا قمتِ بمصاحبة الفتيان الطائشين!!"

توسعت عينا مرح بعدما أحسّت بطعنةٍ كبيرةٍ من حديث عمتها الجارح، فقد كان بإمكانها نُصحُها بطريقة اكثر لطفاً، لكنها ماعادت تنتظر جبراً لهذا القلب الجريح فهي تعلم جيّداً أنّ هذا أمر بعيد عن التحقق .

رحلة الفراشة (بالفصحى) {عن احداث واقعية}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن