الفصل الأوّل

4.3K 124 9
                                    

هذا ما لاحظته فيها، في كل مرة كنا نتحدث سويّةً...
املٌ و ابتسامة رغم كل شيء
كم كانت "مرح" كالفراشة، جميلة و هادئة وخدومة، كانت دائماً تحس ان وظيفتها في الحياة هي اسعاد غيرها فقط...

لم تفكر في نفسها يوماً ولا تعرف ما هي الانانية؟

أحبك يا "مرح" يا صديقتي ولن أنساكِ أبدًا

اسمي "شيماء" وعمري الآن ثمانية عشر عاماً، و هذه ليست قصتي بل قصة صديقتي التي أحبها حد الموت!

لأبدأ السرد منذ البداية:
عندما كنت في الخامسة عشر اِلتقيت بـ "مرح" لأول مرة في بيت عمها وعرفتني عليها ابنة عمها "نادية" التي كانت تدرس معي في نفس الصف

حين ولجتُ للغرفة و رأيتها، بشعرها الأسود الحريري الذي يغطي كتفيها، و ابتسامتها البريئة الملفتة لدرجة كبيرة، وجلستها وروحها الجذابة، شعرت بالراحة على الفور وبدأتُ حديثي معها دونما خجل أو تحفظ .

أحببتها كثيراً و قلت لنفسي (يجب لهذه الفتاة ان تكون صديقةً لي) لانها اسم على مُسمّىٰ في كل شيء، ما شاء الله.

بطبيعتي لم أكن من النوع الاجتماعي وكان يصعب عليّ التوافق مع اي شخص، لكن مَرح رائعة، فقد بدأتْ بسرعة في الضحك معي و ممازحتي ولم تُشعرني اني غريبة عنها أبداً.

مرت الأيام و تقربتُ من مرح وأصبحنا صديقتين، ولاحظتُ أيضًا ان مرح و نادية ابنة عمها ليستا على توافقٍ تام، كما أحسستُ أنّ الأخيرة تعامل مرح بشيء من القسوة او من الخوف كما توضح لي الامر مع مرور الزمن.

كانت المدرسة هي المكان الذي يجمعنا اغلب الوقت، لأن مرح لاتستطيع الذهاب لمنزل عمها باِستمرار، رغم انهم يسكنون في نفس المنطقة ومنازلهم قريبة من بعضها، و المدرسة أيضا قريبة منهم.

حبيبتي يا مرح، ...كانت تعيش مع جدتها لأن والدها توفي وتركها وحيدة في هذا العالم.

عندما سافر لباكستان في شبابه لدواعي عمل مع إحدى الشركات، تزوج هنالك بفتاة باكستانية وعاشا معًا ايامًا حُلوة،
و رزقه الله بـ" مرح "

لكن بعد سنوات بسيطة مرِضَ بشدة في الغربة وطلب من زوجته إن وافتهُ المنية، عليها ان تُرسل بإبنتهما إلى أهله في ليبيا؛ و بالفعل كان قلب والدتها قاسيًا إلىٰ هذه الدرجة!

أبعدت ابنتها عن حضنها، بعد أن توفي زوجها على الفور
وتزوجت بغيره!

بقلبٍ بارد حرمت أُمُّ مرح ابنتها من حنان الأم بعدما تيتّمت بفترة وجيزة؛ ورغم رجوعها لوطنها وقضائها عمرها بين اهلها، لكنها لم تحس بغربةٍ اكبر في حياتها.

كنا دائمًا معًا كالتوأم، تشعر بي ان اصابني مكروهٌ ما، و انا عيناها تكلمني ان حاولتْ اخفاء همومها عني كنا كصندوق أسرار لبعضنا البعض؛ و عرفتها على امي وأخواتي و أحبوها.

رحلة الفراشة (بالفصحى) {عن احداث واقعية}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن