أصر محمود على أن تلازم نانسي السرير حتى تشفى تماما من جراحها .. مانعت في البداية .. ولكنها أذعنت عندما فكرت ببشاعة ذهابها إلى الجامعة بوجه مكدوم .. واستسلمت تماما إلى رعاية حنان التي أصدر لها محمود أوامر صارمة بالعناية بها .. في اليوم التالي للحادث .. فاجئها محمود بهاتف جديد أعطاها إياه قائلا :- يجب ألا يفرقك هذا الهاتف حتى أجدك أينما كنت
كانت تقدر أسباب قلقه الشديد .. فقد عرفت من حنان كيف جن جنونه عندما غابت لساعات طويلة خارج البيت دون ان يعرف طريقا لها .. ولكن ما إن خفت كدماتها حتى أصرت على العودة للمواظبة على الدوام في الكلية رغم اعتراضات محمود الشديدة ..
منذ شجارهما وهي بالكاد تتبادل معه الحديث .. عندما يطرح عليها سؤالا تجيبه بقرف بأقل كلمات ممكنة .. وفي الليل تسبقه إلى السرير متظاهرة بالنوم .. وعندما كان يلحق بها كان ينام بدوره فور وضع رأسه على الوسادة دون أن يلقي عليها نظرة
هي لم تسامحه على الإطلاق على صفعه لها .. حتى لو كان معذورا بعد صفعها له أولا .. إلا أن أي شيء لا يمنحه العذر لتوجيه تلك الكلمات القاسية التي قالها ذلك اليوم
لقد أظهر لها بوضوح مقدار ازدراءه لها .. وتفضيله لريم عنها .. بحق الله إنه حتى لم يسألها عن سبب شجارها مع ريم .. بعرفها .. لقد استحق تلك الصفعة .. وكانت لتكررها مجددا لو عاد بها الزمن
لن تسمح لأحد .. أي أحد بالحديث عن والدها بسوء .. بالذات محمود الذي يظن بأنه قد اشتراها ..
كانت قد نوت من قبل على الانتقام منه ومعاقبته على معاملته السيئة لها .. ولتفعل هذا .. كان عليها أن تكتشف نقطة ضعف لديه تساعدها في مهمتها .. وقد اكتشفت بأن نقطة ضعفه تلك كانت جسدها
لقد سبق ودخل عليها فجاة اثناء ارتدائها ملابسها .. لاحظت إجفاله .. وفقدانه لتماسكه وهو ينظر عبر أزرار قميصها المحلولة .. ومتابعته لها بعينيه وهي تترك الغرفة إلى الحمام دون ان تنطق بحرف
لقد وجدت سلاحها .. ستفقد عقله و وقاره الذين لطالما ميزاه .. ستنتقم منه أشد انتقام .. في الأيام التي تلت كانت تتعمد ارتداء الملابس المثيرة .. أسلوبها كان يعتمد على الملابس ذات الحشمة الخادعة .. التي تظهر بما تستره كل ما تخفيه .. كان ينظر إليها واجما كلما تبخترت امامه .. فتلاحظ هي انقباض أصابعه وكأنه يمنع نفسه بصعوبة على ضربها علة استفزازها له .. بينما كانت هي تتجاهله راسمة على وجهها علامات البراءة التامة .. وكأنها لا تفهم سبب غضب زوجها العزيز
رغم سعادتها بإزعاجها له .. فقد كانت تعرف بأنها ستدفع الثمن على ما تفعله قريبا .. محمود ليس من النوع الذي قد يسكت على مشاكسة زوجته له .. لقد حولت الأمر بينهما إلى حرب بتجاهلها له واستفزازها العلني له
أنت تقرأ
عندما تنحني الجبال
Ficção Geralرفعت "نانسي" رأسها من فوق ركبتيها .. وتأملت بعينين خاليتين من التعبير قطرات المطر الخفيفة التي أخذت تهطل برفق بينما هي جالسة على الدرج الخلفي للمنزل الكبير الذي ولدت فيه وعاشت ما يقرب العشرين عاما ...