فتحت نانسي عينيها بخمول .. ثم توترت مرة واحدة عندما احست بانها لم تعد وحيدة في الغرفة .. انتفضت جالسة وهي تنظر إلى محمود الذي كان جالسا على الأريكة يراقبها .. اضطربت وهي تلاحظ نظراته الثاقبة .. فامتدت يدها لا إراديا لتتأكد من إحكام إغلاق أزرارها .. التقطت عيناه على الفور حركنها هذه .. ولكن تعابير وجهه بقيت هادئة وهو يقول :- أرجو أن تكوني أفضل حالا الآن
مررت يدها عبر شعرها الفوضوي محاولة ترتيبه قائلة باضطراب :- ما كان عليك تركي نائمة كل هذا الوقت
:- كان التعب واضحا عليك .. فلم أشأ إزعاجك
اعتدلت في جلستها بارتباك .. إنها المرة الأولى التي يراها فيها مستيقظة من النوم .. فاقدة لكل دفاعاتها وعاجزة عن الكلام .. قال بهدوء :- آسف لأنني لم أكن موجودا لاستقبالك .. فقد اضطررت للذهاب إلى الجامعة لأمر طارئ .. عرفت بأنك قد قابلت العمة منار .. وريم
قالت ساخرة :- قابلتهما بالتأكيد .. ولأكن صادقة معك .. لم يبدو عليهما السرور للقائي
عقد حاجبيه وكأن طريقة كلامها لم تعجبه .. فقال :- لقد كانتا متفاجئتين .. فلم يعلم أحد بزواجنا قبل الأمس
قالت بحيرة :- ولماذا أخفيت زواجنا عن عائلتك ؟ ألم تخبرني بأن عمك هو بمثابة والدك ؟
قال باقتضاب :- هو كذلك .. ولكن زواجي أمر يخصني وحدي .. وأنا لست بحاجة كي آخذ إذنا من أي أحد لأتزوج
حاولت أن تستوعب الأمر فلم تستطع .. ففكرت بأن محمود قد خمن بأن عائلته لن توافق على زواجه منها هي .. ففضل مفاجئتهم .. طرحت أخيرا السؤال الذي أقلقها كثيرا :- لماذا لم تخبرني بأنك تعيش مع عائلة عمك ؟
قال ببرود :- أنا لا أعيش مع عمي .. بل عمي هو من يعيش معي
ثم فسر قائلا :- لقد بنى والدي هذا المنزل قبل وفاته بسنوات .. لقد كان منزل أحلام والدتي .. وقد بنياه معا .. اختارا كل حجر بني به .. وعندما توفيا .. ما كان من الممكن لمراهق في الثامنة عشرة بأن يعيش وحده في مكان كهذا .. فانتقل عمي مع عائلته للإقامة معي .. وحتى الآن .. هم عائلتي الوحيدة .. وهو سيبقى دائما بمثابة الأب لي
ساد صمت ثقيل لاحظت نانسي خلاله شيء من القسوة يسكن داخل عيني محمود .. هل سيأتي ذلك اليوم الذي يكشف فيه محمود عن غموضه لها
قال فجأة :- هل قابلت جدتي ؟ .. والدة أمي ؟
قالت بدهشة :- جدتك ؟
قال باستهزاء :- أتصور بأن زوجة عمي لم تحاول حتى الإشارة إليها .. أحيانا ينسى سكان البيت وجودها بسبب اعتزالها عن الجميع في غرفتها .. سأعرفك إليها بعد الغداء .. هيا بنا .. الجميع في انتظارنا لنأكل معا
قالت باضطراب :- سأبدل ملابسي أولا ثم أوافيك
نهض قائلا :- سأسبقك إذن إلى الأسفل .. لا تتأخري
أنت تقرأ
عندما تنحني الجبال
Художественная прозаرفعت "نانسي" رأسها من فوق ركبتيها .. وتأملت بعينين خاليتين من التعبير قطرات المطر الخفيفة التي أخذت تهطل برفق بينما هي جالسة على الدرج الخلفي للمنزل الكبير الذي ولدت فيه وعاشت ما يقرب العشرين عاما ...