كانت الثلوج تتساقط في هدوء خارج المنزل الموجود في «نيو إنجلاند»، جلست
الشقيقات الأربعة بجوار المدفأة في غرفة المعيشة الدافئة والمريحة.
َّ تذم جو فمها وهي مستلقية فوق السجادة:
«سيكون عيد الميلاد مختلفً دون هدايا.»
َّ تنهدت شقيقتها الكبرى، ميج، وقالت وهي تنظر إلى فستانها القديم: «حياة الفقراء
ليست ممتعة.»
ً قالت ايمي الشقيقة الصغرى وهي تأف : «ليس عدلا أن تحصل
بعض الفتيات على الكثير من الأشياء الجميلة، وأخريات لا يحصلن على شيء على الإطلاق.»
ً قالت بيث في سرور وهي جالسة في زاوية الغرفة:
ٌّ «لكن لدينا أم ٌ وأب يحباننا كثيرا، ولطالما كنا معا.» بدا أن كلماتها أسعدت شقيقاتها.
قالت جو: «لكن أبانا سافر منذ مدة طويلة، ولا ندري متى سيعود من الحرب.»
قالت ميج في إصرار: «سيكون هذا الشتاء قاسيًا علينا جميعا. لا ينبغي لنا شراء
الهدايا في حين أن كثيرا من الناس يعانون ويلات الحرب. لا بد أن نقدم التضحيات!»
وبالرغم مما قالته ميج من كلام طيِّب، فإنها كانت تشتاق إلى هدايا عيد الميلاد الجميلة.
قالت جو: «لا تملك كل واحدة منا سوى دولار واحد، وهذا لن يساعد الجيش في شيء.»
كانت جو تحب القراءة كثيرا وأرادت شراء رواية جديدة. أما بيث فقد اشتاقت كثيرا إلى
العزف على البيانو واشتاقت إيمي إلى أقلام التلوين الخشبية لكي ترسم.
ُّ استطردت جو الحزن وقالت: «لن تمانع والدتنا اذا أنفقنا نقودنا في شراء أشياء لنا والاستمتاع قليلا.»دقت الساعة السادسة تماما، وضعت بيث خف والدتها أمام المدفأة لتدفئته. لاحظت
ٍ جو أن خف أمها عتيق وبال ِّ ، وقالت: «لا بد أن نأتي بخف جديد لوالدتنا فهو مهترئ.»
عندها أعلنت بيث أنها ستشتري بالدولار الذي تملكه خفٍّ لوالدتها
أصرت جو علىِّ أن تشتريه هي، وذلك لأن أباها كان قد أوصاها بأن تعتني بأمها جيدا أثناء غيابه. وفكرت
ميج أنه ينبغي عليها هي أن تشتريه لأنها الشقيقة الكبرى.
ّ قالت بيث: «لدي ً فكرة! لنشتري جميعا هدايا لأمي، وليس لأنفسنا.»
ً رأت الفتيات أن هذه الفكرة رائعة، قالت ميج إنها ستشتري لها قفازا.
صاحت جو: «سأشتري لها خفٍّ من الساتان! أفضل خف يمكنني الحصول عليه.»
ُ أضافت بيث: «سأشتري لها مناديل جميلة مَطَّرزة الحواف.»
فكرت إيمي دقيقة وهي تجذب إحدى خصلات شعرها الأشقر، وقالت: «سأحضر
لأمي زجاجة عطر. وبهذه الطريقة سيتبقى معي قليل من المال لنفسي.»
شعرت جو بالحماسة، وقالت: «أتحرق شوقًا إلى مفاجأتها!»
ً ثم استدارت إلى شقيقاتها، وقالت: «سنذهب للتسوق غدا، وتذَكرن ْرن أن علينا التمرن
على مسرحية عيد الميلاد.» أخذت جو تسري في غرفة المعيشة، وبعد دقائق قليلة، انفجرت
الفتيات في الضحك بصوت عال حتى إنهن لم يسمعن أمهن وهي قادمة من البرد في
الخارج.
ً قالت الأم: «كم أنا سعيدة لأنكن تحظين وقت ممتع، هل أمضيتن يومكم سعيدا؟»
عندما خلعت الأم ملابسها المبتلة، وارتدت خفَها الدافئ، وجلست أمام المدفأة،
هبَّت الفتيات إلى العمل. ذكت جو النريان بالحطب، وأعدت ميج العشاء وساعدتها بيث،
وأشرفت إيمي على شقيقاتها تخبرهن بما يفعلنه وكيف يفعلنه.
ههههه متلي 😆
َّ عندما جلسن حول المائدة لتناول الطعام، قالت الأم: «لدي مفاجأة، لكن بعد العشاء يا فتيات.»
ً علت الابتسامة وجوههن سريعا، وقذفت جو المنديل في الهواء، وصاحت: «لا بد أنه خطاب، يعيش أبي!»
ُ أومأت الأم : «أجل، إنه خطاب من أبيكّن. هو بخير ويرى أن هذا الشتاء لن يكون سيئًا بدرجة كبيرة ويهنئكن بحلول عيد الميلاد، وهناك رسالة خاصة بعثها لكنني لن أخبركن بها إلا بعد تناول العشاء.»
أسرعت الفتيات في تناول العشاء، فقد كن يَتُقْ أبيهن كثيرا.
بعد العشاء، جلست الفتيات بجوار والدتهن بجانب المدفأة. قرأت الام :
«أخبري بناتي أنني أفكر فيهن طوال الوقت. وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكرا على رؤيتهن، أعلم أنهن سيحسن التصرف، ولن يهدرن أوقاتهن في أمور غير المجدية. أعلم أنني عندما
أعود إلى المنزل، سأشعر بفخر لم أشعر به من قبل بنسائي الصغيرات.»
أقنع الخطاب الفتيات بأن يحسن التصرف أثناء غياب الأب. وعم السرور أرجاء المنزل مع شروعهن في قضاء أمسيتهن في الخياطة، بعد أن حملت هانا ( الخادمة )الصحون إلى المطبخ. ذكرت السيدة الأم بناتها كيف اعتدن تمثيل مشاهد من مسرحية «السائح المحيسي» غنَّت الفتيات مع عزف بيث على البيانو القديم. وأدت كل واحدة منهن دورها بطريقتها: قلَّدت ميج صوت الفلوت، أما إيمي فقلدت صوت صرصور الليل،و انضمت إليهن جو في الغناء عندما شعرت برغبة في ذلك، لكنها دخلت في الوقت غير المناسب وأفسدت الأمر كله 😂😂. اعتادت الفتيات الغناء قبل النوم منذ أن كن صغيرات،وحتى الآن لم يكبرن أبدا على ترديد تلك الأغنيات الشهرية قبل النوم. 🐤ما الذي سيحدث بعد ذلك ؟
كيف سيكون يوم عيد الميلاد؟ هل سيكون سعيدا أم لا؟
وهل سينضم لهن احدا لقضاء امسية العيد معهن ؟
وما ردة فعل الأم عندما ترى الهدايا التي احضرنها الفتيات ؟💕
تابعوا معنا احداث القصة لتعرفو المزيد 😽✨
ِ
أنت تقرأ
✨LITTLE WOMEN✨ " النساء الصغيرات "
Fantasiaعندما اتجه نحوها فتى ضخم أصهب الشعر، اختبأت داخل غرفة صغيرة ًعليها ستار، لكن لم تكن وحدها بالغرفة، بل أصبحت وجها لوجه مع الفتى ! 😂 ً اندفعت جو قائلة: «آسفة، لم أدرك أن شخصا آخر هنا.» بدأت تتراجع للخروج من الغرفة، لكنه ضحك، وقال: «لا عليك، امكثي هن...