٨

560 46 19
                                    


الفَصِل الثـامِنْ مِنْ روايـة "لاتَتِرُكَنيّ وَحدي".

**

شَعِرتِ بآلم يَجتاحِ قلبها فجأة عِندما رأتِ أسِمهُ مِنْ الِرسـالة، تناقلتِ أنظارها لـ "هافل" المُتعجبِ من تغيـِرُ ملامِحها، لتقول وهي تقفـل الهاتِف :

"شُون بمنزلي". نَظِر إليها بغضبِ، كَوَرِ قبضتهُ حَتى أبيضتِ مفاصِل يديهِ، قالتِ مُتسائِلة وهي تنِظُر لعينيهِ:

"نذهبِ؟!". أومأ لها، لتَمِسكَ بحقيبتها ويديها تهتزِ وقلبها كَادِ ينفجِر من الوجع الذيّ تَسَرِب بداخلهُ فجأة، خائفِة من رد فعل "هافل" عِندما يراَ "شونِ"، وخائفة أكثِر مِنْ رد فعـل "شون" عِندما يعلم أنها بدأتِ بمواعدِة غيرهُ، تودِّ البُكاءَ ولكنها ستتحمل، وستظهرِ قوتها التي خارِت عندما رأتَ أسمهُ .

وصـلا لِلمَنزل، تَرددِ قبل النُزول، ولكنْ يجبِ عليها أن تعلم لماذا جاءَ؟، هل ترَكِ عملهُ لأجلها؟، هل أشتاق لها؟، تساءَلتِ بداخلها، وقلبها لايهدئ من الآلم، جانبًا من قلبها سعيد، والآخر حزين لأنهُ سيعلم بآمِر مواعدتها لـ"هافل".

"ياريتكَ جيئتُ باكِرًا". همستِ بداخِل عقلها، وهى تخَرُجِ من السيارة، سمعَ "جاردين" صوت رنين الجرسَ المنزل، ليتجهَ صوبهُ ويفتحهُ، نظر لـ"ليليان" المتَوترة، وبجانبها "هافل" والذيّ يبدُو عليهِ الغضبِ .

تقدمتِ "ليليان" خطوتين من "جاردين" قائلة بتساءُل:

"أيـنَ هُوَ؟". وقبـل أن يتحدثَ سمعا صوتهُ يهتف ..

"أنا هُنا ليليان!". قالها وهُو يقف وينظِر إليها، نظراتِ تحمل الأشتياق بعينهُ، وقبلهُ يودّ الفرار من جُحرهُ، وهُو ينظِر إليها واقفةِ بجانبِ "هافل"، تقدمتِ إليهِ بعدة خطواتِ، ولكن "هافل" لم يدعها تتحدثِ بل وقف أمامها ليحجُب عنهُ روئيتها، قال هافل بنبرة مائِـلة للِصُراخَ:

" لماذا جئتَ؟".

"جئتَ لأتحدثِ مع ليليان". قالها بنبرة هادئـة، بـارِدة، حزينة، كأن روحهُ تُصارِع في مَعرِكة، كانْ مظهرهُ يظِهُر علي إرهاقهُ الواضحَ، جاءَ ليتحدث مع ليليان ويخبرها عن حقيقة رحيلـهُ، ولكّونهُ طامعِ للِغُفرانْ منها، ولكّونهُ أشتـاقِ إليها، إشتاق لِكُل تفصيلة بها، هُو لاينِكَر كّونهُ شعر بالغضب مِنْ وجود هافل بجانبها، ولكنهُ لايستطيع أن يقول عنها غير كّون مظهرها فاتـن، سـارِق للأنفاسِ ..

" أرحَـل، هي لاتُريد الحديث معكَ!".

" ومَـن أنتَ لتتحدثَ بالنيابة عنها؟". قالها وهُو يقتربِ منهُ، ليبعد هافل ليليان عنهُ، ليمسكها "جاردين"، ليتقدم "هافل" وهُو يتوعَد للذيّ أمامهُ ..

"أنها حبيبتي الآن!". ثم أستكمِل كلماتهُ قائلًا :

"لذلكَ أخبركَ للمرة الثانية، أرِحل مِنْ هُنـا!". نظراتهُ التائهَ، وعينيهِ التي تبحثِ عنها، ليؤكِـد كلام هافل، كانِت واقفة بجانب جاردين، بنظرة حزينة تتوسط مُقلتيها، أقتربِ منها بعد أن أبعـد هافل وقفَ أمامها قائلًا بحُزِن:

Don't Leave me alone .✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن