رحلة الفراشة (بالفصحى) {عن احداث واقعية}

الفصل الأخير

كان من الأجدر له أن يتصل هو بها فهي التي وقعت في مشكلة بسببه

حاولتْ مُجبرة رمي آمالها نحوه خلفها، فهي تمتلك من المشكلات ما يفوق رغبتها في السؤال والإكتراث لحاله أكثر

بدأ غيابها عن المدرسة يزداد شيئا فشيئا كما قلقي عليها، وفي كل مرة تأتي تُخبرني أن عمها مُصطفى يريد أن يفصلها عن الدراسة بشكل نهائي

بدأت شكوكهم بأنها تملك أصدقاءً شبابا تكاد تتحول إلى حقيقة، فكلّفوا نادية بمراقبتها طوال الوقت، وما زاد حالتها سوءًا هو سامي الذي تخلّى عنها ببساطة

كانت تلك المرحلة من حياتها صعبة جدًا، فاِشتد بها بكاؤها، وكم نتمنى أن الدمع يمكنه حل مشكلة ما أو التخفيف منها.

وبعد قرار إتخدته بنسيان سامي، أحست وكأنها قتلت جزءًا من قلبها، لذا حاولت إلهاء نفسها بتظاهرها بالدراسة، ومن ثم خدمة جدتها

ولكن هذا جعل حالها تزداد سوءًا عن السابق، ظلت تستيقظ كالطيف ذاهبة للمدرسة، وحين عودتها تقوم بالأعمال المنزلية لوحدها دون تذمر

دوامة من الضياع أحاطت بها، وكأن الزمن توقف عليها هي فقط وكل من حولها يتقدمون ويتطورون!

أرادت التغيير في حياتها ولكن كيف وهي حبيسة ذلك المنزل؟ لذا أقبلت في يوم بخجل إلى حدتها وطلبت منها شراء هاتف جوال آخر لها، وتعهدت لها أنها لن تكرر الخطأ الذي اقترفته بحبها لسامي، إن كان الحب خطأً!

وبعد مد وجزر وأيام من التوسل، وافقت الجدة واِشترت لها جوّالاً ولكن بدون بطاقة حتى لا تتمكن من الإتصال بأي أحد

رغم قسوة الأمر إلا أن مرح حمدت الله على ما جرى واستمرت في العمل في خدمة جدتها وبيتها دون اِعتراض؛ كيف يمكن لطفلة مثلها تحمل كل هذا؟ ظلم إضافة إلى الذل والمهانة، من يرى وجهها الطفولي لا يجزم أنها قد تتمكن من حمل همٍ يفوق ثقل الجبال، كانت صديقتي مرح حقًا إمرأةً في جسد طفلة.

عام 2017 كان أسوأ عام لها ولي، فوالدي كان مريضًا فقد طالت معاناته مع مرض السكري مما أدى لغيابي أنا أيضًا عن المدرسة، الأمر الذي خفف من رؤيتي لها كالسابق

في تلك الأثناء تعرفت مرح على شاب إسمه معاذ على فيسبوك وكان صديقًا جيداً، ولكن مع مرور الوقت شعرت مرح بشيء غريب فقد كان قريبًا جدًا منها ويفهم همومها ويعرفها في ذاتها! وكم أحست بكم التشابه بينه و بين سامي

وإحساسها القوي لم يخب يومًا ففي آخر مرة تحدثا بها، اعترف معاذ أنه سامي، واستعمل هذا الحساب الجديد ذي الإسم المستعار حتى يقترب منها وتسامحه على تخليه عنها

أخبرها أنه مازال يُحبها وأن السبب وراء ما حدث هو تهديدات عمتها مُنى له بأن تتأذى هي! لذا ولتكون مرح في آمان تخلى عنها، فسامحته بقلب رحب