قبلتها، نعم قبلتها. شعرت بأن جسدها تفاجئ، لكن المفاجئة الحقيقية هي أنها لم تقاوم. توقفت عن تقبيلها ثم نظرت إلى عينيها. لم تتحدث أي واحدة منا إلى الأخرى، ننظر إلى بعضنا البعض وسط ذلك الصمت الغريب. شعرت أنها اللحظة المناسبة لكي أعترف لها بحبي. و ليكن ما يكن! و لكن قبل أن أنطق بكلمة اقتربت مني هي الأخرى وقبلتني.
قبلتي الأولى، كانت حلوة بطعم السكر. قبلة ذات حب من طرف واحد. الطرف الثاني الذي اعتبرها مزحة لا غير ! و شيئا عاديا يحصل بين جميع البنات.
دفعتني عنها كأنها أدركت للتو ما حصل، جمعت كتبها دون أن تقول أية واحدة منا أي شيء. وقبل أن تغادر قالت بوجه فزع منزعج : "لا تخبري أحدا بهذا "
بالطبع لن أفعل، و لماذا أخبر أحدهم عن هذا؟ مالذي فهمته من هذه القبلات يا ترى؟ هل أدركت أني أحبها ؟ أم أنها مجرد قبلة عادية. لكن القبلة الثانية لم تكن عادية على الإطلاق ! لقد كانت قبلة شغف، كل منا أراد الآخر. لكنها كبحت نفسها و هربت مني.
لم أستطع النوم تلك الليلة، النتيجة متوقعة : سوف تتجاهلني، سوف تتصرف كأن شيئا لم يحدث او ستخبر الجميع عن حقيقتي. لا شك أنها أدركت الآن أنني مثلية. إنها تجمع القطع الآن، و تتذكر كل سؤال سألتها حول هذا الموضوع و تتأكد أكثر و أكثر أنني شيطان يستحق نار جهنم!
في اليوم التالي رأيتها داخل الفصل، كان لقاءا محرجا، تقابلت أعيننا لكنها أشاحت وجهها عني بسرعة و تظارهت أنها لم تراني. استمر الأمر لأسبوع. الجيد في الأمر هو أنها لم تخبر أحدا. ليس في صالحها أن يعرف الناس عن هذا. تجاهلها لي هكذا لن يحل هذه المشكلة ،علينا أن نتحدث. أرسلت لها رسالة اخبرتها بأنني أريد فرصة لأشرح لها ما حصل و بعدها فلتعش كل واحدة حياتها بعيدا عن الأخرى. محزن جدا ما يحدث معي، بسبب قبلة... بسبب قبلة تتداعى العلاقات. لكنني لست نادمة لقد سرقت هذه القبلة من الحياة و الناس و القوانين!. لقد سرقتها من صديقة.... و حبيبة بدأ حبي لها يتفتت بعدما حصل.
وافقت على لقائي، كانت متوترة، قلقة، محرجة، و متظاهرة بأنها مشغولة و تريد مني أن أتحدث بسرعة. حاولت أن أضع يدي على كتفها لكي أهدأ من روعها لكني تراجعت، لاشك في أنها خائفة مني و مشمئزة أيضا.
أخبرتها : "لاشك في أنك تعرفين الآن ماذا أكون، و انا لست محرجة مما أنا عليه، أنا احب نفسي كما أنا. لكنني وقعت في حبك.." نظرت للأرض بإحراج بعد أن قلت ذلك. ثم تابعت :
"لكنني أدرك أن مشكلتك ليست أنا بل نفسك. القبلة كانت بموافقة كلينا و الثانية كانت مبادرة منك. لاشك في أنك تتسائلين ما الذي جعلك تفعلين ذلك مع فتاة و أنت مدركة أن ذلك خطأ و أنك لا تحبين سوى الأولاد. هذا صحيح أليس كذلك ؟ "
أمسكت بيديها دون أن تقول شيئا.
"لا تقلقي، أنت لست مثلي. الرغبات وليدة لحظة و لا تعبر عن مشاعر دائمة. تقبيلك لي لا يعني أنك مثلية. الرغبات تكون قوية مع الجميع. و الجسد ينسى القوانين و يلبي رغباته "
نظرت إلي متفاجئة و نطقت أخيرا : أنا آسفة، ما حدث بيننا خطأ ، يجب أن لا يتكرر. و أنا لا أريد أن نتحدث إلى بعضنا البعض بعد الآن."
"بالطبع، هذا من حقك. تعرفين أي تجدينني عندما تغيرين رأيك"
و افترقنا. كانت قبلتي الأولى. أول فتاة أقبلها. قبلت فتيانا من قبل. قبلات تركت طعما سيئا في فمي و جسدي و حياتي. لكن الرعشة التي سارت في جسدي عندما قبلتها لا تنسى~
أنت تقرأ
فتاة قوس المطر
Romanceآسية فتاة تحب بنات جنسها، تعيش في مجتمع يرفض المثلية الجنسية ويقتلها بجميع الطرق! في هذه القصة نتابع حياتها كيف تتعامل مع وضعها وكيف تكتشف نفسها والمثليين من حولها.